المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ التشديد في ابتغاء سنة الجاهلية في الإسلام - الرد على الكاتب المفتون

[حمود بن عبد الله التويجري]

فهرس الكتاب

- ‌من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه

- ‌«البدعة أحب إلى إبليس من المعصية

- ‌ المبتدع يؤول إلى الشرك

- ‌ ذم الذين يعرضون عن سماع المواعظ والتذكير

- ‌ التشديد في ابتغاء سنة الجاهلية في الإسلام

- ‌البرهان الأول:

- ‌البرهان الثاني:

- ‌البرهان الثالث:

- ‌البرهان الرابع:

- ‌البرهان الخامس:

- ‌البرهان السادس:

- ‌البرهان السابع:

- ‌البرهان الثامن:

- ‌البرهان التاسع:

- ‌البرهان العاشر:

- ‌البرهان الحادي عشر:

- ‌البرهان الثاني عشر:

- ‌البرهان الثالث عشر:

- ‌البرهان الرابع عشر:

- ‌البرهان الخامس عشر:

- ‌البرهان السادس عشر:

- ‌البرهان الثامن عشر:

- ‌البرهان التاسع عشر:

- ‌البرهان العشرون:

- ‌البرهان الحادي والعشرون:

- ‌البرهان الثاني والعشرون:

- ‌البرهان الثالث والعشرون:

- ‌البرهان الرابع والعشرون:

- ‌البرهان الخامس والعشرون:

- ‌البرهان السادس والعشرون:

- ‌البرهان السابع والعشرون:

- ‌البرهان الثامن والعشرون:

- ‌البرهان التاسع والعشرون:

- ‌البرهان الثلاثون:

- ‌العبادات مبناها على التوقيف والاتباع

الفصل: ‌ التشديد في ابتغاء سنة الجاهلية في الإسلام

وروى الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس منا من تشبه بغيرنا» قال ابن مفلح في قوله: «ليس منا» هذه الصيغة تقتضي عند أصحابنا التحريم انتهى.

وأما‌

‌ التشديد في ابتغاء سنة الجاهلية في الإسلام

فقد رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطّلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه» .

قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى أخبر صلى الله عليه وسلم أن أبغض الناس إلى الله هؤلاء الثلاثة. وذلك لأن الفساد إما في الدين وإما في الدنيا، فأعظم فساد الدنيا قتل النفوس بغير الحق، ولهذا كان أكبر الكبائر بعد أعظم فساد الدين الذي هو الكفر، وأما فساد الدين فنوعان: نوع يتعلق بالعمل، ونوع يتعلق بمحل العمل فأما المتعلق بالعمل فهو ابتغاء سنة الجاهلية، وأما المتعلق بمحل العمل فالإلحاد في الحرم لأن أعظم محال العمل هو الحرم، وانتهاك حرمة المحل المكاني أعظم من انتهاك حرمة المحل الزماني - إلى أن قال -: والمقصود أن من هؤلاء الثلاثة من ابتغى في الإسلام سنة الجاهلية، فكل من أراد في الإسلام أن يعمل بشيء من سنن الجاهلية دخل في هذا الحديث، والسنة الجاهلية كل عادة كانوا عليها، فإن السنة هي العادة وهي الطريق التي تتكرر لتتسع لأنواع الناس مما يعدونه عبادة أو لا يعدونه عبادة، قال تعالى:{قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من كان قبلكم» والاتباع هو الاقتفاء والاستنان، فمن عمل بشيء من سننهم فقد اتبع سنة جاهلية،

ص: 43

وهذا نص عام يوجب تحريم متابعة كل شيء كان من سنن الجاهلية في أعيادهم وغير أعيادهم انتهى.

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أبلغ رد على الكاتب الذي أجاز إقامة الولائم في المآتم وجد واجتهد في الدفاع عن هذه البدعة والاعتراض على الخطباء الذين ينهون عنها ويبينون للناس أنها مخالفة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان، ويبينون للناس أيضاً أن هذه البدعة من النياحة وأمور الجاهلية، وفي الحديث أيضاً دليل على أن إقامة الولائم في المآتم بغيض إلى الله تعالى لأنه من سنن الجاهلية، ومن عمل بهذه السنة الجاهلية فهو من أبغض الناس إلى الله تعالى، فينبغي لصاحب المقال أن ينتبه من غفلته ويراجع الحق فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، والرجوع إلى الحق نُبْلٌ وفضيلة، وأما التمادي في الباطل فإنه نقص ورذيلة {ومن يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه} وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

16/ 5/ 1405 هـ.

ص: 44

«القسم الثاني»

ص: 45

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد المصطفى، وعلى آله وأصحابه أهل الصدق والوفاء، وعلى من تبعهم بإحسان ولطريقهم اقتفى.

أما بعد فإني بعد كتابة الرد على المقال الباطل المنشور في عدد 7845 من جريدة الندوة وقفت على كلام للمردود عليه يؤيد به كلامه الأول في الذب عن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي وبدعة إقامة الولائم في المآتم. ويرد على أحد العلماء الناصحين الذين يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويحذرون الناس من البدع والمخالفات ويبينون لهم الحق الذي يجب الأخذ به، وقد صدّر الكاتب مقاله الأخير بقول الله تعالى:{قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} . ولم يبدأ فيه ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ولا بالحمد لله، فكان لذلك مقاله أبتر أجذم أقطع، وهذه الأوصاف الذميمة هي اللائقة بالمقال الذي ينصر صاحبه البدع والمحدثات ويجادل بالباطل في تقريرها والذب عنها. وقد روى الإمام أحمد بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل أمر ذي بالٍ لا يفتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر أو قال أقطع» ورواه أبو داود ولفظه «كل كلام لا يبدأ فيه

ص: 47