الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16 -
ابْن سوار السُّبْكِيّ
وَمِنْهُم الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدّين علم المناظرين أحد المتبحرين أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى [بن عَليّ] ابْن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام بن تَمِيم بن حَامِد بن يحيى بن عمر ابْن عُثْمَان بن عَليّ بن مسوار بن سوار بن سليم الْأنْصَارِيّ الخزرجي السُّبْكِيّ الشَّافِعِي مولده فِي شهر ربيع الأول سنة سبع وَسَبْعمائة وَتُوفِّي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر شهر ربيع الآخر سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق سمع الحَدِيث من خلق مِنْهُم أَحْمد بن الشّحْنَة ووزيرة بنت عمر بن المنجي وَأَبُو الْحسن الواني وَيُونُس الدبوسي وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص بالمحدثين فَقَالَ إِمَام متبحر مناظر بَصِير بِالْعلمِ مُحكم للعربية وَغَيرهَا وَقَالَ وناب فِي الحكم لِابْنِ عمهم مَعَ الدّين وَالتَّقوى والتصون انْتهى نيابته للْحكم الْمشَار اليها كَانَت عَن الإِمَام تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ ثمَّ ولي الْقَضَاء اسْتِقْلَالا سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة فَمَكثَ فِيهِ مُدَّة يسيرَة ثمَّ ولي قَضَاء الديار المصرية سنة سِتّ وَسِتِّينَ ثمَّ صرف عَنهُ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين ثمَّ ولي قَضَاء دمشق ثَانِيًا وَبهَا توفّي رَحْمَة الله تَعَالَى عَلَيْهِ فِي التَّارِيخ الْمُتَقَدّم حكى بعض من لَقيته من الشُّيُوخ الْعلمَاء أَنه حضر مرّة مَعَ قَاضِي الْقُضَاة أبي الْبَقَاء شيخ الشَّافِعِيَّة درسا أَلْقَاهُ بِالْمَدْرَسَةِ الرواحية وَهِي دَاخل بَاب
الفراديس من دمشق فَجَاءَهُ جمَاعَة من طَائِفَة القلندرية يسألونه فَأمر لَهُم بِشَيْء وَكَانَ إِذْ ذَاك حَاكما بِدِمَشْق على الْقَضَاء بهَا ثمَّ جَاءَهُ طَائِفَة أُخْرَى من الحيدرية وَهُوَ يتَوَضَّأ على بركَة الْمدرسَة الْمَذْكُورَة فَسَأَلُوهُ فَأمر لَهُم بِشَيْء ثمَّ جَاءَ فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَالَ رحم الله ابْن تَيْمِية كَانَ يكره هَؤُلَاءِ الطوائف على بدعهم قَالَ فَلَمَّا قَالَ ذَلِك ذكرت لَهُ كَلَام النَّاس فِي ابْن تَيْمِية فَقَالَ لي وَكَانَ ثمَّ جمَاعَة حاضرون قد تخلفوا بعد الدَّرْس يشتغلون عَلَيْهِ وَالله يَا فلَان مَا يبغض ابْن تَيْمِية إِلَّا جَاهِل أَو صَاحب هوى فالجاهل لَا يدْرِي مَا يَقُول وَصَاحب الْهوى يصده هَوَاهُ عَن الْحق بعد مَعْرفَته بِهِ قَالَ فاعجبني ذَلِك مِنْهُ وَقبلت يَده وَقلت لَهُ جَزَاك الله خيرا انْتهى
هَذَا حَال رَاوِي هَذِه الْحِكَايَة فَكيف لَو سمع مَا صحت بِهِ الرِّوَايَة عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ شيخ الْإِسْلَام فِي مدحه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية الإِمَام لطار فَرحا من السرُور وَقضى عجبا من وُقُوع ذَلِك لما علم مَا حصل من الشرور وَلَا نَشد متمثلا بذلك الْبَيْت الْمَشْهُور
.. ومليحة شهِدت لَهَا ضراتها
…
وَالْفضل مَا شهِدت بِهِ الْأَعْدَاء
…
كتب الْحَافِظ أَبُو عبد الله الذَّهَبِيّ فِيمَا اشْتهر إِلَى الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يعاتبه على مَا صدر فَكتب الْجَواب يعْتَذر عَن تِلْكَ الحادثات وَمن بعضه مَا أَشَارَ إِلَيْهِ الشَّيْخ زين الدّين بن رَجَب فِي كِتَابه الطَّبَقَات فَقَالَ وَمِمَّا وجد فِي كتاب كتبه الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْحسن السُّبْكِيّ إِلَى الْحَافِظ أبي عبد الله الذَّهَبِيّ فِي أَمر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين أما قَول سَيِّدي فِي الشَّيْخ فالمملوك يتَحَقَّق كبر قدره وزخارة بحره وتوسعه فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والعقلية وفرط ذكائه واجتهاده وبلوغه فِي كل من ذَلِك الْمبلغ الَّذِي لَا يتَجَاوَز الْوَصْف والمملوك يَقُول ذَلِك دَائِما وَقدره فِي نَفسِي أعظم من ذَلِك وَأجل مَعَ مَا جمع الله لَهُ من الزهادة والورع والديانة ونصرة الْحق وَالْقِيَام فِيهِ لَا لغَرَض سواهُ وجريه على سنَن السّلف وَأَخذه من ذَلِك بالمأخذ الأوفى وغرابة مثله فِي هَذَا الزَّمَان بل من أزمان انْتهى