الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالتَّعَوُّذ الصَّحِيح الَّذِي قَدْ تَوَاطَأَ عَلَيْهِ الْقَلْبُ واللَّسَانُ، واَلثَّانِي مِن جِهَةِ الُمَعالِجِ أَنَّ يَكُون كَذلكَ فَإِنَّ السَّلَاح َبِضَارِبِهِ
(1)
.
وإِنْ أُذِّنَ فِي أُذِّنَ الْمَصْرُوع فَحسن؛ لأنَّ الشَّيْطَانَ يفِرُّ مِنْ ذلِكَ
(2)
.
المبحث الرابع: علاج الأمراض النفسية
(3)
أَعْظَمُ الْعِلَاجِ للأَمَراضِ النَّفْسيَّةِ وَضِيقِ الصَّدْرِ بِاخْتِصَارٍ مَا يلي:
1 -
الْهُدَى وَالتَّوحِيدُ، كَمَا أَنَّ الضَّلالَ والشِّرْكَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ.
(1)
انظر: رقية مطولة مفيدة في وقاية الإنسان من الجن والشياطين ص (81 - 84)، والصارم البتار ص (109 - 117) للشيخ وحيد عبد السلام، وانظر زاد المعاد (4/ 66 - 69) وإيضاح الحق في دخول الجني بالإنسي والرد على من أنكر ذلك للعلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ص (14) وفتاوى ابن تيمية (19/ 9 - 65) و (24/ 276) والوقاية والعلاج من الكتاب والسنة لمحمد بن شايع ص (66 - 69)، وانظر كيفية طرد الجن من البيت، الوقاية والعلاج لمحمد بن شايع ص (59)، وعالم الجن والشياطين للأشقر ص (130).
(2)
قال سهيل بن أبي صالح: أرسلني أبي إلى بني حارثة، قال: ومعي غلام لنا- أو صاحب لنا- فناداه منادٍ من حائط باسمه، قال: وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئًا، فذكرت ذلك لبي فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك، ولكن إِذَا سمعت صوتًا فناد بالصلاة، فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إن الشيطان إِذَا نودي للصلاة، ولى وله حصاص» .
- أخرجه مسلم (1/ 291)(389/ 18). وأبو عوانة (1/ 334 - 335) وقال: «هذا دليل على أن الرجل إِذَا أحس بالغول أو أشرف على المصروع ثم أذن ذهب عنه ما يجد من ذلك» .
- قال الحافظ في الفتح (2/ 104): «وقال ابن الجوزي: على الأذان هيبة يشتد انزعاج الشيطان بسببها» . وانظر الأحاديث المتقدمة برقم (200 و 201 و 202).
(3)
انظر في ذلك أسباب شرح الصدر في زاد المعاد (2/ 23 - 28)، وكتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
2 -
نُور ُالْإِيمانِ الصَّادقِ الَّذِي يَقْذِفُهُ اللهُ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ، مَعَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ.
3 -
الْعلْم النَّافِعُ، فكُلَّما اتَّسَع عِلْمُ الْعَبْدِ انشرَحَ صَدرُهُ واتَّسع.
4 -
الْإِنَابَةُ وَالرَّجُوع ُإِلَى الله سُبْحَانَهُ، وَمَحَبَّتُهُ بِكُلَّ الْقَلْبِ، والإِقْبَالُ عَلَيْهِ والتَّنعُّم بِعباَدَتِه.
5 -
دَوَامُ ذَكَر الله عَلَى كلَّ حال وَفِي كلِّ مَوطنٍ فَللذِّكْر تأْثيرٌ عجيبٌ فِي انْشرَاح الصَّدْر، ونَعِيم الْقَلْبِ، وَزَوالِ الْهم والغم.
6 -
الْإِحْسَانُ إِلَى الخَلْقِ بِأَنْواَع الْإِحْسَانِ وَالنَّفْع لَهُمْ بِمَا يمْكِنُ فَالْكُرِيمُ الْمُحْسِنُ أشْرَحُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَطْيَبُهُمْ نَفْسًا، وَأَنْعَمُهُمْ قَلْبًا.
