المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌القسم الثاني: العلاج بعد دخول الجني: - الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي - جـ ٤

[سعيد بن وهف القحطاني - ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثالث: العلاج بالرقي مِن الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: أهمية العلاج بالقرآن والسنة

- ‌الفصل الثاني: علاج جميع الأمراض بالكتاب والسنة

- ‌المبحث الأول: السحر وعلاجه

- ‌أولًا: مِن أتى كاهنًا أَوْ عرافًا أَوْ ساحرًا:

- ‌ثانيًا: السحر مِن أكبر الكبائر:

- ‌ثالثًا: عِلَاجُ السِّحْرِ

- ‌الْعِلَاجُ الإِلهِيُّ لِلسِّحْرِ قِسْمَانِ:

- ‌الْقِسْمُ الأَوَّلُ: مَا يُتَّقَى بِهِ السِّحْرُ قَبْلَ وُقُوعِهِ وَمِنْ ذَلِكَ:

- ‌القسم الثاني: عِلَاجُ السِّحْرِ بَعْدَ وُقُوعِهِ وَهُوَ أَنْوَاعٌ:

- ‌النَّوْعُ الأَّوَّلُ: اسْتِخْرَاجُهُ وَإِبْطَالُهُ إِذَا عُلِمَ مَكَانُهُ بِالطُّرُقِ الْمُبَاحَةِ شَرْعًا وَهَذَا مِنْ أَبْلَغِ مَا يُعَالَج بِهِ الْمَسْحُورُ

- ‌النَّوْعُ الثَّانِي: الرُّقْيِةُ الشَّرْعِيَةُ

- ‌النَّوْعُ الثَّالثُ: الاِسْتِفْرَاغُ بِالْحِجَامَةِ

- ‌النَّوْعُ الرَّابعُ: الْأَدْوِيَةُ الطَّبيِعيَّةُ

- ‌المبحث الثاني: عِلَاجُ الْعَيْنِ

- ‌عِلَاج ُالْإِصَابَةِ بِالعَيْنِ أَقْسَامٌ:

- ‌الْقِسْمُ الأَوَّلُ: قَبْلَ الْإِصَابَةِ

- ‌الَقِسْمُ الثَّانِي: بَعْدَ الْإِصَابَةِ

- ‌الْقِسْمُ الثَّالِثُ: عَمَلُ الأَسْبَابِ الَّتِي تَدْفَعُ عَيْنَ الْحَاسِدِ

- ‌المبحث الثالث: عِلَاجُ الْتِابَسِ الْجِنِّيِّ بِالْإِنْسِيِّ

- ‌عِلَاجُ الْمَصْرُوعِ الَّذِي يَدْخُلُ بِهِ الْجِنِّيُّ وَيَلْتَبِسُ بِهِ قِسْمَانِ:

- ‌القِسْمُ الأَوَّلُ: قَبْلَ الْإِصَابَةِ:

- ‌الْقِسْمُ الثَّانِي: الْعِلَاجُ بَعْدَ دُخُولِ الْجِنِّيِّ:

- ‌المبحث الرابع: علاج الأمراض النفسية

- ‌المبحث الخامس: عِلَاجُ الْقُرْحَةِ وَالْجُرْحِ

- ‌المبحث السادس: عِلَاجُ الْمُصِيبَةِ

- ‌المبحث السابع: عِلَاجُ الْهَمِّ والْحُزْنِ

- ‌المبحث التاسع: عِلَاجُ الْمَرِيضِ لِنَفْسِهِ

- ‌المبحث الحادي عشر: عِلَاجُ الْقَلَقِ وَالْفَزَعِ فِي النَّوْمِ

- ‌المبحث الثالث عشر: عِلَاجُ اللَّسْعَةِ واللَّدْغَةِ

- ‌المبحث الرابع عشر: عِلَاجُ الْغَضَبِ

- ‌علَاجُ الْغَضَبِ يَكُونُ بِطَرِيقَيْنِ:

- ‌الطَّريقُ الأَوَّلُ: الْوِقَايَةُ

- ‌الطريق الثاني: الْعِلَاجُ إِذَا وَقَعَ الْغَضَبُ

- ‌المبحث الخامس عشر: الْعِلَاجُ بِالْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ

- ‌المبحث السادس عشر: الِعِلَاجُ بِالْعَسَلِ

- ‌المبحث السابع عشر: الْعِلَاجُ بِمَاءِ زَمْزَمَ

- ‌المبحث الثامن عشر: علاج أمراض القلوب

- ‌القلوب ثلاثة:

- ‌ قلب سليم:

- ‌ القلب الميت:

- ‌ القلب المريض:

- ‌علاج القلب يكون بأمور أربعة:

- ‌الأمر الأول: بالقرآن الكريم

- ‌الأمر الثاني: القلب

- ‌الأمر الثالث: علاج مرض القلب مِن استيلاء النفس عليه:

- ‌الأمر الرابع: علاج مرض القلب مِن استيلاء الشيطان عليه:

الفصل: ‌القسم الثاني: العلاج بعد دخول الجني:

بِالْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ، وَالتَّعَوُّذَاتِ الْمَشْرُوعَةِ.

