المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المقدمة الثالثة فيما يتعلق بحديث الدجال لكونه أعور - الشعور بالعور

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌الْمُقدمَة الأولى فِيمَا يتَعَلَّق بذلك من اللُّغَة

- ‌الْمُقدمَة الثَّانِيَة فِيمَا يتَعَلَّق بذلك من حَيْثُ التصريف وَالْإِعْرَاب

- ‌الْمُقدمَة الثَّالِثَة فِيمَا يتَعَلَّق بِحَدِيث الدَّجَّال لكَونه أَعور

- ‌تَفْسِير غَرِيب مَا جَاءَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث وضبطها

- ‌الْكَلَام على مَعَاني هَذِه الْأَحَادِيث

- ‌تَأْوِيل مَا أشكل من هَذِه الْأَحَادِيث

- ‌الْمُقدمَة الرَّابِعَة فِيمَا لَهُ بالأعور علاقَة من الْفِقْه

- ‌الْمُقدمَة الْخَامِسَة

- ‌فِيمَا جَاءَ من الْأَمْثَال والنوادر فِي حق الْأَعْوَر وَغير ذَلِك فِي الْأَمْثَال

- ‌الْمُقدمَة السَّادِسَة

- ‌فِيمَا جَاءَ من الشّعْر فِي العور

- ‌النتيجة فِي ذكر من كَانَ أَعور

- ‌ طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب بن زُرَيْق بن ماهان وَفِيمَا بعد مُصعب اخْتِلَاف كَانَ جده رُزَيْق مولى طَلْحَة الطلحات

- ‌الْمُسْتَدْرك على الشُّعُور بالعور

الفصل: ‌المقدمة الثالثة فيما يتعلق بحديث الدجال لكونه أعور

‌الْمُقدمَة الثَّالِثَة فِيمَا يتَعَلَّق بِحَدِيث الدَّجَّال لكَونه أَعور

الدَّجَّال لُغَة الْكذَّاب قَالَ ثَعْلَب وَقيل الدَّجَّال المموه يُقَال دجل فلَان إِذا موه ودجل الْحق بباطله أَي غطاه وَحكى ابْن فَارس هَذَا الثَّانِي عَن ثَعْلَب أَيْضا الْمَسِيح قد رُوِيَ فِيهِ الْمَسِيح كَمَا يُقَال فِي الْمَسِيح عِيسَى بن مَرْيَم بِالْمِيم الْمَفْتُوحَة وَكسر السِّين الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَبعدهَا حاء مُهْملَة سمي بِهَذَا لِأَنَّهُ مَمْسُوح الْعين أَي مطموسها وَقيل لِأَنَّهُ أَعور والأعور هُوَ الْمَسِيح وَقيل لِأَنَّهُ يمسح الأَرْض وَقت خُرُوجه وَقيل غير ذَلِك وَرُوِيَ فِيهِ المسيخ بِكَسْر الْمِيم وَالسِّين الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة وَالْخَاء الْمُعْجَمَة بدل الْحَاء الْمُهْملَة قَالَه غير وَاحِد كَأَنَّهُ اسْم فَاعل من المسخ وَقَالَ بَعضهم أَنه بِفَتْح الْمِيم وَكسر السِّين الْمُهْملَة المخففة وَالْخَاء الْمُعْجَمَة أخيرا وَمَعْنَاهُ اسْم مفعول من المسخ كَمَا قيل فِي قَتِيل بِمَعْنى مقتول فمسيخ مَعْنَاهُ ممسوخ وَأما مساواته فِي اللَّفْظ الأول للمسيح عِيسَى بن مَرْيَم فَلِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يمسح الأَرْض وَلَكِن ابْن مَرْيَم مسيح هدى والدجال مسيح ضلال وَالْأَحَادِيث فِي ذكر الدَّجَّال فِي كتب

ص: 59

الحَدِيث كَثِيرَة فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَفِي مُسلم أَكثر وَمَا الْغَرَض هُنَا إِلَّا مَاله تعلق بعوره