7 -
الشَّجَاعةُ، فَإِنَّ الشُّجاعَ مُنْشَرِحُ الصَّدْرِ مُتَّسِعُ الْقَلْبِ.
8 -
إِخْرَاجُ دَغَل
(1)
الْقَلْبِ مِنْ الصِّفَاتِ المَذْمُومَة الَّتِي تُوجِبُ ضِيَقُه وَعذَابَهُ: كَالْحسَدِ، والبَغْضَاءِ، والْغِلِّ، والْعَدَاوَةِ، والشَّحْنَاءِ، والبّغْيِ.
664 -
وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ عليه الصلاة والسلام سُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ النَّاسِ فَقَالَ: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ» ، فَقَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ، النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ»
(2)
.
(1)
وَدَغَلُ الشَّيْءِ عَيْبٌ فِيهِ يُفْسِدُهُ.
(2)
أخرجه ابن ماجه في 37 - ك الزهد، 24 - ب الورع والتقوى، (4216). والخرائطي في=
9 -
تَرْكُ فُضُولِ النَّظَرِ، وَالْكَلَامِ، وَالاسْتِمَاعِ، وَالْمُخَالَطَة ِوَالْأَكْلِ، وَالنَّوْمِ؛ فَإِنَّ تَرْكَ ذَلِكَ مِنْ أَسْباَب شَرْحِ الصَّدْرِ، وَنَعِيمْ الْقَلْبِ وَزَوَالِ همَّهِ وغَمِّهِ.
10 -
الاِشْتِغَالُ بِعَمَلٍ مِنَ الْأَعْمَالِ أَوْ علْمٍ مِنَ الْعُلُومِ النَّافِعَةِ؛ فَإِنَّهَا تُلْهِي الْقَلْبَ عمَّا أَقْلَقَهُ.
11 -
الاهتمام بعمل اليوم الحاضر وقطعة عَن الاهتمام فِي الوقت المستقبل وعن الحزن عَلَى الوقت الماضي فالعبد يحتهد فيما ينفعه فِي الدين والدنيا، ويسأل ربه نجاح مقصده، ويستعينه عَلَى ذلك؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يسلي عَن الهم والحزن.
=مكارم الأخلاق (23 - المنتقي) وزاد: قالوا: فيمن يليه يا رسول الله؟ قال: «الذين شنئوا الدنيا وأحبوا الآخرة» قالوا: ما نعرف هذا فينا إلا رافعًا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن يليه؟ قال:«مؤمن في حسن خلق» . والطبراني في مسند الشاميين (2/ 217/1218) بالزيادة. وعنه أبو نعيم في الحلية (1/ 183). والبيهقي في الشعب (5/ 264/6604) بالزيادة وفي آخرها: «أما هذه فإنها فينا» . وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 451 و 452) بالزيادة.
- من طرقٍ عن زيد بن واقد ثنا مغيث بن سمي الأوزاعي- وكان قاضيًا لعبد الله بن الزبير- عن عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب» فذكره.
- وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عند هذا الحديث؛ فقال أبو حاتم: «هذا حديث صحيح حسن؛ وزيد محله الصدق، وكان يرى رأى القدير» [العلل (2/ 127)].
- وقال المنذري في الترغيب (3/ 430): «رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والبيهقي وغيره أطول منه» .
- وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 240): «وهذا إسناد صحيح» .
- وأورده الألباني في صحيح ابن ماجه (2/ 411).
* تنبيه:
- قال العسكري قي تصحيفات المحدثين (1/ 244): «ومما يصحف: قوله صلى الله عليه وسلم، وسئل أي الناس خير؟ فقال: «كل صادق اللسان، مخموم القلب» بالخاء المعجمة، ومن لا يضبط يرويه: محموم القلب بالحاء غير المعجمة، يقال: خممت البيت: إِذَا كنسته، والخمامة مثل الكناسة، ومعنى الحديث: كل نقي القلب: لا غل فِيهِ ولا حسد».
