الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعريفه في الاصطلاح:
الحفظ في الاصطلاح ملكة يقتدر بها على تأدية المحفوظ (1) .
أوقات الحفظ.
للحفظ أوقات ينبغي لمن أراده أن يراعيها، فأجود أوقاته:
1 ـ السحر.
2 ـ انتصاف النهار.
3 ـ أول النهار دون آخره.
4 ـ حفظ الليل أصلح من حفظ النهار.
هذا في الكثير الغالب، وقد يناسب إنساناً مالا يناسب آخر، وكل يختار ماهو أصلح له (2) ..
أماكن الحفظ:
أجود أماكن الحفظ:
1 ـ الغرف دون السفل.
2 ـ كل موضع بعيد مما يلهي ويخلو القلب فيه عما يشغله.
(1) حاشية البقري على شرح الرحبية ص (14) .
(2)
الفقيه والمتفقه 2/207.
3 ـ يتجنب الحفظ على شطوط الأنهار وقوارع الطرق وبحضرة النبات والخضرة. (1)
الأسباب التي يستعان بها على الحفظ.
ينبغي أن يقصد الطالب بالحفظ ابتغاء وجه الله تعالى والنصيحة للمسلمين في الإيضاح والتبيين.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: إنما يحفظ الرجل على قدر نيته.
ومن الأسباب المعينة على الحفظ مايلي:
1 ـ إخلاص النية.
2 ـ ترك المعاصي، قال محمد بن النضر: سمعت يحيى بن يحيى يقول: سأل رجل مالك بن أنس: ياأبا عبد الله، هل يصلح لهذا الحفظ شيء؟ قال: إن كان يصلح له شيء فترك المعاصي.
وقال بشر بن الحارث: إذا أردت أن تلقن العلم فلا تعص.
وقال علي بن خشرم: سألت وكيعاً، قلت: ياأبا سفيان تعلم شيئاً للحفظ؟ قال: أراك وافداً، ثم قال: ترك المعاصي عون على الحفظ.
وقال بعضهم ـ وينسب للشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
…
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
…
ونور الله لا يهدى لعاص
(1) المرجع السابق 2/107.
ِ
3 ـ الصدق في اللجأ إلى الله سبحانه ومراعاة حدوده.
قال تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم} (محمد ـ7) وقال تعالى: {فاذكروني أذكركم} (البقرة ـ 152) وقال تعالى: {وأوفوا بعهدي أُوف بعهدكم} (البقرة ـ 40) .
4 ـ تطييب الكسب وإصلاح الغذاء وإقلال الطعام.
5 ـ الجد والمواظبة. قال بعضهم.
بقدر الكد تكتسب المعالي
…
ومن طلب العلا سهر الليالي
تروم العز ثم تنام ليلاً
…
يغوص البحر من طلب اللآلي
تركت النوم ربي في الليالي
…
لأجل رضاك يامولى الموالي
فوفقني إلى تحصيل علم
…
وبلغني إلى أقصى المعالي (1)
الحث على الحفظ:
قال ابن عبد البر ـ رحمه الله تعالى ـ في جامع بيان العلم وفضله:
من كره كتابة العلم إنما كرهه لوجهين، أحدهما: أن لا يتخذ مع القرآن كتاب يضاهي به، ولئلا يتكل الكاتب على ماكتب فلا يحفظ فيقلّ الحفظ، كما قال الخليل رحمه الله:
(1) انظر الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/257، وتعليم المتعلم ص (95) ، ولفتة الكبد ص (38) ، وتذكرة السامع والمتعلم ص (167) ، ومابعدها.
ليس بعلم ماحوى القمطر
…
ما العلم إلا ماحواه الصدر
وذكر بإسناده إلى أبي معشر أنه قال في الحفظ:
ياأيها المضمن الصحائفا
…
ماقد روى تضارع المصاحفا
احفظ وإلا كنت ريحاً عاصفا
وقال أعرابي: حرف في تامورك، خير من عشرة في كتبك. قال أبو عمر: التامور: علقة القلب، وذكر بإسناده إلى يونس بن حبيب أنه سمع رجلاً ينشد:
استودع العلم قرطاساً فضيعه
…
وبئس مستودع العلم القراطيس
فقال يونس: قاتله الله، ماأشد صيانته للعلم وصيانته للحفظ.
إن علمك من روحك، وإن مالك من بدنك، فصن علمك صيانتك روحك، وصن مالك صيانتك بدنك.
