المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في مجامع طرق أهل الأرض واختلافهم في القرآن - نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم - جـ ١

[ابن القيم]

الفصل: ‌فصل في مجامع طرق أهل الأرض واختلافهم في القرآن

‌فصلٌ في مجامعِ طُرُقِ أهلِ الأرضِ واختلافِهم في القرآنِ

597 -

وإذَا أرَدْتَ مَجَامِعَ الطُّرُقِ الَّتِي

فِيهَا افتِرَاقُ النَّاسِ فِي القُرآنِ

598 -

فمَدارُهَا أصْلَانِ قَامَ عَلَيْهمَا

هَذَا الخِلَافُ هُمَا لَهُ رُكنَانِ

599 -

هَلْ قوْلُهُ بمشيِئةٍ أمْ لَا وَهَلْ

فِي ذَاتِهِ أمْ خَارجٌ هَذَانِ

600 -

أصْلا اختِلَافِ جَمِيع أهْلِ الأرْضِ فِي الْـ

ـقُرآنِ فَاطْلُبْ مُقْتَضَى الْبُرهَانِ

601 -

ثُمَّ الأُلَى قَالُوا بِغيرِ مَشِيئَةٍ

وإرادَةٍ مِنهُ فطَائِفَتَانِ

602 -

إحْدَاهُمَا جَعَلَتْهُ مَعْنَىً قَائِمًا

بالنَّفْسِ أو قَالُوا بِخَمْسِ مَعَانِ

603 -

واللَّهُ أحدَثَ هَذِه الألفَاظَ كَيْ

تُبدِيهِ معْقُولًا إلَى الأذْهَانِ

604 -

وَلذَاكَ قَالُوا إنَّهَا لَيْسَتْ هِي الْـ

ـقُرآنَ بَلْ دَلَّتْ عَلَى القُرْآنِ

597 - هنا حاشية في ب: "تحقيق القول في بحث الكلام".

599 -

د، س:"أو لا".

600 -

د، ط:"أصل اختلاف" ف: "أصلا خلاف".

602 -

"خمس معان ": انظر ما سبق في البيت 586.

- يعني: الأشاعرة والكلابية. وقد جعلت الأشاعرة كلام الله معنى واحدًا قائمًا بنفسه والكلابية جعلته خمسة معان وهو الكلام النفسي على ما هو معروف من مذهبهم وقد تقدم في الفصل الماضي تفصيل قول الأشاعرة والكلابية في الكلام، [البيت: 563 وما بعده].

604 -

ب، د، ط:"وكذاك قالوا".

كذا ورد البيت على الصواب في الأصل وطه. وفي غيرهما: "بل مخلوقة" وفي حاشية الأصل أيضًا كتبت هذه الزيادة. وضرب عليها في نسخة ظ، لأنها سبب لاختلال وزن البيت. (ص).

ص: 199

605 -

ولَرُبَّما سُمِّي بِهَا القُرْآنُ تَسْـ

ـمِيَةَ المَجازِ وذَاكَ وَضعٌ ثَانِ

606 -

ولذَلِكَ اخْتَلفُوا فقيلَ حِكَايةٌ

عَنْهُ وقِيلَ عِبَارةٌ لِبَيَانِ

607 -

إذْ كَانَ ما يُحْكَى كمَحْكِيٍّ وهَـ

ـذَا اللفْظُ والمعْنَى فمُخْتَلِفَانِ

608 -

ولذَا يُقَالُ حَكَى الحَدِيثَ بعَيْنهِ

إذْ كَانَ أوّلُهُ نظيرَ الثَّانِي

609 -

فَلِذَاكَ قَالُوا لَا نَقُولُ حِكَايَةٌ

ونَقُولُ ذَاكَ عِبَارَةُ الفُرْقَانِ

610 -

والآخَرُونَ يَرَوْنَ هَذَا البَحْثَ لفْـ

ـظِيًّا ومَا فِيهِ كَبيرُ مَعَانِ

* * *

605 - قالوا: إن إطلاق اسم القرآن على الألفاظ هو من باب المجاز وهو وضع ثان، والوضع الأول هو إطلاق القرآن على المعنى القائم بنفس الرب تعالى وهو وضع حقيقي. انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام 12/ 35.

606 -

"ولذلك": كذا في الأصل، ف، ظ. وفي غيرها:"وكذلك".

607 -

هذا توجيه من الأشاعرة لقولهم: إن ألفاظ القرآن عبارة عن كلام الله، وردّ منهم على الكلابية في قولهم إنه حكاية عن كلام الله. فيقول الأشاعرة: لا يصح أن نقول إن ألفاظ القرآن حكاية عن كلام الله لأن حكاية الشيء لا بد أن تكون عين المحكي تمامًا، كما تقول: حكيت الحديث بعينه أي: نقلت نص الحديث دون تغيير أو تقديم أو تأخير، ولكن نقول: الألفاظ عبارة عن كلام الله. انظر مختصر الصواعق 2/ 475، مقالات الإسلاميين 2/ 268، مجموع فتاوى شيخ الإسلام 12/ 552.

ص: 200