12 -
النَّظَرُ إِلَى مِنْ هُوَ دُونكَ وَلَا تَنْظُرْ إِلَى مِنْ هُوَ فَوْقَكَ فِي الْعَافِيَةِ وَتَوَابِعِهَا والرِّزْقِ وَتَوَابِعهِ.
13 -
نِسْيَانُ مَا مَضَى عَلَيْهِ مِن الْمَكارِهِ الَّتِي لَا يُمْكِنُهُ ردَّهَا فَلَا يُفَكِّرْ فِيهَا مُطْلَقًا.
14 -
إِذَا حَصَل عَلَى الْعَبْدِ نكْبَةٌ مِن النَّكَبَات فَعَلَيْهِ السَّعْيُ فِي تَخْفِيفِهَا بأَنْ يٌقَدِّر أَسْوَأَ الاحْتِمَالَاتِ الَّتِي يَنْتَهِي إِلَيْهَا الْأَمْرُ، وَيُدَافِعُهَا بِحَسبِ مَقْدُورهِ.
15 -
قُوَّةُ الْقَلْبِ وَعَدَمُ وانْزِعَاجِهِ وَانْفِعَالهِ للأَوْهَام والْخَيَالاتِ الَّتِي تَجْلِبُهَا الْأَفْكَارُ السَّيِّئَةُ، وَعَدمُ الْغَضَبِ، وَلَا يَتَوقَّعُ زَوَالَ الْمَحَابِّ وَحُدُوثَ الْمكَارِهِ بلْ يَكلُ الْأَمْرَ إِلَى اللهِ عز وجل مَعَ الْقيَامِ بِالْأَسْبَابِ النَّافِعَةِ، وَسؤَالِ الله الْعَفْوَ والعَافِيَة.
16 -
اعْتِمَادُ الْقَلْبِ عَلَى اللهِ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ وَحُسْنَ الظَّنِّ بِهِ سبحانه وتعالى؛ فَإِنَّ الْمُتَوَكِّلَ عَلَى اللهِ لَا تُؤثِّرُ فِيهِ الْأَوْهَامُ.
17 -
الْعَاقِلُ يَعْلَمُ أَنَّ حَيَاتَهُ الصَّحِيحةَ حَيَاةُ السَّعادَةِ والطَّمَأْنينَةِ وأّنَّهَا قصِيرَةٌ جِدًا فَلَا يُقَصِّرُهَا بِالْهَمِّ والاِسْتِرْسَالِ مَعَ الْأَكْداِر؛ فَإِنَّ ذَلِكَ ضِدُّ الحَيَاةِ الصِّحِّيَّةِ.
18 -
إِذَا أَصَابَهُ مَكْرُوهٌ قَارَن َبَيْنَ بَقِيَّةِ النِّعَمِ الْحَاصِلَةِ لَهُ دِيِنيَّةً أَوْ دُنْيَوِيَّةً وَبَيْنَ مَا أَصَابَهُ مِنَ الْمَكْرُوهِ فعِنْدَ الْمُقَارَنَةِ يتَّضِحُ كثْرةُ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ النَّعَمِ، وكَذلكَ يُقَارنُ بَيْنَ مَا يَخَافهُ مِن حُدُوثِ ضَرَرٍ عَلَيْهِ
وَبَيْنَ الاِحْتِمَالاتِ الْكَثِيَرةِ فِي السَّلَامَة فَلَا يَدَعْ الاِحْتِمَالَ الضَّعِيفَ يَغْلِبُ الاِحْتِمَالَاتِ الْكَثِيرَةَ الْقَوِيَّةَ، وَبِذلِكَ يَزُولُ هَمُّهُ وخَوْفُهُ.
19 -
يَعْرِفُ أَنَّ أَذِيَّةَ النَّاسِ لَا تَضُرُهُ خُصُوصًا فِي الْأَقْوَالِ الْخَبِيثَةِ بَلْ تضُرُّهُمْ فَلَا يَضَعْ لَهَا بالًا وَلَا فِكْرًا حَتَّى لَا تضُرُّهُ.
