الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ ذِكْرِ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ بِالتَّمَسُّكِ بِكِتَابِ اللَّهِ عز وجل وَبِسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَبِمَحَبَّةِ أَهْلِ بَيْتِهِ وَالتَّمَسُّكِ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ وَالنَّهْيِ عَنِ التَّخَلُّفِ عَنْ طَرِيقَتِهِمِ الْجَمِيلَةِ الْحَسَنَةِ
1700 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مِثْلُ أَهْلِ بَيْتِي مِثْلُ سَفِينَةِ نُوحٍ عليه السلام مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ»
1701 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ آخِذٌ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: مَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي ، فَأَنَا أَبُو ذَرٍّ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا مِثْلُ أَهْلِ بَيْتِي مِثْلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ»
1702 -
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنِّي أُوشِكُ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيبُ ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ عز وجل وَعِتْرَتِي ، كِتَابُ اللَّهِ عز وجل حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي ، وَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا بِمَا تَخْلُفُونَنِي فِيهِمَا»
1703 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولِ الْأَنْبَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ ،
⦗ص: 2218⦘
عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي أُوشَكُ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيبُ وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ عز وجل ، حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي ، وَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا بِمَا تَخْلُفُونَنِي فِيهِمَا»
1704 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: «أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي هَذَا ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لِعَلِّي لَا أَلْقَاكُمُ بَعْدَ عَامِي هَذَا» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟»
⦗ص: 2219⦘
فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرُ وَهُوَ يَوْمُ النَّحْرِ ، ثُمَّ قَالَ:«أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا شَهْرُ حَرَامٍ ، ثُمَّ قَالَ:«أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» فَقَالُوا هَذَا بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، وَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ عز وجل فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ وَقَدْ بَلَّغْتُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: ثُمَّ ذَكَرَ الْخُطْبَةَ بِطُولِهَا ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهَا: «أَلَا وَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا ، كِتَابَ اللَّهِ عز وجل وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا هَلْ بَلَغْتُ؟» فَقَالَ النَّاسُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ»
1705 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ شَاذَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسِ بْنِ أُخْتِ ، مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيِّ ، وَعَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ ، عَنْ
⦗ص: 2221⦘
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي فَإِنِّي لَا أَدْرِي لِعَلِّي لَا أَلْقَاكُمُ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا فِي هَذَا الْمَوْقِفِ ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، دِمَاؤُكُمْ وَأَمْوَالُكُمْ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ عز وجل ، فَذَكَرَ الْخُطْبَةَ إِلَى قَوْلِهِ فَاعْقِلُوا أَيُّهَا النَّاسُ قُولِي فَإِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ وَتَرَكْتُ فِيكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ عز وجل وَسُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ
1706 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَوْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاثِلَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَنَزَلَ غَدِيرَ خَمٍّ ، وَأَمَرَ بِدَوْحَاتٍ فَقُمِمْنَ ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ:«كَأَنِّي قَدْ دُعِيتُ فَأَجَبْتُ ، وَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ ، أَحَدُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ عز وجل ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي ، انْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونَنِي فِيهِمَا ، إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل مَوْلَايَ ، وَأَنَا مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ» ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه
⦗ص: 2222⦘
فَقَالَ: «مَنْ كُنْتُ وَلِيُّهُ فَهَذَا وَلِيُّهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» قَالَ: فَقُلْتُ لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا كَانَ فِي الدَّوْحَاتِ أَحَدٌ إِلَّا قَدْ رَآهُ بِعَيْنِهِ وَسَمِعَهُ بِأُذُنِهِ قَالَ الْأَعْمَشُ: وَحَدَّثَنَا عَطِيَّةُ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: فَيَدُلُ عَلَى أَنَّ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى ، وَأَمَرَ أُمَّتَهُ بِالتَّمَسُّكِ بِكِتَابِ اللَّهِ عز وجل وَبِسُنَّتِهِ صلى الله عليه وسلم ، وَفِي رِجُوعِهِ مِنْ هَذِهِ الْحِجَّةِ بِغَدِيرِ خَمٍّ فَأَمَرَ أُمَّتَهَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَالتَّمَسُّكِ بِهِ وَبِمَحَبَّةِ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَبِمُوَالَاةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه ، وَتَعْرِيفِ النَّاسِ شَرَفَ عَلِيٍّ وَفَضْلِهِ عِنْدَهُ ، يَدُلُّ الْعُقَلَاءَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَنَّهُ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِكِتَابِ اللَّهِ عز وجل ، وَبِسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّنَ ، وَبِمَحَبَّتِهِمْ وَبِمَحَبَّةِ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ ، وَالتَّعَلُّقِ بِمَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الْأَخْلَاقِ الشَّرِيفَةِ ، وَالِاقْتِدَاءِ بِهِمْ رضي الله عنهم ، فَمَنْ كَانَ هَكَذَا ، فَهُوَ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ، أَلَا تَرَى أَنَّ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ السُّلَمِيَّ قَالَ: وَعَظَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فَمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي سَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ
⦗ص: 2223⦘
الْمَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: وَالْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ فَهُمْ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ رضي الله عنهم ، فَمَنْ كَانَ لَهُمْ مُحِبًّا رَاضِيًا بِخِلَافَتِهِمْ ، مُتَّبِعًا لَهُمْ ، فَهُوَ مُتَّبِعٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عز وجل ، وَلِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَمَنْ أَحَبَّ أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الطَّيِّبِينَ ، وَتَوَلَّاهُمْ وَتَعَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِمْ ، وَتَأَدَّبَ بِأَدَبِهِمْ ، فَهُوَ عَلَى الْمَحَجَّةِ الْوَاضِحَةِ ، وَالطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ وَالْأَمْرِ الرَّشِيدِ ، وَيُرْجَى لَهُ النَّجَاةَ ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مِثْلُ أَهْلِ بَيْتِي مِثْلُ سَفِينَةِ نُوحٍ عليه الصلاة والسلام ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا ، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ» فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَمَا تَقُولُ فِيمَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ مُحِبٌّ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ ، مُتَخَلِّفٌ عَنْ مَحَبَّةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم ، وَعَنْ مَحَبَّةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما ، غَيْرُ رَاضِي بِخِلَافَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ؟ هَلْ تَنْفَعُهُ مَحَبَّةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي الله عنهم؟ قِيلَ لَهُ: مُعَاذَ اللَّهِ ، هَذِهِ صِفَةُ مُنَافِقٍ ، لَيْسَتْ بِصِفَةِ مُؤْمِنٍ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه:«لَا يَحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ ، وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ» وَقَالَ عليه السلام: «مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي» وَشَهِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رضي الله عنه بِالْخِلَافَةِ وَشَهِدَ لَهُ بِالْجَنَّةِ ، وَبِأَنَّهُ شَهِيدٌ ، وَأَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه مُحِبٌّ لِلَّهِ عز وجل وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّ اللَّهَ عز وجل وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم مُحِبَّانِ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه وَجَمِيعُ مَا شَهِدَ لَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْفَضَائِلِ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهَا
⦗ص: 2224⦘
وَمَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَحَبَّتِهِ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما ، مِمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ ، فَمَنْ لَمْ يُحِبَّ هَؤُلَاءِ وَيَتَوَلَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَقَدْ بَرِئَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رضي الله عنهم ، وَكَذَا مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَتَوَلَّى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، وَيُحِبُّ أَهْلَ بَيْتِهِ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ لَا يَرْضَى بِخِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَلَا عُثْمَانَ وَلَا يُحِبُّهُمْ وَيَبْرَأُ مِنْهُمْ ، وَيَطْعَنُ عَلَيْهِمْ ، فَنَشْهَدُ بِاللَّهِ يَقِينًا أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رضي الله عنهم بَرَآءٌ مِنْهُ لَا تَنْفَعُهُ مَحَبَّتُهُمْ حَتَّى يُحِبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي الله عنهم ، كَمَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فِيمَا وَصَفَّهُمْ بِهِ ، وَذَكَرَ فَضْلَهُمْ ، وَتَبْرَّأَ مِمَّنْ لَمْ يُحِبَّهُمْ ، فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَعَنْ ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبَةِ ، هَذَا طَرِيقُ الْعُقَلَاءِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّنْ يَقْذِفُ أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالطَّعْنِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي الله عنهم ، لَقَدِ افْتَرَى عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَقَذَفَهُمْ بِمَا قَدْ صَانَهُمُ اللَّهُ عز وجل عَنْهُ وَهَلْ عَرَفْتُ أَكْثَرَ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ ، إِلَّا مِمَّا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ؟
1707 -
حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ
⦗ص: 2225⦘
بْنُ الْجَعْدِ قَالَ أَنْبَأَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ أَبِي لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ رضي الله عنهما: إِنَّ لِي جَارًا يَزْعُمُ أَنَّكَ تَتَبَرَّأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما ، فَقَالَ: " بَرِئَ اللَّهُ مِنْ جَارِكَ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِيَ اللَّهُ عز وجل بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه ، وَلَقَدِ اشْتَكَيْتُ شَكَاةً فَأَوْصَيْتُ إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ
