المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرسالة الخامسة: رسالته إلى السويدي عالم من العراق - الرسائل الشخصية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء السادس)

[محمد بن عبد الوهاب]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌القسم الأول: عقيدة الشيخ وبيان حقيقة دعوته ورد ما ألصق به من التهم

- ‌ الرسالة الأولى:رسالة الشيخ إلى أهل القصيم

- ‌الرسالة الثانية: رسالته إلى محمد بن عباد مطوع ثرمداء

- ‌الرسالة الثالثة: رسالته الى محمد بن عيد من مطاوعة ثرمداء

- ‌الرسالة الرابعة: رسالته إلى فاضل آل مزيد رئيس بادية الشام

- ‌الرسالة الخامسة: رسالته إلى السويدي عالم من العراق

- ‌الرسالة السادسة: رسالته إلى العلماء الأعلام في بلد الله الحرام

- ‌الريسالة السابعة: رساته إلى عالم من أهل المدينة

- ‌الرسالة الثامنة: رسالته إلى إبن صياح

- ‌الرسالة التاسعة: رسالته إلى عامة المسلمين

- ‌الرسالة العاشرة: رسالته إلى حمد التويجري

- ‌الرسالة الحادية عشره: رسالته إلى عبد الله بن سحيم

- ‌الرسالة الثانية عشره: جوابه عن الشبهات من أجاز وقف الحنف والإثم

- ‌الرسالة الثالثة عشره:رده على سليمان بن سحيم

- ‌الرسالة الرابعة عشره: رسالته إلى البكبلى صاحب اليمن

- ‌الرسالة الخامسة عشره: رسالته إلى أسماعيل الجراعي

- ‌الرسالة السادسة عشره: رسالته إلى عبد الله بن عبد الله الصنعاني

- ‌الرسالة السابعة عشره: رسالته إلى أهل المغرب

- ‌القسم الثاني: بيان أنواع التوحيد

- ‌الرسالة الثامنة عشره: رسالته إلى الأخ حسن

- ‌الرسالة التاسعة عشره: رسالته إلى محمدبن عبيد وعبد القادر العديلي

- ‌الرسالة العشرون: رسالته إلى عبد الله بن سحيم

- ‌الرسالة الحادية والعشرون: رسالته إلى محمد بن سلطان

- ‌الرسالة الثانية والعشرون: رسالته إلى عامة المسلمين

- ‌القسم الثالث: بيان معنى لا إله إلا الله وما يناقضها من الشرك في العبادة

- ‌الرسالة الثالثة والعشرون: رسالته إلى ثنيان بن سعود

- ‌الرسالة الرابعة والعشرون: رسالتة إلى عبد الرحمن بن ربيعة

- ‌الرسالة الخامسة والعشرون: جواب الشيخ عن كتاب وصله

- ‌الرسالة السادسة والعشرون: رسالتة إلى علماء الإسلام

- ‌الرسالة السابعة والعشرون: رسالته إلى عامة المسلمين

- ‌الرسالة الثامنة والعشرون: رسالته إلى أهل الرياض ومنفوحة

- ‌الرسالة التاسعة والعشرون: رسالته إلى عامة المسلمين

- ‌الرسالة الثلاثون: رسالتة إلى الأخ فايز

- ‌القسم الرابع: بيان الأشياء التى يكفر مرتكبها ويجب قتاله والفرق بين فهم الحجة وقيام الحجة

- ‌الرسالة الحادية والثلاثون: رسالتة إلى أحمد بن أبراهيم

- ‌الرسالة الثانية والثلاثون:رسالته إلى محمد بن فارس

- ‌الرسالة الثالثة والثلاثون:رسالته إلى أحمد عبد الكريم

- ‌الرسالة الرابعة والثلاثون: رسالته إلى سليمان بن سحيم

- ‌الرسالة الخامسة والثلاثون: رسالته إلى عبد الله بن عيسى وأبنة وعبد الله بن عبد الرحمن

- ‌الرسالة السادسة والثلاثون: رسالتة إلى الأخوان

- ‌القسم الخامس: توجيهات عامة للمسلمين في الاعتقاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

- ‌الرسالة السابعة والثلاثون: رسالتة إلى محمد بن عبد اللطيف

- ‌الرسالة الثامنة والثلاثون: رسالتة إلى الأخوان المؤمنين

- ‌الرسالة التاسعة والثلاثون: رسالتة إلى عبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى

- ‌الرسالة الأربعون: رسالتة إلى عبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى

- ‌الرسالة الحادية والأربعون: رسالتة إلى الأخوين أحمد بن محمد بن سويلم وثنيان بن سعود

- ‌الرسالة الثانية والأربعون: رسالتة إلى عبد الله بن عبد سويلم

- ‌الرسالة الثالثة والأربعون: رسالتة إلى جماعة أهل شقراء

- ‌الرسالة الرابعة والأربعون: رسالتة إلى الأخوان من أهل سدير

- ‌الرسالة الخامسة والأربعون: رسالتة إلى أحمد بن يحي

- ‌الرسالة السادسة والأربعون: رسالتة إلى عبد الله بن عيسى

- ‌الرسالة السابعة والأربعون: رسالتة إلى نغيمش وجميع الأخوان

- ‌الرسالة الثامنة والأربعون: رسالتة إلى والى مكة

- ‌الرسالة التاسعة والأربعون: رسالتة إلى عبد الله بن عيسى وأبنه عبد الوهاب

- ‌الرسالة الخمسون: رسالتة إلى عبد الله بن عيد

- ‌الرسالة الحادية والخمسون: رسالتة إلى الأخوان عبد الله بن علي ومحمد بن جماز

الفصل: ‌الرسالة الخامسة: رسالته إلى السويدي عالم من العراق

‌الرسالة الخامسة: رسالته إلى السويدي عالم من العراق

-5- الرسالة الخامسة: ومنها رسالة أرسلها إلى السويدي، عالم من أهل العراق، وكان قد أرسل له كتاباً وسأله عما يقول الناس فيه، فأجابه بهذه الرسالة، وهي:

