الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- إن هذا الموضوع لم يعرض مرة أخرى على هيئة الفتوى، أو إحدى لجانها المتفرعة عنها، ولم يصدر عنها ما يخالف فتواها السابقة الصادرة سنة 1985 م.
- وتؤكد هيئة الفتوى أنها جهة مستقلة في فتاواها، وأنه لم يسبق أن تدخل أي مسؤول في الدولة في اجتهاداتها وآرائها.
- علماً بأن الفتوى الرسمية (الصادرة عن قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية) لا تصدر إلا عن هيئة الفتوى أو إحدى لجانها المتفرعة عنها.
[19/ 481 / 6227]
التضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته
3351 -
عرض على اللجنة البيان المزمع إصداره حول دعم ونصرة أهل فلسطين، وبعد المناقشة والتداول أقرته اللجنة بالصيغة التالية:
بيان صادر عن هيئة الفتوى بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حول دعم ونصرة إخواننا في فلسطين
إن واجب المسلمين في كل بقاع الأرض إذا حلت بهم نازلة أن يهبوا متعاونين متضامنين في مواجهة هذه النازلة التي أصابت إخوانهم.
وبمناسبة ما يجري على أرض فلسطين فإن هيئة الفتوى بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تهيب بجميع المسلمين أن يهبوا لمساعدة إخواننا المنكوبين في دولة فلسطين الشقيقة، الذين غُزيت دولتهم، واستُعمرت أرضهم، وهُدِّمت ديارهم، ويُتِّم أطفالهم، ورُمِّلت نساؤهم، وقتل الكثيرون من أطفالهم وشيوخهم وشبابهم، وُزُجُّوا في السجون بعشرات الآلاف، وخرب اقتصادهم، وأذيقوا
القهر والذل والهوان من قبل حكومة إسرائيل الظالمة، التي لا تَرْعى للاتفاقات والمعاهدات الدولية حرمةً، ولا للتقاليد والأعراف وحقوق الإنسان إلاً ولا ذمة، ولا تعترف بالقوانين الدولية، ولا بالقرارات الأممية، وبات ديدنها إفناء شعب فلسطين، وابتلاع أرضهم، وتحقيق حلمهم في تكوين أرض ميعادهم على حساب دول المنطقة بأسرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إن نصرة شعب فلسطين بكل وسائل النصرة الممكنة واجبة على الحكومات والشعوب الإسلامية للوقوف في وجه كل طغيان يقع عليهم، ردعاً للظالمين.
قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» متفق عليه
(1)
.
فالله يأمر المؤمنين أن يكونوا كنفس واحدة إذا أصاب أحدهم مصيبةٌ اغتمَّ الجميع لألمه، واتجهوا جميعهم إلى إزالتها، وعملوا على رفعها عنه.
قال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً» متفق عليه
(2)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة
…
» رواه مسلم
(3)
.
وإن تخفيف محنة إخواننا الفلسطينيين خاصة في هذه الآونة تتطلب من الجميع أن يقدموا لهم ما يستطيعونه من تأييد لموقفهم، وشجب للظلم والطغيان، ومدهم بالمعونات المادية -نقدية أو عينية- طعاماً أو كساءً أو دواءً أو خياماً
…
(1)
البخاري (رقم 6011)، ومسلم (رقم 2586).
(2)
البخاري (رقم 6026)، ومسلم (رقم 2585).
(3)
البخاري (رقم 2699).
لجبْر كسرهم وإنقاذ حياتهم، ومدّ أسباب البقاء لهم.
وقد وعد الله سبحانه وتعالى من ينفق في سبيل الله أجراً يتضاعف إلى أكثر من سبعمائة ضعف، قال تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].
ولا شك أن إنفاق المال في نصرة المظلوم، وجبر المكسور، ومداواة المجروح، وإطعام الجائع، وكساء العاري، وبناء ما يؤويهم ويستر نساءهم وأطفالهم وكافة أسرهم، كل هذا هو إنفاق في سبيل الله تعالى، وقد أمرنا الله تعالى به بقوله جل شأنه:{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]، وقال تعالى:{وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} [البقرة: 272]. وقال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تصدَّق بعَدْل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب، فإن الله يقبلها بيمينه فيربّيها لصاحبها كما يربّي أحدكم فُلُوَّه، حتى يكونَ مثل أُحُد» متفق عليه
(1)
.
وإن كثيراً من أهل فلسطين قد أصبحوا اليوم مستحقين للزكاة، فتصرف الزكاة لهم، وكذلك الصدقات لسدّ احتياجاتهم المعيشية والخدمية لإعمار دورهم، ومدارسهم، ومشافيهم.
وإن تعجيل الزكاة جائز شرعاً، ولو لسنة أو سنتين، لما في ذلك من رفع عائلة الجوع والمعاناة والآلام الحاضرة عن أهل فلسطين المنكوبين.
(1)
البخاري (رقم 1410)، ومسلم (رقم 1014).