20 -
يَجْعَلُ أَفْكَارَهُ فِيمَا يَعُودُ عَلَيْهِ بِالنَّفْعِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا.
21 -
أَنَّ لَا يَطْلُبَ الْعَبْدُ الشُّكْرَ عَلَى الْمَعْرُوفِ الَّذِي بَذَلَهُ وَأَحْسَنَ بِهِ إِلَاّ مِنَ اللهِ ويَعْلَمَ أَنَّ هَذَا مُعَامَلَةٌ مِنْهُ مَعَ الله فَلَا يُبَالِ بِشُكْرِ مِنْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ {إنما نطعمكم لوجه الله لَا نريد منكم جزاء وَلَا شكور}
(1)
وَيَتَأَكَّدُ هَذَا فِي مُعَامَلَةِ الْأَهْلِ وَالْأَوْلَادِ.
22 -
جَعْلُ الْأَمُور النَّافِعَةِ نَصْبَ الْعَيْنَيْنِ وَالْعَمَلُ عَلَى تَحْقِيقِهَا وعدم الالتفات إِلَى المور الضارة فَلَا يشغل بها ذِهْنَهُ وَلَا فِكْرَةُ.
23 -
حَسْمُ الْأَعْمَالِ فِي الْحَالِ والتَّفَرُّغُ فِي الْمُسْتَقْبِلِ حَتَّى يَأَتِيَ لِلأَعْمَالِ الْمُسْتَقْبَلَةِ بقُوَّةِ تَفْكِيرٍ وَعَمَلٍ.
24 -
يَتَخَيَّرُ مِنْ الْأَعْمَالِ النَّافِعَةِ وَالْعُلُوم النَّافِعَةِ الْأَهَمَّ فَالْأَهمَّ وخَاصَّةً مَا تَشْتَدُ الرَّغْبَةُ فِيهِ وَيَسْتَعِينُ عَلَى ذَلِكَ باللهِ ثُمَّ بِالْمُشَاوَرَةِ فَإِذَا تَحَقَّقَتِ الْمَصْلَحَةُ وَعَزَمَ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ.
25 -
التَّحَدُّثُ بِنِعَمِ اللهِ الظَّاهِرَةِ والْبَاطِنَةِ؛ فَإِنَّ مَعْرِفَتَهَا وَالتَّحَدُّثَ بِهَا يَدْفَعُ الله بِهِ الْهَمَّ والْغَمَّ وَيَحُثُّ الْعَبْدَ عَلَى الشُّكْرِ.
(1)
سورة الإنسان، الآية:9.
665 -
26 - مُعَامَلَةُ الزَّوْجَة ِوالْقَرِيبِ والْمُعَامَل ِوكُلِّ مِنْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَلَاقَةُ إِذَا وَجَدْتَ بِهِ عَيْبًا بِمَعْرفَة مَالهُ مِنَ الْمَحَاسِنِ وَمُقَارَنَةِ ذلِكَ، فبِمُلاحَظَةِ ذَلِكَ تَدُومُ الصُّحْبَةُ وَيَنْشَرِحُ الصَّدْرُ «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مًؤْمِنةً أَنَّ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ»
(1)
.
666 -
27 - الدُّعاء بِصَلَاحِ الْأُمُورِ كُلِّهَا وَأَعْظَمُ ذَلِكَ «اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِيِني الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَدُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَآخِرَتِي الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادِي، وَاجْعَل ِالْحَيَاةَ زيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ»
(2)
.
667 -
(3)
.
668 -
28 - الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله لِقَوْلِهِ عليه الصلاة والسلام: «جَاهِدُوا فِي سَبِيل ِاللهِ؛ فَإِنَّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ بَابٌ مِن أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُنَجِّي اللهُ بِهِ مِنَ الْهَمِّ والْغَمِّ»
(4)
.
(1)
أخرجه مسلم في 17 - ك الرضاع، 18 - ب الوصية بالنساء، (1469 - 2/ 1091). وأبو عوانة (3/ 141 و 142/ 4493 و 4494). وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (4/ 142/3448). وأحمد (2/ 329). وأبو يعلى (11/ 303 و 304/ 6418 و 6419). والبيهقي (7/ 295). وغيرهم. من حديث أبي هريرة به مرفوعًا.
