الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَضَائِلُ خَدِيجَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: الْمَحْمُودُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ حَالٍ ، وَالْمُصْطَفِى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ وَسَلَّمَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: اعْلَمُوا رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ أَنَّ خَدِيجَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها فَضْلُهَا عَظِيمٌ
، وَخَطَرُهَا جَزِيلٌ ، أَكْرَمَهَا اللَّهُ تَعَالَى الْعَظِيمُ بِأَنْ زَوَّجَهَا رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم ، رُزِقَتْ مِنْهُ الْأَوْلَادَ الْكِرَامَ ، وَأَوْلَدَهَا فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءَ ، مُهْجَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَظِّمُ قَدْرَ خَدِيجَةَ ، وَيُكْثِرُ ذِكْرَهَا ، وَيَغْضَبُ لَهَا ، وَيُثْنِي عَلَيْهَا ، كَرَامَةً مِنْهُ لَهَا ، بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ زَوْجَتُهُ ، وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ النِّسَاءِ ، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخْبِرُهَا بِمَا يُشَاهِدُ مِنَ الْوَحْيِ ، فَتُثَبِّتُهُ وَتُعْلِمُهُ: إِنَّكَ نَبِيُّ ، وَإِنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ كَرِيمٌ ، وَيَتَعَبَّدُ لِرَبِّهِ عز وجل فِي جَبَلِ حِرَاءٍ ، فَتُزَوِّدُهُ وَتُعِينُهُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ عز وجل ، وَتَحُوطُهُ بِكُلِّ مَا يُحِبُّ فَبَشَّرَها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهَا فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْكَرَامَةِ ، أَمَرَهُ اللَّهُ عز وجل أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ ، وَهُوَ الدُّرُ الْمُجَوَّفُ ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم:«خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا» وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ» فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، وَعَنْ ذُرِّيَّتِهَا الْمُبَارَكَةِ ، وَسَأَذْكُرُ مِنَ الْأَخْبَارِ مَا دَلَّ عَلَى مَا قُلْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
1678 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ عَسْكَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنهما قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ ، فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءَ ، فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ ، وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِي ذَوَاتِ الْعَدَدِ ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا ، حَتَّى فَجَأَهُ الْحَقُّ ، وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ ، وَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ فَقَالَ: اقْرَأْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" فَقُلْتُ إِنِّي لَسْتُ بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ: اقْرَأْ ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ: اقْرَأْ فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ، حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 2] " فَرَجَعَ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ رضي الله عنها ، فَقَالَ:«زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي» ، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ، فَقَالَ:«يَا خَدِيجَةُ ، مَالِي» وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ ، فَقَالَ:«قَدْ خَشِيتِ عَلَيَّ؟» قَالَتْ: كَلَّا ، أَبْشِرْ ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ عز وجل أَبَدًا ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ
1679 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ زَكَرِيَّا السُّكَّرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا تُثَبِّتْهُ بِهِ ، فِيمَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ عز وجل بِهِ مِنْ نِبُوَّتِهِ: يَا ابْنَ عَمِّ ، هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُخْبِرَنِيَ بِصَاحِبِكَ هَذَا الَّذِي يَأْتِيكَ إِذَا جَاءَكَ؟ قَالَ:«نَعَمْ» قَالَتْ: فَإِذَا جَاءَكَ فَأَخْبِرْنِي ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا يَوْمًا إِذْ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام ، فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ:«يَا خَدِيجَةُ ، هَذَا جِبْرِيلُ عليه السلام قَدْ جَاءَنِي» قَالَتْ: أَتُرَاهُ الْآنَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَقَالَتْ: فَاجْلِسْ إِلَى شِقِّي الْأَيْسَرِ ، فَجَلَسَ ، فَقَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ الْآنَ؟ قَالَ «نَعَمْ» قَالَتْ: فَاجْلِسْ إِلَى شَقِّيَ الْأَيْمَنِ ، فَتَحَوَّلَ فَجَلَسَ ، فَقَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ الْآنَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَتْ: فَتَحَوَّلَ فَاجْلِسْ فِي حِجْرِي ، فَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ ، فَقَالَتْ هَلْ تَرَاهُ الْآنَ؟ قَالَ:«نَعَمْ» فَتَحَسَّرَتْ فَأَلْقَتْ خِمَارَهَا ، فَقَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ الْآنَ؟ قَالَ: «لَا» قَالَتْ: مَا هَذَا بِشَيْطَانٍ ، إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ يَا ابْنَ الْعَمِّ ، فَاثْبُتْ وَأَبْشِرْ ، ثُمَّ آمَنَتْ بِهِ ،
⦗ص: 2190⦘
وَشَهِدَتْ أَنَّ الَّذِيَ جَاءَ بِهِ الْحَقُّ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: هَذَا فِعْلُ مُوَفِّقَةٌ كَرِيمَةٌ مُنْتَجِبَةٌ ، أَكْرَمَهَا اللَّهُ تَعَالَى عز وجل ، وَدَخَرَهَا لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم أَوَّلُ أَزْوَاجِهِ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، شَرَّفَهَا اللَّهُ بِالْوَلَدِ مِنْهُ ، وَجَعَلَ مِنْهَا الذُّرِّيَّةَ الطَّيِّبَةَ الْمُبَارَكَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا