المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فيما جاء من الشعر في العور - الشعور بالعور

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌الْمُقدمَة الأولى فِيمَا يتَعَلَّق بذلك من اللُّغَة

- ‌الْمُقدمَة الثَّانِيَة فِيمَا يتَعَلَّق بذلك من حَيْثُ التصريف وَالْإِعْرَاب

- ‌الْمُقدمَة الثَّالِثَة فِيمَا يتَعَلَّق بِحَدِيث الدَّجَّال لكَونه أَعور

- ‌تَفْسِير غَرِيب مَا جَاءَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث وضبطها

- ‌الْكَلَام على مَعَاني هَذِه الْأَحَادِيث

- ‌تَأْوِيل مَا أشكل من هَذِه الْأَحَادِيث

- ‌الْمُقدمَة الرَّابِعَة فِيمَا لَهُ بالأعور علاقَة من الْفِقْه

- ‌الْمُقدمَة الْخَامِسَة

- ‌فِيمَا جَاءَ من الْأَمْثَال والنوادر فِي حق الْأَعْوَر وَغير ذَلِك فِي الْأَمْثَال

- ‌الْمُقدمَة السَّادِسَة

- ‌فِيمَا جَاءَ من الشّعْر فِي العور

- ‌النتيجة فِي ذكر من كَانَ أَعور

- ‌ طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب بن زُرَيْق بن ماهان وَفِيمَا بعد مُصعب اخْتِلَاف كَانَ جده رُزَيْق مولى طَلْحَة الطلحات

- ‌الْمُسْتَدْرك على الشُّعُور بالعور

الفصل: ‌فيما جاء من الشعر في العور

‌الْمُقدمَة السَّادِسَة

‌فِيمَا جَاءَ من الشّعْر فِي العور

بعض الشُّعَرَاء قَالَ

(لم يكفني بِالريِّ خيبة مطلبي

حَتَّى حرمت لذاذة الإيناس)

(كالأعور الْمِسْكِين أعدم عينه

فاعتاض مِنْهَا بغضه فِي النَّاس) وَقَالَ آخر

(والأعور المقموت مَعَ قبحه

خير من الْأَعْمَى على كل حَال)

وَقَالَ أَبُو الطّيب شعر

(إِن كنت ترْضى بِأَن يُعْطوا الجزى بذلوا

مِنْهَا رضاك وَمن للعور بالحول)

وَقَالَ أَيْضا فِي ابْن كروس وَكَانَ أَعور

(أيا ابْن كروس يَا نصف أعمى

وَإِن تَفْخَر فيا نصف الْبَصِير)

(تعادينا لأَنا غير لَكِن

وتبغضنا لأَنا غير عور)

(فَلَو كنت امْرَءًا يهجى هجونا

وَلَكِن ضَاقَ فتر عَن مسير)

ص: 103

وَقَالَ آخر شعر

(رَأَيْت أعمى فِي الضُّحَى وَاقِفًا

يُورد مَا أصعب فقد الْبَصَر)

(أَجَابَهُ فِي جنبه أَعور

عِنْدِي فَمَا قلت نصف الْخَبَر)

وَقَالَ شَاعِر أَعور الْعين الْيُمْنَى مَشى إِلَى جَانِبه أَعور الْعين الْيُسْرَى شعر

(ألم ترنا إِذا سرنا جَمِيعًا

إِلَى الْحَاجَات لَيْسَ لَهَا نَظِير)

(أسايره على يمنى يَدَيْهِ

وَفِيمَا بَيْننَا رجل ضَرِير)

وَقَالَ الباخرزي

(وَلَا تحسبوا إِبْلِيس عَلمنِي الْخَنَا

فَإِنِّي مِنْهُ بالفضائح أبْصر)

(وَكَيف يرى إِبْلِيس معشار مَا أرى

وَقد فتحت عَيْنَايَ لي وَهُوَ أَعور)

وَقَالَ أَبُو عَليّ بن رَشِيق القيرواني فِي الطوسي الْأَعْمَى الشَّاعِر وَابْن شرف القيرواني الشَّاعِر الْأَعْوَر وَكَانَ ابْن رَشِيق أَحول

(لَا بُد فِي العور من تيه وَمن صلف

لأَنهم يبصرون النَّاس أنصافا)

(وكل أَحول تلفي ذَا مكارمة

لأَنهم ينظرُونَ النَّاس أضعافا)

(والعمي أولى بِحَال العور لَو عرفُوا

على الْقيَاس وَلَكِن حاف من حاف)

ص: 104

وَقَالَ آخر فِي تيه العور وأجاد

(شمس الضُّحَى يغشي الْعُيُون ضياؤها

إِلَّا إِذا رمقت بِعَين وَاحِدَة)

(فلذاك تاه العور واحتقروا الورى

فاعرف فضيلتهم وخذها فَائِدَة)

(نُقْصَان جارحة أعانت أُخْتهَا

فَكَأَنَّمَا قويت بِعَين زَائِدَة)

وَقَالَ فَخر الدّين بن الدهان الحاسب فِي نَاصح الدّين أبي مُحَمَّد سعيد بن الْمُبَارك النَّحْوِيّ وَكَانَ مخلا بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ

(لَا يبعد الدهان من أبنه

أدهن مِنْهُ بطريقين)

(من عجب الدَّهْر فَحدث بِهِ

بفرد عين وبوجهين)

وَقَالَ الْمُهلب بن أبي صفرَة لما ذهبت عينه بسمرقند الْعَجم

(لَئِن ذهبت عَيْني لقد بقيت نَفسِي

وفيهَا بِحَمْد الله عَن ذَاك مَا ينسي)

