المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسند أبو ذر الغفاري - الجامع المسند الصحيح - جـ ٤

[الحارث بن علي الحسني]

فهرس الكتاب

- ‌الألق‌‌ابوالكنى

- ‌اب

- ‌مُسند أبو أمامة بن سهل بن حنيف

- ‌مُسند أبو أُمَامة البَاهِليِّ، صُدِيُّ بن عَجلَان

- ‌مُسند أبو أُمَامَةَ الحَارِثيِّ الأنْصَارِيِّ البلويِّ

- ‌مسند أبو أُميَّة الفزاري

- ‌مُسند أبو أيُّوب الأنْصَارِيِّ الخزرجيِّ

- ‌مُسند أبو بُرْدَة بن نِيَّار البلويِّ

- ‌مُسند أبو بَرْزَة الأسْلَمِيِّ

- ‌مُسند أبو بَشِير الأنْصَارِيّ

- ‌مُسند أبو بصرة الغفاريّ

- ‌مُسند خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق

- ‌مُسند أبو بَكَرَة الثَّقَفِيّ

- ‌مُسند أبو ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ

- ‌حرف الجيم من الكنى

- ‌مُسند أبو جِبيرَة بن الضَّحَّاك الأنْصَارِيّ

- ‌مُسند أبو جُهَيْم بن الحَارِث الأنْصَارِيّ

- ‌حرف الحاء من الكنى

- ‌مُسند أبو حُمَيْد السَّاعِديِّ الأنْصَارِيِّ

- ‌حرف الخاء من الكنى

- ‌مُسند أبو خِرَاش السُّلَمِيِّ

- ‌حرف الدال من الكنى

- ‌مُسند أبو الدَّرْدَاء الأنْصَارِيِّ، عويمر بن قيس

- ‌مُسند أبو ذَرّ الغِفَارِيِّ

- ‌حرف الرَّاء من الكنى

- ‌أبو رَافعٍ، مَوْلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو رَجَاء العُطَارِديّ

- ‌مُسند أبو رِمْثَة التَّميمِيِّ

- ‌حرف السين من الكنى

- ‌أبو سَعِيد بن المُعلَّى الأنصَارِيِّ

- ‌أبو سَعِيد الأنصَارِيّ الزُّرقيِّ

- ‌أبو سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، سَعْد بن مَالك بن سنان

- ‌مُسنَدُ أبو سفيان الأموي، صخر بن حرب بن أمية

- ‌مُسند أبو سَلمَى، رَاعِي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مُسند أبو السَّمْحِ، خَادم النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

- ‌حرف الشين من الكنى

- ‌مُسند أبو شُرَيْح الخُزاعِي الكَعِبيِّ

- ‌مُسند أبو شَهْم

- ‌حرف الطاء من الكنى

- ‌مُسند أبو طَلَحَةَ الأنصَارِيِّ

- ‌حرف العين من الكنى

- ‌مُسند أبو عَبْس بن جبر

- ‌مُسند أبو عَمْرَةَ الأنصَارِيِّ

- ‌حرف القاف من الكنى

- ‌مُسند أبو قَتادَةَ الأنصَارِيِّ، الحَارِث بن ربعي

- ‌حرف اللام من الكنى

- ‌مُسند أبو لُبابَةَ الأنصَارِيِّ

- ‌حرف الميم من الكنى

- ‌مُسند أبو مَالكٍ الأشعريِّ، كَعبُ بن عَاصِمٍ

- ‌مُسند أبو مَحذُورة الجمحي المُؤذِّن

- ‌مُسند أبو مَسْعُود الأنصَارِيِّ البدريِّ عُقبة بن عَمرٍو

- ‌مُسند أبو مُوسَى الأشعريِّ

- ‌حرف النون من الكنى

- ‌مُسند أبو النضر السلمي

- ‌حرف الهاء من الكنى

- ‌مُسند أبو هُرَيْرَةَ الدوسي

- ‌حرف الواو من الكنى

- ‌مسند أبو وَاقِد اللَّيْثيِّ، الحَارِث بن عَوف

- ‌حرف اللام ألف من الكنى

- ‌مُسند أبو لَاسٍ الخُزاعِيِّ، ويُقال: ابن لاس

الفصل: ‌مسند أبو ذر الغفاري

‌مُسند أبو ذَرّ الغِفَارِيِّ

2876 -

[ح] الأعْمَش، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ أمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرَّةِ المَدِينَةِ عِشَاءً وَنَحْنُ نَنْظُرُ إِلَى أُحُدٍ، فَقَالَ:«يَا أبا ذَرٍّ» قُلتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: «مَا أُحِبُّ أنَّ أُحُدًا ذَاكَ عِنْدِي ذَهَبًا، أُمْسِي ثَالِثَةً وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، إِلَّا دِينَارًا أرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إِلَّا أنْ أقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ الله هَكَذَا» وَحَثَا عَنْ يَمِينِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ.

قَالَ: ثُمَّ مَشَيْنَا، فَقَالَ:«يَا أبا ذَرٍّ، إِنَّ الأكْثَرِينَ هُمُ الأقَلُّونَ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» وَحَثَا عَنْ يَمِينِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ. قَالَ: ثُمَّ مَشَيْنَا، فَقَالَ:«يَا أبا ذَرٍّ، كَمَا أنْتَ حَتَّى آتِيَكَ» قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، قَالَ: فَسَمِعْتُ لَغَطًا وَصَوْتًا، قَالَ: فَقُلتُ: لَعَلَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَرَضَ لَهُ، قَالَ: فَهَمَمْتُ أنْ أتْبَعَهُ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَهُ:«لَا تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ» فَانْتَظَرْتُهُ، حَتَّى جَاءَ، فَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي سَمِعْتُ، فَقَالَ:«ذَاكَ جِبْرِيلُ أتَانِي، فَقَالَ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا، دَخَلَ الجنَّة» قَالَ: قُلتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ» .

أخرجه أحمد (21674)، والبخاري (2388)، ومسلم (2267)، وأبو داود (5226)، والترمذي (2644)، والنسائي (10891).

