الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كِتَابٌ جَامِعِ فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ رضي الله عنهم قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: قَدْ ذَكَرْتُ مِنْ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَفَاطِمَةَ ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهم مَا حَضَرَنِي ذِكْرُهُ بِمَكَّةَ ، زَادَهَا اللَّهُ شَرَفًا ، وَفَضْلُهُمْ كَثِيرٌ عَظِيمٌ ، وَأَنَا أَذَكَرُ فَضْلَ أَهْلِ الْبَيْتِ جُمْلَةً ، الَّذِينَ
ذَكَرَهُمُ اللَّهُ عز وجل فِي كِتَابِهِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ ، وَأَمَرَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَاهِلَ بِهِمْ ، فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ:{فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلُ} [آل عمران: 61] وَهُمْ: عَلِيٌّ ، وَفَاطِمَةُ ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رضي الله عنهم ، وَمِمَّنْ قَالَ اللَّهُ عز وجل:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] وَهُمُ الَّذِينَ غَشَّاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِرْطٍ لَهُ مُرَحَّلٍ ، وَقِيلَ: بِكِسَاءٍ خَيْبَرِيٍّ ، وَقَالَ لَهُمْ:" {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] " وَهُمْ: عَلِيٌّ ، وَفَاطِمَةُ ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رضي الله عنهم ،
وَمِمَّنْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ وَصِهْرٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا سَبَبِي وَنَسَبِي وَصِهْرِي» فَهُمْ عَلِيٌّ ، وَفَاطِمَةُ ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ، وَجَعْفَرٌ الطَّيَّارُ ، وَجَمِيعُ أَوْلَادِ عَلِيٍّ ، وَجَمِيعُ أَوْلَادِ فَاطِمَةَ ، وَجَمِيعُ أَوْلَادِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، وَأَوْلَادُ أَوْلَادِهِمْ ، وَذُرِّيَّتُهُمُ الطَّيِّبَةُ الْمُبَارَكَةُ ، وَأَوْلَادُ خَدِيجَةَ أَبَدًا ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ
1690 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعَاقِبُ ، وَالطَّيِّبُ ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَقَالَا: أَسْلَمْنَا يَا مُحَمَّدُ
⦗ص: 2202⦘
قَبْلَكَ قَالَ: «كَذَبْتُمَا إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا بِمَا يَمْنَعُكُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ؟» قَالَا: هَاتِ أَنْبِئْنَا قَالَ: «حُبُّ الصَّلِيبِ ، وَشُرْبُ الْخَمْرِ وَأَكْلُ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ ، فَلَا مَالَ وَلَا حَيَاةَ» قَالَ: وَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُلَاعَنَةِ ، فَوَاعَدَاهُ عَلَى أَنْ يُغَادِيَاهُ الْغَدَاةَ ، فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ ، وَفَاطِمَةَ ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهم ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِمَا فَأَبَيَا أَنْ يَجِئَا ، وَأَقَرَّا لَهُ بِالْخَرَاجِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ عَلَيْهِمُ الْوَادِي نَارًا» قَالَ جَابِرٌ: فِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدَعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [آل عمران: 61] قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ، وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ: فَاطِمَةُ ، وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
1691 -
وَأَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْجَوْزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم الْمَسِيحُ ، وَمَعَهُ الْعَاقِبُ ، وَقَيْسٌ أَخُوهُ وَمَعَهُ ابْنُهُ الْحَارِثُ بْنُ الْمَسِيحِ وَهُوَ غُلَامٌ ، وَمَعَهُ أَرْبَعُونَ جَبَّارًا فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ كَيْفَ تَقُولُ فِي الْمَسِيحِ ، فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنُنْكِرُ مَا تَقُولُ؟ فَأُوحِيَ إِلَيْهِ {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلْقَهُ مِنْ تُرَابٍ} [آل عمران: 59] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ: فَنَخِرَ نَخْرَةً إِجْلَالًا لَهُ ، مَا تَقُولُ؟ بَلْ هُوَ اللَّهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [آل عمران: 61] الْآيَةُ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ ذِكْرَ الْأَبْنَاءِ غَضِبَ ، فَأَخَذَ بِيَدِ ابْنِهِ هَاتِ لِهَذَا كُفُوًا قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَضَبًا شَدِيدًا ثُمَّ دَعَا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ ، وَعَلِيًّا وَفَاطِمَةَ رضي الله عنهم ، فَأَقَامَ الْحَسَنَ عَنْ يَمِينِهِ ، وَالْحُسَيْنَ عَنْ يَسَارِهِ ، وَعَلِيًّا وَفَاطِمَةَ إِلَى صَدْرِهِ ، وَقَالَ:«هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَنِسَاؤُنَا وَأَنْفُسُنَا ، فَائْتِنَا لَهُمْ بِأَكْفَاءٍ» قَالَ: فَوَثَبَ يَعْنِي أَخَاهُ الْعَاقِبُ ، فَقَالَ: إِنِّي أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُلَاعِنَ هَذَا الرَّجُلَ ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ كَاذِبًا مَا لَكَ فِي مُلَاعَنَتِهِ خَيْرٌ ، وَلَئِنْ كَانَ صَادِقًا لَا يَحُولُ الْحَوْلُ وَمِنْكُمْ نَافِخُ صَرْفَةٍ أَوْ صَرْفٍ - شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ - قَالَ: فَصَالَحُوهُ كُلَّ الصُّلْحِ وَرَجَعَ "
1692 -
وَأَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل:{فَقُلْ تَعَالَوْا نَدَعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران: 61] قَالَ: " الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ، وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ قَالَ: فَاطِمَةُ ، وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم "
بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهَ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: هُمُ الْأَرْبَعَةُ الَّذِينَ حَوَوْا جَمِيعَ الشُّرَفِ ، وَهُمْ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَفَاطِمَةُ ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
