المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌«سلم الوصول إلى طبقات الفحول»(1)لحاجي خليفة (ت 1069) - الجامع لسيرة الإمام ابن قيم الجوزية خلال ستة قرون

[علي العمران]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌المعجم المختص(1)لشمس الدين الذهبي (ت 748)

- ‌«الوافي بالوفيات»(1)لخليل بن أيبك الصفدي (ت 764)

- ‌«عيون التواريخ»(1)لابن شاكر الكُتُبي (ت 764)

- ‌«ذيل العِبَر»(1)لأبي المحاسن الحسيني (ت 765)

- ‌«البداية والنهاية»(1)لعماد الدين إسماعيل ابن كثير (ت 774)

- ‌«الذيل على ذيل العبر»(1)لزين الدين العراقي (ت 806)

- ‌«توضيح المشتبه»(1)لابن ناصر الدِّين الدمشقي (ت 842)

- ‌«مختصر الذيل على طبقات الحنابلة»(1)لابن نصر الله الحنبلي (ت 846)

- ‌«تاريخ ابن قاضي شُهبة»(1)لابن قاضي شُهبة (ت 851)

- ‌«الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة»(1)لابن حجر العسقلاني (ت 852)

- ‌«النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة»(1)لابن تغري بردي (ت 874)

- ‌«دستور الأعلام»(1)لابن عزم التونسي (ت 891)

- ‌«بدائع الزهور في وقائع الدهور»(1)لمحمد بن أحمد ابن إياس (ت 930)

- ‌«طبقات المفسرين»(1)للداوودي (ت 945)

- ‌«الزيارات»(1)للقاضي محمود العدوي الزوكاوي (ت 1032)

- ‌«سُلَّم الوصول إلى طبقات الفحول»(1)لحاجي خليفة (ت 1069)

- ‌«طبقات المفسِّرين»(1)لأحمد بن محمد الأدنه وي (ت بعد 1095)

- ‌«ديوان الإسلام»(1)لأبي المعالي محمد ابن الغزي (ت 1167)

- ‌«أبجد العلوم»(1)لصدِّيق حسن القنوجي ت (1307

- ‌«جلاء العينين في محاكمة الأحمدين»(1)لنعمان الآلوسي (ت 1317)

- ‌«الرَّوضة الغنَّاء في دمشق الفيحاء»(1)لنعمان قساطلي (ت 1338)

الفصل: ‌«سلم الوصول إلى طبقات الفحول»(1)لحاجي خليفة (ت 1069)

«سُلَّم الوصول إلى طبقات الفحول»

(1)

لحاجي خليفة (ت 1069)

الشيخ العلَّامة شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد

(2)

بن حريز، ابن قيم الجوزية، الزُّرَعي الحنبلي الدمشقي، المتوفى في رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، عن ستين سنة.

قرأ العربية على المجد التّونسي، والفقه على ابن تيمية، فأمَّ بالجوزية ودرَّس بالصّدرية وسمع الحديث، وكان جريء الجنان واسع العلم، من الأئمة الكبار في التفسير والحديث والفقه والأصلين والعربية.

وغلب عليه حبّ ابن تيمية، حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله. وهو الذي هذّب كتبه ونشر علمه، واعتُقِل معه بالقلعة بعد أن أُهين وطيف على جَمَلٍ [مضروبًا بالدِّرَّة]، فلما مات أُفرج عنه.

وكان ملازمًا للاشتغال ليلًا ونهارًا، كثير العبادة. وكان مغرًى بجمع الكتب.

وله من التصانيف: «زاد المعاد» و «مفتاح دار السعادة» و «تهذيب سنن أبي داود» و «أعلام الموقعين» و «شرح منازل السائرين» و «جلاء الأفهام» و «مصايد الشيطان» و «حادي الأرواح» و «الصواعق المرسلة» وغير ذلك. ذكره ابن حجر والسيوطي.

(1)

(3/ 61 - 62) تحقيق محمود الأرناؤوط وصالح سعداوي، ط الأولى 2010 م.

(2)

وقع في ط: سعيد، تصحيف.

ص: 107

«شذرات الذهب في أخبار من ذهب»

(1)

لابن العماد الحنبلي (ت 1089)

(سنة إحدى وخمسين وسبعمائة)

فيها توفي العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حَريز الزُّرَعي ثم الدمشقي الفقيه الحنبلي، بل المجتهد المطلق، المفسِّر النحوي الأصولي المتكلم، الشهير بابن قيِّم الجوزية.

قال ابن رجب: شيخنا، ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة، وسمع من الشهاب النابلسي وغيره، وتفقه في المذهب، وبرع وأفتى، ولازم الشيخ تقي الدين وأخذ عنه، وتفنن في علوم الإسلام، وكان عارفًا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين وإليه فيه المنتهى، وبالحديث ومعانيه وفقهه ودقائق الاستنباط منه لا يلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله والعربية وله فيها اليد الطولى، وبعلم الكلام وغير ذلك.

وعالمًا بعلم السلوك، وكلام أهل التصوف وإشاراتهم ودقائقهم، له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى.

قال الذهبي في «المختص» : عُني بالحديث ومتونه، وبعض رجاله، وقد حُبس مدة لإنكاره شد الرحل إلى قبر الخليل، وتصدر للإشغال ونشر العلم.

