الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«الزيارات»
(1)
للقاضي محمود العدوي الزوكاوي (ت 1032)
قال ابن رجب في «الطبقات» : هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزُّرَعي ثم الدمشقي.
الفقيه الأصولي النحوي المفسر المفنن في علوم كثيرة، العارف بالحديث ومعانيه، والفقه ودقائقه والاستنباط منه. كان له عبادة وتهجد إلى الغاية، ولَهَج بالذكر وشغف بالمحبة والإنابة والافتقار إلى الله تعالى والانكسار بين يديه.
حجّ مرات. وجاور بمكة، وانتفع به أهل عصره. وله مصنّفات كثيرة في فنون عديدة.
توفي بدمشق سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، وصُلّي عليه بالجامع الأموي بعد الظهر، ثم بجامع جراح، ودفن بمقبرة باب الصغير، بقرب زقاق القلي
(2)
، وقبره مشهور الآن تجاه المدرسة الصابونية من الشرق، قبلي باب النصر، وبُني عليه قبة الآن. رحمه الله تعالى.
* * *
(1)
(ص 75) تحقيق صلاح الدين المنجد، مجمع اللغة بدمشق، 1956 م، الطبعة الأولى.
(2)
كذا، وانظر (ص 113).
«الشَّهادة الزَّكية في ثناء الأئمة على ابن تيميَّة»
(1)
لمرعي الكرمي الحنبلي (ت 1033)
ابن القيم، وهو العلامة شمس الدّين الحنبليّ، أحد المحقِّقين، علم المصنفين، نادرة المفسّرين، أبو عبد الله محمَّد بن أبي بكر بن أيُّوب بن سعد بن حريز الزُّرعي الأصل ثمَّ الدِّمشقي، ابن قيم الجوزية، وتلميذ ابن تيمية، له التصانيف الأنيقة والتآليف التي في علوم الشَّريعة والحقيقة.
ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة، ومات في رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بدمشق.
وكان قد لازم ابن تيمية وأخذ عنه علمًا جمًّا، فكان ذا فنون من العلوم، صاحب إدراك لسرائر المنطوق والمفهوم، وبرع في علم الحديث بحيث انتهت إليه فيه الرِّئاسة.
قال الحافظ أبو بكر محمَّد بن المحب: قلت لشيخنا الحافظ المزي: ابن القيم في درجة ابن خزيمة؟ فقال: هو في هذا الزَّمان كابن خزيمة في زمانه.
ومن مصنفاته: «زاد المعاد في هدي خير العباد» في أربعة مجلدات، وكتاب «سفر الهجرتين وباب السعادتين» .
قال رحمه الله في ترجمته لابن تيمية: شيخ الإسلام والمسلمين القائم ببيان الحق ونصرة الدّين الدَّاعي إلى الله ورسوله المجاهد في سبيله، الَّذي أضحك الله به من الدّين ما كان عابسًا، وأحيا من السّنة ما كان دارسًا، والنور
(1)
(ص 33 - 35). تحقيق نجم عبد الرحمن خلف، دار الفرقان والرسالة 1405.
الَّذي أطلعه الله في ليل الشُّبهات، فكشف به غياهب الظُّلمات وفتح به من القلوب مقفلها، وأزاح به عن النُّفوس عللها، فقمع به زيغ الزائغين وشك الشاكّين وانتحال المبطلين، وصدّقت به بشارة رسول رب العالمين يقول: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدّد لها دينها. وبقوله: يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين.
وهو الشَّيخ العلامة الزَّاهد العابد الخاشع الناسك الحافظ المتبع تقيّ الدّين أبو العبَّاس أحمد بن الشَّيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام أبي المحاسن عبد الحليم ابن شيخ الإسلام ومفتي الفرق علامة الدُّنيا مجد الدين عبد السَّلام ابن الشَّيخ الإمام العلامة الكبير شيخ الإسلام فخر الدّين عبد الله بن أبي القاسم بن محمَّد ابن تيمية الحرَّاني قدس الله روحه ونوّر ضريحه.
قال ابن القيم: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إن في الدُّنيا جنَّة من لم يدخلها لم يدخل جنَّة الآخرة، وكان يقول: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدّين.
وكان يقول: لا بد للسالك إلى الله من همة تسيّره وترقيه، وعلم يبصّره ويهديه. وقال: والعارف يسير إلى الله عز وجل بين مشاهدة المنَّة ومطالعة عيب النَّفس.
وكان يتمثَّل كثيرًا:
عوى الذِّئْبُ فاستأنست بالذئب إِذْ عوى
…
وَصَوَّت إِنْسَانٌ فكدت أطير
وَكَانَ يتَمَثَّل أَيْضًا:
وَأخرجُ من بَين البيُوت لعلَّني
…
أحدِّث عَنْك النَّفسَ فِي السِّرّ خَالِيا
* * *