‌الْقِسْمُ الثَّانِي: الْعِلَاجُ بَعْدَ دُخُولِ الْجِنِّيِّ:

ويَكُونُ بِقِرَاءَةِ الْمُسْلِمِ الَّذِي وَافَقَ قَلْبُهُ لِسَانَهُ وَرُقْيَتَهُ لِلْمَصرُوعِ، وَأَعْظَمُ الْعِلَاجِ الرُّقْيَةُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.

(1)

(1)

ورد ذلك من حديث عم خارجة بن الصلت (قيل: اسمه علاقة بن صحار، وقيل: عبد الله ابن عثير)«أنه مرَّ بقوم فأتوه فقالوا: إنك جئت من عند هذا الرجل بخير، فارْق هذا الرجل، فأتوه برجل معتوه في القيود، فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية [وفي رواية: «فأعطوني مائة شاة] فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره له [وفي رواية: فقال صلى الله عليه وسلم: «هل قلت غير هذا؟» قلت: لا] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل، فلعمري لَمن أكل برقيةِ باطلٍ، لقد أكلت برقيةِ حق» [وفي رواية: «خذها،

»].

- أخرجه أبو داود في ك الإجازة، 38 - ب في كسب الأطباء، (3420). وفي ك الطب، 19 - ب كيف الرقي، (3896 و 3897 و 3901). والنسائي في الكبرى، 70 - ك الطب، 34 - ب ذكر ما يرقى به المعتوه، (7534 - 4/ 365). وفي 81 - ك عمل اليوم والليلة، 249 - ب ما يقرأ على المعتوه، (10871 - 6/ 255)[1032]. وابن حبان (1129 و 1130 - موارد). والحاكم (1/ 559 - 560). والبيهقي في الدلائل (7/ 91). وفي الشعب (2/ 449/2365). والطيالسي (1362). وابن أبي شيبة (7/ 411). وابن قانع في المعجم (1/ 174). والطبراني في الكبير (17/ 190/509). وابن السني (630). والمزي في التهذيب (8/ 14).

-من طريق عامر بن شراحيل الشعبي عن خاردة بن الصلت عن عمه به.

-قلت: إسناده حسن، فإن خارجة بن الصلت روى عنه الشعبي وعبد الأعلى بن الحكم الكلبي، ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 211)، وقد روى أبو بكر بن أبي خثيمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: «إذا حدث الشعبي عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه» لذا قال الذهبي في الكاشف (1/ 361) في وصف حال خارجة: «محل الصدق» [الجرح والتعديل (3/ 374) و (6/ 323). تهذيب الكمال (14/ 35). تهذيب التهذيب (2/ 493) و (4/ 158)] ولم يتعقب الحاكم حين قال: «هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» .

-والحديث صححه ابن حزم في المحلى (9/ 499). وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار [الفتوحات الربانية (4/ 44)] وصحح إسناده النووي في الأذكار (ص 194). وصححه الألباني في الصحيحة (2027).

ص: 1272

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وقد روى في رقية المصروع أحاديث منها:

1 -

حديث أُ بيّ بن كعب، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: يا نبي الله! إن لي أخًا وبه وجع، قال:«وما وجعه؟» قال: به لمم. قال: «فائتني به» فوضعه بين يديه فعوذه النبي صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب، وأربع آيات من أول سورة البقرة، وهاتين الآيتين:{وإِلَهُكُمْ إلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163 و 164] وآية الكرسي وثلاث آيات من آخر سورة البقرة، وآية من آل عمران {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} [18]، وآية من سورة الأعراف:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ والْأَرْضَ} [54]، وآخر سورة المؤمنين:{فَتَعَلَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} [116]، وآية من سورة الجن {وأَنَّهُ تَعَلَى جَدُّ رَبِّنَا} [3]، وعشر آيات من أول {وَالصَّفَّتِ} ، وثلاثة من آخر سورة الحشر، و {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} والمعوذتين، فقام الرجل كأنه لم يشتك قط.

-أخرجه الحاكم (4/ 412 - 413). وعبد الله بن أحمد في زيادات المسند (5/ 128). ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 881 - 882/ 1477).

-ومن طريق عمر بن علي المقدمي عن أبي جناب يحيى بن أبي حية عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثني أُبَيُّ بن كعب قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره.

قال الحاكم: «قد احتج الشيخان رضي الله عنهما برواة هذا الحديث كلهم عن آخرهم غير أبي جناب الكلبي، والحديث محفوظ صحيح، ولم يخرجاه» .

-وتعقبه الذهبي بقوله: «أبو جناب الكلبي ضعفه الدار قطني، والحديث منكر» .

-وقال الهيثمي في المجمع (5/ 115): «رواه عبد الله بن أحمد، وفيه: أبو جناب، وهو ضعيف لكثرة تدليسه، وقد وثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح» .

-وقلت: وقد اختلف فِيهِ على أبي جناب:

1 -

فرواه عمر على المقدمي [ثقة، وكان يدلس شديدًا. التقريب (725)] عن أبي جناب به هكذا.

2 -

ورواه صالح بن عمر الواسطي [ثقة. التقريب (447)] قال: حدثنا أبو جناب يحيى بن أبي حية عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل عن أبيه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فذكر نحوه، ولم يذكر في آخره: فقام الرجل كأنه لم يشتك قط. -أخرجه أبو يعلي في مسنده (3/ 167/1594). وعنه ابن السني (632).

