المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الخلط في المفاهيم - الحكمة

[ناصر العمر]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌ أهمية موضوع الحكمة

- ‌ المعنى اللغوي للحكمة

- ‌الحكمة في القرآن الكريم

- ‌الحكمة في السنة

- ‌الحكمة كما عرفها بعض العلماء

- ‌أقسام الحكمة

- ‌أمثلة من الحكمة في السنة النبوية

- ‌ الهوى وعدم التجرد:

- ‌ الجهل:

- ‌ الأخذ بظواهر النصوص، وعدم الجمع بين الأدلة

- ‌ الاستدلال بالأدلة في غير مواضعها:

- ‌ عدم فهم الدليل:

- ‌ قلة التجربة والفردية:

- ‌ تقديم الجزئيات على الكليات

- ‌ العجلة وعدم ضبط النفس

- ‌ الخلط في المفاهيم

- ‌ عدم إتقان قاعدة المصالح والمفاسد:

- ‌ الغفلة عن مكائد الأعداء

- ‌ الغلظة والعنف والطيش

- ‌ التجرد والإخلاص والتقوى

- ‌ التوفيق والإلهام

- ‌ العلم الشرعي

- ‌ التجربة والخبرة

- ‌ الاستشارة

- ‌ بعد النظر وسمو الأهداف

- ‌ فقه السنن

- ‌ رجاحة العقل

- ‌ العدل

- ‌ التثبت

- ‌ المجاهدة

- ‌ الدعاء والاستخارة

- ‌ الصبر

- ‌ الرفق ولين الجانب

- ‌ التعامل مع المجتمع:

- ‌ إنكار المنكر:

- ‌ إشاعة بعض الأخبار والمفاهيم:

- ‌ النقد وبيان الأخطاء:

- ‌مسائل متعارضة سوى الناس بينها

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌ الخلط في المفاهيم

13-

‌ الخلط في المفاهيم

الحكيم لا بد أن ينطلق من مفاهيم صحيحة، وقواعد ثابتة، مستمدة من الكتاب والسنة، وإذا اختلطت المفاهيم لدى المرء وتشابهت الأمور، لن يصل إلى مبتغاه، وسيتخبط في سيره، ومن الملحوظ في عصرنا الحاضر اختلاط كثير من المفاهيم على كثير من طلاب العلم والدعاة ومن ذلك:

(أ) الخلط في مفهوم خوف الفتنة، حتى أصبح سيفا مصلتا على رؤوس الداعين إلى الله، الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، فكلما أمر آمر بمعروف، أو نهى ناه عن منكر، قيل له: إنك تثير الفتنة، ولم يعلم أولئك أنهم في الفتنة سقطوا، وكان من نتيجة هذا الأمر، أن استمرت الأمة تقدم التنازلات الواحد تلو الآخر، وبعض الدعاة ساكتون أو مسكتون خوف الفتنة، حتى ضرب الكفر أوتاده في بلاد المسلمين، وهذه هي الفتنة الحقيقية {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} (البقرة: من الآية 193) .

(ب) ومن الخلط في المفاهيم، الخلط بين الحزبية والانتماء، حتى سوى الكثير بينهما، مع الفارق الكبير.

ص: 49

فالحزبية مذمومة، وهو تحزب المسلمين بعضهم ضد بعض، فالمسلمون لا يكونون إلا حزبا واحدا، ضد الكفر وأهله. {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (المجادلة: من الآية 22) .

أما الانتماء لأهل السنة والجماعة ولجماعة المسلمين ومنهجهم فهو مشروع: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية 103) . {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} (آل عمران: من الآية 110) . {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} (آل عمران: من الآية 104) .

والمذموم هو الانتماء لأهل الباطل وللأحزاب البدعية، وهذا ليس من الانتماء المشروع في شيء.

ونتيجة للخلط في هذا المفهوم جانبت الحكمة بعض المنتسبين إلى الدعوة، فبدلا من أن يدعو إلى الوحدة والائتلاف، دعوا إلى الفردية والتفرق، وهم لا يريدون ذلك -ولا شك-، ولكن من يزرع الشوك لا يقطف العنب. (جـ) ومن الأمثلة -أيضا- في خلط المفاهيم الخلط بين الوسائل والغايات، وكذلك الخلط بين الثوابت والمتغيرات.

ص: 50

وكذلك عدم إدراك الفرق بين حب السلف، وفهم منهج السلف، والالتزام بمنهج السلف، فليس حب السلف وحده كافيا لأن يكون صاحبه ممثلا لمنهج السلف، فلا بد من:

1-

حب السلف والذود عنهم، وعن منهجهم.

2-

فهم المنهج، أي منهج أهل السنة والجماعة.

3-

الالتزام بمنهج السلف، خلقا ودعوة، وسلوكا، قولا، وفعلا.

وأي إخلال بواحد من هذه الأسس يعتبر إخلالا بانتساب الفرد إلى السلف.

ص: 51