المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث السادس: علاج المصيبة - الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي - جـ ٤

[سعيد بن وهف القحطاني - ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثالث: العلاج بالرقي مِن الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: أهمية العلاج بالقرآن والسنة

- ‌الفصل الثاني: علاج جميع الأمراض بالكتاب والسنة

- ‌المبحث الأول: السحر وعلاجه

- ‌أولًا: مِن أتى كاهنًا أَوْ عرافًا أَوْ ساحرًا:

- ‌ثانيًا: السحر مِن أكبر الكبائر:

- ‌ثالثًا: عِلَاجُ السِّحْرِ

- ‌الْعِلَاجُ الإِلهِيُّ لِلسِّحْرِ قِسْمَانِ:

- ‌الْقِسْمُ الأَوَّلُ: مَا يُتَّقَى بِهِ السِّحْرُ قَبْلَ وُقُوعِهِ وَمِنْ ذَلِكَ:

- ‌القسم الثاني: عِلَاجُ السِّحْرِ بَعْدَ وُقُوعِهِ وَهُوَ أَنْوَاعٌ:

- ‌النَّوْعُ الأَّوَّلُ: اسْتِخْرَاجُهُ وَإِبْطَالُهُ إِذَا عُلِمَ مَكَانُهُ بِالطُّرُقِ الْمُبَاحَةِ شَرْعًا وَهَذَا مِنْ أَبْلَغِ مَا يُعَالَج بِهِ الْمَسْحُورُ

- ‌النَّوْعُ الثَّانِي: الرُّقْيِةُ الشَّرْعِيَةُ

- ‌النَّوْعُ الثَّالثُ: الاِسْتِفْرَاغُ بِالْحِجَامَةِ

- ‌النَّوْعُ الرَّابعُ: الْأَدْوِيَةُ الطَّبيِعيَّةُ

- ‌المبحث الثاني: عِلَاجُ الْعَيْنِ

- ‌عِلَاج ُالْإِصَابَةِ بِالعَيْنِ أَقْسَامٌ:

- ‌الْقِسْمُ الأَوَّلُ: قَبْلَ الْإِصَابَةِ

- ‌الَقِسْمُ الثَّانِي: بَعْدَ الْإِصَابَةِ

- ‌الْقِسْمُ الثَّالِثُ: عَمَلُ الأَسْبَابِ الَّتِي تَدْفَعُ عَيْنَ الْحَاسِدِ

- ‌المبحث الثالث: عِلَاجُ الْتِابَسِ الْجِنِّيِّ بِالْإِنْسِيِّ

- ‌عِلَاجُ الْمَصْرُوعِ الَّذِي يَدْخُلُ بِهِ الْجِنِّيُّ وَيَلْتَبِسُ بِهِ قِسْمَانِ:

- ‌القِسْمُ الأَوَّلُ: قَبْلَ الْإِصَابَةِ:

- ‌الْقِسْمُ الثَّانِي: الْعِلَاجُ بَعْدَ دُخُولِ الْجِنِّيِّ:

- ‌المبحث الرابع: علاج الأمراض النفسية

- ‌المبحث الخامس: عِلَاجُ الْقُرْحَةِ وَالْجُرْحِ

- ‌المبحث السادس: عِلَاجُ الْمُصِيبَةِ

- ‌المبحث السابع: عِلَاجُ الْهَمِّ والْحُزْنِ

- ‌المبحث التاسع: عِلَاجُ الْمَرِيضِ لِنَفْسِهِ

- ‌المبحث الحادي عشر: عِلَاجُ الْقَلَقِ وَالْفَزَعِ فِي النَّوْمِ

- ‌المبحث الثالث عشر: عِلَاجُ اللَّسْعَةِ واللَّدْغَةِ

- ‌المبحث الرابع عشر: عِلَاجُ الْغَضَبِ

- ‌علَاجُ الْغَضَبِ يَكُونُ بِطَرِيقَيْنِ:

- ‌الطَّريقُ الأَوَّلُ: الْوِقَايَةُ

- ‌الطريق الثاني: الْعِلَاجُ إِذَا وَقَعَ الْغَضَبُ

- ‌المبحث الخامس عشر: الْعِلَاجُ بِالْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ

- ‌المبحث السادس عشر: الِعِلَاجُ بِالْعَسَلِ

- ‌المبحث السابع عشر: الْعِلَاجُ بِمَاءِ زَمْزَمَ

- ‌المبحث الثامن عشر: علاج أمراض القلوب

- ‌القلوب ثلاثة:

- ‌ قلب سليم:

- ‌ القلب الميت:

- ‌ القلب المريض:

- ‌علاج القلب يكون بأمور أربعة:

- ‌الأمر الأول: بالقرآن الكريم

- ‌الأمر الثاني: القلب

- ‌الأمر الثالث: علاج مرض القلب مِن استيلاء النفس عليه:

- ‌الأمر الرابع: علاج مرض القلب مِن استيلاء الشيطان عليه:

الفصل: ‌المبحث السادس: علاج المصيبة

ومَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّهُ يَأْخُذُ مِن رِيقَةِ نَفْسِهِ عَلَى أَصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ ثُمَّ يَضَعُهَا عَلَى التُّرَابِ فَيْعَلَقُ بِهَا مِنْهُ شَيْءٌ فَيَمْسَحُ بِهِ عَلَى الْمَوْضِعِ الْجَرِيحِ أَوْ الْعَلِيلِ وَيَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ فِي حِالِ الْمَسْحِ

(1)

.

‌المبحث السادس: عِلَاجُ الْمُصِيبَةِ

1 -

{ما أصاب مِن مصيبة فِي الأرض وَلَا فِي أنفسكم إِلَاّ فِي كتاب مِن قبل أَنَّ نبرأها أَنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يسير * لكيلا تأسوا عَلَى مَا فاتكم وَلَا تفرحوا بما ءاتاكم والله لَا يحب كل مختال فخور}

(2)

.

2 -

{ما أصاب مِن مصيبة إِلَاّ بإذن الله وَمِنَ يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم}

(3)

.