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الوهاب، إلى عبد الرحمن بن عبد الله، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد، فقد وصل كتابك وسر الخاطر، جعلك الله من أئمة المتقين، ومن الدعاة إلى دين سيد المرسلين. وأخبرك أني، ولله الحمد، متبع ولست بمبتدع؛ عقيدتي وديني الذي أدين الله به: مذهب أهل السنة والجماعة، الذي عليه أئمة المسلمين، مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة. لكني بينت للناس إخلاص الدين لله، ونهيتهم عن دعوة الأحياء والأموات من الصالحين، وغيرهم، وعن إشراكهم فيما يُعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك مما هو حق الله، الذي لا يشركه فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهو الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة. وبينت لهم أن أول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة الملعونة الذين يدعون علياً وغيره، ويطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات. وأنا صاحب منصب في قريتي، مسموع الكلمة. فأنكر هذا بعض الرؤساء، لأنه خالف عادة نشؤوا عليها.

وأيضاً ألزمت من تحت يدي بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وغير ذلك من فرائض الله، ونهيتهم عن الربا، وشرب المسكر، وأنواع من المنكرات، فلم يمكن الرؤساء القدح في هذا وعيبه، لكونه مستحسناً عند العوام؛ فجعلوا قدحهم وعداوتهم فيما آمر به من التوحيد وأنهى عنه من الشرك، ولبّسوا على العوام أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس.

ص: 36

وكبرت الفتنة جداً، وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه فضلاً عن أن يفتريه. ومنها ما ذكرتم: أني أكفّر جميع الناس إلا من اتبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة. ويا عجباً! كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟ هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون؟! وكذلك قولهم: إنه يقول: لو أقدر أهدم قبة النبي صلى الله عليه وسلم لهدمتها. وأما "دلائل الخيرات"، فله سبب، وذلك أني أشرت على من قَبِل نصيحتي من إخواني أن لا يصير في قلبه أجلّ من كتاب الله، ويظن أن القراءة فيه أجلّ من قراءة القرآن. وأما إحراقه والنهي عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي لفظ كانن فهذا من البهتان.

والحاصل: أن ما ذكر عنا من الأسباب غير دعوة الناس إلى التوحيد والنهي عن الشركن فكله من البهتان. وهذا لو خفي على غيركم، فلا يخفى على حضرتكم.

ولو أن رجلاً من أهل بلدكم، ولو كان أحب الخلق إلى الناس، قام يلزم الناس بالإخلاص ويمنعهم من دعوة أهل القبور، وله أعداء وحساد أشد منه رياسة، وأكثر أتباعاً، وقاموا يرمونه بما تسمع ويوهمون الناس أن هذا تنقص بالصالحين، وأن دعوتهم من إجلالهم واحترامهم، تعلمون كيف يجري عليه.

ومع هذا وأضعافه، فلا بد من الإيمان بما جاء به الرسول ونصرته، كما أخذ الله على الأنبياء قبله، وأنهم في قوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} 1. فلما فرض الله الإيمان لم يجز ترك ذلك.

وأنا أرجو أن يكرمك الله بنصر دينه ونبيه، وذلك بمقتضى الاستطاعة، ولو بالقلب والدعاء. وقد قال صلى الله عليه وسلم:

1 سورة آل عمران آية: 81.

ص: 37

" إذا أُمرتم بأمر فأتوا منه ما استطعتم "1. فإن رأيت عرض كلامي على من ظننت أنه يقبل من إخواننا، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

ومن أعجب ما جرى من الرؤساء المخالفين، أني لما بينت لهم كلام الله وما ذكر أهل التفسير في قوله:{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} 2، وقوله:{وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} 3، وقوله:{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَاّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} 4، وما ذكر الله من إقرار الكفار في قوله:{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} 5 الآية، وغير ذلك، قالوا: القرآن، لا يجوز العمل به لنا ولأمثالنا، ولا بكلام الرسول، ولا بكلام المتقدمين، ولا نطيع إلا ما ذكره المتأخرون. قلت لهم: أنا أخاصم الحنفي بكلام المتأخرين من الحنفية، والمالكي والشافعي والحنبلي كلٌ أخاصمه بكتب المتأخرين من علمائهم الذين يعتمدون عليهم. فلما أبوا ذلك، نقلت لهم كلام العلماء من كل مذهب، وذكرت ما قالوا بعد ما حدثت الدعوة عند القبور والنذر لها، فصرفوا ذلك وتحققوه، ولم يزدهم إلا نفوراً.

وأما التكفير، فأنا أكفّّر من عرف دين الرسول، ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه، وعادى مَن فعله؛ فهذا هو الذي أكفّره، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك.

وأما القتال، فلم نقاتل أحداً إلى اليوم، إلا دون النفس والحرمة؛ وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكناً. ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة، {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} 6، وكذلك من جاهر بسبّ دين الرسول بعد ما عرفه. والسلام.

1 البخاري: الاعتصام بالكتاب والسنة (7288)، ومسلم: الحج (1337)، والنسائي: مناسك الحج (2619)، وابن ماجة: المقدمة (2) ، وأحمد (2/247، 2/258، 2/313، 2/355، 2/428، 2/447، 2/456، 2/467، 2/482، 2/495، 2/508) .

2 سورة الإسراء آية: 57.

3 سورة يونس آية: 18.

4 سورة الزمر آية: 3.

5 سورة يونس آية: 31.

6 سورة الشورى آية: 40.

ص: 38