ومما ينسب إلى منصور الفقيه من قوله:
علمي معي حيثما يممت أحمله
بطني وعاء له لابطن صندوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي
أو كنت في السوق كان العلم في السوق (1)
وقال عبد الرزاق: كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فلا تعده علماً.
(1) 1/292 ـ 295.
وقال عبيد الله بن أحمد الصيرفي:
ليس بعلم ماحوى القمطر
…
ماالعلم إلا ماحواه الصدر
فذاك فيه شرف وفخر
…
وزينة جليلة وقدر
وقال بعض البصريين:
رب إنسان ملا أسفاطه
…
كتب العلم وهو بعد يخط
فإذا فتشته عن علمه
…
قال علمي ياخليلي في السفط
بكراريس جياد أحرزت
…
وبخط أي خط أي خط
فإذا قلت له: هات، أرنا
…
حك لحييه جميعاً وامتخط
وقال محمد بن بشير ـ في أبيات له:
إذا لم تكن واعياً حافظاً
…
فجمعك للعلم لاينفع
أشاهد بالعي في مجلس
…
وعلمي في البيت مستودع
ومن يك في علمه هكذا
…
يكن دهره القهقري يرجع
فوائد الحفظ:
للحفظ فوائد كثيرة منها: ـ
1 ـ بقاء المعلومات في الذهن.
2 ـ الاستفادة من الأوقات في تحصيل العلم زيادة على المحفوظ.
3 ـ استحضار المعلومات بكل يسر وسهولة.
4 ـ تظهر فائدة الحفظ ومنفعته في حالات منها: فقد الكتاب، فقد الإضاءة ليلاً، فقد البصر.
إن الحافظ يقدم على غيره، وتظهر ميزته بين أهل العلم أنفسهم، ولهذا قال صاحب الرحبية ـ لما ذكر الفروض المقدرة في كتاب الله ـ قال:
والثلثان وهما التمام
…
فاحفظ فكل حافظ إمام
قال البقري ـ على قوله " فكل حافظ إمام " ـ: أي مقدم على غيره ممن لم يكن مثله، بأن كان أدون حفظاً، أو لم يحفظ شيئاً. أ. هـ (1) .
وقال ابن غليون ـ في شرح البيت السابق ـ: اي مقتدى به مقدم على غيره، فمن جدّ وجد، ومن فرش رقد، ومن زرع حصد، ومن كسل نال الهم، والندم، والنكد. (2) .
وقال الحافظ ابن حجر في مقدمة بلوغ المرام: " أما بعد فهذا مختصر يشمل على أصول الأدلة الحديثية للأحكام الشرعية، حررته تحريراً بالغاً، ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغاً. (3) .
طرق إحكام المحفوظ:
الطريق في إحكامه كثرة الإعادة، والناس يتفاوتون في ذلك: فمنهم
(1) حاشية البقري على شرح الرحبية ص (14) .
(2)
التحفة في علم الموا ريث ص (99) .
(3)
بلوغ المرام ص (20) .
من يثبت معه المحفوظ مع قلة التكرار، ومنهم من لا يحفظ إلا بعد التكرار الكثير، فينبغي للإنسان أن يعيد بعد الحفظ ليثبت معه المحفوظ، ولاسيما في حفظ القرآن الكريم.
فعن أبي موسى رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعاهدوا هذا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها " متفق عليه. (1) .
وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعلقة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت " متفق عليه. (2)
وقد قيل: السبق حرف والتكرار ألف.
وقيل: حفظ حرفين خير من سماع وِقْرَيْن، وفهم حرفين خير من حفظ سطرين، والوِقْر: الحمْل الثقيل.
وقال الخليل بن أحمد الشجري ـ رحمه الله تعالى: ـ
اخدم العلم خدمة المستفيد
…
وأدم درسه بفعل حميد
وإذا ماحفظت شيئاً أعده
…
ثم أكده غاية التأكيد
ثم علقه كي تعود إليه
…
وإلى درسه على التأبيد
فإذا ماأمنت منه فواتاً
…
فانتدب بعده لشيء جديد
(1) البخاري مع الفتح 9/79، صحيح مسلم 1/543.
(2)
البخاري مع الفتح 9/79، صحيح مسلم 1/543.
مع تكرار ماتقدم منه
…
واقتناء لشأن هذا المزيد (1)
مايعين على الحفظ من المأكولات:
عن ابن جريج قال: قال الزهري عليك بالعسل فإنه جيد للحفظ.
وقال الزهري أيضاً: من سره أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب (2) .