670 -

3 - «مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ: إِنَّا للهِ وإِنّا إِلَيْهِ

= (2194 - 4/ 1724)، واللفظ له. وأبو داود في ك الطب، 19 - ب كيف الرقي؟، (3895). والنسائي في الكبرى، 70 - ك الطب، 24 - ب النفث في الرقي، (7550 - 4/ 368). و 81 - ك عمل اليوم والليلة، 245 - ب ذكر رقية رسول الله- صلى الله عليه وسلم، (10862 - 6/ 253)[1023]. وابن ماجه في 31 - ك الطب، 36 - ب ما عوذ به النبي- صلى الله عليه وسلم وما عوذ به، (3521). والحاكم (4/ 412) وقال:«صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ووهم في ذلك ولم يتعقبه الذهبي. وأحمد (6/ 93). والحميدي (252). وابن سعد في الطبقات (2/ 164). وابن أبي شيبة (10/ 313 - 314). وأبو يعلى (8/ 22 و 40/ 4527 و 4550). والطبراني في الدعاء (1125). وابن السني في عمل اليوم والليلة (576). والبغوي في شرح السنة (5/ 224/1414).

- من طريق سفيان بن عيينة حدثني عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة به مرفوعًا.

(1)

انظر: شرح النووي على صحيح مسلم (14/ 184). وفتح الباري (10/ 208). وانظر شرحًا وافيًا للحديث في زاد المعاد (4/ 186 - 187).

(2)

سورة الحديد، الآيتان: 22، 23.

(3)

سورة التغابن، الآية:11.

ص: 1296

راجِعُونَ اللَّهُمَّ فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَاّ أَجَرَهُ اللهُ فِي مُصِيبَتِهِ وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا»

(1)

671 -

4 - «إِذَا ماتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقولُونَ نعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ واسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ اللهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوه بَيْتَ الحَمْدِ»

(2)

.

(1)

تقدم برقم (218).

(2)

أخرجه الترمذي في 8 - ك الجنائز، 36 - ب فضل المصيبة إِذَا احتسب، (1021). وابن حبان (726 - موارد). وأحمد (4/ 415). ونعيم بن حماد في زوائد الزهد لابن المبارك (108). والطيالسي (508). وعبد بن حميد (551). والبيهقي في السنن (4/ 68). وفي الشعب (7/ 118 - 119/ 9699 و 9700). والبغوي في شرح السنة (5/ 456/1549). وفي التفسير (1/ 130).

- من طريق أبي سنان عيسى بن سنان قال: دفنت ابني سنانًا، وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر، فلما أردت الخروج أخذ بيدي فقال: ألا أبشرك يا أبا سنان! قلت: بلى. قال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ولد العبد

» فذكره.

- وضعف الترمذي إسناده بقوله: «هذا حديث حسن غريب» .

- قلت: إسناده ضعيف:

1 -

الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب: وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في «الثقات» وروى عنه جماعة، وقال الحافظ في التقريب (458):«ثقة» بتاريخ الثقات (607). الثقات (4/ 387). التهذيب (4/ 74)] وذكر أبو حاتم أن روايته عن أبي موسى مرسلة إلا أن البخاري أثبت له السماع منه، والمثبت معه زيادة علم فهو مقدم على النافي. [التاريخ الكبير (4/ 333). الجرح والتعديل (4/ 459)].

2 -

أبو طلحة الخولاني: مجهول، لم يرو عنه سوى عيسى بن سنان وهو ضعيف. [الكنى من التاريخ الكبير (ص 45). الجرح والتعديل (9/ 396). الثقات (7/ 658). الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى (2/ 1207). التهذيب (10/ 157). التقريب (1166) وقال:«مقبول» ].

3 -

أبو سنان عيسى بن سنان القسملي: لين الحديث [التهذيب (6/ 330). التقريب (767)].

ص: 1297

= - وقد أورد الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 398/1408) للحديث طريقًا آخر إلا أن إسناده منكر، ولا يصلح في المتابعات.

- قال الشيخ الألباني- حفظه الله تعالى-: «رواه الثقفي في [الثقفيات] (3/ 15/2) عن عبد الحكم ابن ميسرة الحارثي أبي يحيى: ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا» .

- قلت: قد أعله الثقفي نفسه فقال: «غريب من حديث الثوري لا أعرفه إلا من هذا الوجه، ورواه الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب وغيره عن أبي موسى» .

- قلت: وعلته هو تفرد أبي يحيى عبد الحكيم بن ميسرة عن سفيان به، وسفيان الثوري قد روى عنه خلق لا يحصون، فهل شهد عبد الحكم وغاب عامة أصحاب سفيان الثقات؟ وهل حفظ ونسوا؟! وهل أدى وكتموا؟، وكيف! وعبد الحكم هذا قال فِيهِ الدارقطني:«يحدث بما لا يتابع عليه» وقد اتهمه الذهبي فقال في الميزان: «عبد الحكم: عن سفيان الثوري، لا يعرف، وأتى بخبر موضوع كأنه ابن ميسرة» [ميزان الاعتدال (2/ 536 - 537). اللسان (3/ 480 - 481)].

- فلا يقال إِذَا بأن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب قد تابعه أبو بردة عن أبي موسى، وذلك لنكارة الإسناد.

- فالحديث ضعيف، والله أعلم.

-[والحديث حسنه العلامة الألباني في الصحيحة (1408) وصحيح الجامع (795)، وفي صحيح الترمذي (1/ 519) برقم (1021)]«المؤلف» .

(1)

أخرجه البخاري في 81 - ك الرقاق، 6 - ب العمل الذي يبتغى به وجه الله تعالى، (6424). وأحمد (2/ 417). والبيهقي في الشعب (7/ 165/9861).

- من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- تابعه الدراوردي عن عمرو به. عند البيهقي في الشعب (9862).

* وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يرضى لعبده المؤمن إِذَا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر واحتسب، وقال ما أمر به، بثوابٍ دون الجنة» .

- أخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد [رواه نعيم بن حماد عنه في الزوائد (106)] ومن طريقه النسائي في المجتبي (4/ 23/1870).

- قال ابن المبارك: أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين أن عمرو بن شعيب كتب إلى عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين يعزيه بابنٍ له هلك، وذكر في كتابه أنه سمع أباه يحدث عن جده عبد الله=

ص: 1298

= ابن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم:

فذكره.

- قلت: وإسناده حسن.

- وقد حسنه الشيخ الألباني في أحكام الجنائز (ص 34). وصحيح الجامع (1851).