ص: 66

2877 -

[ح] هِشَام بْن عُرْوَةَ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ أبِي مُرَاوِحٍ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قَالَ:«إِيمَانٌ بِالله، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ» قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، فَأيُّ الرِّقَابِ أفْضَلُ؟ قَالَ:«أنْفَسُهَا عِنْدَ أهْلِهَا، وَأغْلَاهَا ثَمَنًا» قَالَ: فَإِنْ لَمْ أجِدْ؟ قَالَ: «تُعِينُ صَانِعًا، أوْ تَصْنَعُ لِأخْرَقَ» وَقَالَ: فَإِنْ لَمْ أسْتَطِعْ؟ قَالَ: «كُفَّ أذَاكَ عَنِ النَّاسِ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا عَنْ نَفْسِكَ» .

أخرجه عبد الرزاق (16817)، والحميدي (131)، وابن أبي شيبة (19653)، وأحمد (21657)، والدارمي (2904)، والبخاري (2518)، ومسلم (163)، وابن ماجة (2523)، والنسائي (4322).

- قال المزي: أبو مراوح الغفاري، ويقال: الليثي، المدني، قال مسلم: اسمه سعد، وذكره في موضع آخر، ولم يسمه «تهذيب الكمال» 34/ 270.

2878 -

[ح] حُسَيْن المُعَلِّمَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، أنَّ أبا الأسْوَدِ، حَدَّثَهُ عَنْ أبِي ذَرٍّ، أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أبِيهِ، وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ، وَمَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ، فَلَيْسَ مِنَّا، وَليَتَبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالكُفْرِ، أوْ قَالَ: عَدُوُّ الله، وَلَيْسَ كَذَاكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ» .

أخرجه أحمد (21797)، والبخاري (3508)، ومسلم (129)، وابن ماجة (2319).

2879 -

[ح] قَتادَةُ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلتُ لِأبِي ذَرٍّ: لَوْ رَأيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَسَألتُهُ. قَالَ: وَمَا كُنْتَ تَسْألُهُ؟ قَالَ: كُنْتُ أسْألُهُ هَل رَأى رَبَّهُ؟ قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سَألتُهُ فَقَالَ: «قَدْ رَأيْتُهُ نُورًا أنَّى أرَاهُ» قَالَ عَفَّانُ: وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ هِشَامٍ يَعْنِي مُعَاذًا، أنَّهُ رَوَاهُ عَنْ أبِيهِ، كَمَا قَالَ هَمَّامٌ:«قَدْ رَأيْتُهُ» .

أخرجه الطيالسي (476)، وأحمد (21638)، ومسلم (362)، والترمذي (3282).

ص: 67

2880 -

[ح] الأوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: أخْبَرَنِي هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ، عَنِ الأحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: دَخَلتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، فَوَجَدْتُ فِيهِ رَجُلًا يُكْثِرُ السُّجُودَ، فَوَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَلمَّا انْصَرَفَ قُلتُ: أتَدْرِي عَلَى شَفْعٍ انْصَرَفْتَ أمْ عَلَى وِتْرٍ؟ قَالَ: إِنْ أكُ لَا أدْرِي، فَإِنَّ الله عز وجل يَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: أخْبَرَنِي حِبِّي أبُو القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ بَكَى.

ثُمَّ قَالَ: أخْبَرَنِي حِبِّي أبُو القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ قَالَ: أخْبَرَنِي حِبِّي أبُو القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، أنَّهُ قَالَ:«مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لله سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَهُ الله بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً» قَالَ: قُلتُ: أخْبِرْنِي مَنْ أنْتَ يَرْحَمُكَ. الله؟ قَالَ: أنا أبُو ذَرٍّ، صَاحِبُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. فَتقَاصَرَتْ إِليَّ نَفْسِي.

أخرجه عبد الرزاق (3561)، وأحمد (21783)، والدارمي (1582).

2881 -

[ح] سُلَيمانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ، يُحدِّثُ عَنْ أبِيهِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّهُ سَألَهُ عَنْ أوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ، قَالَ:«المَسْجِدُ الحَرَامُ ثُمَّ بَيْتُ المَقْدِسِ» فَسُئِلَ كَمْ بَيْنَهُما؟ قَالَ: «أرْبَعُونَ عَامًا، وَحَيْثُمَا أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ فَثَمَّ مَسْجِدٌ» .

أخرجه الطيالسي (464)، وعبد الرزاق (1578)، والحميدي (134)، وابن أبي شيبة (7835)، وأحمد (21800)، والبخاري (3366)، ومسلم (1097)، وابن ماجة (753)، والنسائي (771).

2882 -

[ح] وَاصِلٍ، مَوْلَى أبِي عُيَيْنَةَ، قَالَ عَارِمٌ: حدَّثنا وَاصِلٌ، عَنْ يَحْيَى ابْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أبِي الأسْوَدِ الدِّيليِّ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ

ص: 68

رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عُرِضَتْ عَليَّ أعْمَالُ أُمَّتي حَسَنُها وَسَيِّئُها، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أعْمَالَهِا إِمَاطَةَ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِئِ أعْمَالَهِا النُّخَاعَةَ، قَالَ عَارِمٌ، تَكُونُ فِي المَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ» وَقَالَ يُونُسُ: «النُّخَاعَةُ تَكُونُ فِي المَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ» .

أخرجه أحمد (21900)، ومسلم (1170).

2883 -

[ح] أبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: أوْصَانِي خَلِيِلي صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثَةٍ: «اسْمَعْ وَأطِعْ وَلَوْ لِعَبْدٍ مُجدَّعِ الأطْرَافِ. وَإِذَا صَنَعْتَ مَرَقَةً فَأكْثِرْ مَاءَهَا، ثُمَّ انْظُرْ أهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأصِبْهُمْ مِنْهُ بِمَعْرُوفٍ، وَصَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَإِذَا وَجَدْتَ الإِمَامَ قَدْ صَلَّى فَقَدْ أحْرَزْتَ صَلَاتَكَ، وَإِلَّا فَهِيَ نَافِلَةٌ» .

أخرجه أحمد (21758)، ومسلم (1411).

2884 -

[ح] شُعْبَة، عَنِ المُهَاجِرِ أبِي الحَسَنِ، سَمِعَ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: أذَّنَ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، فَقَالَ:«أبْرِدْ أبْرِدْ» أوْ قَالَ: «انْتَظِرِ انْتَظِرْ» وَقَالَ: «شِدَّةُ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأبْرِدُوا عَنِ الصَّلاةِ» حَتَّى رَأيْنَا فَيْءَ التُّلُولِ.