1708 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ رضي الله عنهم ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ رضي الله عنهما؟ فَقَالَا: " يَا سَالِمُ ، تَوَلَّهُمَا ، وَابْرَأْ مِنْ عَدِوِّهِمَا فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَى
⦗ص: 2226⦘
قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: قَالَ سَالِمٌ: قَالَ لِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: يَا سَالِمُ أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدُّهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه جَدِّي لَا تَنَالَنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلَّاهُمَا وَأَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّهِمَا "
1709 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ رضي الله عنهم قَالَ:«وَلِيَنَا أَبُو بَكْرٍ ، فَخَيْرُ خَلِيفَةٍ أَرْحَمُهُ بِنَا ، وَأَحْنَاهُ عَلَيْنَا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: فَعَنْ مِثْلِ هَؤُلَاءِ السَّادَّةِ الْكِرَامِ يُؤْخَذُ الْعِلْمُ يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ قَدْرَ بَعْضٍ
بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: وَمِنْ فَضَائِلِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: أَنَّ كُلَّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنْقَطِعٌ إِلَّا نَسَبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَبَبَهُ وَصِهْرَهُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166]، قَالَ: الْمَوَدَّةُ فِي الدُّنْيَا " وَعَنْ مُجَاهِدٍ: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166] قَالَ: تَوَاصُلُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا نَسَبِي وَسَبَبِي»
1710 -
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبَى
⦗ص: 2228⦘
دَاوُدَ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا سَبَبِي وَنَسَبِي»
1711 -
وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ بَكْرٍ بِنْتُ الْمِسْوَرِ ، عَنْ أَبِيهَا الْمِسْوَرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «كُلُّ نَسَبٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَكُلُّ صِهْرٍ يَنْقَطِعُ إِلَّا صِهْرِي»
⦗ص: 2229⦘
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: لَمَّا سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِهَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه ابْنَتَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ رضي الله عنها ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَهِيَ صَبِيَّةٌ صَغِيرَةٌ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رضي الله عنه: فَإِنِّي حَبَسْتُهَا عَلَى ابْنِ أَخِي جَعْفَرٍ رضي الله عنهم ، وَهِيَ صَبِيَّةٌ فَبَعَثَ إِلَيْهِ عُمَرُ وَإِنْ كَانَتْ صَغِيرَةً ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«كُلُّ نَسَبٍ وَصِهْرٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا نَسَبِي وَصِهْرِي» فَلِذَلِكَ رَغَبْتُ فِيهَا فَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا، فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْ عُمَرَ وَعَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1712 -
أَنْبَأَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه أُمَّ كُلْثُومٍ ابْنَتَهُ ، وَهِيَ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ عَلِيٌ: إِنَّهَا صَغِيرَةٌ ، فَقَالَ عُمَرُ: وَإِنْ كَانَتْ صَغِيرَةً ، فَقَالَ عَلِيٌ رضي الله عنه: فَإِنِّي حَبَسْتُهَا عَلَى ابْنِ أَخِي جَعْفَرٍ فَقَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ كُلَّ نَسَبٍ وَصِهْرٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا نَسَبِي وَصِهْرِي» فَلِذَلِكَ رَغِبْتُ فِيهَا. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌ: فَإِنِّي مُرْسِلُهَا إِلَيْكَ ، هَلْ تَنْظُرُ إِلَى صِغَرِهَا؟ فَأَرْسَلَهَا إِلَيْهِ فَجَاءَتْهُ ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي يَقُولُ لَكَ: هَلْ رَضِيتَ الْحُلَّةَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ رَضِيتُهَا. فَأَنْكَحَهُ عَلِيٌ رضي الله عنهما ، فَأَصْدَقَهَا عُمَرُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا
1713 -
أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي قَالَ: ثَنَا مُعَلَّى قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، خَطَبَ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنهما أُمَّ كُلْثُومٍ. فَقَالَ: أَنْكِحْنِيهَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي أَرْصُدُهَا لِابْنِ أَخِي جَعْفَرٍ رضي الله عنه ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْكِحْنِيهَا ، فَوَاللَّهِ مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَرْصُدُ مِنْ أَبِيهَا مَا أَرْصُدُهُ ، فَأَنْكَحَهُ ، فَأَتَى عُمَرُ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ: رَفِّئُونِي. فَقَالُوا: بِمَنْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: لِأُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عَلِيٍّ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ كُلَّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ نَسَبِي وَسَبَبِي» . فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَسَبًا
1714 -
وَأَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: رَفِّئُونِي بِابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ قَالُوا لَهُ ، فَقَالَ: لَقَدْ كَانَتْ لِي صُحْبَتِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا سَبَبِي وَنَسَبِي»