الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«طبقات المفسرين»
(1)
للداوودي (ت 945)
محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعيد بن حَريز الزُّرَعي ثم الدمشقي، الفقيه الحنبلي الأصولي المفسّر النحوي العارف، شمس الدين أبو عبد الله ابن قيِّم الجوزية.
ولد في سابع صفر سنة إحدى وتسعين وستمائة.
سمع من شهاب الدين النابلسي العابر، والقاضي تقي الدين سليمان، وأبي بكر بن عبد الدائم، وأبي نصر بن الشيرازي، وعيسى المطعِّم، وفاطمة بنت جوهر، وجماعة.
وتفقَّه في المذهب، وبرع وأفتى، ولازم الشيخ الإمام تقيَّ الدين ابن تيمية، وأخذ عنه الفقه والفرائض والأصلين.
وقرأ العربية على المجد التونسي، وابن أبي الفتح البعلي، وكذا الأصلين على الصفي الهندي.
وتفنن في علوم الإسلام، وكان عارفًا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيها المنتهى، وبالحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله، وبالعربية، وله فيها اليد الطولى، وبعلم الكلام وغير ذلك، و [كان] عالمًا بعلم السلوك، وكلام أهل التصوف وإشاراتهم ودقائقهم، له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى.
(1)
(2/ 93 - 97) تحقيق علي محمد عمر، مصر 1392.
وكان ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشغف بالمحبة، والإنابة والافتقار إلى الله، والانكسار له، والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته.
قال ابن رجب: لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علمًا، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس هو بالمعصوم، ولكن لم أر في معناه مثله.
وقد امتُحِن وأوذي مرات، وحُبِس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة، منفردًا عنه، ولم يفرَج عنه إلا بعد موت الشيخ.
وكان في مدة حبسه مشتغلًا بتلاوة القرآن بالتدبر والتفكّر، ففتح عليه من ذلك خير كثير، وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف، والدخول في غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بذلك.
وجاور بمكة، وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف أمرًا يتعجب منه، وأخذ عنه العلم خلقٌ كثير من حياة شيخه إلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاء يعظمونه، ويسلمون له، كابن عبد الهادي وغيره.
وقال القاضي برهان الدين الزُّرَعي: ما تحت أديم السماء أوسع علمًا منه.
ودرّس بالصدرية، وأمَّ بالجوزية مدة طويلة. وكتب بخطه ما لا يوصف كثرة.
وصنف تصانيف كثيرة جدًّا في أنواع العلم. وكان شديد المحبة للعلم، وكتابته ومطالعته وتصنيفه، واقتناء كتبه، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره.
فمن تصانيفه: كتاب «تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته والكلام على ما فيه من الأحاديث المعلولة» مجلد، «سفر الهجرتين وباب السعادتين» مجلد ضخم، كتاب «مراحل السائرين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين» مجلدان، وهو شرح «منازل السائرين» لشيخ الإسلام الأنصاري، كتاب جليل القدر، كتاب «عقد محكم الإخاء
(1)
بين الكلم الطيب والعلم الصالح المرفوع إلى رب السماء» مجلد، كتاب «شرح أسماء الكتاب العزيز» مجلد، «زاد المسافرين إلى منازل السعداء في هدي خاتم الأنبياء» ، «زاد المعاد في هدي خير العباد» أربع مجلدات، وهو كتاب عظيم جدًّا، «جلاء الأفهام في ذكر الصلاة والسلام على خير الأنام وبيان أحاديثها وعللها» مجلد، «بيان الدليل على استغناء المسابقة عن التحليل» مجلد، «نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول» مجلد، «أعلام الموقعين عن رب العالمين» ثلاث مجلدات، «بدائع الفوائد» مجلدان، وهو كثير الفائدة، أكثره مسائل نحوية، «الشافية الكافية في الانتصار للفرقة الناجية» وهي «القصيدة النونية» في السنة مجلد، «الصواعق المنزلة في الجهمية المعطلة» في مجلد، «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» وهو كتاب «صفة الجنة» مجلد، «نزهة المشتاقين وروضة المحبين» مجلد، «الداء والدواء» مجلد، «[تحفة] المودود في أحكام المولود» مجلد لطيف، «مفتاح
(1)
تصحف في المطبوع إلى: «الأحباء» .
دار السعادة» مجلد، «اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الفرقة الجهمية» مجلد، «مصايد الشيطان» مجلد. «الطرق الحكمية» مجلد، «رفع اليدين في الصلاة» مجلد.
«نكاح المحرم» مجلد، «تفضيل مكة على المدينة» مجلد، «فضل العلماء» مجلد، «عدة الصابرين» مجلد، «الكبائر» مجلد، «حكم تارك الصلاة» مجلد، «حكم إغمام هلال رمضان» ، «التحرير فيما يحل ويحرم من لباس الحرير» ، «جوابات عابدي الصلبان، وأن ما هم عليه دين الشيطان» ، «بطلان الكيمياء من أربعين وجهًا» مجلد، «الكلم الطيب والعمل الصالح» مجلد لطيف، «الفتح القدسي» ، «التحفة المكية» ، «أمثال القرآن» ، «أيمان القرآن» ، «شرح الأسماء الحسنى» ، «تفسير الفاتحة» ، «المسائل الطرابلسية» ثلاث مجلدات، «الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم» مجلدان، كتاب «الطاعون» مجلد لطيف.
* * *