الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
صبح الأعشى فى صناعة الإنشا
كتاب ألفه القاضى شهاب الدين أحمد بن عبد الله بن أحمد
القلقشندى. وُلِد فى قلقشند، إحدى قرى القليوبية بمصر، ودرس
بالقاهرة والإسكندرية على أكابر شيوخهما، وتخصص فى الأدب
والفقه الشافعى، وبرع فى علوم اللغة والبلاغة والإنشاء،
وتولى عددًا من المناصب الإدارية، أشهرها العمل فى ديوان
الإنشاء فى عصر السلطان المملوكى الظاهر برقوق. وكتاب
صبح الأعشى من الكتب الموسوعية التى ظهرت فى مصر
المملوكية فى القرنين السابع والثامن الهجريين. ويهدف
القلقشندى فيه إلى تدوين بعض المعارف والمعلومات اللازمة
لكاتب الإنشاء فى عصره؛ حتى يقوم بمهمته الديوانية. وساعده
فى كتابته عمله فى ديوان الإنشاء واطلاعه على كثير من
الوثائق وأمهات الكتب والمصنفات. وينقسم الكتاب إلى عشر
مقالات تسبقها مقدمة، وتلحق بها خاتمة، يقع كل ذلك فى (14)
مجلدًا. وفى المقدمة يتناول القلقشندى الحديث عن مسائل أولية
وتعريفات تمهيدية، مثل: فضل العلم وشرف الكتابة وتطور
الإنشاء خلال العصور وتاريخ ديوان الإنشاء فى الإسلام. وفى
المقالة الأولى: يتحدث عن مجموع المعارف التى يحتاج إليها
الكاتب فى ديوان الإنشاء، وهى معارف لغوية وأدبية
وتاريخية، وما يحتاج إليه من أنواع الأقلام والورق وغيرها، ثم
الحديث عن الخط العربى وتاريخه. وتناول فى المقالة الثانية:
المسالك والممالك (جغرافيا)، وذكر فيها الأرض والخلافة
والخلفاء والديار المصرية والشامية. وتناول فى المقالة الثالثة:
أمورًا تشترك فيها أنواع المكاتبات والولايات وغيرها، مثل: ذكر
الأسماء والألقاب، وبيان قطع الورق، وما يناسبها من الأقلام.
أما المقالة الرابعة: فهى أهم مقالات الكتاب، ويذكر فيها فهرسًا
مطولاً لألقاب الملوك وأرباب السيوف والعلماء والكتاب والقضاة،
مرتبة على حروف المعجم، ويشرح أساليب الكتابة، ومصطلحات
المكاتبات بين ملوك الشرق والغرب، وبين النبى صلى الله عليه وسلم وملوك الفرس
والروم. وتناول فى المقالة الخامسة: مسألة الولايات وطبقاتها
من الخلافة والسلطنة، ثم الألقاب والبيعات والعهود. وفى المقالة
السادسة: تحدث عن الوصايا الدينية والمسامحات وتصاريح
الخدمة السلطانية. وفى المقالة السابعة: تناول الإقطاعات؛ من
حيث نشأتها وأحكامها وأنواعها. وفى المقالة الثامنة: تناول
الأيمان. وفى المقالة التاسعة: تحدث عن عهود الأمان والهدن
وعقود الصلْح. أما المقالة العاشرة: فضمت فنونًا من الكتابة
تداولها الكتاب. ثم جاءت الخاتمة وذكر فيها أمورًا تتعلق بديوان
الإنشاء وأمور البريد وتاريخه فى مصر والشام. فالكتاب إذن
يتناول علومًا شتى، ويسير فيه القلقشندى على منوال أدباء
عصره؛ من حيث الأساليب المسجوعة والعبارات المنمقة الحافلة
بالمحسنات البديعية، وأهم ما فى الكتاب هو أمانة القلقشندى؛
حيث ينسب كل ما ينقله إلى صاحبه، ولا يدَّعى فيها شيئًا
لنفسه. وقد طُبع الكتاب لأول مرة سنة (1910 م) بالمطبعة
الأميرية بالقاهرة، ثم طُبع للمرة الثانية سنة (1963 م) بالمؤسسة
المصرية للتأليف والترجمة والنشر، ثم أعيد طبعه أكثر من مرة.