وينبغي أن يستعملماجعله الله تعالى سبباً لجودة الذهن كمضغ اللبان والمصطكى على حسب العادة وأكل الزبيب بُكْرة (3)
أحكام الحفظ:
يختلف الحكم التكليفي بالنسبة للحفظ تبعاً لاختلاف مايضاف إليه، فهناك أحكام تتعلق بحفظ القرآن وحفظ مايقرآ في الصلاة وحفظ الوديعة إلى غير ذلك من الأحكام، تراجع في مظانها من كتب أهل العلم (4) .
صلاة حفظ القرآن:
اشتهر عن علي رضي الله عنه أنه تفلت القرآن من صدره فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي أربع ركعات وأن يدعو في آخرها بدعاء خاص.. إلخ.
إلا أن هذا الحديث لا يصح عند أهل العلم (5)
(1) الحث على حفظ العلم ص (35) ، وتعليم المتعلم ص (101) .
(2)
الجامع للخطيب 2/262.
(3)
تذكرة السامع والمتكلم ص (123) .
(4)
انظر الموسوعة الفقهية الكويتيه 17/322.
(5)
الجامع للخطيب 2/259، الجامع في الحث على حفظ العلم ص (218) .
حفظ متن في كل فن ، وشيء من كلام أهل العلم حول المتون والعناية بها:
من المفيد جداً لطالب العلم أن يحفظ متناً مختصراً في كل فن.
قال النووي رحمه الله تعالى: " وبعد حفظ القرآن، يحفظ من كل فن مختصراً ، ويبدأ بالأهم، ومن أهمها الفقه والنحو، ثم الحديث والأصول، ثم الباقي على ماتيسر، ثم يشتغل باستشراح محفوظاته.."(1)
وقال ابن جماعة رحمه الله تعالى: " ثم يحفظ من كل فن مختصراً يجمع فيه بين طرفيه، من الحديث وعلومه، والأصولين، والنحو، والتصريف، ولا يشتغل بذلك كله عن دراسة القرآن، وتعهده، وملازمة ورده منه في كل يوم، أو أيام، أوجمعة ـ كما تقدم ـ وليحذر من نسيانه بعد حفظه، فقد ورد فيه أحاديث تزجر عنه "(2)
وقال مرتضي ال زّبيدي رحمه الله تعالى في ألفية السند:
فإن أنواع العلوم تختلط
…
وبعضها بشرط بعض مرتبط
فما حوى الغاية في ألف سنة
…
شخص فخذ من كل فن أحسنه
بحفظ متن جامع للراجح
…
تأخذه على مفيد ناصح
ثم مع الفرصة فابحث عنه
…
حقق ودقق مااستمد منه
(1) المجموع 1/69.
(2)
تذكرة السامع والمتكلم ص (16)8.
لكن ذاك باختلاف الفهم
…
مختلف وباختلاف العلم
فالمبتدي كالفدْم لا يطيق
…
بحثا بعلم وجهه دقيق (1)
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى: ـ
" الأمور النافعة في الدين ترجع في أمرين: علم نافع، وعمل صالح، أما العلم النافع فهو العلم المزكي للقلوب والأرواح، المثمر لسعادة الدارين، وهو ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث وتفسير، وفقه، ومايعين على ذلك من علوم العربية، بحسب حالة الوقت والموضع الذي فيه الإنسان.
وتعيين مايشتغل به من الكتب يختلف باختلاف الأحوال والبلدان، والحالة التقريبية في نظرنا هذا: أن يجتهد طالب العلم في حفظ مختصرات الفن الذي يشتغل به، فإن تعذر، أو قصر عليه حفظه لفظاً، فليكرره كثيراً، حتى ترسخ معانيه في قلبه، ثم تكون باقي كتب الفن كالتوضيح والتفسير لذلك الأصل الذي أدركه وعرفه.
فو حفظ طالب العلم " العقيدة الواسطية " لشيخ الإسلام ابن تيمية، و" ثلاثة الأصول "، و " كتاب التوحيد " للشيخ محمد، وفي الفقه:" مختصر الدليل " و " مختصر المقنع "، وفي الحديث:" بلوغ المرام "، وفي النحو:" الآجرومية "، واجتهد في فهم هذه المتون وراجع عليها ماتيسر من شروحها، أو كتب فنها، فإنها كالشروح لها لأن طالب العلم إذا حفظ الأصول، وصار له ملكة تامة في معرفتها، هانت عليه كتب الفن كلها الصغار والكبار، ومن ضيع الأصول حرم الوصول.
(1) إضاءة الحالك ص (163) .