أخرجه الطيالسي (446)، وابن أبي شيبة (3301)، وأحمد (21866)، والبخاري (535)، ومسلم (1345)، والترمذي (158).

2885 -

[ح] حُميْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ صَامِتٍ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَامَ أحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ

ص: 69

الرَّحْلِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الحِمَارُ وَالمَرْأةُ وَالكَلبُ الأسْوَدُ» قُلتُ: يَا أبا ذَرٍّ، مَا بَالُ الكَلبِ الأسْوَدِ مِنَ الكَلبِ الأحْمَرِ مِنَ الكَلبِ الأصْفَرِ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أخِي، سَألتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَمَا سَألتَني، فَقَالَ:«الكَلبُ الأسْوَدُ شَيْطَانٌ» .

أخرجه الطيالسي (454)، وابن أبي شيبة (2862)، وأحمد (21669)، والدارمي (1533)، ومسلم (1072)، وابن ماجة (952)، وأبو داود (702)، والترمذي (338)، والنسائي (828).

2886 -

[ح] بِشْرُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ قَالَ قُلتُ: يَا رَسُولَ الله سَبَقَ أهْلُ الأمْوَالِ الدَّثْرِ بِالأجْرِ يَقُولُونَ كَمَا نَقُولُ، وَيُنْفِقُونَ وَلَا نُنْفِقُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«أفَلَا أدُلُّكَ عَلَى عَمَلٍ إِذَا أنْتَ قُلتَهُ أدْرَكْتَ مَنْ قَبْلَكَ وَفُتُّ مَنْ بَعْدَكَ، إِلَّا مَنْ قَالَ مِثْلَ قَوْلِكَ تُسَبِّحُ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُ أرْبَعًا وَثَلَاثِينَ» .

قَالَ الحُمَيْدِيُّ: ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ: إِحْدَاهُنَّ أرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ، وَعِنْدَ مَنَامِكَ مِثْلُ ذَلِكَ.

أخرجه الحميدي (133)، وأحمد (21740)، وابن ماجة (927).

2887 -

[ح] وَاصِلٍ، مَوْلَى أبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أبِي الأسْوَدِ الدِّيليِّ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَتَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَتَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَتَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَأمْرٌ بِالمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ أحَدَكُمْ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى» .

أخرجه ابن أبي شيبة (30033)، وأحمد (21807)، ومسلم (1618)، وأبو داود (1286).

ص: 70

2888 -

[ح] الحَسَنِ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: أتَيْتُ أبا ذَرٍّ، قُلتُ: مَا مَالُكَ؟ قَالَ: لِي عَمَلي. قُلتُ: حَدِّثْنِي. قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لهُما ثَلَاثَةٌ مِنْ أوْلَادِهِمَا لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ، إِلَّا غَفَرَ الله لُهما» قُلتُ: حَدِّثْنِي قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ مِنْ كُلِّ مَالٍ لَهُ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ الله، إِلَّا اسْتَقْبَلَتْهُ حَجَبَةُ الجَنَّةِ كُلُّهُمْ يَدْعُوهُ إِلَى مَا عِنْدَهُ» قُلتُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَتْ رِجَالًا فَرَجُلَيْنِ، وَإِنْ كَانَتْ إِبِلًا فَبَعِيرَيْنِ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَرًا فَبَقَرَتَيْنِ» .

أخرجه ابن أبي شيبة (12006)، وأحمد (21667)، والدارمي (2556)، والنسائي (2014).

- قال الدارقُطني: والصواب: عن الحسن، عن صعصعة، عن أبي ذر متصلًا. «العلل» (1151).

2889 -

[ح] الأعْمَش، عَنِ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، فَلمَّا رَآنِي مُقْبِلًا، قَالَ:«هُمُ الأخْسَرُونَ وَرَبِّ الكَعْبَةِ» فَقُلتُ: مَا لِي؟ لَعَلِّي أُنْزِلَ فِيَّ شَيْءٌ، مَنْ هُمْ فِدَاكَ أبِي وَأُمِّي؟ قَالَ:«الأكْثَرُونَ أمْوَالًا إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا» فَحَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ.

قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَمُوتُ أحَدٌ مِنْكُمْ، فَيَدَعُ إِبِلًا وَبَقَرًا وَغَنمًا لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا، إِلَّا جَاءَتْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأسْمَنَهُ، تَطَؤُهُ بِأخْفَافِهَا، وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا، أُعِيدَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ» .

أخرجه الحميدي (140)، وابن أبي شيبة (35527)، وأحمد (21823)، والدارمي (1742)، والبخاري (1460)، ومسلم (2263)، وابن ماجة (1785)، والترمذي (617)، والنسائي (2232).

ص: 71

2890 -

[ح] الجُريْرِيّ، حدَّثنا أبُو العَلاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ، أنَّ الأحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى مَلَإٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ خَشِنُ الشَّعَرِ وَالثِّيابِ وَالهَيْئَةِ، حَتَّى قَامَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: بَشِّرِ الكَانِزِينَ بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أحَدِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيِهِ، يَتَزَلزَلُ، ثُمَّ وَلَّى، فَجَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ، وَتَبِعْتُهُ وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَأنا لا أدْرِي مَنْ هُوَ؟ فَقُلتُ لَهُ: لا أُرَى القَوْمَ إِلَّا قَدْ كَرِهُوا الَّذِي قُلتَ، قَالَ: إِنَّهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا.

قَالَ لِي خَلِيلي، قَالَ: قُلتُ: مَنْ خَلِيلُكَ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا أبا ذَرٍّ أتُبْصِرُ أُحُدًا؟ » قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى الشَّمْسِ مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ، وَأنا أُرَى أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يُرْسِلُنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ، قُلتُ: نَعَمْ، قَالَ:«مَا أُحِبُّ أنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، أُنْفِقُهُ كُلَّهُ، إِلَّا ثَلاثَةَ دَنَانيرَ» وَإِنَّ هَؤُلاءِ لا يَعْقِلُونَ، إِنَّما يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا، لا وَالله، لا أسْألُهُمْ دُنْيَا، وَلا أسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ، حَتَّى ألقَى الله.

أخرجه أحمد (21755)، والبخاري (1407)، ومسلم (2269)، والبزار (3901).

2891 -

[ح] الأعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ قَالَ:«كَانَتْ المُتعَةُ لِأصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً» .

أخرجه ابن أبي شيبة (13894)، ومسلم (2937)، وابن ماجة (2985)، والنسائي (3777).

