المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الخاتمة إن الوصول إلى خاتمة هذا البحث ضرورة يفرضها واقع البحث - أساليب التربية والدعوة والتوجيه من خلال سورة إبراهيم

[وسيم فتح الله]

الفصل: ‌ ‌الخاتمة إن الوصول إلى خاتمة هذا البحث ضرورة يفرضها واقع البحث

‌الخاتمة

إن الوصول إلى خاتمة هذا البحث ضرورة يفرضها واقع البحث وقصور الباحث، وإلا فإن القلب لا يكاد يستسيغ الصدور عن هذا المورد العذب إلا وفيه رغبة للمزيد، ولسوف أوجز في هذه الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث وهي:

1-

إن سورة إبراهيم من السور المكية ذات الوحدة الموضوعية البارزة حيث يدور رحاها حول ترسيخ رسالة التوحيد باعتبارها دعوة الرسل أجمعين، ولقد كانت الوحدة الموضوعية لهذه السورة من مظاهر الإعجاز القرآني لغةً وموضوعًا وأسلوبًا ومنهجًا جليةً واضحةً لمن تدبر فيها.

2-

لقد كانت سورة إبراهيم من السور التي تنزلت ابتداءً لمحض هداية البشر مما يؤكد مرة أخرى على لزوم الدعوة إلى التوحيد وأنها دعوة عالمية الزمان عالمية المكان لا تفتقر إلى مناسبة ولا تنتظر الظروف المواتية، بل هي كلمة الحق التي يجب الصدع بها في كل زمان وفي كل مكان.

3-

لقد جاء البرنامج الدعوي في سورة إبراهيم متكاملًا حيث قررت عناصر المنهج الدعوي وبينت صفات الرسل والدعاة من بعدهم، ونبهت على معوقات الدعوة وكيفية مواجهتها وفصلت في وسائل الدعوة وكيفية الإفادة منها في البلاغ عن الله سبحانه.

ص: 76

4-

اهتمت السورة الكريمة أيضًا ببيان أساليب توجيه المدعوين إلى النظر والتدبر في آيات الله الكونية وآياته الشرعية لا سيما ما يتعلق منها بمشاهد الآخرة وهي عظيمة الأثر في تقوية داعي الإيمان وردع داعي الهوى في نفوس المدعوين والمخاطبين بالدعوة الإسلامية، مع بيان كيفية تسخير ذلك كله في الدعوة إلى الله وتقرير رسالة التوحيد بين الخلق.

5-

نبهت السورة الكريمة إلى ضرورة الاعتناء بمنهج التربية الصحيحة الذي يُنشَّأ الفرد من خلاله على التوحيد ليكون أصيلًا في نفسه أصالة الفطرة التي أودعها الله تعالى في قلبه وأخذ ميثاقه عليها، حيث نبهت على هدف التربية وضرورة تنقية بيئة التربية من الشوائب التي تحرف الناشئة عن الحق، كما عنت ببيان أهم صفات المربي وضرورة تحقيق معنى الإيمان الصحيح في قلوب الناشئة، فبمثل هذه التربية يتخرج الجيل الدعوي الذي يحمل التوحيد عقيدةً يدين بها ورسالةً يتفاني في تبليغها في أرجاء الكون.

ص: 77

هذه باختصار أهم معالم الفوائد المستنبطة من دراسة السورة ولقد جاء تفصيلها في طيات هذا البحث، وحري بكل مسلم أن يعكف على دراسة هذه السورة وأخواتها فهي نعم الزاد لمن أراد أن يسير في طريق الدعوة ونشر رسالة الخير في أرجاء المعمورة، وإني أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتقبل ما كان في هذا العمل من صواب وأن يعفو عما زل به القلم، وأن يعينني على العمل بما عملت حتى أرث علم ما لم أعلم، وإنه لحريٌ بنا اليوم والبشرية تتردى في مهاوي الضلال أن نوقد شعلة الدعوة الصافية لتضيء درب البشرية من جديد فلعمري لم تكن البشرية في حاجة إلى التوحيد يومًا أشد من حاجتها اليوم فيما أحسب بسبب ما تملكته البشرية الهائجة اليوم من وسائل تخريب وترويع وتدمير تكاد تأتي على هذا المخلوق المتكبر بها والمتجبر بتوهمه الاستغناء بها عن خالقه، فأسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى الفوز بخدمة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

د. وسيم فتح الله

ص: 78