الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
43 -
تَاج الدّين الْفَزارِيّ
وَمِنْهُم الشَّيْخ الامام الْعَلامَة شيخ الاسلام علم الْأَعْلَام برهَان الدّين مفتي الْمُسلمين مُفِيد الطالبين ابو اسحاق ابراهيم ابْن الامام شيخ الاسلام تَاج الدّين ابي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن ابْن الشَّيْخ الْمقري ابي اسحاق ابراهيم بن سِبَاع ابْن ضيا الْفَزارِيّ البدري الشَّافِعِي ولد فِي شهر ربيع الاول سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع جُمَادَى الاولى سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَحمل على رُؤُوس الاصابع الى أَن دفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير رَحْمَة الله تَعَالَى وَلما توفّي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية تردد الشَّيْخ برهَان الدّين الْمَذْكُور إِلَى قَبره ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة مَعَ جمَاعَة من عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة وَكَانَ يعظم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين كَمَا كَانَ يُحِبهُ ويعظمه وَالِده الشَّيْخ تَاج الدّين قَالَ الْحَافِظ أَبُو عبد الله الذَّهَبِيّ وَكَانَ الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ يُبَالغ فِي تَعْظِيم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بِحَيْثُ أَنه علق بِخَطِّهِ درسه بالسكرية انْتهى
وَهَذَا الدَّرْس كَانَ بعد موت وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي الْمحرم من سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بدار الحَدِيث السكرية الَّتِي بالقصاعين دَاخل دمشق وَبهَا كَانَ سكن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ووالده من قبل
وَحضر هَذَا الدَّرْس قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدّين يُوسُف ابْن القَاضِي محيي الدّين أبي الْفضل يحيى بن الذكي وَشَيخ الاسلام تَاج الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن ابراهيم الْفَزارِيّ الْمَذْكُور وَالشَّيْخ زين الدّين أَبُو حَفْص عمر ابْن مكي عبد الصَّمد بن الْمرجل وَكيل بَيت المَال وَالِد صدر الدّين ابْن الْوَكِيل الشافعيون وَشَيخ الْحَنَابِلَة الْعَلامَة زين الدّين أَبُو البركات ابْن المنجا
التنوخي وَآخَرُونَ
وَكَانَ درسا حافلا كتبه الشَّيْخ تَاج الددين الْفَزارِيّ بِخَطِّهِ كَمَا ذكره الذَّهَبِيّ وَغَيره لِكَثْرَة فَوَائده واطنب الْحَاضِرُونَ فِي شكره وَكَانَ اذ ذَاك عمر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية نَحْو احدى وَعشْرين سنة
وَوجدت بِخَط الامام أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد ابْن الْمُحب الْمَقْدِسِي مَا صورته قَالَ الامام بدر الدّين مُحَمَّد بن عَلَاء الدّين بن غَانِم وَمن خطه نقلت اجْتمعت بالشيخ برهَان الدّين رَحمَه الله تَعَالَى يَوْم وَفَاة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين رَحمَه الله تَعَالَى على مصطبة بَاب الْمدرسَة البادرائية وعزيته فِيهِ فَوَجَدته متأسفا عَلَيْهِ كثير الالم لمَوْته واذا بشخص من الطّلبَة قد حضر فَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدي لَا تحضر الدَّرْس الْيَوْم حَتَّى نحضر فِي خدمتك فَغَضب غَضبا شَدِيدا وانزعج انزعاجا كثيرا وَقَامَ لوقته وَدخل بَيته وَانْصَرف ذَلِك الرجل وانا جَالس موضعي على المصطبة متألما لانزعاجه وَإِذا بِهِ قد علم برواح ذَلِك الرجل وجلوسي مَكَاني بعده فطلبني فَدخلت فَوَجَدته على حَاله فِي الانزعاج وَقَالَ لي مَا تبصر هَذَا الْحَال يَمُوت أقل من يكون من الْفُقَهَاء فَتبْطل الدُّرُوس لاجله وَيَمُوت مثل هَذَا الرجل الْعَظِيم وَلَا تبطل الدُّرُوس لاجله وَالله عِنْده من الْفَضَائِل مَا لَا عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا كَانَ صَاحِبي من الصغر ويجتمع بوالدي وَكَانَ وَالِدي يحب وَالِده واهله ويتردد الى وَالِده وعندما درس وَلَده بعد وَفَاة وَالِده حضر وَالِدي عِنْده الدَّرْس
وَكتب درسه واثنى على درسه وعَلى فضائله من ذَلِك الزَّمَان هَذَا صُورَة مَا حَكَاهُ لي الشَّيْخ برهَان الدّين رَحمَه الله تَعَالَى ذَلِك الْيَوْم انْتهى مَا وجدته بِخَط الامام ابي مُحَمَّد بن الْمُحب رَحمَه الله تَعَالَى وَابْن غَانِم الْمَذْكُور هُوَ الامام الْعَلامَة أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن غَانِم الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص بالمحدثين فَقَالَ الامام البارع الْفَقِيه ذُو الْفَضَائِل وَقَالَ ولد سنة ثَمَان وَسبعين يَعْنِي وسِتمِائَة وَسمع من ابْن الوَاسِطِيّ حضورا وَمن جمَاعَة وَطلب بِنَفسِهِ وقتا وَقَرَأَ وَله عناية بتحصيل الْعلم والكتب مَعَ التصون والنزاهة والفضيلة وَصِحَّة الذِّهْن تعلل أشهرا وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الاولى سنة اربعين وَسَبْعمائة ووصى بِثُلثِهِ فِي الْبر سمع مِنْهُ جمَاعه انْتهى