3 -

ورواه عبدة بن سليمان الكلابي [ثقة ثبت. التقريب (635)] قال: ثنا أبو جناب عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن أبيه أبي ليلى قال: كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي

فذكره بنحوه.

-أخرجه ابن ماجه (3549).

-تابعه محمد بن مسروق الكندي [ذكره ابن حبان في الثقات وقال: «يخطئ». وقال ابن القطان: «لا يعرف» ووهمه أبو زرعة الرازي. الثقات (9/ 68 و 77). اللسان (5/ 428). سؤالات XXX]

ص: 1273

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- قال الحافظ في تخريج الأذكار [الفتوحات الربانية (4/ 42)]: فبين عبدة بن سليمان- وهو حافظ متفق على تخريج حديثه في الصحيح- أن صحابي الحديث هو أبو ليلى والد عبد الرحمن، وتابعه محمد بن مسروق عن أبي جناب أخرجه الطبراني في كتاب الدعاء، فعلى هذا فالضمير في قوله:«عن أبيه» في الرواية الأولى- أي رواية ابن السني- يعود لعبد الرحمن، قلت: من قوله: «عن رجل» بإعادة الجار ولا يعود الضمير منه للرجل الذي لم يسم فتتفق الروايتان لكن يسقط الرجل الذي لم يسم من الرواية التانية، وكأنه من تدليس أبي جناب، إذ هو ضعيف مدلس، فجوده مرة وسواه أخرى. أهـ.

4 -

ورواه بقية بن الوليد [صدوق كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين. القريب (174) وغيره] عن أبي إسحاق الفزاري عن أبي جناب الكلبي عن زبيد اليامي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه به إلا أنه قال: «سليم» بدل «به لمم» .

-أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (584).

-فأدخل بين ابن جناب وبين عبد الرحمن: زبيدًا قال الحافظ في النكت الظراف (9/ 280): «وهو أشبه» .

-قلت: ويحتمل أن يكون في هذا الاضطراب في الإسناد من أبي جناب، فالحديث منكر- كما قال الذهبي- وضعفه الحافظ بقوله:«هذا حديث غريب» . [وانظر في أبي جناب: التاريخ الكبير (8/ 267). الجرح والتعديل (9/ 138). المجروحين (3/ 111). الميزان (4/ 371). التهذيب (9/ 220). التقريب (1052)].

2 -

حديث عبد الله بن مسعود: يرويه ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن حنش الصنعاني عن أبن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ في أذن مبتلى فأفاق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما قرأت في أذنه؟» قال: قرأت: {أَفَحَسِبْتُم أَنَمَا خَلَقْنَكُمْ عَبَثًَا وَأَنَّكُم إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115] حتى فرغ من السورة، فقال صلى الله عليه وسلم:«لو أن رجلًا موقنًا قرأ بها على جبل لزال» .

-أخرجه أبو يعلي (8/ 458/5045) وعنه أبن السني (631). والطبراني في الدعاء (1081). وأبو نعيم في الحلية (1/ 7). والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 312). والبغوي في تفسيره (3/ 320). ورواه أيضًا: ابن أبي حاتم. ذكره ابن كثير في تفسيره (3/ 260).

-من طرق عن ابن لهيعة به وصرح في بعضها بالسماع فزالت بذلك علة تدليسه، وبقيت علة سوء حفظه، فالإسناد ضعيف.

-ولحديث ابن مسعود إسناد آخر حكم عليه الإمام أحمد بالوضع:

-قال عبد الله بن أحمد في العلل (3/ 463): «حدثت أبي بحديث؛ حدثنا خالد بن إبراهيم أبو محمد المؤذن قال: حدثنا سلام بن رزين قاضي أنطاكية قال: حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله ابن مسعود قال: بينما أنا والنبي صلى الله عليه وسلم في بعض طرقات المدينة، إِذَا أنا برجل قد صُرع

فذكر =

ص: 1274

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= نحوه. قال عبد الله: قال أبي: هذا الحديث موضوع، هذا حديث الكذابين، منكر الإسناد». ورواه عن عبد الله: العقيلي في الضعفاء (2/ 163).

-وقد أعله العقيلي والذهبي في الميزان (2/ 175) بسلام بن رزين، قال الذهبي:«لا يعرف، وحديثه باطل» وأقره ابن حجر في اللسان (3/ 69).

3 -

حديث ابن عباس:

-يرويه حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن إبني به جنون، وإنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيخبث علينا، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا، فثع ثعة [يعني: قاء. النهاية (1/ 212)] وخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فسعى.

-أخرجه الدرامي (1/ 24/19). وأحمد (1/ 239 و 254 و 268). وابن أبي شيبة (7/ 408). والطبراني في الكبير (12/ 57/12460). وأبو نعيم في الدلائل (395).

-قلت: هو حديث منكر، فإن فرقدًا السبخي منكر الحديث، لم يتابع عليه عن سعيد ابن جبير. قال ابن حبان:«وكان فِيهِ غفلة ورداءة حفظ، فكان يهم فيما يروى فيرفع المراسيل وهو لا يعلم، ويسند الموقوف من حيث لا يفهم، فلما كثر ذلك منه وفحش مخالفته الثقات بطل الاحتجاج به» [التاريخ الكبير (7/ 131). التاريخ الصغير (1/ 353). ترتيب علل الترمذي الكبير (ص 391). الجرح والتعديل (7/ 81). المجروحين (2/ 204). الضعفاء الكبير (3/ 458). الكامل (6/ 27). الميزان (3/ 345). التهذيب (6/ 387). التقريب (780) وقال: «صدوق عابد لكنه لين الحديث كثير الخطأ»].