2892 -

[ح] دَاوُد بْن أبِي هِنْدٍ، عَنْ الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: صُمْنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم رَمَضَانَ فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا

ص: 72

مِنَ الشَّهْرِ، حَتَّى إِذَا كَانَ لَيْلَةُ أرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، قَامَ بِنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَادَ أنْ يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَلمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي تَلِيهَا، لَمْ يَقُمْ بِنَا، فَلمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ، قَامَ بِنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَادَ أنْ يَذْهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ.

قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، لَوْ نَفَّلتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ قَالَ:«لَا، إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» فَلمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي تَلِيهَا لَمْ يَقُمْ بِنَا، فَلمَّا أنْ كَانَتْ لَيْلَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ، جَمَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أهْلَهُ وَاجْتَمَعَ لَهُ النَّاسُ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَادَ يَفُوتُنَا الفَلَاحُ. قُلتُ: وَمَا الفَلَاحُ؟ قَالَ: السُّحُورُ، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا يَا ابْنَ أخِي شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ.

أخرجه الطيالسي (468)، وعبد الرزاق (7706)، وابن أبي شيبة (7777)، وأحمد (21749)، والدارمي (1905)، وابن ماجة (1327)، وأبو داود (1375)، والترمذي (806)، والنسائي (1289).

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

2893 -

[ح] أبِي زُرْعَةَ بْن عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الحرِّ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ:«ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ الله يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ» قَالَ: فَقَرَأهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَقَالَ أبُو ذَرٍّ: خَابُوا وَخَسِرُوا، خَابُوا وَخَسِرُوا، خَابُوا وَخَسِرُوا، قَالَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «المُسْبِلُ، وَالمنَّانُ، وَالمُنفِّقُ سِلعَتَهُ بِالحَلِفِ الكَاذِبِ» .

أخرجه ابن أبي شيبة (22640)، وأحمد (21766)، والدارمي (2768)، ومسلم (208)، وابن ماجة (2208)، وأبو داود (4087)، والترمذي (1211)، والنسائي (2355).

ص: 73

2894 -

[ح] عَبْد الله بْنِ بُريْدَةَ، عَنْ أبِي الأسْوَدِ [ظَالِم بْن عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ] الدِّيليِّ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أحْسَنِ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبَ الحِنَّاءَ وَالكَتَمَ» .

أخرجه عبد الرزاق (20174)، وابن أبي شيبة (25503)، وأحمد (21663)، وابن ماجة (3622)، وأبو داود (4205)، والترمذي (1753)، والنسائي (9297).

- قال أبو عيسى التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

وقال الدارقُطني: والصواب قول من قال: عن أبي الأسود، عن أبي ذر. «العلل» . (1136).

2895 -

[ح] أبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ:«لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئًا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ، فَالقَ أخَاكَ بِوَجْهٍ طَلقٍ» .

أخرجه أحمد (21852)، ومسلم (6783)، وابن ماجة (3362)، والترمذي (1833).

2896 -

[ح] وَاصِل، مَوْلَى أبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أبِي الأسْوَدِ الدِّيليِّ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، ذَهَبَ أهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أمْوَالهِمْ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ الله لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ، إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَبِكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَفِي بُضْعِ أحَدِكُمْ صَدَقَةً» .

قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، أيَأتِي أحَدُنَا شَهْوَتَهُ يَكُونُ لَهُ فِيهَا أجْرٌ؟ قَالَ: «أرَأيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الحَرَامِ، أكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ وَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي

ص: 74

الحَلَالِ، كَانَ لَهُ فِيهَا أجْرٌ» قَالَ عَفَّانُ: تَصَّدَّقُونَ، وَقَالَ:«وَتَهْلِيلَةٍ وَتَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَأمْرٍ بِمَعْرُوفٍ صَدَقَةً، وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةً، وَفِي بُضْعٍ صَدَقَةٌ» .

أخرجه أحمد (21805)، ومسلم (2292)، والبزار (3918).

2897 -

[ح] سُلَيمان بْن المُغِيرَةِ، حدَّثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ أبُو ذَرٍّ: قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، الرَّجُلُ يُحِبُّ القَوْمَ وَلَا يَسْتَطِيعُ أنْ يَعْمَلَ كَعَمَلِهمْ؟ قَالَ:«أنْتَ يَا أبا ذَرٍّ مَعَ مَنْ أحْبَبْتَ» قُلتُ: فَإِنِّي أُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ. قَالَ: «فَأنْتَ يَا أبا ذَرٍّ مَعَ مَنْ أحْبَبْتَ» .

أخرجه أحمد (21707)، والدارمي (2953)، وأبو داود (5126)، والحارث بن أبي أُسامة في «بغية الباحث» . (1107)، والبزار (3950).

2898 -

[ح](الأعْمَشِ، وَوَاصِلٍ الأحْدَبِ) عَنْ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ المَعْرُورَ، قَالَ: رَأيْتُ أبا ذَرٍّ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، قَالَ حَجَّاجٌ: بِالرَّبَذَةِ وَعَلَى غُلَامِهِ مِثْلُهُ قَالَ حَجَّاجٌ مَرَّةً أُخْرَى، فَسَألتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَذَكَرَ أنَّهُ سَابَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَعَيَّرَهُ بِأُمِّهِ.

قَالَ: فَأتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ الله تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَليُطْعِمْهُ مِمَّا يَأكُلُ، وَليَكْسُهُ مِمَّا يَلبَسُ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأعِينُوهُمْ عَلَيْهِ» .

أخرجه عبد الرزاق (17965)، وأحمد (21738)، والبخاري (30)، ومسلم (4326)، وابن ماجة (3690)، وأبو داود (5157).

ص: 75

2899 -

[ح] مَنْصُور، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الحُرِّ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا أخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ:«اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ نَمُوتُ وَنَحْيَا» وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: «الحَمْدُ لله الَّذِي أحْيَانَا بَعْدَ مَا أمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» .

أخرجه أحمد (21694)، والبخاري (6325)، والنسائي (10518).

