المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مبحث في أسباب العشق وعلاماته - نشوة السكران من صهباء تذكار الغزلان

[صديق حسن خان]

فهرس الكتاب

- ‌نشوة السكران

- ‌مقدمة في ذكر العشق واسمه وما جاء في حده ورسمه

- ‌مبحث في أسباب العشق وعلاماته

- ‌مبحث في مراتب العشق وأسمائه وصفاته

- ‌مبحث في العشق وذمه وترياقه وسمه

- ‌مبحث في أن العشق اضطراري أو اختياري

- ‌مبحث في ذكر الحسن والجمال

- ‌مبحث في ذكر الغزلان

- ‌مبحث في قسمة العشق مخاطباته

- ‌مبحث في أقسام النسوان وجلوة عدة من سرب الغزلان

- ‌مبحث في التقسيم باعتبار السن

- ‌فصل في أقسام الغزلان التي هي من مستخرجات أزاد رحمه الله تعالى

- ‌مبحث في ذكر من كلف وهو غير مكلف

- ‌فصل في أحوال العشاق

- ‌خاتمة

- ‌مطلق الحسن

- ‌الضفيرة

- ‌الجبهة

- ‌الحاجب

- ‌العين

- ‌الهدب

- ‌اللحظ

- ‌الكحل

- ‌الأنف

- ‌الفم

- ‌الشفة

- ‌المسي

- ‌الثغر

- ‌التبسم

- ‌اللسان

- ‌الحديث

- ‌الرضاب

- ‌الخد

- ‌العرق

- ‌الخال

- ‌الذقن

- ‌القرط

- ‌الجيد

- ‌الطوق

- ‌الثدي

- ‌الوشاح

- ‌القلب

- ‌الساعد

- ‌السوار

- ‌اليد

- ‌الظفر

- ‌الحناء

- ‌الخصر

- ‌السرة

- ‌ما تحت السرة

- ‌الردف

- ‌الساق

- ‌الرجل

- ‌الخلخال

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌مبحث في أسباب العشق وعلاماته

‌مبحث في أسباب العشق وعلاماته

قال بعض الأطباء: سببه النفساني الاستحسان والفكر، وسببه البدني ارتفاع بخار رديء إلى الدماغ عن مني محتقن، ولذلك أكثر ما يعتري العزاب، وكثرة الجماع تزيله بسرعة، وعلامته: نحافة البدن، وخلاء الجفن للسهر، وكثرة صعود الأبخرة، وغؤور العين وجفافها إلا عند البكاء، وحركة الجفن ضاحكة كأنه ينظر إلى شيء لذيذ، ونفس كثير الانقطاع والاسترداد والصعداء، ونبض غير منتظم، ولاسيما عند ذكر أسماء وصفات مختلفة، وتغير اللون وتنفس الصعداء. قال ارسطاطاليس: للعشق من النجوم زحل وعطارد والزهرة جميعا. فزحل يهيئ الفكرة والتمني والطمع والهم والهيجان والأحزان والوساوس والجنون، وعطارد يهيئ قول الشعر ونظم الرسائل والملق والخلاعة، وتنميق الكلام، وتليين المرام، والتذلل والتلطف، والزهرة تهيئ للعشق والوله والهيمان، والرقة والتلذذ بالنظر، والمؤانسة بالحديث، والمغازلة الباحثة على الشبق والغلمة، والميل إلى الطرب وسماع الأغاني وما شابهه. ومن علاماته: إغضاء المحب عند نظر محبوبه إليه، ورميه بطرفه نحو الأرض من مهابته له، وحياؤه منه، وعظمته في صدره، واضطراب يبدو للمحب عند رؤية من يشبه محبوبه، أو عند سماع اسمه، وحب أهله وقرابته وغلمانه وجيرانه وساكني بلده، وكثرة غيرته

ص: 8

عليه، ومحبة القتل والموت ليبلغ رضاه، والإنصات لحديثه إذا حدث، واستغراب كل ما يأتي به ولو أنه عين المحال، وتصديقه وإن كذب، وموافقته وإن ظلم، والشهادة له وإن جار، وإتباعه كيف يسلك، والإسراع بالسير نحو المكان الذي يكون فيه، والتعمد للقعود بقربه، والدنو منه، وإطراح الأشغال الشاغلة عنه، والزهد فيها، والرغبة عنها، والاستهانة بكل خطب جليل داع إلى فراقه، والتباطؤ في المشي عند القيام عند وجوده بكل ما يقدر عليه مما كان يتمتع به قبل ذلك حتى كأنه هو الموهوب له، وهذا كله قبل استعار نار الحب، فإذا تمكن أعرض عن ذلك كله وبدله عن ذلك كله وبدله سؤالا وتضرعا كأنه يأخذه من المحبوب، حتى أنه يبذل نفسه دون محبوبه، كما كانت الصحابة رضي الله تعالى عنهم يفدون النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحرب بنفوسهم حتى يصرعوا حوله. ومنها: الانبساط الكثير الزائد، والتضايق في المكان الواسع، والمحاربة على الشيء يأخذه أحدهما، وكثرة الغمز الخفي، وكثرة التمطي والتكسل إذا نظر إلى محبوبه، إلى غير ذلك مما لا يحصى. فهو ألطف موجود نشأ في الوجود، وأعز مقصد لذي الهجود. وقال المعلم: العشق نصف الأمراض، وشطر الأعراض، وقسيم الأقسام، وجل الآلام. وله مراتب سبعة تدريجية ذكرها داود الأنطاكي، ولو منح الله شخصا مددا يستغرق المدد، وحياة تستفرغ الأبد، وفراغا يذر الشواغل سدى، ونفحات قدسية تصقل مرآة عقله لقبوله الفيض أبدا، وأفرغ ذلك

ص: 9