(إِذا جَاءَ أَمر الله أعيى خيولنا

وَلَا بُد أَن تعي الْعُيُون لَدَى الرمس)

أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ مُحَمَّد الإسْكَنْدراني الْمَعْرُوف بشمس الدّين ابْن القوية بِالْقَاهِرَةِ رحمه الله فِي وَكيل القَاضِي فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش وَكَانَ مخلا

(رَبنَا لي صَاحب

بالذنب مدحو شقي)

ص: 105

(غطيت مِنْهُ عَورَة

يَا خير بر مُشفق)

(وسترت مِنْهُ مَا مضى

يَا رب فاستر مَا بَقِي)

وَقَالَ جمال الدّين عبد الله حفيد القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان من أهل الْعَصْر وَهُوَ مخل

(وخود رأتني خليع الثِّيَاب

أُرِيد الدُّخُول إِلَى خلوتي)

(فحولت وَجْهي فَقَالَت إِلَيّ

فَقلت لَهَا تنظري عورتي)

وَقَالَ أَيْضا

(عَيْنَايَ مذ عاينا جمالك

يَا مخجل شمس السَّمَاء إِذْ سَارَتْ)

(ضرائر صارتا فَلَا عجب

عَلَيْك إِحْدَاهمَا إِذا غارت)

لما رَضِي المتَوَكل على القَاضِي يحيى بن أَكْثَم وأشخصه إِلَى سامراء ولاه قَضَاء الْقُضَاة والمظالم فولى يحيى القَاضِي سوار الْعَنْبَري قَضَاء الْجَانِب الغربي وَولى القَاضِي حَيَّان بن بشر قَضَاء الْجَانِب الشَّرْقِي وَكَانَا أعورين فَقَالَ الجماز وَقيل دعبل الْخُزَاعِيّ

(رَأَيْت من الْكَبَائِر قاضيين

هما أحدوثة فِي الْخَافِقين)

(هما اقْتَسمَا الْعَمى نِصْفَيْنِ قدرا

كَمَا اقْتَسمَا قَضَاء الْجَانِبَيْنِ)

(هما فأل الزَّمَان بهلك يحيى

إِذْ افْتتح الفضاء بأعورين)

ص: 106

وَقَالَ الإِمَام أَبُو الْفَتْح عُثْمَان بن جني النَّحْوِيّ وَكَانَ أَعور

(صدودك عني وَلَا ذَنْب لي

دَلِيل على نِيَّة فاسده)

(فقد وحياتك مِمَّا بَكَيْت

خشيت على عَيْني الواحده)

(وَلَوْلَا مَخَافَة أَن لَا أَرَاك

لما كَانَ فِي تَركهَا فائده)

ونقلت من خطّ القَاضِي مُحي الدّين بن عبد الظَّاهِر شعر

(وأعور الْعين ظلّ يكشفها

بِلَا حَيَاء مِنْهُ وَلَا خيفه)

(وَكَيف يلفى الْحيَاء عِنْد فَتى

عَوْرَته لَا تزَال مكشوفه)

وَقَالَ عرقلة الشَّاعِر الْأَعْوَر شعر

(أَقُول وَالْقلب فِي هم وتعذيب

يَا كل يُوسُف إرحم نصف يَعْقُوب)

وَقَالَ عرقلة أَيْضا فِي مَحْبُوب أَحول

(يَا لائمي هَل رَأَيْت أعجب من

ذِي عور هائم بِذِي حول)

(أقل فِي عينه وَيكثر فِي

عَيْني بضد الْقيَاس والمثل)

وَقَالَ بعض المغاربة فِي مليح أَعور

(بَرَكَات يَحْكِي الْبَدْر عِنْد تَمَامه

حاشاه بل بدر السما يحكيه)

(لم تذو إِحْدَى زهرتيه وَإِنَّمَا

كملت بِذَاكَ بَدَائِع التَّشْبِيه)

(فَكَأَنَّهُ رام يغمض طرفه

ليصيب بِالسَّهْمِ الَّذِي يرميه)

وَقَالَ ابْن حريق البلنسي فِي مليح أَعور

(لم تشك الَّذِي بِعَيْنِك عِنْدِي

أَنْت أعلا من أَن تعاب وأسنى)

ص: 107

(لطف الله رد سهميك سَهْما

رأفة بالعباد فازددت حسنا)

وَقَالَ آخر

(لما رأى مقلتيه زَاد فتكهما

فِي الْعَالمين وَقد أضحوا على خطر)

(خَافَ الْهَلَاك على كل بِمَا جنتا

فَكف إِحْدَاهمَا عطفا على الْبشر)

وَقَالَ الْحَكِيم شمس الدّين مُحَمَّد بن دانيال مواليا

(لاموا على عشق من فِيهِ الورى حارت

وَقَالُوا أَعور بَقِي إِذْ مقلتوا بارت)

(فَقلت عَيناهُ تهوى كَيفَ مَا صَارَت

ذِي ضرتين وَذي سنّ حسن ذِي غارت)

وَقَالَ أَبُو مَنْصُور الديلمي فِي مليح أَعور

(لَهُ عين أَصَابَت كل عين

وَعين قد أصابتها الْعُيُون)

وَقلت أَنا فِي مليح أَعور مضمنا

(أفدي حبيبا طرفه الْبَارِقي

يَقُول وَمَا تعدى)

(قد غَار من حسني أخي

وَبقيت مثل السَّيْف فَردا)

وَقلت أَيْضا

(كَانَ فِي عَيْني حَبِيبِي

أَي حسن لَيْسَ يُنكر)

(يَا لَهَا عين حسود

ردَّتْ الأحور أَعور)

ص: 108