2900 -

[ح] (سَوَادَةَ بْنَ عَاصِمٍ العَنَزِيَّ، وَأبِي عَبْدِ الله الجَسْرِيِّ [حِمْيَرِي بن بَشيرٍ]، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ألَا أُخْبِرُكَ بِأحَبِّ الكَلَامِ إِلَى الله؟ » قُلتُ: يَا رَسُولَ الله أخْبِرْنِي بِأحَبِّ الكَلَامِ إِلَى، الله، قَالَ:«إِنَّ أحَبَّ الكَلَامِ إِلَى الله: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ» .

أخرجه ابن أبي شيبة (30031)، وأحمد (21646)، ومسلم (7025)، والترمذي (3593)، والنسائي (10592).

2901 -

[ح] مَنْصُور، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الحُرِّ، عَنْ المَعْرُورِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ العَرْشِ، وَلَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلي» .

أخرجه أحمد (21672).

2902 -

[ح] حُصَيْن بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ فَإِذَا أنا بِأبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، فَقُلتُ لَهُ: مَا أنْزَلَكَ مَنْزِلكَ هَذَا؟ قَالَ: كُنْتُ بِالشَّامِ، فَاخْتَلَفْتُ أنا وَمُعَاوِيَةُ فِي {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34]، قَالَ مُعَاوِيَةُ: نَزَلَتْ فِي أهْلِ الكِتَابِ، فَقُلتُ: نَزَلَتْ فِينَا وَفِيهِمْ، فَكَانَ بَيْني وَبَيْنَهُ فِي ذَاكَ.

ص: 76

وَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه يَشْكُونِي، فَكَتَبَ إِليَّ عُثْمَانُ: أنِ اقْدَمِ المَدِينَةَ فَقَدِمْتُها، فَكَثُرَ عَليَّ النَّاسُ حَتَّى كَأنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ ذَاكَ لِعُثْمَانَ» فَقَالَ لِي: إِنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ، فَكُنْتَ قَرِيبًا، «فَذَاكَ الَّذِي أنْزَلَنِي هَذَا المَنْزِلَ، وَلَوْ أمَّرُوا عَليَّ حَبَشِيًّا لَسَمِعْتُ وَأطَعْتُ» .

أخرجه ابن أبي شيبة (10799)، والبخاري (1406)، والنسائي (11154).

2903 -

[ح] أبِي هَاشِمٍ الوَاسِطِيِّ عَنْ أبِي مجْلَزٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبا ذَرٍّ يُقْسِمُ: «لَنزَلَتْ هَؤُلَاءِ الآيَاتُ فِي هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ يَوْمَ بَدْرٍ: عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ وَعُبَيْدَةَ بْنِ الحَارِثِ وَعُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ وَالوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ» .

أخرجه الطيالسي (483)، وابن أبي شيبة (37838)، والبخاري (3966)، ومسلم (7665)، وابن ماجة (2835)، والنسائي (8098).

2904 -

[ح] عَبْد الله بْن يَزِيدَ، حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أبِي أيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ أبِي جَعْفَرٍ القُرَشِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أبِي سَالِمٍ الجَيْشَانِيِّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«يَا أبا ذَرٍّ، إِنِّي أرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، لَا تَأمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتيمٍ» .

أخرجه أحمد (21896)، ومسلم (4747)، وأبو داود (2868)، والنسائي (6461).

2905 -

ابْن شِهَابٍ: قَالَ أنَسُ بْنُ مَالِكٍ كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يُحدِّثُ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأنا بِمَكَّةَ فَنزَلَ جِبْرِيلُ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمتَلِئٍ حِكْمَةً، وَإِيمَانًا فَأفْرَغَهَا فِي

ص: 77

صَدْرِي، ثُمَّ أطْبَقَهُ، ثُمَّ أخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ فَلمَّا جَاءَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَافْتَتَحَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا قَالَ: جِبْرِيلُ قَالَ: هَل مَعَكَ أحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ مَعِي مُحمَّدٌ قَالَ: أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ: نَعَمْ فَافْتَحْ فَلمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أسْوِدَةٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ أسْوِدَةٌ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ تَبَسَّمَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى.

قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالِابْنِ الصَّالِحِ قَالَ: قُلتُ لجِبْرِيلَ: مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا آدَمُ وَهَذِهِ الأسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ، وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ فَأهْلُ اليَمِينِ هُمْ أهْلُ الجَنَّةِ، وَالأسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى قَالَ: ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى جَاءَ السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ: لخَازِنِهَا افْتَحْ فَقَالَ لَهُ: خَازِنُها مِثْلَ مَا قَالَ: خَازِنُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَفَتحَ لَهُ».

قَالَ أنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَذَكَرَ أنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَوَاتِ آدَمَ، وَإِدْرِيسَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يُثْبِتْ لِي كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ غَيْرَ أنَّهُ ذَكَرَ أنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قَالَ أنسٌ: فَلمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِإِدْرِيسَ، قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالأخِ الصَّالِحِ قَالَ: فَقُلتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ.

قَالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالأخِ الصَّالِحِ قُلتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالأخِ الصَّالِحِ قُلتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالِابْنِ الصَّالِحِ قُلتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ.

ص: 78

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ، أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأبا حَبَّةَ الأنْصَارِيَّ، يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ بِمُسْتَوًى أسْمَعُ صَرِيفَ الأقْلَامِ» .

قَالَ ابْنُ حَزْمٍ، وَأنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فَرَضَ الله عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً» قَالَ: «فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أمُرَّ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَاذَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلتُ: فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلَاةً، فَقَالَ لِي مُوسَى: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ» .

قَالَ: «فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ» ، قَالَ:«فَرَاجَعْتُ رَبِّي عز وجل، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ» . قَالَ: «فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلتُ: قَدْ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي» . قَالَ: «ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أتَى بِي سِدْرَةَ المُنْتهَى» . قَالَ: «فَغَشِيَهَا ألوَانٌ مَا أدْرِي مَا هِيَ» قَالَ: «ثُمَّ أُدْخِلتُ الجنَّة، فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا المِسْكُ» .

أخرجه البخاري (349)، ومسلم (334)، والبزار (3892)، والنسائي (310)، وأبو يعلى (3616).

2906 -

[ح] أبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيّ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، مَا آنِيَةُ الحَوْضِ؟ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَآنِيَتُهُ أكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبِهَا فِي اللَّيْلَةِ المُظْلِمَةِ المُصْحِيَةِ، آنِيَةُ الجَنَّةِ مَنْ

ص: 79

شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يَظْمَأ آخِرَ مَا عَلَيْهِ، يَشْخَبُ فِيهِ مِيزَأبانِ مِنَ الجَنَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأ، عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ، مَا بَيْنَ عَمَّانَ إِلَى أيْلَةَ، مَاؤُهُ أشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأحْلَى مِنَ العَسَلِ».

