المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بيان للرد على إساءة البابا بنديكت السادس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم - الدرر البهية من الفتاوى الكويتية - جـ ١٢

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌البيانات والقرارات الصادرة عن اللجنة

- ‌تعميم لإدارة المساجد بخصوص الصلاة والتوقيت

- ‌أجابت اللجنة بما يلي:

- ‌فروق التوقيت للصلاة بين المناطق في الكويت

- ‌بيان حول زكاة الفطر وأحكامها

- ‌بيان حول اختلاف المطالع لهلال رمضان

- ‌بيان في حكم صيام ست من شوال

- ‌الردُّ على فرقة تنفِّر الناس من الزواج

- ‌التعزير بالقتل وجرائم الخطف وهتك العرضمع تخفيض سن الحَدَث

- ‌التعدي على مقام النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أجابت اللجنة بما يلي:

- ‌مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب توقيره واحترامه

- ‌بيان الوزارة ردّاً على ما نشر في الصحف الدانمركية والنرويجية

- ‌بيان للرد على إساءة البابا بنديكت السادس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌التحذير من السحر والشعوذة

- ‌حول السحر والشعوذة

- ‌إرشادات لانتخابات مجلس الأمة

- ‌إصدار بيان موقف اللجنة من انتخاب المرأة

- ‌توضيح صادر عن هيئة الفتوىفي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

- ‌التضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته

- ‌بيان بشأن الأحداث التي تمر بها المنطقة

- ‌بيان اللجنة حول بعض البرامج التليفزيونية (ستار أكاديمي)

- ‌أجابت الهيئة بما يلي:

- ‌منهج الإسلام في الستر على المخطئ

الفصل: ‌بيان للرد على إساءة البابا بنديكت السادس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

ويطلبوا من حكومتي دولتي الدانمرك والنرويج، إيقاف هذه الحملات المغرضة، والأخذ على يد أولئك العابثين المتخلفين الحاقدين، ويعربوا عن رفضهم لمثل هذه الإهانات، وعلى هاتين الدولتين أن تعلنا عن أسفهما واعتذارهما عن تلك التصرفات العابثة غير المسؤولة، وأن تتخذ الإجراءات المناسبة، لضمان عدم تكرار مثل هذا التصرف المشين، الذي لا ينم إلا عن تخلف حضاري، وحقد شخصي، قبل أن يضطر المسلمون إلى مقاطعة هاتين الدولتين، والظن بهما ظن السوء، وقبل أن يَستغل هذا الأمر المتشدّدون، ويتخذوا منه دافعاً للعنف والإرهاب الذي لا تحمد عقباه، والذي يحاول العالم كله تجنبه والابتعاد عنه والتخلص منه.

كما تتوجه للأمتين العربية والإسلامية وكل الدول المتحضرة، أن تعلن رفضها لهذا العمل المشين، واستنكارها له، وأن تتخذ كل الإجراءات اللازمة لعدم تكرار مثله بما تراه مناسباً، بما في ذلك رفع دعوى قضائية ضد هذه الصحف، وأن تعمل على نشر الكتب، وعقد الندوات والمؤتمرات، وبثّ البرامج والمواد العلمية عبر المحطات الفضائية والإذاعات، والمواقع الإلكترونية، التي تعرف العالم بحقيقة الإسلام ومثله العليا، وأخلاقه الفاضلة، وسيرة نبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي حمل هذه الرسالة وبلغها للناس أجمعين.

والله من وراء القصد.

[22/ 21 / 6885]

‌بيان للرد على إساءة البابا بنديكت السادس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

-

3346 -

رأت الهيئة إصدار بيان يتعلق بما ورد في محاضرة بابا الفاتيكان بنديكت

ص: 39

السادس عشر التي ألقاها في جامعة ريجينسبورج بولاية بافاريا الألمانية يوم الثلاثاء 12/ 9 / 2006.

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان صادر عن هيئة الفتوى بدولة الكويت، للرد على الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، والتابعين ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فقد قال الله في كتابه العزيز: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وقال صلى الله عليه وسلم:«إنما أنا رحمة مهداة» رواه الدارمي

(1)

، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» رواه البيهقي

(2)

.

