الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللباس الأخضر
لبست بثينة حلة مخضرة
…
فرأيت أي الروح والريحان
وقع الحمائم في تصور بانة
…
خضراء إذ ذهبت إلى البستان
اللباس الأزرق
طلعت سعاد صبحية في حلة
…
زرقاء يقدمها علو الشان
أو تلك شمس ضمها نيلوفر
…
سقياً له من طالب اللقيان
اللباس المصندل
جاءت حسيناء الأبيطح في لب
…
س صندلي نحو هذا العاني
لبست بتوفيق الإله مصندلاً
…
لتعالج المصدوع بالفيحان
الخاتمة
أمليت في وصف المهاة قصيدة
…
حسنية تحوي أدق معان
في سبعة فوق الثمانين التي
…
مئة وألف بعدها حسباني
سميت "مرآة الجمال" قصيدتي
…
طابت برؤيتها قلوب حسان
ما إن سمعنا مثلا عن شاعر
…
آزاد للطرز المنشط بان
صلى الله على النبي وآله
…
ما غنت الأطيار بالألحان
ولصاحب القصيدة شرح موجز عليها، أثبت تحت كل عضو أشعاراً رائقة للشعراء، وأبياتاً فائقة للفصحاء، من تعريفات الحبائب، وتوصيفات الكواعب، وجملة أشعار في الدواوين العربية آلاف، وكانت ولادته في الخامس والعشرين من صفر يوم الأحد سنة ست عشرة ومئة ألف بمحروسة بلكرام، وهي متصلة بقنوج من
بلاد الهند المذكورة في "القاموس" وقنوج موطن هذا العبد المؤلف، وكان رحمه الله تعالى فاضلاً فقيهاً محدثاُ أديباً، بارعاً في العلوم العقلية والنقلية، جامعاً للفضائل والكمالات الصورية والمعنوية، وجملة أشعاره في "السبعة السيارة" وغيرها أحد عشر ألفاً، وما سمع قط من أهل الهند من يكون له ديوان عربي ومن يكون له شعر عربي على هذه الحالة، وهو حسان الهند، مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدواوين، وأوجد في مدحه معاني كثيرة نادرة لم يتيسر مثلها لأحد من الشعراء المفلقين، وأبدع في قصائده المدحية مخالص لم يبلغ مداها فرد من الفصحاء المتشدقين، وله في التغزل طور خاص قلما يوجد في كلام غيره، يعرفه أصحاب الفن، وله تصانيف نفيسة حسنة جداً، وغالبها حاضر عندي، وكان يرجع نسبه إلى علي العراقي بن حسين بن محمد بن عيسى موتم الأشبال بن زيد الشهيد ابن الإمام علي زين العابدين رضي الله عنهم. توفي رحمه الله في سنة مئتين وألف هجرية، ودفن بالروضة من أرض الدكن. وأما أنا، فيرجع نسبي إلى علي بن الحسين السبط أيضاً، لكن بواسطة أئمة الهدى من أهل البيت، وعشيرتي معروفة بسادة بخارى، ولي أيضاً يد صالحة وجارحة عاملة في اللسان العربي والفارسي والهندي، وتصانيف كثيرة فيها، لكن غالبها في علم التفسير والحديث وفقه السنة وعلم العقائد وعلم التاريخ وعلم الأدب واللغة والبديع وغير ذلك، وولدت ببلدة بريلي موطن جدي القريب من جهة الأم،
ونشأت في حجر الوالدة الكريمة بقنوج، على زنة سنور، واكتسبت العلوم المتداولة، وتأدبت على عصابة العلوم الفاضلة، وسافرت إلى الحرمين المكرمين، وعدت إلى بلدة بهو بال المحمية عن الرين والشين، ومن الله علي بالمال والحلال، والأولاد الصالحة، والقضاء النافذ، والحكم الماضي على الرئاسة العلية المذكورة، وخوطبت من جهة مليكة البرطانية بخطاب فائق ولقب رائق، لفظه بالفارسية: نواب عليجاه الملك سيد محمد صديق حسن خان بهادر، والآن أنا نزيلها، وزوج الرئيسة ودخيلها، جعل الله خاتمتي بالخير، وصانني عن شرور الأعادي وكل ضير. هذا وقد أورد الأنطاكي في "تزيين الأسواق" مقاطيع وأغزالاً وأبياتاً وأشعاراً كثيرة، ختم بها كتابه المذكور، وما ذكرت منها ههنا إلا اليسير المسطور، لأن الغزال المطلقة التنصيص، العامة من غير تخصيص، كثيرة لا تحصى، وغزيرة لا تستقصى. أورد منها في "تزيين الأسواق" ما حسن وقعه في الأسماع، وجلب القلوب السليمة الأذواق عند السماع، وذكر شيئا من لطائف الغزل الخاصة والعامة، في الذاتيات والأعراض اللازمة، وقد تغزل العشاق في الأعراض المفارقة، نحو الزينة والوضائف، ببديع النكت واللطائف، ومما يلحق بذلك التلميح، وهو نوع لطيف جليل المقدار في البديع، عظيم الفائدة في الإيصال إلى المطلوب، من نحو نكاية الخصم، وبلوغ الأرب من ذوي الفهم، ولم تدر الأغبياء وجل
