الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الردُّ على فرقة تنفِّر الناس من الزواج
3342 -
عرض على اللجنة الاستفتاء المقدَّم بخصوص المنشور ونصُّه:
وزع منشور في أنحاء دولة الكويت من جهة تتسمَّى بلجنة الخلاص الإنساني تدعو فيه إلى عدم الزواج والإنجاب، وحتى لا يفتن فيه العامة، نرجو منكم تبيان الحكم الشرعي فيما ذكر في هذا المنشور وأمثاله. وهذا ما جاء في المنشور:
إنه من آمن بي ومات فسيحيا. «الإنجيل» .
أيها الآباء والأمهات
…
أنتم قتلة ومجرمون.
باسم أشرف الخلق وسيد المرسلين عيسى ابن مريم، على سيدنا ومولانا يسوع المسيح صلوات وسلام رب العالمين، وبعد،
نحن لسنا من أهل الأرض، ولم نخلق لها، ولم نكن يوما جزءاً منها، فماذا تفعلون عليها أيها الناس والبشر؟ ملياران من الناس كانوا عليها منذ ثلاثمائة سنة فأين هم الآن؟ الإجابة: قد «قتلتهم» أرضكم المجرمة بألف سبب أيها الوحوش الآدمية، أخذت تتغذى على أبدانهم وعظامهم وأنتم تنظرون، وعليها الآن خمسة مليارات ويزيد ممن أنجبتموهم لها، وينتظرهم مصير من سبقهم، أفمِن فعلتكم المجرمة القاتلة تضحكون، وتبتسمون ولا تبكون، فمن أي كهف بالجحيم خلقتم؟ تخادعون الناس وأنفسكم والسذج وتقولون: هذه هي الحياة، بل أقول لكم متيقناً:
…
هذه أحقر وأبشع مؤامرة حيكت ضد كل حياة.
أبْقَى الرب هذه الأرض القذرة لتكون ختام الصراع بين آدم والشيطان، فمنها خُلق إبليس وبها سيهلك وذريته، فأخذتم بالتناسل والتكاثر بها كالدواب لفتح
الصراع آلاف السنين، والذود عن هلاك الشيطان ما وسعكم، ولولا فعلتكم البهيمية الشريرة لكان قد هلك إبليس وقبيله منذ أمد بعيد .. فسحقاً له ولكم.
لا نسمع منكم سوى أن عدم الزواج والإنجاب حرام، وأقول: اذهبوا إلى المستشفيات وانظروا إلى عذاب الناس والأطفال والشيوخ وزوروا المقابر وأحصوا القتلى الذي أهلكتهم الأرض سنة تلو سنة، وأخبرونا أين هو هذا الحلال الذي إليه تتسابقون؟ أفتح بطن طفلة بمشرط العمليات حلال؟ أفعذاب طفل بشلل الأطفال حلال؟ أفموت الآلاف بالأوبئة والكوارث كل يوم حلال؟ اعلموا أيها الآباء والأمهات أنه لا ينتظر أطفالكم هنا سوى الأمراض والشيخوخة ونزاع الموت وعذاب القبر يوم القيامة والحساب والنار والفزع
…
فأين الحلال فيما صنعتم بهم؟ وكيف وقد كانوا أرواحاً طاهرة بريئة بالجنة قبل أن يتم إكراههم على الحضور لهذا الكوكب المجرم، ليكونوا لكم ولشياطينكم رهائن وقرابين، بل أقول لكم: اسفكوا دماءَكم واقتلوا أنفسكم بأيديكم أيها الآباء والأمهات، وذوقوا الموت والعذاب الذي أحضرتم الأبرياء ليذوقوه بسببكم وما أذنبوا بحقكم من شيء.
اخرجوا من هذه الأرض رويداً فما وضعت لكم، ودعوا التناسل لحيوانات الأرض وحيتانها، واتركوا الطاهرين حيث هم بسماء وجنات رب العالمين، فلن يجد الشيطان حينها رهينة من بينكم تقيه الحساب والهلاك وعذاب الجحيم.
هذا وردّاً على المنشور، اعتمدت لجنة الفتوى البيان التالي:
رداً على منشور (أيها الآباء والأمهات أنتم قتلة ومجرمون) الإرسالية الأمريكية / لجنة الخلاص الإنساني ..
يدعو المنشور المرفق إلى عدم التناسل ويستنكر بشدة الدعوة للزواج والإنجاب، كما يدعو إلى الخروج من الأرض التي لم توضع للبشر ولم يخلقوا
لها، إلى غير ذلك من الأكاذيب والأباطيل. وأمام هذا الحشد من الأباطيل لا يسع المسلم إلا أن يعتصم بكتاب الله سبحانه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهما العروة الوثقى والحبل المتين.
فقد خلق الله سبحانه الإنسان ليكون خليفة في الأرض يعبد الله فيها ويعمرها بإذنه.
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، ويقول سبحانه:{هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61]، واقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى ليبقى العمران في الأرض أن يتكاثر الناس ويتناسلوا حفاظاً على نوعهم من الانقراض، وشرع لهم الزواج لتحقيق ذلك .. يقول الله سبحانه وتعالى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء: 1].
ولقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج وكثرة النسل فقال صلى الله عليه وسلم: «تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى» رواه البيهقي من حديث أبي أمامة وهو حديث صحيح
(1)
.
وخلاصة القول: أنه لا يجوز شرعاً ترويج هذه الدعاوى الباطلة أو نشرها كما تحرم الدعوة قولاً أو عملاً إلى الإعراض عن الزواج وقطع النسل.
ويجب على المسؤولين منع هذه المنشورات وتتبع مروجيها صيانة لمجتمعات المسلمين من الشبه والفتن، ومنع نشاط حملات التنصير التي تكيد للإسلام
(1)
رقم (13457).