-وقال الشيخ الألباني- رحمه الله تعالى- في تخريج المشكاة (3/ 1665): «وإسناده ضعيف» .

4 -

حديث يعلي بن مرة: وله طرق:

*الأولى: يرويها وكيع ثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن يعلي بن مرة قال: رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم عجبًا، خرجت معه في سفر فنزلنا منزلًا فأتته امرأة بصيى لها به لمم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اخرج عدو الله، أن رسول الله» قال: فبرأ، فلما رجعنا جاءت أم الغلامين بكبشين وشيء من أقط وسمن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«يا يعلي خذ أحد الكبشين ورُدَّ عليها الأخر، وخذ السمن والأقط» قال: ففعلت.

-أخرجه أحمد (4/ 171 و 172). وهناد في الزهد (2/ 621/1338). وأبو النعيم في الدلائل (292) - مقتصرًا على قصة الشجرتين وهي في نفس الحديث- والبيهقي في الدلائل (6/ 22).

-قلت: إسناده حسن لولا الانقطاع بين المنهال ويعلي، فقد أرسل عنه. [انظر: التهذيب (8/ 366 و 423)].

-ورواه وكيع أيضًا عن الأعمش عن المنهال عن يعلي بن مرة عن أبيه به. فزاد «عن أبيه» .

ص: 1275

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- أخرجه ابن ماجه (399) - لكنه اقتصر على ذكر قصة الأشاءتين فقط وهي في نفس الحديث كما سيأتي- وأحمد (4/ 171 و 172). وأبو نعيم في الدلائل (292) مقتصرًا على قصة الشجرتين.

-وقال المزي في الأطراف (8/ 371): رواه أبو بكر بن أبي سيبة عن وكيع، فلم يقل:«عن أبيه» وهو الصحيح. قال البخاري: قال وكيع: عن يعلى عن أبيه، وهو وهم. اهـ.

-وقال البيهقي في الدلائل (6/ 22) بعد ذكر رواية وكيع بدون زيادة «عن أبيه": هذا أصح، والأول وهم [يعني: عن أبيه]، قاله البخاري: يعني روايه عن أبيه وهم، إنما هو عن يعلى نفسه، وهم فِيهِ وكيع مرة، ورواه على الصحة مرة. قلت:[القائل البيهقي]: وقد وافقه- فيما زعم البخاري أنه وهم- يونس بن بكير فيحتمل أن يكون الوهم من الأعمش، والله أعلم. اهـ.

-وقال الحافظ في التهذيب (8/ 108: وقد تابع وكيعًا على ذلك محاضر بن المورع ويحيى بن عيسى الرملي ويونس بن بكير، والله تعالى أعلم. اهـ.

-قلت: رواية محاصر بن المورع [صدوق له أوهام. التقريب (922)] أخرجها الطبراني في الكبير (22/ 266/680)، وليس فيها ذكر «عن أبيه» وذكر فيها قصة الشجرتين والصبي والبعير [وأحال المتن على رواية يحيى بن عيسى].

واما رواية يحيى بن عيسى [صدوق يخطئ. التقريب (163)] فقد أخرجها الطبراني في الكبير (22/ 264/679)، إلا أنه قال: عن الأعمش عن المنهال بن عمرو قال: حدثني ابن يعلى ابن مرة عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت منه ثلاثة أشياء عجيبة

وذكر قصة الشجرتين والصبي والبعير. فزاد في الإسناد رجلًا بين المنهال ويعلى، هو ابن ليعلى، ويعلى له ثلاثة أبناء: عبد الله وعثمان وعمران: فإن كان الأول؛ فهو ضعيف، وإن كان الثاني: فهو مجهول، وإن كان الثاث، فلم أر من ذكره فيما وقفت عليه. [التقريب (670). الميزان (2/ 528)].

-وأما رواية يونس بن بكير [صدوق يخطئ. التقريب (1098)] فقد أخرجها الحاكم (2/ 617 - 618). والبيهقي في الدلائل (6/ 20). وفيها زيادة: «عن أبيه» وذكر القصص الثلاث.

-قلت: على ذلك فإن زيادة «عن أبيه» أثبتها وكيع- مرة أخرى- وتابعه يونس بن بكير، وهي وهم كما قال البخاري وأقره المزي. وأسقطها وكيع- مرة أخرى- وتابعه محاضر ابن المورع، وهي الصواب كما قال البيهقي والمزي ويؤيد ذلك أن حبيب بن أبي عمرة [ثقة. التقريب (220)] تابع الأعمش: فرواه عن المنهال بن عمرو عن يعلى به فذكر أمر الصبي والنخلتين والبعير ولم يقل: «عن أبيه» . أخرجه أحمد (4/ 173). وكذا من تابع المنهال ممن رواه عن يعلى لم يقل: «عن أبيه» كما سيأتي. وعلى احتمال ثبوت الزيادة فلا إشكال حيث إن يعلى وأباه كلاهما صحابي. [انظر: التهذيب (9/ 423) و (8/ 108)]. يبقى حينئذ مخالفة يحيى بن عيسى الرملي لهؤلاء الثلاثة- وكيع ومحاضر ويونس- حيث زاد الواسطة بين المنهال ويعلى، وهي روايه شاذة لمخالفته لمن هو أكثر منه وأوثق.