وَأَنا الْآن أذكر سندي إِلَى البُخَارِيّ وسندي إِلَى مُسلم ثمَّ أورد مَا جَاءَ فِي صَحِيح كل مِنْهُمَا فَأَقُول أَخْبرنِي الْحَافِظ الرحلة الشَّيْخ الإِمَام فتح الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى بن سيد النَّاس الْيَعْمرِي قِرَاءَة عَلَيْهِ وعَلى أَخِيه الشَّيْخ أبي الْقَاسِم مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَأَنا أسمع بِالْمَدْرَسَةِ الظَّاهِرِيَّة بَين القصرين من الْقَاهِرَة المعزية فِي شهر رَمَضَان الْمُعظم سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة ورؤياه لنا بِحَق سماعهما من الشَّيْخ الْمسند عز الدّين عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن نصر بن مَنْصُور الْحَرَّانِي الْمَعْرُوف بِابْن الصَّقِيل بِسَمَاعِهِ من الْحَافِظ أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى بن هبة الله بن الرّبيع بِبَغْدَاد سنة ستماية وبإجازته من أبي عَليّ الْحسن بن إِسْحَاق بن موهوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر الجواليقي وَمن أبي عبد الله الْحُسَيْن بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن يحيى بن الزبيدِيّ وَمن أبي الْحسن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الله بن روزيه قَالُوا كلهم اُخْبُرْنَا أَبُو الْوَقْت عبد الأول بن عِيسَى بن شُعَيْب بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق السجْزِي الصُّوفِي قِرَاءَة عَلَيْهِ وَنحن نسْمع قَالَ أخبرنَا الإِمَام جمال الْإِسْلَام أَبُو الْحسن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن المظفر بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن معَاذ بن سهل الداوودي قَالَ أخبرنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن حموية بن أَحْمد بن يُوسُف بن أعين السَّرخسِيّ الْحَمَوِيّ قَالَ أخبرنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن مطر بن صَالح بن بشر الغريزي البُخَارِيّ قَالَ أخبرنَا الإِمَام أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن برذويه البُخَارِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع عودا على بداء وَأَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام الْمسند شمس الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن الشَّيْخ محب الدّين مُحَمَّد بن مَمْدُود بن جَامع الْبَنْدَنِيجِيّ رَحْمَة الله عَلَيْهِ قِرَاءَة عَلَيْهِ وعَلى الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ الرحلة النَّاقِد فَرد الزَّمَان جمال الدّين أبي الْحجَّاج

ص: 60

يُوسُف ابْن الْمُزَكي عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الْمزي رحمه الله بدار الحَدِيث الأشرفية تَحت قلعة دمشق فِي شهر رَجَب الْمُفْرد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِحَق سَماع الشَّيْخ الْبَنْدَنِيجِيّ الْمَذْكُور من الشَّيْخ الْمسند أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عمر بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْعَزِيز الباديني الْمزي بِبَغْدَاد سنة خمسين وستماية وبحق سَماع الشَّيْخ جمال الدّين الْمزي من الشَّيْخ أَمِين الدّين أبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن أبي بكر بن الْقَاسِم بن غنيمَة الأربلي قَالَ الأربلي والباديني مَعًا أخبرنَا الشَّيْخ الْمسند أَبُو الْحسن الْمُؤَيد بن مُحَمَّد بن عَليّ الطوسي قَالَ أخبرنَا الإِمَام أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْفضل بن أَحْمد الصاعدي الغراوي قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع قَالَ أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن عبد الغافر مُحَمَّد بن عبد الغافر الْفَارِسِي قَالَ أخبرنَا أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمرويه الجلوذي قَالَ أخبرنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم مُحَمَّد بن سُفْيَان الْفَقِيه الزَّاهِد قَالَ حَدثنَا الْحَافِظ الإِمَام أَبُو الْحسن مُسلم بن الْحجَّاج بن مُسلم الْقشيرِي النَّيْسَابُورِي رَحمَه الله تَعَالَى البُخَارِيّ ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا وهيب ثَنَا أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر وَرَوَاهُ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ أَعور عين الْيَمين كَأَنَّهَا عنبة طافية ثَنَا عبد الْعَزِيز بن عبد الله إِبْرَاهِيم بن صَالح عَن ابْن شهَاب عَن سَالم بن عبد الله بن عمر قَالَ قَامَ رَسُول الله فِي النَّاس فَأثْنى على الله بِمَا هُوَ أهل لَهُ ثمَّ ذكر الدَّجَّال فَقَالَ إِنِّي لأنذركموه وَمَا من نَبِي إِلَّا وَقد أنذر قومه وَلَكِنِّي سأقول لكم فِيهِ قولا لم يقلهُ نَبِي لِقَوْمِهِ إِنَّه أَعور وَإِن الله لَيْسَ بأعور // صَحِيح البُخَارِيّ // ثَنَا يحيى بن بكير ثَنَا اللَّيْث عَن عقيل عَن ابْن شهَاب عَن

