الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في بيان كذب المعترض في إيقاع وصف سفهاء الأحلام على أهل نجد]
فصل قال المعترض: (فصار بذلك موضعهم قابلا للبهتان إلى هذا الزمان، ومن أنكر عليهم من أهل نجد قتلوه ونهبوه والباقي أجلوه، فصح بهذا أنهم من الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم سفهاء الأحلام) .
والجواب أن يقال: هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصف أهل نجد وأهل اليمامة (1) بهذا، ولا دخل في وصفه من يؤمن بالله ورسوله منهم ولا من غيرهم، بل الموصوف بإجماع المسلمين هم الحرورية الخارجون على عليّ بن (أبي طالب)(2) رضي الله عنه الذين قاتلهم علي بالكوفة والبصرة وما يليها، وفيهم من بني يشكر ومن طيّ وتميم وغيرهم من قبائل العرب، ودارهم ومسكنهم بالعراق، ولا يُخْتلف في هذا، فدارهم دار أشياخك ومحل إقامتك الذي نشأت به، وأثنيت على أهله، وهي دار سفهاء الأحلام بنص الحديث وبإجماع الأمة، ودولتهم وشوكتهم كانت هناك دون النهر، ولذلك نسبوا إليها، فقيل: أهل النهروان، وحروراء بلدة هناك (3) نسبوا إليها، فقيل: الحرورية.
فأين في الحديث أنَّ
(1) في (ق) و (م) : "اليمن ".
(2)
ما بين القوسين سقط من (ح) و (المطبوعة) .
(3)
في (ق) و (ح) و (المطبوعة) : "هناك بلدة".
أهل اليمامة منهم (1) .؟ ما أقبح الكذب، وما أعظم (2) . خزي مبديه، وفي هجنة كلام المعترضين واستقباح مذهبه ما يقضي بسفاهة رأيه وعظيم عطبه.
ما يبلغ الأعداء من جاهل
…
ما يبلغ الجاهل من نفسه
ثم في زعمه أن الموضع قابل (3) للبهتان: إن قصد به المحل كما هو ظاهر عبارته، فقد سبَّ الأرض، والموضع المطيع لله الشاهد بوحدانيته بما أودع فيه من الآيات، وذرأ من البريات، وهو (4) . انتقال من مسبة [151] الساكن إلى مسبة المسكن، وإن أراد أهله وسكانه ففيه عيب كل مسلم، ووصفه بقبول البهتان والشك من عهد مسيلمة إلى هذا الزمان، فسبحان من (5) . طبع على قلبه، وحال بينه وبين العلم والفهم.
(1) ساقطة من (ح) .
(2)
في (ق) : "وأعظم".
(3)
في النسخ الأربع: "قابلا"، وهو خطأ.
(4)
في (ق) و (م) : "وهذا".
(5)
في (المطبوعة) : "الله الذي".