ص: 1276

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وفي الجملة فالإسناد ضعيف لانقطاعه بين المنهال ويعلى.

*الطريق الثانية: يرويها عبد الله بن نمير عن عثمان بن حكيم قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة قال: لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي

فذكر الحديث وقص فِيهِ القصص الثلاث: قصة الصبي والشجرتين والبعير.

-أخرجه أحمد (4/ 170) مطولًا. وابن أبي شيبة (7/ 412) مقتصرًا على قصة الصبي. والطبراني في الكبير (22/ 271/694) مقتصرًا على بعض قصة البعير. وأبو نعيم في الدلائل (394) مقتصرًا على قصة الصبي.

-قلت: إسناده ضعيف، لجهالة عبد الرحمن بن عبد العزيز- وليس بالأُمامي-، لم يذكر ابن أبي حاتم فيمن روى عنه سوى عثمان بن حكيم [الجرح والتعديل (5/ 260)] وقال عثمان بن سعيد الدارمي ليحيى بن معين:«فعثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن عبد العزيز، من هذا؟ فقال: شيخ مجهول» [تاريخه (463). الكامل (4/ 287)] وقال الحسيني: «ليس بمشهور» [الإكمال (520). التعجيل (630)].

*الطريق الثالثة: يرويها عبد الرزاق عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن حفص عن يعلى بن مرة قال: ثلاثة أشياء رأيتهن في رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكر قصة البعير والشجرة والصبي مع اختلاف في السياق.

-أخرجه أحمد (4/ 173). وعبد بن حميد (405). وأبو نعيم في الدلائل (283 و 293) مجزًَّا دون قصة الصبي. والبيهقي في الدلائل (6/ 23).

-قلت إسناده ضعيف: عبد الله بن حفص مجهول [التهذيب (4/ 274). التقريب (500)].

-وعطاء بن السائب: صدوق اختلط [التقريب (678)] ولم يذكر معمر فيمن روى عنه قبل الاختلاط [التهذيب (5/ 570). الكواكب النيرات (39)].

*الرابعة: يرويها محمد بن سعيد الأصبهاني ثنا شريك عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده قال: رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشياء ما رآها أحد قبلي

فذكر القصص الثلاث.

-أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 261/672). وفي الأحاديث الطوال (54). والبيهقي في الدلائل (6/ 22).

-وإسناده ضعيف جدًا؛ عبد الله بن يعلى؛ قال البخاري: «فيه نظر» وقال ابن حبان: «لا يعجبني الاحتجاج بخبرة إِذَا انفرد لكثرة المناكير في روايته على أن ابنه واهٍ أيضًا [يعني: ابنه عمر] فلست أدري البلية فيها منه أو من ابنه» . وأورد الدارقطني ابنه عمر في الضعفاء وقال: «وأبوه لا يعرف إلا به» ، وأورده العقيلي في الضعفاء وأسند فِيهِ قول البخاري، وقال الذهبي في الميزان:«ضعفه غير واحد، روى عنه ابنه عمر، وهو ضعيف أيضًا» [الضعفاء الصغير (200). المجروحين (2/ 25). الضعفاء الكبير (2/ 318). الضعفاء والمتروكين (376). الميزان (2/ 528). =

ص: 1277

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=الإكمال (492). التعجيل (599)].

-وابنه عمر: متروك؛ منكر الحديث؛ وقال البخاري: «يتكلمون فيه» وقال ابن حبان: «منكر الرواية عن أبيه» [التاريخ الكبير (2/ 112). الضعفاء الصغير (248). الجرح والتعديل (6/ 118). المجروحين (2/ 91). الضعفاء الكبير (3/ 176). الكامل (5/ 34). الميزان (3/ 211). التهذيب (6/ 76). التقريب (722). وقال: «ضعيف»].

-وشريك: هو ابن عبد الله النخعي: سيء الحفظ.

-ورواه عبد الرحمن بن اسحاق [هو: ابن الحارث الواسطي أبو شيبة: ضعيف. التقريب (570)] عن عبد الله بن يعلى قال حدثني أبي أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر على امرأة قالت: يا رسول الله إن ابني به لمم قد منع من الرقاد فادع الله له

وذكر الحديث.

-أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 319).

-وقال: «يروى من طريق أصلح من هذا» .

-ورواه -مختصرًا مقتصرًا على قصة الصبي-: المسعودي بن يونس بن خباب عن ابن يعلى بن مرة عن يعلى به.

-أخرجه ابن السني (633).

-وعلته أيضًا: ابن يعلى بن مرة: فإن كان عبد الله: فهو كما عرفت. وإن كان عثمان: فهو مجهول، وإن كان عمران فلم أر من ترجم له، ويحتمل أن يكون تصحف من عمر فإنه ينسب إلى جده، وحاله كما عرفت.

-ويونس بن خباب: ضعيف شيعي كان يشتم عثمان [التهذيب (9/ 458). الميزان (4/ 479)]. والمسعودي كان قد اختلط، والراوي عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري العطار؛ ممن روى عنه بعد الاختلاط [التهذيب (5/ 121). الكواكب النيرات (35)]. والعطار هذا ضعيف [التقريب (1056)].