ص: 61

سَالم بن عبد الله بن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ بَينا أَنا نَائِم أَطُوف بِالْكَعْبَةِ فَإِذا رجل آدم سبط الشّعْر ينطف أَو يهراق رَأسه مَاء قلت من هَذَا قَالُوا ابْن مَرْيَم ثمَّ ذهبت ألتفت فَإِذا رجل حسيم أَحْمَر جعد الرَّأْس أَعور الْعين كَأَن عينه عنبة طافية قَالُوا هَذَا الدَّجَّال أقرب النَّاس بِهِ شبها ابْن قطن رجل من خُزَاعَة // صَحِيح البُخَارِيّ // ثَنَا سُلَيْمَان بن حَرْب قَالَ ثَنَا شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا بعث نَبِي إِلَّا أنذر أمته الْأَعْوَر الْكذَّاب أَلا إِنَّه أَعور وَإِن ربكُم لَيْسَ بأعور وَإِن بَين عَيْنَيْهِ مَكْتُوب كَافِر مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث قَالَ سَالم قَالَ عبد الله بن عمر فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي النَّاس فَأثْنى على الله بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ ذكر الدَّجَّال فَقَالَ إِنِّي لأنذركموه مَا من نَبِي إِلَّا وَقد أنذر قومه لقد أنذره نوح قومه وَلَكِن أَقُول لكم فِيهِ قولا لم يقلهُ نَبِي لِقَوْمِهِ تعلمُونَ أَنه أَعور وَأَن الله لَيْسَ بأعور

قَالَ ابْن شهَاب فَأَخْبرنِي عمر بن ثَابت الْأنْصَارِيّ أَنه أخبرهُ بعض أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْم حذر النَّاس الدَّجَّال أَنه بَين عَيْنَيْهِ كَافِر يَقْرَؤُهُ من كره عمله أَو يَقْرَؤُهُ كل مُؤمن // صَحِيح البُخَارِيّ // وَقَالَ تعلمُونَ أَنه لن يرى أحد مِنْكُم ربه حَتَّى يَمُوت // سنَن التِّرْمِذِيّ // ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شُعْبَة ثَنَا أَبُو أُسَامَة وَمُحَمّد بن بشر قَالَ ثَنَا عبد الله بن نَافِع عَن ابْن عمر وَحدثنَا ابْن نمير وَاللَّفْظ لَهُ ثَنَا مُحَمَّد بن بشر عَن عبد الله عَن نَافِع عَن عبد الله عَن ابْن عمر أَن رَسُول

ص: 62

الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدَّجَّال بَين ظهراني النَّاس فَقَالَ إِن الله لَيْسَ بأعور أَلا وَإِن الْمَسِيح الدَّجَّال أَعور الْعين الْيُمْنَى كَأَن عينه عنبة طافئة // صَحِيح البُخَارِيّ // ثَنَا أَبُو الرّبيع وَأَبُو كَامِل قَالَا ثَنَا حَمَّاد وَهُوَ ابْن زيد عَن أَيُّوب قَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن عمار ثَنَا حَاتِم يَعْنِي ابْن إِسْمَاعِيل عَن مُوسَى بن عقبَة كِلَاهُمَا عَن نَافِع عَن ابْن عمر وَعَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ ثَنَا مُحَمَّد بن مثنى وَمُحَمّد بن بشار قَالَا ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا شُعْبَة عَن قَتَادَة قَالَ سَمِعت أنس بن مَالك رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا من نَبِي إِلَّا وَقد أنذر أمته الْأَعْوَر الْكذَّاب أَلا أَنه أَعور وَإِن ربكُم لَيْسَ بأعور مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ كَافِر // صَحِيح مُسلم //