(2)
تقدم برقم (558).
(3)
تقدم برقم (136).
(4)
هو طرف من حديث طويل يرويه عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة المخزومي عن سليمان بن موسى عن مكحول الدمشقي عن أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلقى العدو، فلما هزمهم الله، اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم، وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم، واستولت طائفة على العسكر والنهبة،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فلما كفى الله العدو، ورجع الذين طلبوهم، قالوا: لنا النفل، نحن طلبنا العدو، وبنا نفاهم الله وهزمهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما أنتم أحق منا، هو لنا، نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا ينال العدو منه غرة، قال الذين استولوا على العسكر والنهب: والله ما أنتم بأحق به منا، هو لنا، [نحن حويناه واستولينا عليه]. فأنزل الله تعالى: (يسئلونك عن الأنفال ([الأنفال: 1] فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم [عن فواق][على وفاق بين المسلمين]. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفلهم إِذَا خرجوا بادئين الربع، وينفلهم إِذَا قفلوا الثلث وقال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وبرة من جنب بعير ثم قال: «يا أيها الناس! إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس، الخمس مردود عليكم، فأدوا الخيط والمخيط، وإباكم والغلول، فإنه عار على أهله يوم القيامة. وعليكم بالجهاد في سبيل الله، فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم» قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الأنفال، ويقول:«ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم» .
- أخرجه بتمامه: ابن جبان (11/ 194/4855). والضياء في المختارة (8/ 293 - 297/ 360 - 365). وأحمد (5/ 324). وسعيد بن منصور (5/ 186 - 188/ 982). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 431/1865). والهيثم بن كليب في مسنده (3/ 115 - 116/ 1176).
- وعلقه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (802).
- وأخرج جملًا منه: الترمذي في الجامع (1561). وفي العلل الكبير (463 - ترتيبه). والنسائي في المجتبي (7/ 131 - 4149). وابن ماجه (2852). والدرامي (2/ 300 - 302/ 2482 و 2486 و 2487). والحاكم (2/ 74 - 75 و 135 - 136 و 326) و (3/ 49). والضياء في المختارة (8/ 290 - 292/ 355 - 359). وأحمد (5/ 318 و 319). وعبد الرزاق (5/ 190/9334). والقاسم بن سلام في الأموال (801). وابن أبي شيبة (14/ 457). والطبري في تفسيره (6/ 172). والطحاوي في شرح المعاني (3/ 228 و 240 و 241 و 277). والهيثم بن كليب (1170 - 1175). والهيبقي (6/ 292 و 303 و 313 و 315) و (9/ 20 و 57). وابن عبد البر في التمهيد (20/ 50) وغيرهم.
- وقد قصر بعضهم في إسناده: فمنهم من لم يذكر مكحولًا، ومنهم من لم يذكر سليمان بن موسى، ومنهم من لم يذكر أبا سلام، ومنهم من لم يذكر عبادة بن الصامت، والصواب ما أثبت- والله أعلم- وقد سئل أبو حاتم عن هذا الحديث وأسقط منه رواية:«عبادة بن الصامت» فقال: «الصحيح: أبو أمامة عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم» [العلل (1/ 338 و 344)].
- وقال الترمذي: «حديث حسن» .
- وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم» .
- وقد اختلف في إسناد هذا الحديث على سليمان بن موسى وعلى أبي سلام:
- أولًا: ذكر الاختلاف على سليمان الأشدق:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 1 - رواه عبد الرحمن بن الحارث عنه به هكذا.
2 -
وخالفه: رجاء بن أبي سلمة [ثقة فاضل. التقريب (324)] وسعيد بن عبد العزيز التنوخي [ثقة إمام. التقريب (383)] وثور بين يزيد [ثقة ثبت. التقريب (190)] وأبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد [ثقة فاضل. التقريب (558)] وأسد بن موسى [صدوق يغرب. التقريب (134)] خمستهم رواه عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أنه قال: «نفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في البدأة الربع، وفي الرجعة الثلث» .