-وللحديث طرق أخرى لكن لم يذكر فيها قصة الصبي فأعرضت عن ذكرها.

-وفي الجملة: فالحديث حسن بمجموع هذه الطرق الثلاث الأولى.

-قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله تعالى- في «شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم» (ص 271) بعد أن استوعب طرق هذا الحديث (ص 267 - 270): «فهذه طرق جيدة متعددة تفيد غلبة الظن أو القطع عند المتبحرين أن يعلى بن مرة حدث بهذه القصة في الجملة» .

-ولحديث يعلى بن مرة هذا شاهدان من حديث جابر بن عبد الله وأسامة بن زيد:

5 -

حديث جابر بن عبد الله:

-قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع حتى إِذَا كنا بحرة واقم، عرضت امرأة بدوية بابن لها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! هذا ابني، قد غلبني عليه الشيطان، =

ص: 1278

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=فقال: «أدنيه مني» فأدنته منه قال: «افتحي فمه» ففتحته فبصق فِيهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «اخس عدو الله، وأنا رسول الله» قالها ثلاث مرات. ثم قال: «شأنك بابنك، ليس عليه، فلن يعود إليه شيء مما كان يصيبه»

ثم ذكر الحديث بطوله وَفِيهِ قصة الشجرتين وغورث بن الحارث والطيرين ثم قال: «ثم أقبلنا راجعين حتى إِذَا كنا بحرة واقم عرضت لنا الأعرابية- التي جاءت بابنها- بوطب من لبن وشاة فأهدته له، فقال: «ما فعل ابنك؟ هل أصابه شيء مما كان يصيبه؟» قالت: والذي بعثك بالحق ما أصابه شيء مما كان يصيبه، وقَبِلَ هديتها»

ثم ذكر بقية الحديث وَفِيهِ قصة الجمل.

-أخرجه الطبراني في الأوسط (10/ 48/9108). وعنه أبو نعيم في الدلائل (280) باختصار.

-من طريق إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن طلحة التيمي ثنا عبد الحكيم بن سفيان بن أبي نمر عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن جابر به.

-قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن شريك بن عبد الله إلا عبد الحكيم بن سفيان ولا عن عبد الحكيم إلا محمد بن طلحة، تفرد به إبراهيم بن المنذر» .

-قلت: عبد الحكيم بن سفيان: مجهول، ولم يرو عنه سوى محمد بن طلحة التيمي. [انظر: الجرح والتعديل (6/ 35)].

-وقد روى مسلم حديث جابر في صحيحه (4/ 2306/3012 - 3014) من طريق يعقوب ابن مجاهد أبي حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت به فلم يذكر فِيهِ قصة الصبي وغورث ابن الحارث والطيرين والجمل، وذكر قصة الشجرتين وفوران الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم.

وقد وجدت لحديث جابر إسنادًا آخر: أخرجه الدارمي (17). وأبو نعيم في الدلائل (281). من طريق عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر به بنحو حديث يعلى بن مرة وذكر فِيهِ الشجرتين، والصبي والجمل، واقتصر أبو نعيم على قصة الجمل.

-قلت: في النفس شيء من ثبوت حديث جابر بهذين السياقين والإسنادين عند الطبراني والدارمي: أما إسناد الطبراني: فإن عبد الحكيم بن سفيان- مع جهالته- لم يتابعه على هذه الرواية أحد من ثقات أصحاب شريك، إنما تفرد به عبد الحكيم وهذه نكارة ظاهرة، وأما إسناد الدارمي: ففيه إسماعيل بن عبد الملك: والأكثر على تضعيفه، فهو ممن يكتب حديثه كما قال البخاري وابن عدي [التهذيب (327) وقد تفرد به دون ثقات أصحاب أبي الزبير مع كثرتهم، وهذه أيضًا نكارة ظاهرة. وإنما المعروف من حديث جابر ما رواه مسلم من الطريق المذكور والله أعلم.

6 -

حديث أسامة بن زيد: خردنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحجة التي حجها، حتى إِذَا كنا ببطن الروحاء نظر إلى امرأة تؤمه فحبس راحلته

فذكر الحديث بطوله، وَفِيهِ قصة الصبي والنخلات وفيهما زيادة عما جاء في حديث يعلى بن مرة.

ص: 1279

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- أخرجه أبو نعيم في الدلائل (298) ولم يذكر قصة الصبي. والبيهقي في الدلائل (6/ 24).

-قلت إسناده منكر. فإن معاوية بن يحيى الصدفي: قال الدارقطني: «يكتب ما روى الهقل عنه، ويتجنب ما سواه، خاصة ما روى عنه إسحاق بن سليمان الرازي» وقال ابن حبان: «منكر الحديث جدًا، كان يشتي الكتب ويحدث بها، تغير حفظه فكان يحدث بالوهم فيما سمع من الزهري وغيره فجاء رواية الراوين عنه: إسحاق بن سليمان وذويه كأنها مقلوبة، وفي رواية الشاميين- عند الهقل بن زياد وغيره- أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات» [انظر: التاريخ الكبير (7/ 336). التاريخ الصغير (2/ 154). الجرح والتعديل (8/ 383). المجروحين (3/ 3). الضعفاء الكبير (4/ 182). الكامل (6/ 399)، الضعفاء والمتروكين (511). العلل للدارقطني (6/ 95). التهذيب (8/ 254)] وقد روى عنه هذا الحديث إسحاق بن سليمان الرازي وعبد الرحيم ابن حماد.

