المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مقاييس ابن كثير في نقد المتن: - منهجية التأليف في السيرة عند ابن كثير

[عبد الرحمن السنيدي]

الفصل: ‌مقاييس ابن كثير في نقد المتن:

الأخرى عزَّة لما رأى في ذلك من الشرف له، واستعان بأختها أم حبيبة كما في الصحيحين وإنما وهم الراوي هذا بتسمية أم حبيبة (1) .

(1) 6/149.

ص: 39

‌مقاييس ابن كثير في نقد المتن:

راجع ابن كثير متون المرويات والأقوال في موضوع السيرة آخذاً بعين الاعتبار الخطوات التي كان العلماء يقومون بها وهم ينقدون النصوص والمرويات.

ومن هذه القواعد عرض المتن على القرآن الكريم ثم على السنة المتواترة ثم على الإجماع ثم على العقل (2) .

إن ممارسة هذا الفن وقراءة النصوص واستظهارها عوامل مكنت العلماء الراسخين من رد روايات وأحاديث بالنظر إلى المروي وألفاظ الحديث.

قال ابن دقيق العيد (ت:702هـ) : وأهل الحديث كثيراً ما يحكمون بذلك ـ أي بالوضع ـ باعتبار أمور ترجع إلى المروي وألفاظ الرسول صلى الله عليه وسلم، وحاصله يرجع إلى أنه حصلت لهم لكثرة محاولة ألفاظ الرسول صلى الله عليه وسلم هيئة نفسية أو ملكة يعرفون بها ما يجوز من ألفاظ الرسول صلى الله عليه وسلم وما لا

(2) الخطيب البغدادي: الكفاية في علم الرواية، ص170، عثمان موافي: منهج النقد التاريخي الإسلامي والمنهج الأوربي، الإسكندرية 1984م، ص:47-49.

ص: 39

يجوز أن يكون من ألفاظه (1) ، ويعد ابن القيم ـ وهو ممن نهل من المدرسة نفسها التي نهل منها ابن كثير ـ من أوائل العلماء الذين أصَّلوا بعض القواعد التي يمكن بواسطتها نقد متن الحديث (2) .

لم يُهْمِل العلماء المسلمون إذن نقد المتن من خلال استخدام بعض القواعد والمقاييس التي رصدها بعض الباحثين أمثال: مسفر غرم الله الدميني في كتابه "مقاييس نقد متون السنة"(3) ، وعصام البشير في كتابه "أصول منهج النقد عند أهل الحديث"(4) ، ومحمد طاهر الجوابي في كتابه "جهود المحدثين في نقد متن الحديث النبوي"(5) ، لكن هذا النوع من النقد ليس كلاً مباحاً لكل طالب، وليس باباً مفتوحاً لكل طارق.

قال ابن القيم ـ في إجابة على سؤال فحواه: هل يمكن معرفة الحديث الموضوع دون النظر في سنده؟: "إنما يَعْلمُ ذلك من تضلع في معرفة السنن الصحيحة واختلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها ملكة، وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة الرسول

(1) الاقتراح في بيان الاصطلاح، تحقيق عامر حسن صبري، بيروت، دار البشائر، ط1، 1417، ص:228.

(2)

انظر: نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول، تحقيق: حسن سماحي سويدان، بيروت، دار القادري، ط1، 1411، وهذا الكتاب لابن القيم هو المشهور بالمنار المنيف في الصحيح والضعيف، انظر: بكر أبو زيد: ابن القيم حياته وآثاره، الرياض، مكتبة المعارف، ط2، 1405، ص194.

(3)

ط1، 1404، ص:117-164-183-195-207-221.

(4)

نشرته مؤسسة الريان، بيروت، ط2، 1412هـ، ص:80.

(5)

نشرته مؤسسات عبد الكريم، تونس، ص:456-457.

ص: 40