1693 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ
⦗ص: 2206⦘
قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَحِمَهَا اللَّهُ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ ، وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعَرٍ أَسْوَدَ ، فَجَاءَ الْحَسَنُ رضي الله عنه فَأَدْخَلَهُ مَعَهُ ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ رضي الله عنه فَأَدْخَلَهُ مَعَهُ ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها فَأَدْخَلَهَا ، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ رضي الله عنه فَأَدْخَلَهُ ، ثُمَّ قَالَ:" {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] "
1694 -
وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ الْحَجَبِيِّ ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ ، وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعَرٍ أَسْوَدَ ، فَجَلَسَ فَجَاءَتْهُ فَاطِمَةُ رضي الله عنها ، فَأَدْخَلَهَا فِيهِ ، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ فِيهِ ، ثُمَّ جَاءَ حَسَنٌ رضي الله عنه
⦗ص: 2207⦘
فَأَدْخَلَهُ فِيهِ ، ثُمَّ جَاءَ حُسَيْنٌ رضي الله عنه فَأَدْخَلَهُ فيهِ ثُمَّ قَالَ:" {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] "
1695 -
وَأَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ التَّمَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي بَيْتِهَا عَلَى مَنَامَةٍ لَهُ ، تَحْتَهُ كِسَاءٌ خَيْبَرِيُّ ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ
⦗ص: 2208⦘
رضي الله عنها بِبُرْمَةٍ فِيهَا خَزِيرَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«ادْعِي زَوْجَكِ ، وَابْنَيْكِ حَسَنًا وَحُسَيْنًا» فَدَعَتْهُمْ ، فَبَيْنَا هُمْ يَأْكُلُونَ ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهَ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْكِسَاءَ فَغَشَّاهُمْ بِهِمْ ، ثُمَّ قَالَ:«اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي ، وَحَامَّتِي ، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا»
1696 -
حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ
⦗ص: 2209⦘
شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِفَاطِمَةَ رضي الله عنها: «ائْتِنِي بِزَوْجِكِ وَابْنَيْكِ» فَجَاءَتْ بِهِمْ رضي الله عنهم ، فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كِسَاءً فَدَكِيًّا ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ قَالَ:«اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ آلُ مُحَمَّدٍ ، فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَرَفَعْتُ الْكِسَاءَ لِأَدْخُلَ مَعَهُمْ فَجَذَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَدِي وَقَالَ: «إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ»
1697 -
وَأَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَعَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، وَعَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي عَلَى مَنَامَةٍ لَهُ عَلَيْهَا
⦗ص: 2210⦘
كِسَاءٌ خَيْبَرِيٌّ ، إِذْ جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ رضي الله عنها بِبُرْمَةٍ فِيهَا خَزِيرَةٌ ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ» قَالَتْ: فَدَعَتْهُمْ فَاجْتَمَعُوا عَلَى تِلْكِ الْبُرْمَةِ يَأْكُلُونَ مِنْهَا ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَضْلَ الْكِسَاءِ فَغَشَّاهُمْ مَهْيَمَهُ إِيَّاهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ فَقَالَ بِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ ، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَحَامَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا» قَالَتْ: فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي فِي الثَّوْبِ ، فَقُلْتُ: رَسُولَ اللَّهِ أَنَا مَعَكُمْ؟ قَالَ: «إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ ، إِنَّكَ إِلَى خَيْرٍ» قَالَتْ: وَهُمْ خَمْسَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَعَلِيٌّ ، وَفَاطِمَةُ ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
1698 -
وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
⦗ص: 2211⦘
عُمَرَ بْنِ يُونُسَ ، ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ ، وَقَدْ جِيئَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ رضي الله عنه ، فَذَكَرَهُ رَجُلٌ فَغَضِبَ وَاثِلَةُ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَزَالُ أُحِبُّ عَلِيًّا وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا وَفَاطِمَةَ رضي الله عنهم أَبَدًا ، بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ يَقُولُ فِيهِمْ قَالَ قَالَ وَاثِلَةُ: رَأَيْتُنِي يَوْمًا وَقَدْ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ فَدَخَلَ الْحَسَنُ فَأَجْلَسَهُ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى
⦗ص: 2212⦘
وَقَبَّلَهُ ، وَجَاءَ الْحُسَيْنُ فَأَجْلَسَهُ عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى وَقَبَّلَهُ ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَجْلَسَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ دَعَا بِعَلِيٍّ رضي الله عنهم فَجَاءَ ، ثُمَّ أَغْدَقَ عَلَيْهِمْ كِسَاءً خَيْبَرِيًّا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:«إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهَ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» فَقُلْتُ لِوَاثِلَةَ: مَا الرِّجْسُ؟ قَالَ: الشَّكُّ فِي اللَّهِ عز وجل "
1699 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْعِجْلِيُّ ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ عَنْ
⦗ص: 2213⦘
أَهْلِ الْبَيْتِ ، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ} [الأحزاب: 33] أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا؟ فَقَالَ: " النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَعَلِيٌّ ، وَفَاطِمَةُ ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