قَالَ وحَدثني زُهَيْر بن حَرْب ثَنَا عَفَّان حَدثنَا عبد الْوَارِث عَن شُعَيْب ابْن الحبحاب عَن أنس بن مَالك رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الدَّجَّال مَمْسُوح الْعين مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ كَافِر ثمَّ تهجاها كفر يَقْرَؤُهُ كل مُسلم // صَحِيح مُسلم //

قَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير وَمُحَمّد بن الْعَلَاء وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم قَالَ إِسْحَاق أَنبأَنَا وَقَالَ الأخوان ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن شَقِيق عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الدَّجَّال أَعور الْعين الْيُسْرَى جفال الشّعْر مَعَه جنَّة ونار فناره جنَّة وجنته نَار // صَحِيح مُسلم وَسنَن ابْن ماجة // قَالَ ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا يزِيد بن هَارُون عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن ربعي بن خرَاش عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنا أعلم بِمَا مَعَ الدَّجَّال مِنْهُ // زياده من صَحِيح مُسلم // مَعَه نهران يجريان أَحدهمَا رَأْي الْعين مَاء أَبيض وَالْآخر رَأْي الْعين نَار تأجج فإمَّا أدركن أحد فليأت النَّهر الَّذِي يرَاهُ نَارا

ص: 63

وليغمض ثمَّ ليطأطئ رَأسه فيشرب مِنْهُ فَإِنَّهُ مَاء بَارِد وَإِن الدَّجَّال مَمْسُوح الْعين عَلَيْهَا ظفرة غَلِيظَة مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ كَافِر يَقْرَؤُهُ كل مُؤمن كَاتب وَغير كَاتب // صَحِيح مُسلم // ثَنَا مُحَمَّد بن رَافع ثَنَا حُسَيْن بن مُحَمَّد ثَنَا شَيبَان عَن يحيى عَن أبي سَلمَة قَالَ سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَلا أخْبركُم عَن الدَّجَّال حَدِيث مَا حَدثهُ نَبِي قومه إِنَّه أَعور وَإنَّهُ يَجِيء مَعَه مثل الْجنَّة وَالنَّار فالتي يَقُول إِنَّهَا الْجنَّة هِيَ النَّار وَإِنِّي أَنْذَرْتُكُمْ بِهِ كَمَا أنذر بِهِ نوح قومه // صَحِيح مسل //

حَدثنِي أَبُو خَيْثَمَة زُهَيْر بن حَرْب ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر حَدثنِي يحيى بن جَابر الطَّائِي قَاضِي حمص حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن أَبِيه جُبَير بن نضير الْحَضْرَمِيّ أَنه سمع النواس بن سمْعَان الْكلابِي وَقَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن مهْرَان الرَّازِيّ وَاللَّفْظ لَهُ قَالَ ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر عَن يحيى بن جَابر الطَّائِي عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نضير عَن النواس بن سمْعَان قَالَ ذكر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الدَّجَّال ذَات غَدَاة فخفض فِيهِ وَرفع حَتَّى ظنناه فِي طَائِفَة النّخل فَلَمَّا رحنا إِلَيْهِ عرف ذَلِك فِينَا فَقَالَ مَا شَأْنكُمْ قُلْنَا يَا رَسُول الله ذكرت الدَّجَّال غَدَاة فخفضت فِيهِ وَرفعت حَتَّى ظنناه فِي طَائِفَة النّخل فَقَالَ غير الدَّجَّال أخوفني عَلَيْكُم إِن يخرج وَأَنا فِيكُم فَأَنا حجيجه دونكم وَإِن يخرج وَلست فِيكُم فامرؤ حجيج نَفسه وَالله خليفتي على كل مُسلم إِنَّه شَاب قطط عينه طافئة كَأَنِّي أشبهه بِعَبْد الْعُزَّى بن قطن فَمن أدْركهُ مِنْكُم فليقرأ عَلَيْهِ فواتح سُورَة الْكَهْف