* وله شاهد آخر من حديث أنس: أخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 474/7981) قال: حدثنا موسى بن هارون ثنا إسحاق بن راهويه ثنا يزيد بن هارون ثنا محمد بن مطرف عن زيدٍ بن أسلم لا أعلمه إلا عن أنس يرفعه قال: «قال الله تبارك وتعالى: لا أذهب بصفي عبدي فأرضى له ثوابًا دون الجنة» .

- قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، معروفون بالرواية بعضهم عن بعض؛ لولا تردد زيد فيه.

(1)

أخرجه النسائي في 21 - ك الجنائز، 22 - ب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة، (1869 - 4/ 23). وابن حبان (725 - موارد). والحاكم (1/ 384). وأحمد (3/ 436) و (5/ 35). والبيهقي في الشعب (7/ 135/9753). وفي الآداب (1064). وابن أبي شيبة (3/ 354). والطبراني في الكبير (19/ 26/54).

- من طريق شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: إن رجلًا كان يأتي النبي- صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له، فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم:«أتحبه؟» فقال: يا رسول الله! أحبك الله كما أحبه. ففقده النبي- صلى الله عليه وسلم فقال: «ما فعل ابن فلان؟» قالوا: يا رسول الله! مات. فقال النبي- صلى الله عليه وسلم لأبيه: «أما تحب أن لا تأتي بابًا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك [عنده يسعى يفتح لك]» فقال الرجل: يا رسول الله! أله خاصة أو لكلنا؟ قال: «بل لكلكم» .

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد» . وقال الحافظ في الفتح (11/ 247): وسنده على شرط الصحيح» وقال في تخريج الأذكار: «هذا حديث صحيح» [الفتوحات الربانية (4/ 145)]. وهو كما قالا، ومعاوية سمع أباه [التاريخ الكبير (7/ 330)].

- وأخرجه بسياقٍ أتم من هذا: النسائي (4/ 118/2078). والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 59 - 60). وفي الشعب (7/ 135/9754). والطبراني في الكبير (19/ 31/66).

- من طريق خالد بن ميسرة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: كان نبي الله- صلى الله عليه وسلم إِذَا جلس يجلس إليه نفرًا من أصحابه

فذكر القصة وفيها: فعزاه النبي- صلى الله عليه وسلم فقال: «يا فلان أيما كان أحب إليك أن تمتع به عمرك أو لا تأتي غدًا بابًا من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه ففتحه لك» قال: فقال: با نبي الله! لا بل يسبقني إلى أبواب الجنة أحب إلي. قال: «فذاك لك» قال: فقام رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله- جعلني الله فداءك- أهذا لهذا خاصة أو من هلك له طفل من المسلمين كان ذلك له. قال: «لا، بل من هلك له طفل من المسلمين كان ذلك له» .=

ص: 1299

= - قلت: وإسناده حسن؛ فإن خالد بن ميسرة: قال ابن عدي: «هو عندي صدوق، فإني لم أر له حديثًا منكرًا» وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ في التقريب:«صالح الحديث» . [الكامل (3/ 21). الثقات (6/ 265). الميزان (1/ 643). التهذيب (2/ 538). التقريب (292)].

- والحديث صححه الألباني في أحكام الجنائز (ص 205).

(1)

أخرجه البخاري في 75 - ك المرضى، 7 - ب فضل من ذهب بصره، (5653). وفي الأدب المفرد (534). وأحمد (3/ 144). والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 375). وفي الشعب (7/ 191/9958). وفي الآداب (1053). وأبو يعلى (6/ 375/3711). والطبراني في الأوسط (1/ 186/252). وغيرهم.

- من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أنسٍ بن مالك قال: سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله قال:

» فذكره وليس فِيهِ زيادة: «واحتسب» .

- قال البخاري: «تابعه [يعني: عمرو بن أبي عمرو] أشعث بن جابر وأبو ظلال بن هلال عن أنس عن النبي- صلى الله عليه وسلم» .

- قلت: أما متابعة أشعث بن جابر: فقد أخرجها أحمد (3/ 283). وأبو يعلى (7/ 268/4285). والطبراني في الأوسط (8/ 217/8447). والبيهقي في الشعب (7/ 192/9961 - 9962). والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 446). وفي الموضح (1/ 229). وابن حجر في التغليق (5/ 35).

- من طريق نوح بن قيس ثنا الأشعث بن جابر الحداني عن أنسٍ بن مالك عن النبي- صلى الله عليه وسلم قال: «قال ربكم عز وجل: من أذهبت كريمتيه ثم صبر واحتسب كان ثوابه الجنة» .

- قلت: إسناده حسن، إلا أن الحافظ نقل في التهذيب (1/ 365) قول ابن حبان في «الثقات":«ما أراه سمع من أنس» ولم أجده في المطبوع من «الثقات» (4/ 30) و (6/ 62). فإن يكن كذلك فهو متقطع، وقد وجدت في التاريخ الكبير (2/ 126) قول أبي عبد الله البخاري:«قلت لسليمان [يعني: ابن حرب]: أشعث أدرك أنسًا؟ قال: نعم» قلت: فلعله يحمل على الاتصال، والله أعلم.

- أما متابعة أبي ظلال: فقد أخرجها البخاري في التاريخ الكبير (8/ 205). وعبد بن حميد (1227). وأبو يعلى (7/ 215/4211). والبيهقي في الشعب (7/ 192/9959) و (7/ 193/9963).

- من طرقٍ عنه عن أنس به مرفوعًا نحوه.

- وقد رواه عن أبي ظلال: أشرس بن الربيع أو شيبان الهذلي فخالف في متنه فقال: «إن الله قال: يا جبريل ما ثواب عبدي إِذَا أخذت كريمتيه إلا النظر إلى وجهي والجوار في داري!» أخرجه=

ص: 1300

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الطبراني في الأوسط (9/ 395/8850). والبيهقي في الشعب (7/ 192/9960).

- وأشرس بن الربيع: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة من الثقات [التاريخ الكبير (2/ 42). الجرح والتعديل (2/ 322). الثقات (6/ 81)] فهو حسن الحديث إِذَا لم يخالف، وهو هنا قد خالف عبد العزيز بن مسلم القسملي ويزيد بن هارون وحماد بن سلمة ومروان بن معاوية، وهم أثبت وأكثر.

- قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف أبي ظلال واسمه هلال بن أبي هلال، وهو حسن بما قبله. [التهذيب (9/ 94). الميزان (4/ 316). التقريب (1028)] لذا قال الترمذي:«هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» .