- أخرجه ابن ماجه (2853). وابن حبان (11/ 165/4835). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 131 و 132/ 849 - 851). والطحاوي في شرح المعاني (3/ 239) وفي سنده سقط. والطبراني في الكبير (4/ 19 و 20/ 3528 - 3530). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 821/2154). والبيهقي (6/ 313).
- وعبد الرحمن بن حارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي: قال ابن معين: «صالح» وقال أخرى: «ليس به بأس» . وقال أحمد: «متروك الحديث"، وضعفه ابن المديني، وقال ابن نمير: «لا أقدم على ترك حديثه» وقال أبو حاتم: «شيخ» وقال النسائي: «ليس بالقوي» ووثقه ابن سعد والعجلي وذكره ابن حبان في الثقات وقال: «كان من أهل العلم» [التهذيب (5/ 68). الميزان (2/ 554)] فمن كان في مثل حاله إِذَا انفرد يعتبر تفرده منكرًا، فكيف وقد خالف الثقات في إسناده، وانفرد عن سليمان بهذا المتن الطويل الذي يحتاج على حفظ وضبط.
- وكما أنه انفرد به عن سليمان، فإنه لم يتابع عليه أيضًا عن مكحول، بل إن سليمان قد توبع- فيما رواه الثقات عنه-.
- قال أبو نعيم في «معرفة الصحابة» بعد أن روى الحديث من طريق ثور بن يزيد عن سليمان ابن موسى عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفل في بدأته الربع وفي الرجعة الخمس» [كذا] قال أبو نعيم: «رواه عن سليمان: سعيد بن عبد العزيز وابن لهيعة ورجاء بن أبي سلمة مثله عن مكحول عن زياد عن جارية عن حبيب. ورواه عن مكحول: العلاء بن الحارث ويزيد بن يزيد بن جابر وعبد الله بن العلاء بن زيد والنعمان بن المنذر ومحمد بن أبي المقدام وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وثابت بن ثوبان وأبو وهب عبيد الله بن عبيد والحجاج بن أرطأة في آخرين عن زياد بن جارية عن حبيب- ومنهم من قال: يزيد بن جارية» . قال البخاري: «أخطأ من قال: يزيد بن جارية» [علل الترمذي (467)].
- قلت: رواه عن مكحول به أيضًا: سعد بن عبد العزيز التنوخي؛
- أخرج حديثهم:
- أبو داود (2748 - 2750). والترمذي في العلل الكبير (467 - ترتيبه). وابن ماجه (2851). والدرامي (2/ 301/2483). والحاكم (2/ 133). وعبد الرزاق (5/ 189/9331 و 9333).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
والحميدي (871). وأبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (798 - 800). وسعيد بن منصور في سننه (2701 و 2702). وابن أبي شيبة (14/ 456 و 457). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 131/848 ز 852). والطحاوي في شرح المعاني (3/ 239 و 240). والطبراني في الكبير (4/ 18 - 20/ 3518 - 3527 و 3231). وفي الأوسط (3/ 312/3256). وفي مسند الشاميين (285 و 286 و 629 و 1986 و 3531 و 3535 و 3536 و 3539 - 3542). وأبو نعيم في المعرفة (2/ 822 - 825/ 2155 - 2164). والبيهقي (6/ 313 و 314).
- فدل ذلك على وهم عبد الرحمن بن الحارث فيما خالف فِيهِ الثقات عن سليمان بن موسى وعن مكحول.
- ثانيًا: ذكر الاختلاف على أبي سلام:
1 -
رواه مكحول عنه به هكذا، فيما انفرد به عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى عنه به. وقد تقدم بيان خطأ هذه الرواية.