أخرجه ابن أبي شيبة (32329)، وأحمد (21653)، ومسلم (6055)، والترمذي (2445).

2907 -

[ح] حُمَيْد بْن هِلَالٍ، قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ الله بْنُ الصَّامِتِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ أنا وَأخِي أُنيسٌ وَأُمُّنَا، وَكَانُوا يُحلُّونَ الشَّهْرَ الحَرَامَ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلنَا عَلَى خَالٍ لَنا ذِي مَالٍ وَذِي هَيْئَةٍ طَيِّبةٍ، قَالَ: فَأكْرَمَنَا خَالُنا وَأحْسَنَ إِلَيْنَا، فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ فَقَالُوا: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ أهْلِكَ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنيسٌ.

قَالَ: فَجَاءَ خَالُنا فَنَثَا عَلَيْنَا مَا قِيلَ لَهُ، قَالَ: قُلتُ: أمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفِكَ فَقَدْ كَدَّرْتَهُ وَلَا جِمَاعَ لَكَ فِيمَا بَعْدُ، قَالَ: فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا فَاحْتَمَلنَا عَلَيْهَا، قَالَ: وَغَطَّى رَأسَهُ فَجَعَلَ يَبْكِي، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ، قَالَ: فَنافَرَ أُنيْسٌ عَنْ صِرْمَتِنَا وَعَنْ مِثْلِنَا، قَالَ: فَأتيَا الكَاهِنَ بِخَبَرِ أُنيسٍ، قَالَ: فَأتَانَا أُنيسٌ بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا، قَالَ: وَقَدْ صَلَّيْتُ يَا ابْنَ أخِي قَبْلَ أنْ ألقَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ سِنِينَ.

قَالَ: قُلتُ: لِمَنْ؟ قَالَ: لله، قَالَ: قُلتُ: فَأيْنَ كُنْتَ تُوَجِّهُ، قَالَ: حَيْثُ وَجَّهَنِي الله، أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرَ اللَّيْلِ أُلقِيتُ كَأنِّي خِفَاءٌ حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ، قَالَ: قَالَ أُنيسٌ: لِي حَاجَةٌ بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي حَتَّى آتِيَكَ، قَالَ: فَانْطَلَقَ

ص: 80

فَرَاثَ عَليَّ، ثُمَّ أتَانِي فَقُلتُ: مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أنَّ الله أرْسَلَهُ، قَالَ: قُلتُ: فَمَا يقُولُ النَّاسُ لَهُ؟

قَالَ: يَزْعُمُونَ أنَّهُ سَاحِرٌ وَأنَّهُ كَاهِنٌ وَأنَّهُ شَاعِرٌ، قَالَ أُنيسٌ: فَوَالله لَقَدْ

سَمِعْتُ قَوْلَ الكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلهِمْ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أقْرَاءِ الشِّعْرِ فَلَا يَلتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أحَدٍ أنَّهُ شَاعِرٌ، وَالله إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ، وَكَانَ أُنيسٌ شَاعِرًا، قَالَ: قُلتُ: اكْفِنِي أذْهَبُ فَأنْظُرُ، قَالَ: نَعَمْ، وَكُنْ مِنْ أهْلِ مَكَّةَ عَلَى حَذَرٍ فَإِنَّهُمْ قَدْ شَنَّفُوا لَهُ وَتَجهَّمُوا لَهُ.

قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ، قَالَ: فَتضَيَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ، قَالَ: قُلتُ: أيْنَ الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ؟ قَالَ: فَأشَارَ إِليَّ، قَالَ: الصَّابِئُ، قَالَ فَمَالَ عَليَّ أهْلُ الوَادِي بِكُلِّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَليَّ، قَالَ: فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ وَكَأنِّي نُصُبٌ أحْمَرُ، قَالَ: فَأتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا، قَالَ: فَبَيْنَمَا أهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ أضْحِيَانٍ إِذْ ضَرَبَ الله عَلَى أصْمِخَتِهِمْ.

قَالَ: فَمَا يَطُوفُ بِالبَيْتِ أحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرَ امْرَأتَيْنِ، قَالَ: فَأتَتَا عَليَّ وَهُما تَدْعُوَانِ إِسَافًا وَنَائِلَةَ، قُلتُ: أنْكِحَا أحَدَهُما الأُخْرَى، قَالَ: فَمَا ثَنَاهُما ذَلِكَ عَنْ قَوْلهِمَا، قَالَ: فَأتَتَا عَليَّ، فَقُلتُ: هَنٌ مِثْلُ الخَشَبَةِ - غَيْرَ أنِّي لَمْ أُكنِّ - قَالَ: فَانْطَلَقَتا تُوَلوِلَانِ وَتَقُولَانِ: لَوْ كَانَ هَاهُنَا أحَدٌ مِنْ أنْفَارِنَا، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهُما رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأبُو بَكْرٍ وَهُما هَابِطَانِ مِنَ الجَبَلِ، قَالَ: مَا لَكُما؟

ص: 81

قَالَتا: الصَّابِئُ بَيْنَ الكَعْبَةِ وَأسْتَارِهَا، قَالَا: مَا قَالَ لَكُمَا؟ قَالَتا: قَالَ لَنا كَلِمَةً تَملَأُ الفَمَ، قَالَ: وَجَاءَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَهَى إِلَى الحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ هُوَ وَصَاحِبُهُ، قَالَ: وَطَافَ بِالبَيْتِ ثُمَّ صَلَّى صَلَاتَهُ، قَالَ: فَأتَيْتُهُ حِينَ قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ: فَكُنْتُ أوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الإِسْلَامِ.

قَالَ: وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله مِمَّنْ أنْتَ؟ قُلتُ: مِنْ غِفَارٍ، قَالَ: فَأهْوَى بِيَدِهِ نَحْوَ رَأسِهِ، قَالَ: قُلتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أنِّي انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ، قَالَ: فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ، قَالَ: فَقَذَعَنِي صَاحِبُهُ، وَكَانَ أعْلَمَ بِهِ مِنِّي، فَرَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ: مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا؟ قَالَ: قُلتُ: قَدْ كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ عَشْرٍ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.