علماء المعاني على أن التلميع يراد فه، والصحيح أنه أخص، ومما ينسج في هذا النمط ما سمته العرب باللاحن، قال ابن دريد: إنه مشتق من اللحن، يعني: الفطنة، وإن فائدتها التخلص من أنشوطة التعسف مع الأمن من المؤاخذة عند الإلجاء. وأمثلة التلميح والملاحن مذكورة في كتاب الأنطاكي. ومنها المجون، وما نقش على الخواتم والتكك، وغيرهما من نحو إكليل وعود وميل وكأس وأترجة، ومما ينخرط في هذا المسلك ما يكتب على الكتب، ونظائر ذلك كثيرة لا مطمع في استقصائها، ولا قدرة على إحصائها، وبعضها مذكور في "تزيين الأسواق" فإن شئت الإطلاع عليه فراجعه. ولنختم الكلام الذي اقتطفناه من هذه الأزهار وارتضيناه، ومن هذه الأصمار جنيناه، بغزل منا في بعض أيام الشباب نظمناه:
لله غانية في مهجتي نزلت
…
مالت إلى الوصل شوقا ثم ما وصلت
طحت بقلبي وضامتني بلا سبب
…
يا أيها القوم قولوا كيف ما فعلت
أتحف جوهر قلبي نحو حضرتها
…
ألقت إلي فما شامت وما قبلت
قد أمنتني وألقتني إلى أسف
…
بالله يا صاح ما هذا وما فعلت
قامت تودعني والحزن يرهقها
…
وقمت عانقتها والعين انهملت
جاءت وولت فلا شكوى من دعد
…
هي الحبيبة إن عادت وإن عدلت
حور الجنان تحاكي حسن عزتنا
…
في فكرهن ولو أبصرتها خجلت
تلوح في عارضيها صفرة عجب
…
لعلها من جفاء الصب انفعلت
كانت تؤمل قتلي دائما أبدا
…
لله نفس مشوق بالمنى قتلت
لم أرتكب في هوى أسماء معصية
…
بأي ذنب رعاها الله قد قتلت
إعراض قلبي عنها أي معصية
…
لا أرتضيه وإن جارت وإن عدلت
ضاءت ذوائبها من نور وجنتها
…
لله بارقة في ظلمة حصلت
أتلك طرتها طالت إلى قدم
…
أم آية هذه في شأنها نزلت
أهذه يدها البيضاء زاهية
…
من نور طلعتها شمس الضحى خجلت
أم غرة في جبين الدهر فائقة
…
أم درة من نحور الحور انتقلت
هي التي ترتضي مني وتمقتني
…
باليت يوم من التلوين انفعلت
حب المليحة يوم الدين مكرمة
…
هناك منه موازين الهوى ثقلت
سفاكة قطعت رأسي بلا قود
…
تجاوز الله عنها أي ما فعلت
فتانة أجرت الأنهار من دمنا
…
لا يفعل الظالم المغرور ما فعلت
هوى العذول رجوعي عن صبابتها
…
ولست أرجع إن حييت وإن قتلت
ألصب يشكر منه موعدا حسنا
…
وإن أخلت بإيفائها وإن ختلت
ما إن بخلت بروحي مذ شغفت بها
…
فكيف عزتنا بالوصل لي بخلت
ليست لها غاية في قتل عاشقها
…
إلا الثواب جزاها الله ما عملت
نصح العواذل لا يأتي بفائدة
…
تلك المواعظ منهم هفوة بطلت
شهادة الصب منها أي مرحمة
…
أمنية كان لي من مدة حصلت
وأين تحصل للعشاق خلوتها
…
ترى المحبين صرعى حين احتفلت
لن تنظرن إلى صب بعين رضا
…
فيا لمنتظر من نظرة فضلت
هيج الغرام وموت الهجر مخمصة
…
ما ضر عزة لو عن صبها سألت
موت المحب على دين الهوى حسن
…
أفتى به زمرة آثارهم نقلت
سقم الفتى في الهوى العذري عافية
…
وأي عافية ما مثلها حصلت
حكت سعاد لنا من حسنها عجبا
…
فلو رأتها ظباء المنحنى ضألت
فاضت دموعي على جيراننا بدم
…
هذي منازل سلمى قد خوت وخلت
كانت معمرة مأهولة أبدا
…
صارت بلا قع مذ أسماؤنا رحلت
لله درك يا صديق من كلم
…
نظمتها وهي في أوصافها كملت
صلى الإله على المختار من مضر
…
ما دام سنته للمؤمنين حلت
وقد رأينا أن نجعل هذا المقطع من الغزل كالاستغفار بعد الذنوب، والكفارة لمن عزم أن يتوب، لاشتماله على ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، التي يكشف بها كل غم، وينجلي كل هم، وهذا أقصى ما أردنا تحريره، وأنهى نهاية ما ارتضينا تسطيره، مستغفرين الله مما جنيناه، إذ هو أكرم كريم، يقبل توبة
التائب، ولطيف يؤوب إليه الآيب، قائلا ما قال الأنطاكي، في لوعة الشاكي ودمعة الباكي:
كتبت وقد أيقنت أن جوارحي
…
ستبلى ويبقى كل ما أنا عامله
فإن كان خيرا سوف أحمد غبه
…
وإن كان شرا أوبقتني غوائله
فاستغفر الله العظيم من الذي
…
كتبت ومما قلت أو أنا قائله
فيا رب بالهادي النبي محمد
…
نبي على كل الورى فاض نائله
وبالآل والأصحاب ترحم عاجزا
…
كليلا من الذنب الذي هو حامله
أتى تائبا من غفلة اللهو قائلا
…
صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله
ولم لا وجل العمر قد فات وانقضى
…
وعري أفراس الصبا ورواحله
تفضل عليه وارحم الآن ذله
…
وتختم بخير كل ما هو فاعله
فالحمد لله على إتمامه، والشكر له على جزيل إنعامه، وعلى خاصته من خلقه محمد أفضل صلاته وسلامه وعلى آله الغالبين بإتمامك الحجج على الأعادي، وأصحابه المتمين لأنوار الهدى في الدآدي، ما عد التسابيح للرحمن، بسبحة الياقوت والمرجان.