المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تأويل ما أشكل من هذه الأحاديث - الشعور بالعور

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌الْمُقدمَة الأولى فِيمَا يتَعَلَّق بذلك من اللُّغَة

- ‌الْمُقدمَة الثَّانِيَة فِيمَا يتَعَلَّق بذلك من حَيْثُ التصريف وَالْإِعْرَاب

- ‌الْمُقدمَة الثَّالِثَة فِيمَا يتَعَلَّق بِحَدِيث الدَّجَّال لكَونه أَعور

- ‌تَفْسِير غَرِيب مَا جَاءَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث وضبطها

- ‌الْكَلَام على مَعَاني هَذِه الْأَحَادِيث

- ‌تَأْوِيل مَا أشكل من هَذِه الْأَحَادِيث

- ‌الْمُقدمَة الرَّابِعَة فِيمَا لَهُ بالأعور علاقَة من الْفِقْه

- ‌الْمُقدمَة الْخَامِسَة

- ‌فِيمَا جَاءَ من الْأَمْثَال والنوادر فِي حق الْأَعْوَر وَغير ذَلِك فِي الْأَمْثَال

- ‌الْمُقدمَة السَّادِسَة

- ‌فِيمَا جَاءَ من الشّعْر فِي العور

- ‌النتيجة فِي ذكر من كَانَ أَعور

- ‌ طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب بن زُرَيْق بن ماهان وَفِيمَا بعد مُصعب اخْتِلَاف كَانَ جده رُزَيْق مولى طَلْحَة الطلحات

- ‌الْمُسْتَدْرك على الشُّعُور بالعور

الفصل: ‌تأويل ما أشكل من هذه الأحاديث

‌تَأْوِيل مَا أشكل من هَذِه الْأَحَادِيث

جَاءَ فِي حَدِيث حُذَيْفَة أَعور الْعين الْيُسْرَى وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَعور الْعين الْيُمْنَى فأشكل الْجمع بَين الْحَدِيثين على طَائِفَة من الْعلمَاء حَتَّى إِن أَبَا عمر بن عبد الْبر قَالَ فِي التَّمْهِيد وَفِي حَدِيث سَمُرَة بن جُنْدُب أَن نَبِي الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُول الدَّجَّال خَارج وَهُوَ أَعور عين الشمَال عَلَيْهَا ظفرة غَلِيظَة وَأَنه يُبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الْمَوْتَى وَذكر الحَدِيث بِتَمَامِهِ فَفِي هَذَا الحَدِيث أَعور الْعين الشمَال وَفِي حَدِيث أنس بن مَالك أَعور الْعين الْيَمين وَالله أعلم وَحَدِيث مَالك أصح من جِهَة الْإِسْنَاد وَلم يزدْ على هَذَا قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي كتاب التَّذْكِرَة وَقَالَ شَيخنَا أَحْمد بن عمر فِي كتاب الْمُفْهم لَهُ وَهَذَا اخْتِلَاف يصعب الْجمع فِيهِ بَينهمَا فَقَالَ جَمِيع الرِّوَايَتَيْنِ عِنْدِي صَحِيح وَهُوَ أَن كل وَاحِدَة مِنْهُمَا عوراء من جِهَة مَا إِذْ العور من كل شَيْء هُوَ الْمَعِيب والكلمة العوراء هِيَ المعيبة فالواحدة عوراء بِالْحَقِيقَةِ وَهِي الَّتِي وصفت فِي الحَدِيث بِأَنَّهَا لَيست بجحراء وَلَا ناتئة وَلَا ممسوحة ومطموسة وطافئة على رِوَايَة الْهَمْز وَالْأُخْرَى عوراء لعيبها اللَّازِم لَهَا لكَونهَا جاحظة أَو كَأَنَّهَا كَوْكَب دري أَو كَأَنَّهَا عنبة طافية بِغَيْر همز وكل وَاحِدَة مِنْهُمَا يَصح فِيهَا الْوَصْف بالعور بِحَقِيقَة الْعرف والاستعمال أَو بِمَعْنى العور الْأَصْلِيّ

قَالَ قَالَ شَيخنَا وَحَاصِل كَلَامه أَن كل وَاحِدَة من عَيْني الدَّجَّال عوراء إِحْدَاهمَا بِمَا أَصَابَهَا حَتَّى ذهب إِدْرَاكهَا وَالثَّانيَِة عوراء بِأَصْل خلقهَا مَعِيبَة لَكِن يبعد هَذَا التَّأْوِيل أَن كل وَاحِدَة من عَيْنَيْهِ جَاءَ فِي وصفهَا فِي الرِّوَايَة بِمثل مَا وصفت بِهِ الْأُخْرَى من العور فَتَأَمّله

قَالَ الْقُرْطُبِيّ مَا قَالَه القَاضِي وتأويله صَحِيح وان العور فِي الْعَينَيْنِ مُخْتَلف كَمَا تبين فِي الرِّوَايَات فَإِن فِي حَدِيث حُذَيْفَة وَأَن الدَّجَّال مَمْسُوح الْعين

ص: 79

عَلَيْهَا ظفرة غَلِيظَة وَإِذا كَانَ الممسوحة المطموسة عَلَيْهَا ظفرة فالتي لَيست كَذَلِك أولى فتتفق الْأَحَادِيث