قَالَ: فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ؟ قَالَ: قُلتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ غَيْرُ مَاءِ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«إِنَّها مُبَارَكَةٌ، إِنَّها طَعَامُ طُعْمٍ» قَالَ: فَقَالَ صَاحِبُهُ: ائْذَنْ لِي فِي إِطْعَامِهِ، اللَّيْلَةَ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأبُو بَكْرٍ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُما، قَالَ: فَفَتَحَ أبُو بَكْرٍ بَابًا فَقَبَضَ إِليَّ مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ، قَالَ: فَذَلِكَ أوَّلُ طَعَامٍ أكَلتُهُ بِهَا.

قَالَ: فَلَبِثْتُ مَا لَبِثْتُ أوْ غَبَّرْتُ ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ وُجِّهْتُ إِلَى أرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ، وَلَا أحْسَبُهَا إِلَّا يَثْرِبَ، فَهَل أنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ، لَعَلَّ الله أنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ، وَأنْ يَأجُرَكَ فِيهِمْ» قُلتُ: نَعَمْ فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أتَيْتُ أُنَيْسًا فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلتُ: صَنَعْتُ أنِّي أسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، قَالَ أُنَيْسٌ: وَمَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكَ، إِنِّي قَدْ أسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، قَالَ: فَأتَيْتُ أُمَّنَا، فَقَالَتْ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا، فَإِنِّي قَدْ أسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ.

ص: 82

قَالَ: فَاحْتَمَلنَا حَتَّى أتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا قَالَ: فَأسْلَمَ بَعْضُهُمْ قَبْلَ أنْ يَقْدَمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ، قَالَ: وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ إِيمَاءُ بْنُ رَحَضَةَ وَكَانَ سَيِّدَهُمْ، قَالَ: وَقَالَ بَقِيَّتُهُمْ إِذَا قَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: أسْلَمْنَا، قَالَ: فَقَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ فَأسْلَمَ بَقِيَّتُهُمْ، قَالَ: وَجَاءَتْ أسْلَمُ فَقَالُوا: إِخْوَانُنَا نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أسْلَمُوا عَلَيْهِ، قَالَ: فَأسْلَمُوا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «غِفَارٌ غَفَرَ الله لهَا، وَأسْلَمُ سَالمَهَا الله» .

أخرجه الطيالسي (457)، وابن أبي شيبة (14335)، وأحمد (21858)، والدارمي (2683)، ومسلم (6442)، والنسائي (10099).

2908 -

[ح] مُثَنَّى بْن سَعِيدٍ القَصِير، قَالَ: حَدَّثَنِي أبُو جَمْرَةَ، قَالَ: قَالَ لَنا ابْنُ عَبَّاسٍ: ألا أُخْبِرُكُمْ بِإِسْلامِ أبِي ذَرٍّ؟ قَالَ: قُلنَا بَلَى، قَالَ: قَالَ أبُو ذَرٍّ: «كُنْتُ رَجُلًا مِنْ غِفَارٍ، فَبَلَغَنَا أنَّ رَجُلًا قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أنَّهُ نَبِيٌّ، فَقُلتُ لِأخِي: انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ كَلِّمْهُ وَأتِنِي بِخَبَرِهِ، فَانْطَلَقَ فَلَقِيَهُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقُلتُ مَا عِنْدَكَ؟

فَقَالَ: وَالله لَقَدْ رَأيْتُ رَجُلًا يَأمُرُ بِالخَيْرِ وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ، فَقُلتُ لَهُ: لَمْ تَشْفِنِي مِنَ الخبَرِ، فَأخَذْتُ جِرَابًا وَعَصًا، ثُمَّ أقْبَلتُ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلتُ لا أعْرِفُهُ، وَأكْرَهُ أنْ أسْألَ عَنْهُ، وَأشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَأكُونُ فِي المَسْجِدِ، قَالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ فَقَالَ: كَأنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ؟ قَالَ: قُلتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَانْطَلِقْ إِلَى المَنْزِلِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، لا يَسْألُنِي عَنْ شَيْءٍ وَلا أُخْبِرُهُ، فَلمَّا أصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى المَسْجِدِ لِأسْألَ عَنْهُ، وَلَيْسَ أحَدٌ يُخْبِرُنِي عَنْهُ بِشَيْءٍ، قَالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ.

ص: 83

فَقَالَ: أمَا نَالَ لِلرَّجُلِ يَعْرِفُ مَنْزِلَهُ بَعْدُ؟ قَالَ: قُلتُ: لا، قَالَ: انْطَلِقْ مَعِي، قَالَ: فَقَالَ مَا أمْرُكَ، وَمَا أقْدَمَكَ هَذِهِ البَلدَةَ؟ قَالَ: قُلتُ لَهُ: إِنْ كَتَمْتَ عَليَّ أخْبَرْتُكَ، قَالَ: فَإِنِّي أفْعَلُ، قَالَ: قُلتُ لَهُ: بَلَغَنَا أنَّهُ قَدْ خَرَجَ هَا هُنَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أنَّهُ نَبِيٌّ، فَأرْسَلتُ أخِي لِيُكَلِّمَهُ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَشْفِنِي مِنَ الخَبرِ.

فَأرَدْتُ أنْ ألقَاهُ، فَقَالَ لَهُ: أمَا إِنَّكَ قَدْ رَشَدْتَ، هَذَا وَجْهِي إِلَيْهِ فَاتَّبِعْنِي، ادْخُل حَيْثُ أدْخُلُ، فَإِنِّي إِنْ رَأيْتُ أحَدًا أخَافُهُ عَلَيْكَ، قُمْتُ إِلَى الحَائِطِ كَأنِّي أُصْلِحُ نَعْلي وَامْضِ أنْتَ، فَمَضَى وَمَضَيْتُ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلَ وَدَخَلتُ مَعَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلتُ لَهُ: اعْرِضْ عَليَّ الإِسْلامَ، فَعَرَضَهُ فَأسْلَمْتُ مَكَانِي.

فَقَالَ لِي: «يَا أبا ذَرٍّ، اكْتُمْ هَذَا الأمْرَ، وَارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ، فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُورُنَا فَأقْبِل» فَقُلتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لَأصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ أظْهُرِهِمْ، فَجَاءَ إِلَى المَسْجِدِ وَقُرَيْشٌ فِيهِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنِّي أشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأشْهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ، فَقَامُوا فَضُرِبْتُ لِأمُوتَ، فَأدْرَكَنِي العَبَّاسُ فَأكَبَّ عَليَّ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلَيْهِمْ.