ص: 64

إِنَّه خَارج خلة بَين الشَّام وَالْعراق فعاث يَمِينا وعاث شمالا يَا عباد الله فاثبتوا قُلْنَا يَا رَسُول الله وَمَا لبثه فِي الأَرْض قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْم كَسنة وَيَوْم كشهر وَيَوْم كجمعة وَسَائِر أَيَّامه كأيامكم قُلْنَا يَا رَسُول الله فَذَلِك الْيَوْم الَّذِي كَسنة أتكفينا فِيهِ صَلَاة يَوْم قَالَ لَا اقدروا لَهُ قدره قُلْنَا يَا رَسُول الله وَمَا إسراعه فِي الأَرْض قَالَ كالغيث استدبرته الرّيح فَيَأْتِي على الْقَوْم فيدعوهم فيؤمنون بِهِ ويستجيبون لَهُ فيأمر السَّمَاء فتمطر وَالْأَرْض فتنبت فتروح عَلَيْهِم سارحتهم أطول مَا كَانَت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثمَّ يَأْتِي الْقَوْم فيدعوهم فيردون عَلَيْهِ قَوْله فَيَنْصَرِف عَنْهُم فيصبحون ممحلين لَيْسَ بِأَيْدِيهِم من أَمْوَالهم شَيْء ويمر بالخربة فَيَقُول لَهَا أَخْرِجِي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النّخل ثمَّ يَدْعُو رجلا ممتلئا شبَابًا فيضربه بِالسَّيْفِ فيقطعه جزلتين رمية الْغَرَض ثمَّ يَدعُوهُ فَيقبل ويتهلل وَجهه ويضحك فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ بعث الله الْمَسِيح عِيسَى ابْن مَرْيَم فَينزل عِنْد المنارة الْبَيْضَاء شَرْقي دمشق بَين مهرودتين وَاضِعا كفيه على أَجْنِحَة ملكَيْنِ إِذا طأطأ رَأسه قطر وَإِذا رَفعه تحدر مِنْهُ جمان كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يحل لكَافِر يجد ريح نَفسه إِلَّا مَاتَ وَنَفسه يَنْتَهِي حَيْثُ طرفه فيطلبه حَتَّى يُدْرِكهُ بِبَاب لد فيقتله ثمَّ يَأْتِي عِيسَى قوم قد عصمهم الله مِنْهُ فيمسح عَن وُجُوههم ويحدثهم بدرجاتهم فِي الْجنَّة فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ أوحى الله إِلَى عِيسَى إِنِّي قد أخرجت عبادا لي لَا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبَادي إِلَى الطّور وَيبْعَث الله يَأْجُوج وَمَأْجُوج وهم من كل حدب يَنْسلونَ فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون مَا فِيهَا ويمر آخِرهم