تظهر بين فينة وأخرى مقولات خاطئة لا تستند إلى علم أو حجة أو منطق في بعض وسائل الإعلام على ألسنة البعض، تمس من مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وقيمه، وقد نسي قائلوها أو تناسوا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى في القيم والأخلاق للإنسانية كلها، بإقرار المنصفين من غير المسلمين، لأنه رسول الله إلى البشرية كلها، ومنهم المستشرق الألماني جوستاف لوبون حيث قال في كتابه حضارة الإسلام: «إن التعاليم الأخلاقية التي جاء بها القرآن هي صفوة الآداب العالمية، وخلاصة المبادئ الخلقية الكريمة، فقد حض على الصدق والإحسان والكرم والعفة والاعتدال، ودعا إلى الاستمساك بالميثاق والوعد والوفاء بالذمة

(1)

السنن (رقم 15).

(2)

الكبرى (رقم 20782).

ص: 40

والعهود، وأمر بحب الجار وصلة الرحم وإيتاء ذي القربى، ورعاية الأرامل والقيام على الأيتام، ووصّى في عدة مواضع من آيهِ أن تقابل السيئة بالحسنة»، وقال أيضاً:«ما عرف التاريخ فاتحاً أعدل ولا أرحم من العرب» . ومنهم الفيلسوف الإنجليزي برنارد شو الذي قال عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «ولقد درسته باعتباره رجلاً مدهشاً فرأيته بعيداً عن مخاصمة المسيح، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية» .

وإن هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت رأت أن من واجبها بعد انتشار بعض الافتراءات أن تصدر بياناً تشير فيه إلى زيف التهم التي وجهت إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام، وتذكّر بشيمه الكريمة، وأخلاقه الفاضلة، ودعوته إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، دون عنف أو إكراه لأحد على إتباعه أو الدخول في الإسلام.

وقد بيّن الله عز وجل أن الهدف من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم الرحمة، فقال:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] ولم تقتصر رحمته صلى الله عليه وسلم على البشر بل تعدتهم إلى الحيوان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«في كل ذات كبد رطبة أجر» رواه البخاري ومسلم

(1)

، بل إلى الجماد أيضاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أحد جبل يحبنا ونحبه» متفق عليه

(2)

، وتسامح الإسلام مع جميع الديانات السماوية، وجعل الإيمان بأنبيائها شرطاً للدخول في الإسلام، قال تعالى:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]، وكانت دعوته إلى الأمم كلها بالحكمة والموعظة الحسنة، امتثالاً لقوله سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ

(1)

البخاري (رقم 2466)، ومسلم (رقم 2244)، ومالك رقم (2435) واللفظ له.

(2)

البخاري (رقم 1482)، ومسلم (رقم 1392).

ص: 41

بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125]، وقوله سبحانه:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]، والحكمة تعني العلم المبني على العقل الموافق للنقل الصحيح.

والعجب ممن يدعي أن تعليمات الإسلام تتعارض مع العقل، بينما نرى القرآن الكريم يدعو الناس جميعهم إلى استعمال عقولهم للوصول إلى الحق في آيات كثيرة منها قوله تعالى:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24].

ولم يكن الإسلام يوماً داعياً على التفرق بل دعا الناس جميعهم إلى التعارف بينهم، فقال سبحانه:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].

كما دعا المسلمين إلى أن يُبَرُّوا بأصحاب الديانات الأخرى، ويقسطوا إليهم، فقال سبحانه:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].

أما الجهاد في سبيل الله؛ فهو سنة النبيين عليهم الصلاة والسلام لرد الظلم ونشر العدل، وقصة داود عليه السلام مع العمالقة في فلسطين أشهر من أن ينكرها مدع أو جاحد، وهل كان الجهاد في الإسلام يوماً غير ذاك؟!

وإن هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت إذ تذكّر المسلمين والعالم كافة بمآثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لَتَهِيبُ بالمسلمين وغير المسلمين، أن يتقوا الله تعالى عند ذكرهم للأنبياء والمرسلين، الذين أرسلهم الله تعالى للإنسانية لهدايتها وإرشادها إلى الطريق الصحيح في دينها ودنياها، فيتأدبوا معهم، ولا يذكروهم إلا مع الإجلال والاحترام اللائقَيْن بهم، توفية للحقيقة، والتزاماً بالأخلاق الفاضلة التي يجب أن يتحلى بها كل عاقل، كما تهيب بالمنحرفين والضالين والجاهلين بمقامات الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة

ص: 42