الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأحببت بعد استخارة الله سبحانه وتعالى أن أفتتحه بهذه الخطبة المباركة العظيمة، لكونه كتابًا في ضمن مسائله التي تتأملها وتشاهدها كلُّ درَّة يتيمة، لينشرح صدر الناظر فيه، ولتقوى همته على النظر في بدائع فوائده ودقائق معانيه.
والله سبحانه وتعالى المسؤول المرجوُّ الإجابة أن يعصمنا من الزيغ والزلل، وأن يوفقنا لصالح النية والقول والعمل، وأن يرفع درجات مؤلفه في جنات النعيم، وأن ينفع به الناظر فيه، إنه سميع عليم، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل".
4) نسخة الشيخ أبا بطين رحمه الله
(ط)
هي محفوظة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض برقم 12370. وهي بخط نسخ واضح، وفي 188 ورقة، وفي كل صفحة 17 سطرًا. أما الترقيم الوارد في النسخة، فهو خطأ، إذ قفز العادُّ من 34 إلى 44 فبلغ عدد أوراق النسخة 198 ورقة.
ناسخها محمد بن مصطفى الحنفي المقدسي، وقد فرغ من كتابتها ليلة الثلاثاء، الحادي عشر من شهر ذي القعدة سنة 881.
في صفحة العنوان تحت عنوان الكتاب كتب اسم المؤلف مع هذه الألقاب: "الشيخ الإمام العالم العامل العلامة الحافظ ناصر السنة
…
" ولكن أخطأ في اسم جدّه "سعد" فكتب "سعيد". والخطأ نفسه وارد في آخر النسخة أيضًا.
وعن يساره أرخ بعضهم وفاة ابن القيم مع ذكر مدفنه.
وفي أسفل الصفحة قيدُ تملُّك نصه: "دخل في نوبة فقير رحمة ربه العلي محمد بن عوض السفاريني الحنبلي مذهبًا، الخلوتي طريقةً، التيمي اعتقادًا، في شهر ربيع الأول في اليوم الثالث عشر خلت (كذا) منه سنة 1151 بثمن قدره أربع زلط ونصف". وفوق القيد وتحته ختم كاتبه.
لم أجد ترجمة السفاريني المذكور، وكذا قرأت "التيمي"، والظاهر أنه يقصد عقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية. و"زُلُط" جمع زلطة، وهي عملة تركية كانت متداولة على الغالب في فلسطين
(1)
.
وفي وسط الصفحة ختم كبير لم يظهر منه شيء، وفي أعلاها:"وقف الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله تعالى".
والشيخ رحمه الله (1194 - 1282) من أجلة علماء نجد ومفتيها في عهده كما سبق. وقد علق في ثلاثة مواضع من النسخة. (7/أ، 26/ب، 30/ب-31/أ). وقد أكد بعض من قرأها بأنها بخط الشيخ، فقال في آخر الحاشية الثالثة:"هذا الهامش بقلم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله أعرفه يقينًا، حتى لا يخفى". ونحوه في الحاشيتين الأخريين. وفي الأولى سماه "شيخ مشايخنا".
وفي (ق 36/ب) حاشية نقل فيها تفسير كلمة "مشعوف" من النهاية لابن الأثير في آخرها كتب القارئ نفسه: "بقلم الشيخ علي بن عيسى رحمه الله".
وهو الشيخ علي بن عبد الله ابن عيسى مفتي الوشم (1249 - 1331)
(2)
(1)
معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، للأستاذ محمد أحمد دهمان (ص 87).
(2)
انظر ترجمته في علماء نجد خلال ثمانية قرون (5/ 223 - 228).
من تلامذة الشيخ أبا بطين رحمهما الله.
وفي الحاشية العليا من (ق 30/ب) تعليق يتضمن قول القرطبي من تذكرته في تأويل قوله ^: "حتى ينتهي إلى السماء التي فيها الله تعالى" إن المعنى: أمر الله وحكمته إلخ. وصاحب هذا التعليق هو الذي أرخ وفاة ابن القيم في صفحة العنوان. فعقب بعضهم عليه بقوله: "هذه الحاشية على رأي متأخري الأشاعرة لا على رأي السلف". وتحته حاشية طويلة للشيخ أبا بطين ملأت الحاشيتين اليمنى والسفلى من هذه الصفحة، والحاشيتين السفلى واليسرى من الصفحة التالية، وهي في الرد على من حرَّف في الحديث الوارد في المتن، فكتب "إلى السماء التي يسمع فيها الخطاب". وهو غير من نقل في تعليقه قول القرطبي.
والنسخة مقابلة على أصلها. وبعض الفروق المذكورة في الحواشي تدل على أنها قوبلت في مواضع على نسخة أخرى أيضًا. وناسخها أيضًا اهتم بكتابة أول الحديث والخبر ونحوه بحرف كبير أو يضع فوقه خطًّا ممدودًا.
بداية النسخة بعد البسملة: "رب يسر برحمتك. الحمد لله العلي العظيم
…
وبركاته. المسألة الأولى معرفة الميت
…
وسلامه عليه. ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من مسلم
…
" فهي تتفق في الخطبة مع (أ، ب).
في آخر النسخة بعد خاتمة النسخ نقل طويل بعنوان "ذكر شيء من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ومولده ووفاته تغمده الله برحمته" من كتاب الرد الوافر لابن ناصر الدين.