الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرسالة الحادية والأربعون: رسالتة إلى الأخوين أحمد بن محمد بن سويلم وثنيان بن سعود
…
-5- الرسالة الحادية والأربعون: ومنها رسالة كتبها إلى أحمد بن محمد بن سويلم، وثنيان بن سعود، قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب، إلى الأخوين: أحمد بن محمد وثنيان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فقد ذكر لي عنكم أن بعض الإخوان تكلم في عبد المحسن الشريف، يقول: إن أهل الحسا يحبون على يدك، وأنك لابس عمامة خضراء؛ والإنسان لا يجوز له الإنكار إلا بعد المعرفة. فأول درجات الإنكار: معرفتك أن هذا مخالف لأمر الله. وأما تقبيل اليد، فلا يجوز إنكار مثله؛ وهي مسألة فيها اختلاف بين أهل العلم. " وقد قبل زيد بن ثابت يد ابن عباس، وقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا ". وعلى كل حال، فلا يجوز لهم إنكار كل مسألة لا يعرفون حكم الله فيها.
وأما لبس الأخضر، فإنها أحدثت قديماً تمييزاً لأهل البيت، لئلا يظلمهم أحد، أو يقصر في حقهم من لا يعرفهم. وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقاً، فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم، ويظن أنه من التوحيد؛ بل هو من الغلو. ونحن ما أنكرنا إلا إكرامهم لأجل ادعاء الألوهية فيهم، أو إكرام المدعي لذلك، وقيل عنه أنه اعتذر عن بعض الطواغيت، وهذه مسألة جليلة ينبغي التفطن لها، وهي قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} 1.
1 سورة الحجرات آية: 6.
فالواجب عليهم إذا ذكر لهم عن أحد منكراً عدم العجلة، فإذا تحققوه أتوا صاحبه ونصحوه، فإن تاب ورجع وإلا أنكر عليه وتكلم فيه. فعلى كل حال نبهوهم على مسألتين:
الأولى: عدم العجلة، ولا يتكلمون إلا مع التحقق، فإن التزوير كثير.
الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف منافقين بأعيانهم، ويقبل علانيتهم، ويكل سرائرهم إلى الله. فإذا ظهر منهم وتحقق ما يوجب جهادهم، جاهدهم.
وغير ذلك، عبد الرحمن بن عقيل رجع إلى الحق ولله الحمد، ولكن ودي أن أقرأ عليه رسالة ابن شلهوب وغيرها. وأنت يا أحمد على كل حال، أرسل المجموع مع أول من يقبل وأرسلها فيه، خذه من سليمان لا تغفل، تراك خالفت خلافاً كبيراً في هذا المجموع، والسلام.