ص: 65

فَيَقُول لقد كَانَ بِهَذِهِ مرّة مَاء ويحصر نَبِي الله عِيسَى وَأَصْحَابه حَتَّى يكون رَأس الثور لأَحَدهم خيرا من مائَة دِينَار لأحدكم الْيَوْم فيرغب نَبِي الله وَأَصْحَابه فَلَا يَجدونَ فِي الأَرْض مَوضِع شبر إِلَّا ملأَهُ زهمهم فيرغب نَبِي الله وَأَصْحَابه فَيُرْسل الله عَلَيْهِم النغف فِي رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس وَاحِدَة ثمَّ يهْبط عِيسَى وَأَصْحَابه إِلَى الأَرْض فَلَا يَجدونَ فِي الأَرْض مَوضِع شبر إِلَّا ملأَهُ زهمهم ونتنهم فيرغب نَبِي الله عِيسَى وَأَصْحَابه إِلَى الله عز وجل فَيُرْسل الله إِلَيْهِم طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حَيْثُ شَاءَ الله ثمَّ يُرْسل الله مَطَرا لَا يكن مِنْهُ بَيت مدر وَلَا وبر فَيغسل الأَرْض حَتَّى يَتْرُكهَا كالزلفة ثمَّ يُقَال للْأَرْض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فَيَوْمئِذٍ تَأْكُل الْعِصَابَة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك فِي الرُّسُل حَتَّى إِن اللقحة من الْإِبِل لتكفي الفآم من النَّاس واللقحة من الْبَقر لتكفي الْقَبِيلَة من النَّاس واللقحة من الْغنم لتكفي الْفَخْذ من النَّاس فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ بعث الله ريحًا طيبَة فتأخذهم تَحت آباطهم فتقبض روح كل مُؤمن وكل مُسلم

وَيبقى شرار النَّاس يتهارجون فِيهَا تهارج الْحمر فَعَلَيْهِم تقوم السَّاعَة // صَحِيح مُسلم //

قَالَ حَدثنِي عَليّ بن مُحَمَّد السَّعْدِيّ ثَنَا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر والوليد بن مُسلم قَالَ ابْن حجر دخل حَدِيث أَحدهمَا فِي حَدِيث الآخر عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر بِهَذَا الْإِسْنَاد نَحْو مَا ذكرنَا وَزَاد بعد

ص: 66

قَوْله لقد كَانَ بِهَذِهِ مرّة مَاء ثمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى ينْتَهوا إِلَى جبل الْخمر وَهُوَ جبل بَيت الْمُقَدّس فَيَقُولُونَ لقد قتلنَا من فِي الأَرْض هَلُمَّ فلنقتل من فِي السَّمَاء فيرمون بنشابهم إِلَى السَّمَاء فَيرد الله عَلَيْهِم نشابهم مخضوبة دَمًا وَفِي رِوَايَة ابْن حجر فَإِنِّي قد أنزلت عبادا لي لَا يَدي لأحد بقتالهم فهاتان القطعتان جملَة مَا فِي صحيحي البُخَارِيّ وَمُسلم فِي ذكر الدَّجَّال مِمَّا فِيهِ ذكر عينه وعوره وفيهَا أَحَادِيث كَثِيرَة تتَعَلَّق بالدجال غير مَا فِي هَاتين القطعتين وَقد جَاءَ ذكره أَيْضا فِي غير البُخَارِيّ وَمُسلم من ذَلِك عَن أبي بن كَعْب قَالَ ذكر الدَّجَّال عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِحْدَى عَيْنَيْهِ كَأَنَّهَا زجاجة خضراء وتعوذ بِاللَّه من عَذَاب الْقَبْر وَأخرج ابْن ماجة من حَدِيث أبي أُمَامَة مطولا فَخرج الملعون من نَاحيَة أَصْبَهَان من قَرْيَة يُقَال لَهَا الْيَهُودِيَّة وَهُوَ رَاكب حمارا أنبر يشبه الْبَغْل مَا بَين أُذُنِي حِمَاره أَرْبَعُونَ ذِرَاعا وَمن نعت الدَّجَّال انه عَظِيم الْخلقَة طَوِيل الْقَامَة جسيم أَجْعَد قطط أَعور الْعين الْيُمْنَى كَأَنَّهَا لم تخلق وعينه الْأُخْرَى ممزوجة بِالدَّمِ وَبَين عَيْنَيْهِ مَكْتُوب يقرأه كل مُؤمن بِاللَّه وَذكر أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ثَنَا الحوج بن نَبَاته قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنَّه لم يكن نَبِي إِلَّا وَقد أنذر أمته الدَّجَّال أَلا وَإنَّهُ اعور الْعين الشمَال وباليمنى ظفرة غَلِيظَة بَين عَيْنَيْهِ كَافِر الحَدِيث // صَحِيح مُسلم وَسنَن التِّرْمِذِيّ //

ص: 67