المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌«ديوان الإسلام»(1)لأبي المعالي محمد ابن الغزي (ت 1167) - الجامع لسيرة الإمام ابن قيم الجوزية خلال ستة قرون

[علي العمران]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌المعجم المختص(1)لشمس الدين الذهبي (ت 748)

- ‌«الوافي بالوفيات»(1)لخليل بن أيبك الصفدي (ت 764)

- ‌«عيون التواريخ»(1)لابن شاكر الكُتُبي (ت 764)

- ‌«ذيل العِبَر»(1)لأبي المحاسن الحسيني (ت 765)

- ‌«البداية والنهاية»(1)لعماد الدين إسماعيل ابن كثير (ت 774)

- ‌«الذيل على ذيل العبر»(1)لزين الدين العراقي (ت 806)

- ‌«توضيح المشتبه»(1)لابن ناصر الدِّين الدمشقي (ت 842)

- ‌«مختصر الذيل على طبقات الحنابلة»(1)لابن نصر الله الحنبلي (ت 846)

- ‌«تاريخ ابن قاضي شُهبة»(1)لابن قاضي شُهبة (ت 851)

- ‌«الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة»(1)لابن حجر العسقلاني (ت 852)

- ‌«النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة»(1)لابن تغري بردي (ت 874)

- ‌«دستور الأعلام»(1)لابن عزم التونسي (ت 891)

- ‌«بدائع الزهور في وقائع الدهور»(1)لمحمد بن أحمد ابن إياس (ت 930)

- ‌«طبقات المفسرين»(1)للداوودي (ت 945)

- ‌«الزيارات»(1)للقاضي محمود العدوي الزوكاوي (ت 1032)

- ‌«سُلَّم الوصول إلى طبقات الفحول»(1)لحاجي خليفة (ت 1069)

- ‌«طبقات المفسِّرين»(1)لأحمد بن محمد الأدنه وي (ت بعد 1095)

- ‌«ديوان الإسلام»(1)لأبي المعالي محمد ابن الغزي (ت 1167)

- ‌«أبجد العلوم»(1)لصدِّيق حسن القنوجي ت (1307

- ‌«جلاء العينين في محاكمة الأحمدين»(1)لنعمان الآلوسي (ت 1317)

- ‌«الرَّوضة الغنَّاء في دمشق الفيحاء»(1)لنعمان قساطلي (ت 1338)

الفصل: ‌«ديوان الإسلام»(1)لأبي المعالي محمد ابن الغزي (ت 1167)

«ديوان الإسلام»

(1)

لأبي المعالي محمد ابن الغزي (ت 1167)

ابن قيم الجوزية: محمد بن أبي بكر بن أيوب.

الإمام الحبر العلامة الفقيه، شمس الدين أبو عبد الله الزُّرَعي الدمشقي الحنبلي. صاحب المؤلفات الكثيرة الحافلة، منها:«شرح منازل السائرين» ، و «الهَدْي» ، و «أعلام الموقعين» ، و «بدائع الفوائد» ، و «حادي الأرواح» .

* * *

(1)

(4/ 51 - 52) دار الكتب العلمية، تحقيق سيد كسروي حسن.

ص: 118

«البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع»

(1)

لمحمد بن علي الشوكاني (ت 1250)

محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حَريز الزُّرَعي الدمشقي شمس الدين، ابن قيِّم الجوزية الحنبلي.

العلامة الكبير المجتهد المطلق المصنف المشهور، ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة، وسمع من ابن تيمية، ودرَّس بالصدرية وأمَّ بالجوزية، وأخذ الفرائض عن أبيه، وأخذ الأصول عن الصفي الهندي، وابن تيمية، وبرع في جميع العلوم، وفاق الأقران، واشتهر في الآفاق وتبحر في معرفة مذاهب السلف، وغلب عليه حبُّ ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك، وهو الذي هذَّب كتبه ونشر علمه، بما صنفه من التصانيف الحسنة المقبولة، واعتقل مع ابن تيمية وأهين وطيف به على جمل مضروباً بالدِّرَّة، فلما مات ابن تيمية أفرج عنه، وامتحن مرة أخرى بسبب فتاوى ابن تيمية، وكان ينال من علماء عصره وينالون منه.

قال الذهبي في «المختص» : حُبس مدة لإنكار شد الرحال لزيارة قبر الخليل، ثم تصدر للاشتغال ونشر العلم، ولكنه معجب برأيه، جريء على الأمور. انتهى.

قلت: بل كان متقيدًا بالأدلة الصحيحة، معجبًا بالعمل بها، غير معوِّل على الرأي صادعًا بالحق لا يحابي فيه أحدًا، ونِعْمَت الجرأة.