2 -
وخالفه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم [شامي ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط. التقريب (1116)] فرواه عن أبي سلام عن المقدام بن معدي كرب الكندي أنه جلس مع عبادة بن الصامت وأبي الدرداء والحارث بن معاوية الكندي فتذاكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدرداء لعبادة: يا عبادة كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة كذا في شأن الأخماس؟ فقال عبادة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم في غزوهم إلى بعير من المقسم، فلما سلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناول وبرة بين أنملتيه فقال: «إن هذه من غنائمكم وإنه ليس لي فيها إلا نصيبي معكم إلا الخمس، والخمس مردود عليكم
…
» فذكرا الحديث بنحوه وزاد فيه: «وأقيموا حدود الله في الحضر والسفر
…
».
- أخرجه أحمد (5/ 314 و 316 و 326). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 432/1866). والبزار (7/ 154/2712). والطبراني في مسند الشاميين (2/ 263/1502). والبيهقي (9/ 104).
- رواه عن ابن أبي مريم: إسماعيل بن عياش واختلف عليه:
(أ) فرواه أبو اليمان الحكم بن نافع [ثقة ثبت. التقريب (364)] وإسحاق بن عيسى ابن نجيح البغدادي [صدوق. التقريب (131)] ومحمد بن عائذ الدمشقي [صدوق. التقريب (858)] وسليمان بن عيد الرحمن بن عيسى التميمي الدنشقي ابن بنت شرحبيل [صدوق يخطئ. التقريب (410)] وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي [ثقة. التقريب (633)] ويحيي بن عثمان أبو زكريا البصري الحربي [صدوق. التقريب (1062)] ستتهم عن إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم عن أبي سلام به هكذا.
(ب) ووهم فِيهِ يحيي بن عثمان فرواه مرة أخرى عن إسماعيل بن عياش عن سعيد ين يوسف عن يحيي بن أبي كثير عن أبي سلام به نحوه.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= - أخرجه أحمد (5/ 326).
- والمحفوظ عن إسماعيل ما رواه الجماعة.
3 -
وخالفهما: غيلان بن أنس أبو يزيد الدمشقي [روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات. الثقات (9/ 3). التهذيب (6/ 375)] فرواه عن أبي سلام الحبشي عن المقدام بن معدي كرب عن الحارث بن معاوية قال: ثنا عابدة بن الصامت وعنده أبو الدرداء رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بعير
…
فذكره.
- أخرجه الهيثم بن كليب (3/ 177 - 178/ 1263). والبيهقي (9/ 103 - 104).
4 -
وخالفهم: داود بن عمرو الأودي الدمشقي [صدوق يخطئ. التقريب (307)] فرواه عن أبي سلام عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
-قال الترمذي بعد أن روى حديث عن عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى مختصرًا- في العلل (463) -: «سألت محمدًا عن هذا الحديث؛ فقال: لا يصح هذا الحديث؛ إنما روى هذا الحديث: داود بن عمرو عن أبي سلام عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. قال محمد: وسليمان ابن موسى: منكر الحديث، أنا لا أروى عنه شيئًا، روى سليمان بن موسى أحاديث عامتها مناكير» ثم ذكر له أحاديث، ثم أسند الترمذي حديث حبيب بن مسلمة الفهري وسأل عنه البخاري فلم يضعفه، فالذي يظهر لي- والله أعلم- أن المحفوظ هو ما رواه الناس عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة الفهري:«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل الربع في البدأة والثلث في الرجعة» .
- رجاله ثقات؛ وقد صرح كل واحد منهم بسماعه من شيخه ففي رواية أبي وهب عبيد الله بن عبيد قال: سمعت مكحولًا يقول: كنت عبدًا بمصر لامرأة من بني هذيل فأعتقتني، فما خرجت من مصر وبها علم إلا حويت عليه فيما أري، ثم أتيت الحجاز فما خرجت منها وبها علم إلا حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت العراق فيما خرجت منها وبها علم إلا حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت الشام فغربلتها، كل ذلك أسأل عن النفل فلم أجد أحدًا يخبرني فِيهِ بشيء، حتى لقيت شيخًا يقال له: زياد بن جارية التميمي فقلت له: هل سمعت في النفل شيئًا؟ قال: نعم، سمعت حبيب بن مسلمة الفهري يقول:«شهدت النبي صلى الله عليه وسلم نفل الربع في البدأة والثلث في الرجعة» .