-وفي تفرد معاوية به عن الزهري نكارة ظاهرة.

-قلت: وفي الباب أيضًا عن.

7 -

أم جندب الأزدية: أخرجه ابن ماجه (3532). وأحمد (6/ 379). وعبد بن حميد (1567). والطبراني في الكبير (25/ 160/387). وأبو نعيم في الدلائل (393).

-من طريق يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أم جندب قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة من بطن الوادي يوم نحر ثم انصرف، وتبعته امرأة من خثعم ومعها صبي لها به بلاء، لا يتكلم. قالت: يا رسول الله إن هذا ابني وبقية أهلي، وإن به بلاء لا يتكلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ائتوني بشيء من ماء» فأُتي بماء، فغسل يديه ومضمض فاه ثم أعطاه، فقال:«اسقيه منه، وصبي عليه منه، واستشفي الله له» قالت: فلقيت المرأة فقلت: لو وهبت لي منه. فقالت: إنما هو لهذا المبتلى. قالت: فلقيت المرأة من الحول فسألتها عن الغلام فقالت: برأ وعقل عقلًا ليس كعقول الناس.

-قلت: إسناده ضعيف:

(أ) سليمان بن عمرو بن الأحوص: روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن القطان:«مجهول» [التاريخ الكبير (4/ 28). الجرح والتعديل (4/ 132). الثقات (4/ 314). التهذيب (3/ 497). التقريب (411). وقال: «مقبول» أي عند المتابعة، ولم يتابع عليه عند أم جندب].

(ب) يزيد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم الكوفي: ضعيف. [التقريب (1075)].

8 -

زارع بن عامر العبدي: أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 275/5314).

-من طريق مطر بن عبد الرحمن الأعنق حدثتني أم أبان بنت الوازع عن أبيها أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق معه بابن له مجنون أو ابن أخت له، قال جدي: فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، قلت: يا رسول الله إن معي ابن لي أو ابن أخت لي مجنون، أتيتك به تدعو=

ص: 1280

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=الله عز وجل له فقال: «ائتني به» فانطلقت به إليه وهو في الركاب فأطلقت عنه وألقيت عنه ثياب السفر، وألبسته ثوبين حسنين، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«ادنه مني، اجعل ظهره مما يليني» قال: فأخذ بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه وهو يقول: اخرج عدو الله، اخرج عدو الله، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول، ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل عليه.

- قلت: إسناده ضعيف: أم أبان بنت الوازع: تفرد عنها مطر الأعنق، ولم توثق، وقال الحافظ:«مقبولة» أي عند المتابعة، ولم تتابع عليه. [التهذيب (10/ 512). الميزان (4/ 611). التقريب (1377)].

9 -

عثمان بن أبي العاص: وله ثلاث طرق:

* الأولى: يرويها عبد الأعلى بن عبد الأعلى ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد الله بن الحكم عن عثمان بن بشر قال: سمعت عثمان بن أبي العاص يقول: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسيان القرآن فضرب صدري بيده فقال: «يا شيطان اخرج من صدر عثمان» قال عثمان: فما نسيت منه شيئًا بعد أحببت أن أذكره.

- أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 47/8347).

- قلت: قد تصحف هذا الإسناد [ويبدو أنه من بعض النساخ] وأن صوابه:

ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد ربه بن الحكم بن عثمان بن بشر قال: سمعت عثمان ..

- وذلك لأن عبد ربه بن الحكم بن عثمان بن بشر الثقفي هو الذي يروي عن عثمان بن أبي العاص، وروى عنه عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي وحده [انظر: التاريخ الكبير (6/ 76). الجرح والتعديل (6/ 40). الثقات (5/ 132). التهذيب (5/ 38)].

- قلت: وعلى ذلك فالإسناد ضعيف؛ لجهالة عبد ربه بن الحكم قال ابن القطان الفاسي: «لا يعرف حاله، وتفرد عبد الله بالرواية عنه» [التهذيب (5/ 38)] وقال الحافظان الذهبي وابن حجر: «مجهول» [الميزان (2/ 544). التقريب (568)].

- وقال الدار قطني في الأفراد (4/ 212 - أطرافه): «تفرد به عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد الله بن الحكم عن عثمان بن أبي العاص» .

- وقد اختلف فِيهِ على عبد الرحمن بن يعلى الطائفي:

(أ) فرواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى [ثقة. التقريب (562)] عنه به هكذا.

(ب) ورواه معتمر بن سليمان [ثقة. التقريب (958)] قال: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي يحدث عن عمه عمرو بن أوس [في المطبوعة: عمرو بن أويس، وهو تصحيف] عن عثمان بن أبي العاص بنحوه وَفِيهِ قصة.=

ص: 1281

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= - أخرجه البيهقي في الدلائل (5/ 308).

- قلت: عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي إنما يروي عن عثمان بن عبد الله بن أوس ابن أخى عمرو بن أوس، وعثمان هو المعروف بالرواية عن عمه عمرو بن أوس، وعليه فالإسناد منقطع. [انظر: التهذيب (4/ 377)، (5/ 492)، (6/ 118)].

