الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومع ذلك: فنحن لم نركّز في كتابنا هذا على مرحلة "الطفولة"، لأنه لا سلطة لنا على فكر الطفل بحال، فهو واقع بالكلية تحت إشراف وليّ أمره.. يفعل به ما يشاء.. فهو لا يحسن القراءة والفهم.. لنكتب له ونحرّك مداركه.. فل1لك رصدنا له الطريق في المرحلة التالية من حياته.. "مرحلة الشباب".. حيث يكون قادرا على الفهم.. متهيئا ومستعدا لمناقشة الأمور.. فكتبنا للشاب هذا الكتاب، لنساعده على التخلص من شوائب الطفولة.. وعلى الخروج من " أزمات الشباب".. آملين في أن يكون هذا الكتاب بإذن الله عز وجل، مرشدا للشباب في حياتهم، ودليلا لهم الى الحق والصواب، وأن يكونوا من أولئك الشباب الناشئين في عبادة الله تعالى وعلى طاعته، الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله.. الحديث.
اسم الكتاب
أزمات؟
مشاكل؟
مشكلات؟
استقر الرأي أخيرا، على تسمية هذا الكتاب بـ "أزمات الشباب"، بعد أن تردد في الخاطر تسميته بـ " مشاكل الشباب"، وذلك لأن البعض يعتبر كلمة:" مشاكل" خطأ لغويا، صوابها " مشكلات"، ولكي أحسم هذا الأمر عدت الى قواميس اللغة فوجدت التالي:
[" المشكل" هو: الداخل في أشكاله، أي: أمثاله وأشباهه، جمعه:" مشكلات"، وكل مختلط " مشكل" و "الشكلة": الحمرة تختلط بالبياض، وهذا شيء أشكل، ومنه قيل للأمر المشتبه: مشكل، وأشكل عليّ الأمر: إذا اختلط](انتهى من القواميس) .
أما كلمة " مشاكل"، فلم ترد في أي من القواميس الأمهات التي رجعت إليها، ولم يذكرها إلا صاحب "تاج العروس" حيث قال:[وهو يفك المشاكل، أي: الأمور الملتبسة] ولم يذكر غير ذلك.
وهذا المعنى اللغوي، هو الذي استعمله علماء "أصول الفقه"، في باب:"المشكل"، حيث عرّفوه بأنه "الداخل في أشكاله" أي: الذي أشكل على السامع طريق الوصول الى معناه، لدقة المعنى في نفسه لا بعارض، فلا يعرف إلا بدليل يتميّز به، وأطلقوا "المشكلة" على الكلمة التي أشكل المعنى المراد بها، ومثلوا على ذلك بكلمة:" أنّى" في قوله تعالى: {فأتوا حرثكم أنّى شئتم} ، فكلمة:"أنّى" مشكلة، تجيء تارة بمعنى:" من أين"، وتارة بمعنى:" كيف"، فاشتبه ههنا المعنى المراد، فإن كان بمعنى:" أين"، يكون المعنى:" من أي مكان شئتم" قبلا أو: دبرا، فتحلّ اللواطة من إمرأته على هذا المعنى، وإن كان بمعنى:"كيف"، يكون المعنى:" بأي كيفية شئتم" قائما أو قاعدا أو مضطجعا، فيدلّ على تعميم الأحوال دون المحال، فإذا تأملنا في لفظ "الحرث" من قوله تعالى:{فأتوا حرثكم} ، علمنا أن كلمة:" أنّى" هنا بمعنى:" كيف"، لأن الدبر ليس موضع الحرث، بل هو موضع الفرث، فتكون اللواطة من امرأته حراما، لكن حرمتها ظنيّة فلا يكفر مستحلها. (عن كتب الأصول بتصرف) .