قلت: وقد تابع عمرو بن أبي عمرو أيضًا:

1 -

خثيمة بن أبي خثيمة عن أنسٍ بمعناه مرفوعًا، وَفِيهِ قصة:

- أخرجه أحمد (3/ 155 - 156). بسندٍ ضعيف.

2 -

أبو بكر بن عبيد الله بن أنس عن جده أنس بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه عبد بن حميد (1228). بسندٍ ضعيف.

3 -

عاصم بن سليمان الأحول عن أنسٍ بنحوه مرفوعًا وزاد: «واحتسب» .

- أخرجه الطبراني في الأوسط (4/ 290/3516). وفي الصغير (1/ 224/398 - الروض) بسند رجالٍ ثقاث.

4 -

النضر بن أنس عن أبيه أنس بنحوه مرفوعًا.

- أخرج البيهقي في الشعب (7/ 193/9964) بسندٍ حسن.

- وقد ورد هذا الحديث عن عددٍ من الصحابة، منهم: أبو هريرة وابن عباس وعرباض بن سارية وأبو أمامة وزيد بن أرقم وبريدة بن الحسيب وجرير بن عبد الله وابن عمر وأبو سعيد الخدري وابن مسعود، وعائشة بنت قدامة، وعائشة أم المؤمنين.

- وسأذكر منها ما ورد بإسنادٍ صحيحٍ أو حسن.

1 -

حديث أبي هريرة: رفعه إلى النبي- صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله عز وجل: من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابًا دون الجنة» .

- أخرجه الترمذي (2401). والدارمي (2/ 417/2795). وابن حبان (707 - موارد). وأحمد (2/ 265). وهناد في الزهد (380). والبيهقي في الشعب (7/ 193/9965). والطبراني في الأوسط (1/ 146/179).

- من طرقٍ عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» وصححه ابن حبان.

- قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين.=

ص: 1301

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وله إسناد آخر عند الطبراني في الأوسط (4737 و 8126): من طريق سهل بن عثمان ثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة بنحوه مرفوعًا. قلت: وإسناده حسن غريب.

2 -

حديث ابن عباس: قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تبارك وتعالى: إِذَا أخذت كريمتي عبدي، فصبر واحتسب، لم أرض له ثوابًا دون الجنة» .

- أخرجه ابن حبان (705 - موارد). وأبو يعلى (4/ 252/2365). والطبراني في الكبير (12/ 43/12452). وفي الأوسط (1/ 348/587).

- من طريق يعقوب بن ماهان ثنا هشيم قال: أبو بشر أخبرني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس يرفعه.

- قلت: إسناده حسن، غريب؛ تفرد به يعقوب بن ماهان عن هشيم.

- وله طريق أخرى في مسند الحارث (2/ 850/903 - بغية الباحث). ومسند أبو يعلى (4/ 342/2457). والمعجم الكبير للطبراني (11/ 216/11542).

3 -

حديث عرباض بن سارية: عن النبي- صلى الله عليه وسلم: يعني: عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: «إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين، لم أرض له ثوابًا دون الجنة إِذَا هو حمدني عليهما» .

- أخرجه ابن حبان (706 - موارد). والطبراني في الكبير (18/ 254/633 و 634). وفي مسند الشاميين (2/ 407/1593).

- من طريق لقمان بن عامر الوصابي عن سويد بن جبلة عن العرباض بن سارية رفعه.

- قلت: وهذا إسناد حسن:

- سويد بن جبلة: روى عنه ثلاثة منهم حريز بن عثمان، وحريز شيوخه كلهم ثقات، وذكره ابن حبان في الثقات. [التاريخ الكبير (4/ 146). الجرح والتعديل (4/ 236). الثقات (4/ 325)].

- ولقمان بن عامر الوصابي: قال أبو حاتم: «يكتب حديثه» وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي:«شامي تابعي ثقة» وقال الذهبي وابن حجر: «صدوق» [التاريخ الكبير (7/ 251). الجرح والتعديل (7/ 182). الثقات (5/ 345). الثقات (1217). الميزان (3/ 419). التهذيب (6/ 602). التقريب (817)].

- وسويد بن جبلة قد توبع: تابعه حبيب بن عبيد الرحبي- ثقة. التقريب (220) - عن العرباض بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه البزار (1/ 366/771 - كشف الأستار). والطبراني في الكبير (18/ 257/643). وأبو نعيم في الحلية (6/ 103).

- من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب به.

- وإسناده ضعيف: لضعف أبي بكر بن أبي مريم [التقريب (1116)]. =

ص: 1302

= - وهو يعتضد بالطريق الأول فيصير به حسنًا لغيره.

4 -

حديث أبي أمامة: عن النبي- صلى الله عليه وسلم: «يقول الله: يا ابن آدم إِذَا أخذت كريمتيك، فصبرت عند الصدمة، واحتسبت، لم أرض لك ثوابًا دون الجنة» .

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (535). وابن ماجه (1597). وأحمد (5/ 258 - 259). والطبراني في الكبير (8/ 191/7788).

- من طريق إسماعيل بن عياش ثنا ثابت بن عجلان عن القاسم عن أبي أمامة به مرفوعًا.

- قال في الزوائد: «إسناد حديث أبي امامة صحيح ورجاله ثقات» .

- قلت: بل هو إسناد حسن. ورواية إسماعيل بن عياش عنا عن شامي وهو ثابت بن عجلان، ومن المعلوم أن روايته عن أهل الشام مستقيمة، فهذا منها.

- وقد تابع إسماعيل بن عياش: سويد بن عبد العزيز فرواه عن ثابت به.

- أخرجه الكبراني في الكبير (8/ 192/7789).

- إلا أن سويدًا: ضعيف جدًا، فلا يعتبر به. [التهذيب (3/ 562). الميزان (2/ 251). التقريب (424)].

- وتابع ثابت بن عجلان: علي بن يزيد الألهاني [ضعيف. التقريب (707)] فرواه عن القاسم به نحوه.

- أخرجه ابن السني (629).

- وانظر: بقية ما ورد في ذلك: مجمع الزوائد (2/ 308 - 310). وغيره. فإن أسانيدها لا تخلو من مقالٍ أو وهنٍ شديد وفي بعض أسانيدها من اتهم ورمي بالوضع.

