الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3-
4-
5-
{يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد* يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار} .
6-
{ويا قوم مالي أدعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار* تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم الى العزيز الغفّارْ.
7-
ثم ختم نداءاته لقومه قائلا لهم: {فستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري الى الله إنّ الله بصير بالعباد} .
8-
فكانت عاقبة هذا الرجل: النجاة، وكانت عاقبة آل فرعون: الخسران، كما قال الله تعالى:{فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب} .
2-
الرجل الساعي من أقصى المدينة:
جاءت قصة هذا الرجل في سورة "يس"، في خبر "القرية" التي جاءها المرسلون، فكّذب أهلها المرسلين، وهدّدوهم بالرجم والتعذيب، فعلم ذلك الرجل المؤمن بالأمر، فأسرع من أقصى المدينة، ناصحا ومذكّرا، فقتلوه، فاستمع وتدبّر ما قاله هذا الرجل العاقل المفكر، يقول تعالى:{وجاء من أقصى المديمة رجل يسعى قال: يا قوم اتبعوا المرسلين* اتبعوا من لا يسألكم عليه أجرا وهم مهتدون* ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون* أأتخذ من دونه آلهة؟! إن يردن الرحمن بضرّ لا تغن عنّي شفاعتهم شيئا ولا ينقذون* إني إذا لفي ضلال مبين* إني آمنت بربكم فاسمعون} ، فقالت له الملائكة:{ادخل الجنة، قال: يا ليت قوم يعلمون* بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} .
8- العقل والهوى
"العقل والهوى" قوّتان تتصارعان في الإنسان، الأولى منهما وهي:"العقل" بما يمثل من وعي وفهم، والثانية وهي:" الهوى"، أي:" حبّ الشهوات"، بما يمثل من عجلة وتهوّر واغترار، ومن المهم جدا للإنسان أن يفرّق بين:" فكر العقل"، و"هوى النفس"، لئلا يظنّ هواه عقلا، فيضلّ ويهلك.
وما أكثر الذين يتبعون أهواءهم وهم يحسبون أنها عقولهم، وهؤلاء هم جميع المفتونين والزنادقة، الذين انجرفوا مع الهوى، فروّجوا الفتن والضلالات بين المسلمين، وهم يحسبون أنهم يعملون عملا حسنا، كما قال عز وجل:{قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا؟ * الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا* أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} .
لذلك حذّرنا الله تعالى من اتباع الهوى، مبيّنا أنه ضلال، فقال عز وجل:{ومن أضلّ ممن اتبع هواه بغير هدى من الله؟} ، وقال سبحانه:{ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهنّ} .
فإذا سوّلت لك نفسك أمرا، فانتبه، وإذا ثار في نفسك رأي، فاحذر، واعلم: أن "الهوى" كثيرا ما يخالف الشرع، وأنّك لا تكون مؤمنا حقا، إلا إذا كان هواك تبعا لما جاء به الرسول الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، دون سواه من البشر.
واعلم: أن "العقل" السليم، لا يتعارض مع الشرع أبدا، فإن خطر على بالك، أن شيئا من الشرع لم يقبله عقلك، فاعلم أن ذاك الشرع فيك، ليس عقلك، بل هو هواك، فاحذر الضلال باتباعه، والزم جانب الشرع، فثمّة النجاة..