فمن حرص على هذه العلوم النافعة، واستعان بالله أعانه وبارك له في علمه، وطريقه الذي سلكه. ومن سلك في طلبه للعلم غير الطريقة النافعة، فاتت عليه الأوقات، ولم يدرك إلا العناء، كما هو معروف بالمشاهدة والتجربة.
أما الثاني وهو العمل الصالح، فالعمل الصالح هو الذي جمع الإخلاص لله، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.." (1)
وفي الشقاق النعمانية في ترجمة علاء الدين علي بن محمد القوشجي رحمه الله تعالى: "وقد جمع عشرين متناً في مجلدة واحدة، كل متن من علم، وسماه " محبوب الحمائل " وكان بعض غلمانه يحمله ولا يفارقه أبداً، وكان ينظر فيه كل وقت، يقال إنه حفظ كل مافيه من العلوم "(2)
وكثير من الناس ثكلوا الوصول بتركهم الأصول، وحقه أن يكون قصده من كل علم يتحراه التبلغ به إلى مافوقه حتى يبلغ به النهاية.
قال بعضهم:
لقد أصبحتُ في ندمٍ وهَمٍ
…
ومايغني التندم ياخليلي
مُنعت من الوصول إلى مَرامي
…
بما ضيّعت من حفظ الأصولِ (3)
(1) الفتاوى السعدية ص (30) .
(2)
الشقائق النعمانية ص (99) .
(3)
انظر: الذريعة إلى مكارم الشريعة ص (236 ـ 238) .
أسباب النسيان:
للنسيان أسباب كثيرة منها: ـ
1 ـ الإستهانة بأداء فرئض الله وتعدي حدوده.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها.
وقال الضحاك بن مزاحم رحمه الله تعالى: مامن أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه وذلك بأن الله تعالى يقول: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (الشورى ـ30) ونسيان القرآن من أعظم المصائب.
وسئل سفيان بن عيينة: هل يسلب العبد العلم بالذنب يصيبه؟! قال: ألم تسمع قوله: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ} (المائدة ـ 13) .
2 ـ كثرة الأكل.
3 الإجهاد والسهر المضني.
4 ـ كثرة الاهتمام بأمور الدنيا والانشغال عن مراجعة المحفوظ (1) .
(1) تعليم المتعلم ص (132) ، والجامع في الحث على حفظ العلم ص (266) وعلاج النسيان ص (17) .
الحافظ عند المحدثين:
قال ابن سيد الناس رحمه الله تعالى: " وأما المحدث في عصرنا فهو: من اشتغل بالحديث رواية، ودراية، وجمع رواة، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره، وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه، واشتهر فيه ضبطه، فإن توسع في ذلك حتى عرف شيوخه، وشيوخ شيوخه، طبقة بعد طبقة، بحيث يكون مايعرفه من كل طبقة أكثر مما يجهله منها، فهذا هو الحافظ.."(1)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ـ في النكت على ابن الصلاح ـ: للحافظ في عرف المحدثين شروط إذا اجتمعت في الراوي سموه حافظاً:
1 ـ وهوا لشهرة بالطلب والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف.
2 ـ والمعرفة بطبقات الرواة ومراتبهم.
3 ـ والمعرفة بالتجريج والتعديل وتمييز الصحيح من السقيم حتى يكون مايستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره مع استحضار الكثير من المتون.
فهذه الشروط إذا اجتمعت في الراوي سموه حافظاً (2) .
والحفاظ من المحدثين كثيرون. وقد ذكر ابن الجوزي جماعة منهم
(1) تدريب الراوي 1/30.
(2)
النكت على ابن الصلاح 1/268، وانظر تزيين الألفاظ ص (29) ،والسراج المنير في ألقاب المحدثين ص 127.
ورتبهم على حروف المعجم في كتابه " الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ" فانظرهم هناك (1) .
تربية الصبيان على الحفظ:
ينبغي لولي الصبي أن يجتهدمعه في التحفظ للقرآن، وسائر العلوم، في صغره، وكذا كل مبتدئ في طلب العلم، حتى يكون الحفظ سهلاً على الطالب، لأن الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر.
وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً وموقوفاً: " حفظ الغلام الصغير كالنقش في الحجر، وحفظ الرجل بعدما يكبر كالكتابة على الماء " وهو صحيح من حيث المعنى وإن لم يصح من جهة الرواية. (2)
(1) ص (41) .
(2)
انظر فردوس الأخبار 2/221، كشف الخفاء 1/433.