(1)

(2/ 143 - 146) تصوير مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

ص: 119

وقال ابن كثير: كان ملازمًا للاشتغال ليلًا ونهارًا، كثير الصلاة والتلاوة، حسن الخلق، كثير التودد، لا يحسد ولا يحقد، إلى أن قال: لا أعرف في زماننا من أهل العلم أكثر عبادة منه، وكان يطيل الصلاة جدًّا، ويمد ركوعها وسجودها. إلى أن قال: كان يُقصَد للإفتاء بمسألة الطلاق.

وكان إذا صلى الصبح جلس مكانه يذكر الله تعالى حتى يتعالى النهار، ويقول: هذه غدوتي، لو لم أفعلها سقطت قواي، وكان يقول: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين. وكان يقول: لابد للسالك من همة تسيره وترقيه، وعلم يبصره ويهديه

(1)

.

وكان مغرًى بجمع الكتب؛ فحصل منها ما لا يحصر حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهرًا طويلًا سوى ما اصطفوه منها لأنفسهم.

وله من التصانيف: «الهدي» ، و «أعلام الموقعين» ، و «بدائع الفوائد» ، و «طرق السعادتين» ، و «شرح منازل السائرين» ، و «القضاء والقدر» ، و «جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام» ، و «مصايد الشيطان» ، و «مفتاح دار السعادة» ، و «الروح» ، و «رفع اليدين» ، و «الصواعق المرسلة على الجهمية المعطلة» ، و «الداء والدواء» ، و «مولد النبي صلى الله عليه وسلم» ، و «الجواب الشافي لمن سأل عن ثمرة الدعاء إذا كان ما قد قدر واقع» . وغير ذلك. وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف.

قال ابن حجر في «الدرر» : وهو طويل النَّفَس فيها، يتعانى الإيضاح

(1)

تقدّم في التعليق على «الدرر الكامنة» أن هذه الأقوال لابن تيمية لا لابن القيم، وأن ابن حجر وهِم في نسبتها إلى ابن القيم، فتبعه الشوكاني.

ص: 120

جهده، فيسهب جدًّا، ومعظمها من كلام شيخه يتصرف في ذلك، وله في ذلك ملَكَة قوية، ولا يزال يدندن حول مفرداته وينصرها، ويحتج لها. انتهى.

وله من حسن التصرف مع العذوبة الزائدة وحسن السياق ما لا يقدر عليه غالب المصنفين، بحيث تعشق الأفهام كلامه وتميل إليه الأذهان وتحبه القلوب. وليس له على غير الدليل مُعَوَّل في الغالب، وقد يميل نادرًا إلى مذهبه الذي نشأ عليه ولكنه لا يتجاسر على الدفع في وجوه الأدلة بالمحامل الباردة كما يفعله غيره من المتمذهبين بل لا بد له من مستند في ذلك، وغالب أبحاثه الإنصاف والميل مع الدليل حيث مال، وعدم التعويل على القيل والقال، وإذا استوعب الكلام في بحث وطوَّل ذيولَه أتى بما لم يأت به غيره، وساق ما ينشرح له صدور الراغبين في أخذ مذاهبهم عن الدليل. وأظنها سرت إليه بركة ملازمته لشيخه ابن تيمية في السراء والضراء، والقيام معه في مِحَنِه ومؤاساته بنفسه وطول تردده إليه. فإنه ما زال ملازمًا له من سنة (712) إلى تاريخ وفاته المتقدم في ترجمته.

وبالجملة فهو أحد من قام بنشر السنة وجعلها بينه وبين الآراء المحدثة أعظم جُنّة فرحمه الله وجزاه عن المسلمين خيرًا.

وحكي عنه قبل موته بمدة أنه رأى شيخه ابن تيمية في المنام وأنه سأله عن منزلته؟ أي منزلة الشيخ، فقال: إنه أنزل فوق وسمى بعضَ الأكابر، وقال له: وأنت كدت تلحق به ولكن أنت في طبقة ابن خزيمة.

(ومات) في ثالث [عشر] شهر رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.

وأورد له ابن حجر أبياتاً وهي:

ص: 121

بُنيُّ أبي بكر كثير ذنوبُهُ

فليس على مَن نال من عرضه إثمُ

بُنيُّ أبي بكر غدا متصدرًا

يعلّم علمًا وهو ليس له علمُ

بُنيُّ أبي بكر جَهولٌ بنفسه

جهول بأمر الله أنَّى له العلمُ

بُنيُّ أبي بكر يروم ترقّيًا

إلى جنَّة المأوى وليس له عزمُ

بُنيُّ أبي بكر لقد خاب سعيُه

إذا لم يكن في الصالحات له سهم

بُنيُّ أبي بكر كما قال ربّه

هَلوعٌ كنودٌ وصفه الجهل والظلمُ

بُنيُّ أبي بكر وأمثاله غدت

بفتواهُمُ هذي الخليقة تأتمُّ

وليس لهم في العلم باع ولا التقى

ولا الزهد، والدنيا لديهم هي الهمُّ

بُنيُّ أبي بكر غدا متمنيًا

وصالَ المعالي والذنوب له هَمُّ

* * *

ص: 122