(1)

متفق على صحته: أخرجه البخاري في 75 - ك المرضى، 2 - ب شدة المرض، (5647) و 3 - ب أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، (5648). و 13 - ب وضع اليد على المريض، (5660) و 14 - ب ما يقال للمريض وما جيب، (5661). و 16 - ب ما رخص للمريض أن يقول: إني وجع، أو وارأساه، أو اشتد بي الوجع، (5667). ومسلم في 45 - ك البر والصلة والآداب، 14 - ب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرضٍ أو حزنٍ أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها، (2571 - 4/ 1991). والنسائي في الكبرى، 70 - ك الطب، 5 - ب شدة المرض، (7483 - 4/ 352). و 17 - ب وضع اليد على المريض، (7503). و 19 - ب ما يقال للمريض وما يجيبه، (7505). والدرامي في 20 - ك الرقاق، 57 - ب أجر المريض، (2771 - 2/ 408). وابن حبان (701 - موارد). وأحمد (1/ 381 و 441 و 445). والدارقطني في العلل (5/ 155). والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 372) و (7/ 68). وفي الشعب (7/ 141/9772 و 9773).=

ص: 1303

= والطحاوي في المشكل (3/ 63 و 64). والطيالسي (370). وابن أبي شيبة (3/ 229). وهناد في الزهد (1/ 241/410). وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (2 و 69). وأبو يعلى (9/ 98 - 99). وأبو نعيم في الحلية (4/ 128). والبغوي في شرح السنة (5/ 242). وغيرهم.

- من طرقٍ عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: قال عبد الله بن مسعود: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وكعًا شديدًا فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وجعًا شديدًا فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: «أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم» فقلت: ذلك أن لك أجرين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجل» ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمٍ يصيبه أذى من مرضٍ فما سواه إلا حط الله سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها» وفي روايةٍ للبخاري: «

يصيبه أذى شوكةٍ فما فوقها

» وله ألفاظ أخرى بنحوه.

(1)

متفق على صحته: ورد من حديث عائشة رضي الله عنها، وله عنها طرق:

* الأولى: عن عروة بن الزبير أن عائشة قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «ما من مصيبةٍ تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها» .

- أخرجه البخاري في 75 - ك المرضى، 1 - ب ما جاء في كفارة المريض، (5640) واللفظ له، وفي الأدب المفرد (498) بنحوه وزاد:«أبو النكبة» . ومسلم في 45 - ك البر والصلة، 14 - ب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرضٍ أو حزنٍ أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها، (2572/ 48 - 4/ 1992) بلفظ «لا تصيب المؤمن شوكة فما فوقها، إلا قص الله بها من خطيئته» . و (49) بنحوه. و (50) بنحوه. ومالك في المطأ، 50 - ك العين، 3 - ب ما جاء في أجر المريض، (6 - 2/ 717) بنحوه». والنسائي في الكبرى، 70 - ك الطب، 6 - ب كفارة المريض، (7485 - 7487 - 4/ 352 - 353) بنحوه. وابن حبان (694 - موارد) بلفظ:«ما من مسلمٍ يشاك شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة، وحط بها عنه خطيئة» . وأحمد (6/ 88 و 114 و 120 و 167) بلفظ: «ما من مرضٍ أو وجعٍ يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه حتى الشوكة يشاكها أو النكبة ينكبها» (6/ 279) بنحوه. والطحاوي في المشكل (3/ 69). والبيهقي في الكبرى (3/ 373). وفي الشعب (7/ 156/9824 و 9825). وفي الآداب (1046). وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (37 و 77 و 126 و 30). وهناد في الزهد (1/ 244/420). والبغوي في شرح السنة (5/ 234/7359). وغيرهم.

- ولطريق عروة عن عائشة لفظ آخر: يرويه ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي- صلى الله عليه وسلم قال: «إذا اشتكى المؤمن أخلصه الله كما يخلص الكير خبث الحديد» .

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (497). وابن حبان (695 - موارد). وعبد بن حميد (1487). وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (90 و 235). =

ص: 1304

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وهو شاذ بهذا اللفظ؛ تفرد به ابن أبي ذئب دون من رواه من ثقات أصحاب الزهري المقدمين فِيهِ مثل مالك ومعمر ويونس وشعيب، كما أنه قد اختلف عليه فيه، فزاد بعضهم: جبير بن أبي صالح [وهو مجهول. الميزان (1/ 388). التهذيب (2/ 30)] بين ابن أبي ذئب والزهري.

* الثانية: عن الأسود قال: دخل شباب من قريش على عائشة وهي بمني، وهم يضحكون، فقالت: ما يضحككم؟ قالوا: فلان خر على طنب فسطاط فكادت عنقه أو عينه أن تذهب فقالت: لا تضحكوا؛ فإني سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلمٍ يشاك شوكة فما فوقها، إلا كتب به بها درجة، ومحيت عنه بها خطية» .

- أخرجه مسلم (46 و 47 - 4/ 1991). والترمذي (965)، وقال:«حسن صحيح» . والنسائي في الكبرى (7488 - 4/ 353). وأحمد (6/ 42 و 43 و 173 و 255 و 278). والطحاوي في المشكل (3/ 70). والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 373 و 374). وفي الشعب (7/ 56/9826 و 9827). وفي الآداب (1047). والطيالسي (1380). وابن أبي شيبة (3/ 229). وهناد في الزهد (1/ 244/419). وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (124 و 231). وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 10). وغيرهم.

* الثالثة: عن عمرة عن عائشة قالت: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من شيءٍ يصيب المؤمن، حتى الشوكة تصيبه، إلا كتب الله له بها حسنة، أو حطت عنه بها خطيئة» .

- أخرجه مسلم (51 - 4/ 1992). والطحاوي في المشكل (3/ 70).

* الرابعة: عن القاسم بن محمد عن عائشة أن النبي- صلى الله عليه وسلم كان يقول: «ما أصاب المؤمن من شوكةٍ فما فوقها، فهو كفارة» .

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (506). وأحمد (6/ 39 و 203 و 257 و 261). والطحاوي في المشكل (3/ 69).

- وفي روايةٍ لأحمد: «

إلا حطت من خطيئته» وفي أخرى: «

إلا قصر من ذنوبه».

- بأسانيدٍ صحيحة. وصحح إسناده الألباني في صحيح الأدب (391).