- أخرجه أبو داود (2750) واللفظ له. والحاكم (2/ 133). والطبراني في الكبير (3523 و 3524). وأبو نعيم في المعرفة (2163). والبيهقي (6/ 313) وغيرهم.
- قال الحاكم بعد أن أعقب رواية أبي وهب هذه برواية يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول به قال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» .
- وهو كما قال، وحبيب بن مسلمة: صحابي صغير.
- ولحديث عبادة ثلاثة أسانيد أخرى:
- الأول: يرويه عبد الله بن سالم المفلوج ثنا عبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن أبي صادق=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن ربيعة بن ناجد عن عبادة بن الصامت: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الوبرة من جنب البعير من المغنم فيقول: «ما لي فِيهِ إلا مثل ما لأحد منكم منه، إياكم والغلول، فإن الغلول خزي على صاحبه يوم القيامة، أدوا الخيط والمخيط وما فوق ذلك، وجاهدوا في سبيل الله تعالى القريب والبعيد في الحضر والسفر، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة، إنه لينجي الله تبارك وتعالى به من الهم والغم، وأقيموا حدود الله في القريب والبعيد، ولا تأخذكم في الله لومة لائم» .
- أخرجه ابن ماجه (2540) مقتصرًا على الجملة الأخيرة منه، وعبد الله بن أحمد في زيادات المسند (5/ 330). والطبراني في الأوسط (6/ 15/5660).
- وهذا إسناد غريب؛ ربيعة بن ناجد: لم يرو عنه سوى أبي صادق الأزدي- ويقال: إنه أخوه- ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 229) وقال العجلي: «كوفي تابعي ثقة» (386) وتابعهما ابن حجر في التقريب (323) فقال: «ثقة» وأصاب الذهبي فقال في الميزان (2/ 45): «لا يكاد يعرف» وقال في المغني (1/ 350): «فيه جهالة"، ولا يعرف له سماع من عبادة.
- والراوي عنه: أبو صادق الأزدي الكوفي: وثقة يعقوب بن شيبة وقال أبو حاتم: «مستقيم الحديث» وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن سعد:«يتكلمون فيه» . [التهذيب (10/ 146). الميزان (4/ 538)].
- والقاسم بن الوليد الكوفي: وثقة ابن معين والعجلي وابن سعد وذكره ابن حبان في الثقات وقال: «يخطئ ويخالف» [التهذيب (6/ 470)].
- وعبيدة بن الأسود الكوفي: قال أبو حاتم: «ما بحديثه بأس» وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 437) وقال: «يعتبر حديثه إِذَا [روى] بين السماع في روايته وكان فوقه ودونه ثقات» [التهذيب (5/ 447)].
- وعبد الله بن سالم المفلوج الكوفي: أثنى عليه جماعة ووثقه أبو داود وعبد الله بن أحمد وقال ابن حبان في ثقاته: «ربنا خالف» [التهذيب (4/ 311)] ومثله لا يحتمل تفرده، وشيخه لم يبين سماعًا.
- والثاني: يرويه عيسى بن سنان عن يعلى بن شداد بن أوس عن عبادة قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المقاسم ثم تناول من البعير قردة فجعلها بين إصبعيه فقال: «يا أيها الناس! إن هذا من غنائمكم، فأدوا الخيط والمخيط، فإن الغلول عار على أهله يوم القيامة، وشنار ونار» ليس فِيهِ موضعا الشاهد.
- أخرجه ابن ماجه (2850). والزار (7/ 155/2714).
- وهذا إسناد ضعيف؛ عيسى بن سنان: لين الحديث. [التقريب (767)].
- والثالث: يرويه إسرائيل عن زياد المصفر عن الحسن عن المقدام الرهاوي عن عبادة بنحو الذي قبله في القصة إلا أنه قال: «يا أيها الناسّ ما يحل لي من المغنم ولا مثل هذه إلا الخمس،=