- وهذا الاضطراب في الإسناد إنما مرجعه إلى عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي فقد لخص الحافظ القول فِيهِ بقوله: «صدوق يخطئ ويهم» [التقريب (522)].

* الطرق الثانية: يرويها عثمان بن عيد الوهاب الثقفي ثنا أبي عن يونس عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء حفظي للقرآن قال: «ذلك شيطان يقال له خنزب، ادن مني يا عثمان» ثم تفل في فمي، فوضع يده على صدري فوجدت بردها بين كتفي فقال:«يا شيطان اخرج من صدر عثمان» قال: فما سمعت شيئًا بعد ذلك إلا حفظته.

- أخرجه أبو نعيم في الدلائل (396). والبيهقي في الدلائل (5/ 307) وزاد في الإسناد عنبسة، قال: «

عن يونس وعنبسة عن الحسن

».

- قلت: إسناده ضعيف:

(أ) الحسن هو ابن أبي الحسن البصري:: ثقة كثير الإرسال والتدليس، ولم يصرح بالسماع [التقريب (236)].

(ب) عثمان بن عبد الوهاب الثقفي: مجهول، لم يرو عنه سوى عباس الدوري وزكريا بن يحيي أبو يحيي اللؤلؤي، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 453).

* الطريق الثالثة: قال ابن ماجة في السنن (3548) والروياني في مسنده (1515): حدثنا محمد بن بشار: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثني عيينة بن عبد الرحمن حدثني أبي عن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي؛ حتى ما أدري ما أصلي؟! فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ابن أبي العاص؟» قلت: نعم يا رسول الله. قال: «ما جاء بك؟» قلت: يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي، حتى ما أدري ما أصلي! قال:«ذاك شيطان. ادنه» فدنوت منه، فجلست على صدور قدمي، قال: فضرب صدري بيده، وتفل في فمي، وقال:«اخرج عدو الله» ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال:«الحق بعملك» قال: فقال عثمان: فلعمري ما أحسبه خالطني بعد. واللفظ لابن ماجه.

- وهذا إسناد حسن؛ لولا أنه لا يعرف لعبد الرحمن بن جوشن سماع من عثمان بن أبي العاص.

- وقد خالف هؤلاء: أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير فرواه عن عثمان بن أبي العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذلك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا» قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.=

ص: 1282

وَآيَةِ الْكُرْسَيِّ

(1)

، وَالآيَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ

(2)

، مَعَ النَّفْثِ عَلَى الْمَصْرُوعِ وَتَكْرِيرُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَوْ أَكْثَرَ وَغيْرِ ذَلِكَ مِنْ الآيَاتِ الْقُرْآنِيَّة؛ لأَنَّ الْقُرْآنِ كُلَّهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ، وشِفَاء وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِيْن (َ

(3)

وَأَدْعِيَةُ الرُّقْيَةِ كَمَا فِي النَّوْعِ الثَّانِي مِنْ عِلَاجِ السِّحْرِ فَقْرَةِ «ب» و «ج»

(4)

، وَلَا بُدَّ فِي هَذَا العلاج مِنْ أَمْرَيْنِ: الْأَوَّلُ مِنْ جِهَةِ الْمَصْرُوعِ، بِقُوَّةِ نَفْسِهِ، وَصِدْقِ تَوَجّهه إِلَى الله،

- أخرجه مسلم (2203) وغيره، وقد تقدم برقم (195). فلم يذكر رقية النبي صلى الله عليه وسلم له، ولا قوله صلى الله عليه وسلم:«يا شيطان اخرج من صدر عثمان» وإنما أمره بالتعوذ منه، والتفل عن يساره ثلاثًا فحسب.

- وهذا الحديث أولى بالصواب من حديث من تقدم ذكرهم.

- أما حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي فهو حديث مضطرب.

- وأما حديث الحسن البصري؛ فإن أبا العلاء أكبر من الحسن، والإسناد إليه ضعيف لا يثبت.

- وأما حديث عبد الرحمن بن جوشن؛ فإن أبا العلا أكبر منه سنًا، وأوثق منه فإن ابا العلاء لم يُذكر بجرح وإنما اتفقوا على توثيقه، وأما عبد الرحمن بن جوشن فلم يتفق على توثيقه؛ فقد قال فِيهِ أحمد:«ليس بالمشهور» [التهذيب (5/ 68) و (9/ 356)].

- ويكفي أن الإمام مسلم قدم رواية أبي العلاء على رواية هؤلاء، وصححها. والله أعلم.

- وحاصل ما تقدم: أنه لم يثبت في رقية المصروع- سواء من فعله صلى الله عليه وسلم أو من تقريره- سوى حديث عم خارجة بن الصلت وحديث يعلى بن مرة والله أعلم.

(1)

تقدم في الحديث رقم (129).

(2)

[عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما» .

- أخرجه الترمذي في كتاب الطب، باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين، برقم (2058). وابن ماجه، كتاب الطب، باب من استرقى من العين، برقم (3511). والنسائي، في كتاب الاستعاذة باب الاستعاذة من عين الجان، برقم (5494). وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم (2058)، وصحيح ابن ماجه برقم (3511)] «المؤلف» .

(3)

انظر: الفتح الرباني ترتيب مسند الإمام أحمد (17/ 183).

(4)

انظر: ص (1249).

ص: 1283