الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إرشادات لانتخابات مجلس الأمة
3343 -
بيان صادر عن هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمناسبة حلول موسم الانتخابات لعضوية مجلس الأمة في دولة الكويت.
قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].
وقال جل من قائل ممتدحاً المؤمنين من عباده: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الشورى: 38].
إن دولة الكويت من الدول المتقدمة في الاعتماد على مبدأ الشورى في تنظيم أعمال الدولة، ووضع القوانين والتشريعات المناسبة لها، أخذاً من مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء، وقد أصبح الشعب الكويتي في طريق اختياره لممثليه في مجلس الأمة أنموذجاً يحتذى من قبل كثير من الدول المتقدمة، حيث يمارس المواطنون فيه كامل حريتهم في اختيار ممثليهم لهذا المجلس، المكلف بوضع التشريعات والأنظمة لكافة وزارات الدولة ومرافقها ومؤسساتها.
وبمناسبة حلول الانتخابات الجديدة في هذا العام، فإن هيئة الفتوى ترى أن من واجبها أن تذكر المواطنين المتهيئين لانتخاب أعضاء مجلس الأمة، والمرشحين لعضوية هذا المجلس، بالمبادئ الإسلامية التي عليهم جميعاً أن يتذكروها في أثناء الانتخابات، من باب قوله تعالى:{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55].
وهذه المبادئ قد تضمنتها مجموعة فتاوى كانت لجنة الفتوى قد أجابت عنها بعض المستفتين في مناسبات مماثلة متعددة، وأهم هذه المبادئ ما يأتي:
1 -
أن يختار المواطنون عند الانتخاب أصحاب الكفاءة والعدالة، القادرين على تحمل أعباء هذه الوظيفة، المهتمين بالمصالح العامة، غير متأثرين بمصالحهم الشخصية والفئوية، ومقدمين المصالح العامة عليها، وهذه أمانة الله تعالى في أعناقهم، ولا يَخرجون عن المسؤولية أمام الله تعالى إلا بالقيام بها على الوجه الصحيح، لقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58].
2 -
أن لا يتقدم للترشيح من المواطنين إلا من يرى نفسه كفئاً وعدلاً وحريصاً على المصلحة العامة، دون نظر إلى مصالحه الشخصية أو الفئوية في ذلك، وأن يعلن للناس مبادئه التي ينوي تبنيها والدفاع عنها بكل صدق وأمانة.
3 -
لا يجوز لأي من الناخبين أن يعمل على نقل اسمه من منطقته الانتخابية إلى منطقة انتخابية أخرى بناء على طلب أحد نقلاً صورياً غير حقيقي، لأنه نوع من التزوير، والزور من أكبر الكبائر عند الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم:«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ -ثلاثاً- قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وجلس - وكان متكئاً - فقال: ألا وقول الزور: قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت» رواه البخاري
(1)
. وكل من يساعد في ذلك من المرشحين أو غيرهم وهو يعلم الصورية، يكون شريكاً له في الإثم.
4 -
لا يجوز لأي من المرشحين أن يغري أحداً من الناخبين لانتخابه بالمال، أو أية منفعة أخرى، كما لا يجوز لأي من الناخبين إعطاؤه صوته، لأن ذلك رشوة محرمة، لحديث ثوبان قال:«لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش -يعني الذي يمشي بينهما-» رواه أحمد
(2)
.
(1)
رقم (5976).
(2)
رقم (22399).