* الخامسة: عن عبد الرحمن بن شيبة أن عائشة أخبرته أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت عائشة: لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه؟ فقال النبي- صلى الله عليه وسلم: «إن الصالحين يشدد عليهم، وإنه لا يصيب مؤمنًا نكبة من شوكةٍ فما فوق ذلك إلا حطت عنه به خطيئة، ورفع بها درجة» .

- أخرجه أحمد (6/ 159 - 160). والطحاوي في المشكل (3/ 65). والبيهقي في الشعب (7/ 144/9781) و (7/ 253/10210).

- بإسنادٍ صحيح.

- وأخرجه ابن حبان (702 - موارد) ووقع في إسناده «عبد الله بن نسيب» بدل «عبد الرحمن بن شيبة» وهو خطأ من جهتين: =

ص: 1305

677 -

10 - «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ

(1)

وَلَا نَصَبٍ

(2)

وَلَا سَقَمٍ وَلَا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمَّ يَهُمُّهُ

(3)

إِلَاّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ»

(4)

.

= الأولى: أن الحديث رواه أحمد عن هشام بن سعيد ثنا معاوية- يعني: ابن سلام- قال سمعت يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني أبو قلابة أن عبد الرحمن بن شيبة أخبره أن عائشة أخبرته به مرفوعًا.

- فخالف معمر بن يمر [ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 192) وقال: يغرب» وقال ابن القطان: «مجهول الحال». التهذيب (8/ 289) - عند ابن حبان- هشامًا [وهو صدوق. التقريب (1021)] وجعل عبد الله بن نسيب مكان عبد الرحمن بن شيبة. وقد توبع معاوية بن سلام، فرواه أبان بن يزيد علي بن المبارك وحرب بن شداد- وهم ثقات- عن يحيى بن أبي كثير، فذكروا عبد الرحمن بن شيبة [كما عند الطحاوي والبيهقي].

- الثانية: أن الذي يروي عن عائشة وعنه أبو قلابة: هو عبد الرحمن بن شيبة وليس عبد الله بن نسب، وهو مشهور بكنيته:«أبو الوضيء» وقيل اسمه: عباد وهو أشهر.

* السادسة: عن أبي وائل يحدث عن عائشة قالت: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلمٍ يشاك بشوكةٍ فما فوقها إلا رفعه الله بها درجةً وحط عنه بها خطيئة» .

- أخرجه أحمد (6/ 175). وابن أبي شيبة (3/ 231 - 232).

-بإسناد رجاله ثقات، رجال الشيخين؛ إلا أن الشيخين إنما أخرجا لأبي وائل عن مسروق عن عائشة، وقد سئل الإمام أحمد: أبو وائل سمع من عائشة؟ قال: «ما أرى، أدخل بينهما مسروق في غير شيء» [المراسيل (138). جامع التحصيل (290)].

* السابعة: عن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول: «ما يصيب المؤمن من شيءٍ إلا كان له أجر أو كفارة حتى النكبة والشوكة» .

- أخرجه أحمد (6/ 248).

- ورجاله ثقات رجال مسلم، غير حمزة بن عبد الله بن الزبير لم يوثقه غير ابن حبان [الثقات (4/ 169). الجرح والتعديل (3/ 212). التعجيل (122)].

* الثامنة: عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة: وقد تقدم برقم (619).

- وله طرق أخرى.

(1)

الوصب: الوجع اللازم ومنه قوله تعالى: {ولهم عذاب واصب} أي لازم ثابت. انظر شرح النووي (16/ 130). النهاية (5/ 190).

(2)

النصب: التعب. النهاية (5/ 62).

(3)

قيل بفتح الياء وضم الهاء «يهمه» وقيل «يهمه» بضم الياء وفتح الهاء، أي: يغمه وكلاهما صحيح، انظر شرح النووي (16/ 130).

(4)

متفق على صحته: له طريقان: =

ص: 1306

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= * الأولى: يرويها محمد بن عمرو بن طلحة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيدٍ الخدري وعن أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسبم- قال: «ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ، ولا همٍ ولا حزنٍ، ولا اذى ولا غمٍ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه» .

- أخرجه البخاري في 75 - ك المرضى، 1 - ب ما جاء في كفارة المريض، (5641 و 5642). وفي الأدب المفرد (492). وابن حبان (7/ 166/2905 - الإحسان). وأحمد (2/ 203 و 335) و (3/ 18 و 48). والبيهقي في الشعب (7/ 157/9829 و 9830). وعبد بن حميد (961). والبغوي في شرح السنة (5/ 233/1421). وفي التفسير (1/ 131). وغيرهم.

* الثانية: يرويها محمد بن عمرو بن عطا عن عطاء بن يسار عن أبي سعيدٍ وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول: «ما يصيب المؤمن من وصبٍ ولا نصب، ولا سقمٍ ولا حزنٍ، حتى الهم يهمه، إلا كفر به من سيئاته» .

- أخرجه مسلم في 45 - ك البر والصلة، 14 - ب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرضٍ أو حزنٍ أو نحو لك، حتى الشوكة يشاكها، (2573 - 4/ 1993). والترمذي في 8 - ك الجنائز، 1 - ب ما جاء في ثواب المريض، (966)، عن أبي سعيد وحده وقال:«حسن» . وأحمد (3/ 4 و 61 و 81) عن أبي سعيد وحده، وزاد «ولا أذى» و (3/ 24) عن أبي سعيدٍ وحده. والطحاوي في المشكل (3/ 69 - 70) نحوه وذكر الأذى بدل السقم. والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 373). وفي الشعب (7/ 9831 و 9833). وفي الآداب (1045). ووكيع في الزهد (97). وابن أبي شيبة (3/ 230). وهناد في الزهد (1/ 243/417). وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (36 و 127). وأبو يعلى (2/ 433 و 448/ 1237 و 1256). والقضاعي في مسند الشهاب (825). وغيرهم.

- وللحديث طريقان آخران أحدهما فِيهِ ضعف والآخر معلول:

* أما الأول: فيرويه عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب قال: حدثني عمي عبيد الله بن عبد الله بن موهب قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمٍ يشاك شوكة في الدنيا، يحتسبها، إلا قضى بها من خطاياه يوم القيامة» وفي رواية «قص» بدل «قضى» .

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (507). وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (38 و 128).

- قلت: في إسناده ضعف يسير؛ فإن عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب قال فِيهِ الحافظ: «ليس بالقوي» [التهذيب (5/ 390). الميزان (3/ 12). التقريب (641)] وقال الذهبي في معرفة الرواة المتكلم فيهم (227): «صالح» .

