الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285].
ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت إذ تذكِّر المسلمين والعالم كافة بمآثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتهيب بالمسلمين وغير المسلمين، أن يتقوا الله تعالى عند ذكرهم للأنبياء والمرسلين، الذي أرسلهم الله تعالى للإنسانية لهدايتها وإرشادها إلى الطريق الصحيح في دينها ودنياها، فيتأدبوا معهم، ولا يذكروهم إلا مع الإجلال والاحترام اللائقين بهم، توفية للحقيقة، والتزاماً بالأخلاق الفاضلة التي يجب أن يتحلى بها كل عاقل، كما تهيب بالمنحرفين والضالين والجاهلين بمقامات الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام أن يرعَوُوا عن ضلالاتهم ودسائسهم وأكاذيبهم التي لا يمكن أن تنطلي على عاقل، أو ينخدع بها أي إنسان، والتي تدعو إلى التفرقة والتطرف وتمزيق أواصر المحبة بين الأمم، وزرع بذور الشقاق والخلاف بينها، وليكن لهم عبرة بمن تقدمهم من الأمم الضالّة، التي دمرها الله تعالى، لبغيها وتطاولها على أنبيائها، وبقي الحق، وبقيت الفضيلة.
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227]. والحمد لله رب العالمين.
[19/ 34 / 5866]
بيان الوزارة ردّاً على ما نشر في الصحف الدانمركية والنرويجية
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت بشأن الرد على ما نشر في بعض الصحف الدانمركية والنرويجية.
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه ورسل الله تعالى أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال الله تعالى في محكم آياته، يحكي حال نبي الإنسانية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وقال جل شأنه:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].
والإسلام الذي أرسل به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم جعل الإيمان بالرسل جميعاً وتكريمهم وعدم المساس بهم أساساً من أسس العقيدة، قال الله تعالى:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136].
وقال سبحانه: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285].
هذه هي المثل العليا التي دعا إليها رسول الإنسانية كلها على مر الدهور والأيام، سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتمل في سبيلها الآلام والمتاعب، كما تحمل نحواً منها معه في طريق الدعوة إلى هذه المثل العليا نفر من أصحابه رضي الله عنهم الذين آمنوا معه وحملوا معه لواء الحق، وكل ذلك بصبر ومصابرة
وهمة عالية لا تشوبها مصلحة شخصية، ولا منافع وقتية، إلا الدعوة إلى الحق، وتخليص الإنسانية مما كانت فيه، من تخلف عقدي وخُلُقي وفكري، حتى استجابت له الأمم بآذان صاغية، وقلوب متفتحة، ودخلت في دين الله تعالى أفواجاً، دون إجبار أو إعنات أو تهديد، مستهدياً بقوله سبحانه:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256]، وقوله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].
ولما انتشر نور الله تعالى في الأرض، ودان لدولة الإسلام الأمم والشعوب، حَنَقَ كثير من ضيقي الأفق الذين ضاعت مصالحهم الشخصية، وبارت تجاراتهم الزائفة، في خضم الركب الإسلامي العارم، والنهضة الحضارية الباهرة، فكادوا للإسلام والمسلمين، وغزوهم وحاربوهم، فما كان للمسلمين بد من رد الأذى عن أنفسهم والدفاع عن حضارتهم، ورد الاعتداء عليهم.
وكأن الزمن يعيد نفسه، حيث قامت فئة ضالة تائهة عن الصواب، في الدانمرك والنرويج، بتصوير نبي الرحمة والحضارة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بصورة زائفة تافهة حاقدة، -كما نشر في صحيفة gyllands-posten الدانمركية، في الأول من أكتوبر سنة 2005 م- لا يقبلها أحد على أدنى الناس، فكيف يمكن أن يقبلها المسلمون على سيد الناس وإمام المرسلين ورسول رب العالمين، الذي بشرت به التوراة والإنجيل، وانتظره العالم على فترة من الرسل، وما نظن إلا أن العالم كله، والمنصفين منهم بخاصة، يستنكرون معنا هذا العمل الشائن، الذي يتنافى مع الحضارة واحترام المقدسات والأديان السماوية.
وإن هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت تستنكر هذا الفعل الشائن، وتهيب بشعوب العالم الإسلامي أجمع، أن يهبوا للدفاع عن مثُلهم ومقدساتهم، ويعلنوا استنكارهم لهذه الصور الماجنة الجبانة،