وقال ابن رجب: وكان رحمه الله ذا عبادة وتهجّد، وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشغف بالمحبة والإنابة والاستغفار،

(1)

(8/ 287 - 291) تحقيق محمود الأرناؤوط، دار ابن كثير، ط الأولى 1413.

ص: 108

والافتقار إلى الله، والانكسار له، والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علمًا، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس هو بالمعصوم، ولكن لم أر في معناه مثله. وقد امتحن وأوذي مرات، وحُبِس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة، منفردًا عنه، ولم يُفْرَج عنه إلا بعد موت الشيخ.

وكان في مدة حبسه مشتغلًا بتلاوة القرآن بالتدبر والتفكر، ففتح عليه من ذلك خير كثير، وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف، والخوض في غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بذلك.

وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة. وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف أمرًا يتعجب منه. ولازمتُ مجالسه قبل موته أزيد من سنة، وسمعت عليه «قصيدته النونية» الطويلة في السنة، وأشياء من تصانيفه، وغيرها.

وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاء يعظمونه، ويسلمون له، كابن عبد الهادي وغيره.

وقال القاضي برهان الدين الزُّرَعي عنه: ما تحت أديم السماء أوسع علمًا منه.

ودرَّس بالصدرية، وأمَّ بالجوزية مدة طويلة، وكتب بخطه ما لا يوصف كثرة.

وصنف تصانيف كثيرة جدًّا في أنواع العلم. وكان شديد المحبة للعلم، وكتابته ومطالعته وتصنيفه، واقتناء كتبه، واقتنى من الكتب ما لم يحصل

ص: 109

لغيره.

فمن تصانيفه: كتاب «تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته والكلام على ما فيه من الأحاديث المعلولة» مجلد، كتاب «سفر الهجرتين وباب السعادتين» مجلد ضخم، كتاب «مراحل السائرين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين» مجلدان، وهو شرح «منازل السائرين» لشيخ الإسلام الأنصاري، كتاب جليل القدر، كتاب «عقد محكم الإخاء بين الكلم الطيب والعمل الصالح المرفوع إلى رب السماء» مجلد ضخم، كتاب «شرح أسماء الكتاب العزيز» مجلد، كتاب «زاد المسافرين إلى منازل السعداء في هدي خاتم الأنبياء» مجلد، كتاب «زاد المعاد في هدي خير العباد» أربع مجلدات، وهو كتاب عظيم جدًّا، كتاب «جلاء الأفهام في ذكر الصلاة والسلام على خير الأنام وبيان أحاديثها وعللها» مجلد، كتاب «بيان الدليل على استغناء المسابقة عن التحليل» مجلد، كتاب «نقد المنقول والمحكّ المميز بين المردود والمقبول» مجلد، كتاب «أعلام الموقعين عن رب العالمين» ثلاث مجلدات، كتاب «بدائع الفوائد» مجلدان، «الشافية الكافية في الانتصار للفرقة الناجية» وهي «القصيدة النونية» في السنة، مجلد، كتاب «الصواعق المنزلة في الجهمية المعطلة» في مجلدات، كتاب «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» وهو كتاب «صفة الجنة» مجلد، كتاب «نزهة المشتاقين وروضة المحبين» مجلد، كتاب «الداء والدواء» مجلد، كتاب «تحفة المودود في أحكام المولود» مجلد لطيف، كتاب «مفتاح دار السعادة» مجلد ضخم، كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الفرقة الجهمية» مجلد، كتاب «مصايد الشيطان» مجلد، كتاب «الطرق الحكمية» مجلد، «رفع اليدين في

ص: 110

الصلاة» مجلد، كتاب «نكاح المحرم» مجلد، «تفضيل مكة على المدينة» مجلد، «فضل العلم» مجلد، «عدة الصابرين» مجلد، كتاب «الكبائر» مجلد، «حكم تارك الصلاة» مجلد، «نور المؤمن وحياته» مجلد، «حكم إغمام هلال رمضان» ، «التحرير فيما يحل ويحرم من لباس الحرير» ، «إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان» مجلد، «إغاثة اللهفان في طلاق

الغضبان» مجلد، «جوابات عابدي الصلبان، وأن ما هم عليه دين الشيطان» ، «بطلان الكيمياء من أربعين وجهًا» مجلد، «الروح» مجلد، «الفرق بين الخلة والمحبة، ومناظرة الخليل لقومه» مجلد، «الكلم الطيب والعمل الصالح» مجلد لطيف، «الفتح القدسي» ، «التحفة المكية» ، كتاب «أمثال القرآن» ، «شرح الأسماء الحسنى» ، «أيمان القرآن» ، «المسائل الطرابلسية» مجلدان، «الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم» مجلدان، كتاب «الطاعون» مجلد لطيف.

توفي رحمه الله وقت عشاء الآخرة ثالث عشر رجب، وصلي عليه من الغد بالجامع الأموي عقيب الظهر، ثم بجامع جرَّاح. ودفن بمقبرة الباب الصغير.

وكان قد رأى قبل موته بمدة الشيخ تقي الدين رحمه الله في النوم، وسأله عن منزلته؟ فأشار إلى علوها فوق بعض الأكابر. ثم قال له: وأنت كدت تلحق بنا، ولكن أنت الآن في طبقة ابن خزيمة، رحمه الله.

* * *

ص: 111