- وأما إعلاله بعمه عبيد الله بن عبد الله بن موهب فليس بصحيح، فإن قول الإمام أحمد في ابنه يحيى [الجرح والتعديل (9/ 168)] [وانظر: سؤالات أبي داود للإمام أحمد (565)]: «أحاديثه مناكير، لا يعرف هو ولا أبوه» فإنه لا يزيد على وصفه بالجهالة، وكذا قول الإمام الشافعي: «لا=

ص: 1307

= نعرفه» وقول ابن القطان «مجهول الحال» . وقد وثقه ابن حبان فقال [الثقات (5/ 72)]: «روى عنه ابنه يحيى وهو لا شيء، وأبوه ثقة، وإنما وقع المناكير في حديث أبيه من قبل ابنه يحيى» ومن المعلوم أن تصريح ابن حبان بتوثيق الراوي لا يقل عن توثيق غيره من الأئمة بل لعلها أثبت من توثيق كثيرٍ منهم؛ كما ذكر ذلك العلامة عبد الرحمن المعلمي في التنكيل (1/ 438).

- وقد راه ابن أبي الدنيا (129)، من طريق يحيى بن عبيد الله وهو متروك فلا يعتبر به [التقريب (1061)].

* والطريق الثاني: يرويه عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: سمعت ررسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول: «وصب المؤمن كفارة لخطاياه» .

- أخرجه الحاكم (1/ 347) وصححه. والبزار (1/ 274). وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (58 و 131). والبيهقي في الشعب (7/ 158/9835).

- وقد أعله أبو حاتم فقال: «كنت أستغرب هذا الحديث فنظرت فإذا هو وهم، ورواه حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي الرباب القشيري عن أبي الدرداء أنه قال: «وصب المؤمن .. » قوله غير مرفوع» [العلل (2/ 167) و (1/ 358)].

- وقد فصل ذلك الدارقطني في العلل (8/ 127) فقال: وقد وهم فِيهِ عبد الله بن المختار في موضعين: في قوله: عن أبي هريرة، وفي رفعه إلى النبي- صلى الله عليه وسلم. والصحيح من ذلك: ما رواه أيوب السختياني وهشام بن حسان، وحسبك بهما في الثقة عن ابن سيرين عن أبي الرباب واسمه مطرف بن مالك القشيري عن أبي الدرداء، من قوله، في حديثٍ طويل. اهـ.

- وانظر شرح علل الترمذي (277). وسؤالات أبي عبد الله بن بكير وغيره لأبي الحسن الدارقطني (52).

- لحديث أبي هريرة لفظ آخر: يرويه سفيان عن عيينة عن ابن محيض عن محمد بن قيس بن مخرمة عن أبي هريرة قال: لما نزلت: {من يعمل سوءًا يجز به} [النساء: 123] بلغت من المسلمين مبلغًا شديدًا. فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الوكة يشاكها» .

- أخرجه مسلم (2574 - 4/ 1993). والترمذي (3038) وقال: «حسن غريب» . والنسائي في الكبرى. ك التفسير، (6/ 328/11122). وأحمد (2/ 248). والبيهقي في الشعب (7/ 150/9804). والحميدي (1148). وابن أبي شيبة (3/ 229 - 230).

- وفي الباب: عن أبي هريرة وأبي سعيد وسعد بن أبي وقاص وجابر بن عبد الله ومعاوية بن أبي سفيان وأبي عبيدة بن الجراح وأبي أمامة وأنس وعبد الله بن عمرو وأسد بن كرز وعبد الرحمن بن أزهر وأبي موسى، وأبي ريحانة الأنصاري وعمار بن ياسر.

(1)

أخرجه الترمذي في 37 - ك الزهد، 56 - ب ما جاء في الصبر على البلاء، (2396). وابن ماجه=

ص: 1308

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=في 36 - ك الفتن، 23 - ب الصبر على البلاء، (4031). وأبو يعلى (7/ 247/3253) مختصرًا. وابن عدي في الكامل (3/ 356). والقضاعي في مسند الشهاب (1121). والبيهقي في الشعب (7/ 144/9782 و 9783). والبغوي في التفسير (1/ 131).

- من طريق يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره.

- قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» .

- قلت: تفرد به سعد بن سنان عن أنس، وقد أختلف في اسمه؛ فالليث بن سعد يروي عن يزيد فيقول: عن سعد بن سنان، وعمرو بن الحارث وابن لهيعة يرويان عن يزيد فيقولان: عن سنان بن سعد، واختلف الرواة في ذلك عن ابن إسحاق، لذا قال البخاري:«الصحيح عندي: سنان بن سعد .. ، وسعد بن سنان خطأ إنما قاله الليث» ] انظر: الكامل (3/ 357). موضح أوهام الجمع والفتريق (2/ 167). الميزان (2/ 121). التهذيب (3/ 282). ترتيب علل الترمذي الكبير (182) [.

- وقد وثقه ابن معين والعجلي، وأجله أحمد بن صالح، وقال البخاري:«صالح مقارب الحديث» . وقال أحمد: «سعد بن سنان: تركت حديثه، ويقال: سنان بن سعد، حديثه حديث مضطرب» وقال مرة أخرى: «يشبه حديثه الحسن، لا بشبه أحاديث أنس» وقال أيضًا: «روى خمسة عشر حديثًا منكرة كلها، ما أعرف منها واحدًا?» . وقال الجوزجاني: «أحاديثه واهية، لا تشبه أحاديث الناس عن أنس» . وقال النسائي وابن سعد: «منكر الحديث» . وقال النسائي أيضًا: «ليس بثقة» . وذكره الدارقطني في الضعفاء. وقال ابن حبان في «الثقات» بعد أن ذكر الاختلاف في أسمه: «وأرجو أن يكون الصحيح: سنان بن سعد، وقد اعتبرت حديثه، فرأيت ما روى عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات، وما ورى عن سعد بن سنان وسعيد بن سنان فِيهِ المناكير، كأنهما اثنان، فالله أعلم» ] ترتيب علل الترمذي (182). العلل ومعرفة الرجال (2/ 41). أحوال الرجال (154). تاريخ الثقات (179). الجرح والتعديل (4/ 251). الضعفاء والمتروكين (ت 279 و 297). الضعفاء والمتروكين (ت 267). الضعفاء الكبير (2/ 119). الثقات (4/ 336). التهذيب (3/ 282). الميزان (2/ 121) [.