فَقَالَ: وَيْلَكُمْ، تَقْتُلُونَ رَجُلًا مِنْ غِفَارَ، وَمَتْجَرُكُمْ وَمَمَرُّكُمْ عَلَى غِفَارَ،

فَأقْلَعُوا عَنِّي، فَلمَّا أنْ أصْبَحْتُ الغَدَ رَجَعْتُ، فَقُلتُ مِثْلَ مَا قُلتُ بِالأمْسِ، فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ، فَصُنِعَ بِي مِثْلَ مَا صُنِعَ بِالأمْسِ، وَأدْرَكَنِي العَبَّاسُ فَأكَبَّ عَليَّ، وَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالأمْسِ، قَالَ: فَكَانَ هَذَا أوَّلَ إِسْلامِ أبِي ذَرٍّ رحمه الله».

أخرجه البخاري (3522).

ص: 84

2909 -

[ح] أبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أسْلَمُ سَالمَهَا الله، وَغِفَارٌ غَفَرَ الله لهَا» .

أخرجه أحمد (21868)، ومسلم (6514).

2910 -

[ح] حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ التُّجِيبِيّ، يُحدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ أبِي بَصْرَةَ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ، وَهِيَ أرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا القِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا، فَأحْسِنُوا إِلَى أهْلِهَا، فَإِنَّ لهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا، أوْ قَالَ: ذِمَّةً وَصِهْرًا، فَإِذَا رَأيْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِيهَا فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَاخْرُجْ مِنْهَا» قَالَ: «فَرَأيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ وَأخَاهُ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَخَرَجْتُ مِنْهَا» .

أخرجه أحمد (21854)، ومسلم (6585).

2911 -

[ح] سَعِيد بْن عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبِي إِدْرِيسَ الخَوْلَانِيِّ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِيمَا رَوَى عَنِ الله تبارك وتعالى أنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي! إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلتُهُ بَيْنَكُمْ مُحرَّمًا، فَلَا تَظَالمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إِلَّا مَنْ أطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتكْسُونِي أكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأنا أغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أغْفِرْ لَكُمْ.

ص: 85

يَا عِبَادِي! إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أتْقَى قَلبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أفْجَرِ قَلبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلكِي شَيْئًا.

يَا عِبَادِي! لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَألُونِي فَأعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْألَتهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ المِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يَا عِبَادِي! إِنَّما هِيَ أعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَليَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ». قَالَ سَعِيدٌ: كَانَ أبُو إِدْرِيسَ الخَوْلَانِيُّ، إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الحَدِيثِ، جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ.

أخرجه مسلم (6664).

2912 -

[ح] شُعْبَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ الحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا أُحِبُّ أنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، قَالَ شُعْبَةُ أوْ قَالَ: مَا أُحِبُّ أنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا، أدَعُ مِنْهُ يَوْمَ أمُوتُ دِينَارًا أوْ نِصْفَ دِينَارٍ إِلَّا لِغَرِيمٍ» .

أخرجه الطيالسي (467)، وأحمد (21756)، والدارمي (2933).

2913 -

[ح] الأعْمَش، عَنْ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ الله عز وجل: مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَلَهُ عَشْرُ أمْثَالَهِا أوْ أزِيدُ،

ص: 86

وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئةً فَجَزَاؤُهَا مِثْلُهَا أوْ أغْفِرُ، وَمَنْ عَمِلَ قُرَابَ الأرْضِ خَطِيئَةً، ثُمَّ لَقِيَني لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، جَعَلتُ لَهُ مِثْلَهَا مَغْفِرَةً، وَمَنْ اقْتَرَبَ إِليَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ اقْتَرَبَ إِليَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ أتَانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».

أخرجه الطيالسي (466)، وأحمد (21636)، ومسلم (6931)، وابن ماجة (3821).

2914 -

[ح] الأعْمَش، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أبا ذَرٍّ، ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ أرْفَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي المَسْجِدِ» قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ، قَالَ: فَقُلتُ: هَذَا. قَالَ: فَقَالَ: «يَا أبا ذَرٍّ، ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ أوْضَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي المَسْجِدِ» قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ ضَعِيفٌ عَلَيْهِ أخْلَاقٌ، قَالَ: فَقُلتُ: هَذَا. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لهَذَا أفْضَلُ عِنْدَ الله يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ قُرَابِ الأرْضِ مِثْلِ هَذَا؟ » .

أخرجه ابن أبي شيبة (35457)، وأحمد (21825).

2915 -

[ح] أبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيَّ، يُحدِّثُ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله، الرَّجُلُ يَعْمَلُ لِنَفْسِهِ فَيُحِبُّهُ النَّاسُ؟ قَالَ:«تِلكَ عَاجِلُ بُشْرَى المُؤْمِنِ» .

أخرجه الطيالسي (456)، وابن أبي شيبة (31098)، وأحمد (21708)، ومسلم (6814)، وابن

ماجة (4225).

2916 -

[ح] سُلَيمان بْن المُغِيرَةِ، عَنْ حُميْدٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي قَوْمًا يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لَا يُجاوِزُ حَلَاقِيمَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ

ص: 87

فِيهِ، شَرُّ الخَلقِ وَالخَلِيقَةِ» قَالَ ابْنُ الصَّامِتِ: فَلَقِيتُ رَافِعًا، قَالَ بَهْزٌ: أخَا، الحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو، فَحَدَّثْتُهُ هَذَا الحَدِيثَ، قَالَ: وَأنا أيْضًا قَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطيالسي (449)، وابن أبي شيبة (39044)، وأحمد (20607)، والدارمي (2590)، ومسلم (2435)، وابن ماجة (170).

2917 -

[ح] إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمًا:«أتَدْرُونَ أيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ العَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ العَرْشِ، فَتخِرُّ سَاجِدَةً.

وَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسَ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ العَرْشِ، فَيُقَالُ لهَا: ارْتَفِعِي أصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ، فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا».

فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ؟ ذَاكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158]» .

أخرجه أحمد (21679)، والبخاري (3199)، ومسلم (318)، وأبو داود (4002)، والترمذي (2186)، والنسائي (11111).

ص: 88