الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
وبعد:
فهذه هي الحكمة كما فهمناها من كتاب الله -تعالى- وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حيث اتضح لنا الأثر الإيجابي الذي يتركه من التزم بالحكمة ووفق لها.
أما من لم يوفق للحكمة -وهم كثر، لا كثرهم الله- فقد جنوا على الأمة المصائب والويلات لتصرفاتهم التي سببت للمسلمين البلاء والمزيد، من تسلط الأعداء.
إنه حري بالعلماء وطلاب العلم والدعاة أن يلموا بالحكمة، ويلتمسوا سبلها، في وقت عز فيه الحكماء، وبخاصة أمام هذه الهجمة الصليبية المتقنة.
لأننا، وإن كنا بأمس الحاجة إلى القوة الاقتصادية والعسكرية، فإن حاجتنا إلى الرأي السديد والنظر البعيد أشد وأولى، وصدق الشاعر، إذ يقول:
الرأي قبل شجاعة الشجعان
…
هو أول وهي المحل الثاني
والآخر يقول:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
…
مضر كوضع السيف في موضع الندى
وإذا كان يعز توافر الحكمة في فرد واحد، فإن توافرها في مجموعة أفراد أحرى وأجدى وأقرب للمنال، ولهذا قال الشاعر:
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به
…
رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
إن الأمة أحوج ما تكون إلى العلماء والدعاة العاملين المخلصين، الملتزمين بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم في وقت أصبح الحليم حيران.
إن العلاج بين أيدينا في كتاب ربنا، وسنة نبينا، حيث يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي» وقال: «تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك» (1) .
وصدق الله العظيم حيث يقول: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (الأنعام: من الآية 153) . ولكن لن يفقه ذلك إلا من آتاه الله الحكمة، {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (البقرة: من الآية 269) .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.
(1) رواه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني في صحيح الجامع (2937) .