- قلت: فمثله لا يحتج بحديثه إِذَا انفرد] انظر: ديوان الضعفاء (1/ 320) وقال «ضعفوه» . والمغني (1/ 254) وقال «ضعفوه ولم يترك» . الكاشف (1/ 352) وقال: «ليس بحجة، وعن ابن معين: ثقة» . والتقريب (369) وقال: «صدوق له أفراد» [.

- وله شاهد: يرويه عمرو بن أبي عمرو عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل إِذَا أحب قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع» .

- أخرجه أحمد (5/ 427 و 428 و 429). والبيهقي في الشعب (7/ 145/9784).

- قال المنذري وابن حجر: «رواته ثقات» ] الترغيب (4/ 142). الفتح (10/ 108) [.

ص: 1309

679 -

12 - «

فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»

(1)

.

= - قلت: رجاله رجال الصحيح، إلا أن عمرو بن أبي عمرو ربما وهم وأخطأ، وحديثه صالح حسن منحط عن الدرجة العليا من الصحيح، كما قال الذهبي في الميزان (3/ 281). وانظر: تهذيب التهذيب (6/ 190).

- قلت: فحديث أنس يرتقي بهذا الشاهد إلى رتبة الحسن لغيره، دون الجملة الأولى منه وهي:«إن عظيم الجزاء مع عظم البلاء» .

-[والحديث حسنه العلامة الألباني في صحيح الترمذي، (2/ 564) برقم (6932). وفي صحيح ابن ماجه، (2/ 373) برقم (4031). وسلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (146). والمشكاة برقم (1566) [«المؤلف» .

(1)

أخرجه الترمذي في 37 - ك الزهد، 56 - ب في الصبر على البلاء، (2398). والنسائي في الكبرى، 70 - ك الطب، 4 - ب أي الناس أشد بلاء، (7481 - 4/ 352). وابن ماجه في 36 - ك الفتن، 23 - ب الصبر على البلاء، (4023). والدارمي في 20 - ك الرقاق، 67 - ب في أشد الناس بلاًء، (2783 - 2/ 412). والطحاوي في المشكل (3/ 61 و 62). والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 372). وفي الشعب (7/ 142/9775). وابن حبان (699 و 700 - موارد).والحاكم (1/ 41). والضياء في المختارة (3/ 252 - 254/ 1056 - 1059). وأحمد في المسند (1/ 172 و 173 - 174 و 180 و 185). وفي الزهد (294). والطيالسي (215). وابن أبي شيبة (3/ 233). وعبد حميد (146). وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (3). وأبو يعلى (2/ 143/830). والشاشي في مسنده (1/ 130/67). وأبو نعيم في الحلية (1/ 368).والبيهقي في الشعب (7/ 142/9775). والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 378 - 379). والبغوي في شرح السنة (5/ 244/1434). وفي تفسيره (1/ 131).

- من طريق عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه] سعد بن أبي وقاص [قال: قلت: يا رسول الله! أي الناس أشد بلاًء؟ قال: «الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلى على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة» .

- قال الترمذي: «حسن صحيح» .

- قال الشيخ الألباني في الصحيحة (1/ 225): «وهذا سند جيد، رجاله كلهم رجال الشيخين، غير أن عاصمًا إنما أخرجا له مقرونًا بغيره، ولم يتفرد به

».

- قلت: وهو صدوق حسن الحديث إِذَا لم يخالف.

- وقد رواه العلاء بن المسيب، وقد اختلف عليه فيه:

ص: 1310

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=1 - فرواه جرير بن عبد الحميد عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن سعد قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي الناس أشد بلاًء؟

» فذكره بنحوه.

- أخرجه ابن حبان (698 - موارد).

2 -

ورواه خالد بن عبد الله الواسطي الطحان عن العلاء بن المسيب عن مصعب بن سعد عن أبيه بنحو رواية جرير مختصرًا.

- أخرجه الحاكم (1/ 40 - 41).

- قلت: وخالد أثبت من جرير، فروايته مقدمة على رواية جرير، لاسيما والعلاء معروف بالرواية عن أبيه، فسلك جرير في ذلك الجادة، وحفظ خالد الإسناد، هذا إِذَا لم يكن العلاء نفسه قد حدث به مرة هكذا ومرة هكذا، فقد قال الحاكم:«له أوهام في الإسناد والمتن» .

- فإن صحت رواية جرير؛ فالإسناد منقطع؛ فإن المسيب بن رافع حديثه عن سعد مرسل، قاله أبو زرعة] انظر: التهذيب (8/ 179). المراسيل (364). جامع التحصيل (768) [

- وإن كانت رواية خالد هي المحفوظة؛ فالإسناد صحيح إن كان العلاء سمع من مصعب.

والحديث صحيح بمجموع الطريقتين] وانظر: المستدرك للحاكم (3/ 343) [.

- وقد صححه الألباني في الصحيحة برقم (143). وصحيح الجامع برقم (992 و 993).

- وقد ورد بمعنى الشاهد من حديث سعد رضي الله عنه:

- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة» .

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (494 م). والترمذي (2399). وابن حبان (697 - موارد). والحاكم (1/ 346) و (4/ 315). وأحمد (2/ 287 و 450). والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 374). وفي الشعب (7/ 159/9837). وفي الآداب (1049). وابن أبي شيبة (3/ 231). وهناد في الزهد (1/ 238/402). وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (40). والبزار (1/ 363/761 - كشف الأستار). وأبو يعلى (10/ 319 و 406/ 5912 و 6012). وأبو نعيم في الحلية (7/ 91) و (8/ 212). والبغوي في شرح السنة (5/ 246/1436). وفي التفسير (1/ 131). وغيرهم.

- من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- قال الترمذي: «حسن صحيح» .] وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/ 565): «حسن صحيح» . وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (2280) [«المؤلف» .

- وقال الحاكم «صحيح على شرط مسلم» ولم يتعقبه الذهبي.

- قال الشيخ الألباني في الصحيحة (5/ 349): «إنما هو حسن فقط؛ لأن محمد بن عمرو هذا: فِيهِ كلام يسير من قبل حفظه، ولم يخرج له مسلم إلا متابعة» .

ص: 1311