قَوْله يَقْرَؤُهُ كل مُسلم وَفِي رِوَايَة يَقْرَؤُهُ كل مُؤمن من كَاتب وَغير كَاتب قَالَ الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ رحمه الله الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ أَن هَذِه الْكِتَابَة على ظَاهرهَا وَأَنَّهَا كِتَابَة حَقِيقِيَّة جعلهَا الله آيَة وعلامة من جملَة العلامات القاطعة بِكُفْرِهِ وَكذبه وإبطاله ويظهرها الله تَعَالَى لكل مُؤمن كَاتب وَغير كَاتب ويخفيها عَمَّن أَرَادَ شقاوته وَلَا امْتنَاع فِي ذَلِك

وَذكر القَاضِي فِيهِ خلافًا مِنْهُم من قَالَ هِيَ كِتَابَة حَقِيقِيَّة كَمَا ذكرنَا وَمِنْهُم من قَالَ هِيَ مجَاز وَإِشَارَة إِلَى سمات الْحُدُوث عَلَيْهِ وَاحْتج بقوله يَقْرَؤُهُ كل مُؤمن كَاتب وَغير كَاتب وَهَذَا مَذْهَب ضَعِيف قلت لأي شَيْء يضعف هَذَا وَهُوَ أَن الله تَعَالَى يلهم الْمُؤمن رشده فيراه أَنه غير إِلَه لكَونه أَعور غير تَامّ الْخلق متصفا بِالنُّقْصَانِ وَإنَّهُ عَلَيْهِ إمارات الْحَدث فَإِذا شَاهد الْمُؤمن ذَلِك مِنْهُ علم أَنه غير إِلَه وَقَرَأَ مَا بَين عَيْنَيْهِ وَهُوَ الْكفْر بِعَين البصيرة لقَوْله فِي بعض الْأَحَادِيث وان الله لَيْسَ بأعور وَيُؤَيِّدهُ قِرَاءَة الْكَاتِب وَغير الْكَاتِب وَلَو كَانَ كِتَابَة حَقِيقِيَّة لَكَانَ الْمُؤمن وَالْكَافِر يقرآن ذَلِك وَلَوْلَا أَن ذَلِك لخاصة بِالْمُؤمنِ لما قَرَأَهُ الْكَاتِب وَغير الْكَاتِب وَيُرِيد الي رَجحه الشَّيْخ محيي الدّين رَحمَه الله تَعَالَى إِن فِي بعض الرِّوَايَات فتهجاها كفر

قَوْله أَعور عينه الْيُمْنَى هَذَا عِنْد الْكُوفِيّين على ظَاهره من الْإِضَافَة وَأما عِنْد الْبَصرِيين فَإِنَّهُم يقدرُونَ فِيهِ محذوفا عَمَّا يقدرُونَ فِي نَظَائِر من صَلَاة الأولى وَمَسْجِد الْجَامِع وَالتَّقْدِير صَلَاة السَّاعَة الأولى وَمَسْجِد الْجَامِع لِأَن إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه لَا تجوز وَأما الحَدِيث فتقديره أَعور عين صفحة وَجهه الْيُمْنَى

قَوْله فَمَا أدركن أحد فليأت النَّهر الَّذِي يرَاهُ نَارا قَالَ الشَّيْخ محيي الدّين

ص: 80

هَكَذَا فِي أَكثر النّسخ أدركن وَفِي بَعْضهَا أدْركهُ وَهَذَا الثَّانِي ظَاهر وَأما الأول فَغَرِيب من حَيْثُ الْعَرَبيَّة لِأَن هَذِه النُّون لَا تدخل على الْفِعْل الْمَاضِي قَالَ القَاضِي لَعَلَّه يدركن يَعْنِي فَغَيره بعض الروَاة قلت قَوْله يرَاهُ يروي بِفَتْح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبِضَمِّهَا

قَوْله غير الدَّجَّال أخوفني عَلَيْكُم قَالَ الشَّيْخ مُحي الدّين

هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع نسخ بِلَادنَا أخوفني بنُون بعد الْفَاء وَكَذَا نَقله القَاضِي عَن رِوَايَة الْأَكْثَرين قَالَ وَرَوَاهُ بَعضهم بِحَذْف النُّون وهما لُغَتَانِ صحيحتان ومعناهما وَاحِد وَقَالَ قَالَ شَيخنَا الإِمَام أَبُو عبد الله بن مَالك رحمه الله الْحَاجة دَاعِيَة إِلَى الْكَلَام فِي لفظ هَذَا الحَدِيث وَمَعْنَاهُ فَأَما لَفظه فلكونه تضمن مَا لَا يعْتَاد من إِضَافَة أخوف إِلَى يَاء الْمُتَكَلّم مقرونة بنُون الْوِقَايَة وَهَذَا الِاسْتِعْمَال إِنَّمَا يكون مَعَ الْأَفْعَال المتعدية وَالْجَوَاب أَنه كَانَ الأَصْل إِثْبَاتهَا وَلكنه أصل مَتْرُوك فنبه عَلَيْهِ فِي قَلِيل من كَلَامهم وَأنْشد فِيهِ أبياتا مِنْهَا مَا أنْشدهُ الْفراء

(فَمَا أَدْرِي وظني كل ظن

أمسلمني إِلَى قومِي شراحي)

يَعْنِي شرَاحِيل فرخمه فِي غير النداء للضَّرُورَة وَأنْشد غَيره وَهُوَ

(وَلَيْسَ الموافيني ليرفد خائبا

فَإِن لَهُ أَضْعَاف مَا كَانَ آيلا)

ولأفعل التَّفْضِيل أَيْضا شبه بِالْفِعْلِ وخصوصا يفعل التَّعَجُّب فَجَاز أَن تلْحقهُ النُّون الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث كَمَا لحقت فِي الأبيات الْمَذْكُورَة هَذَا هُوَ الْأَظْهر فِي هَذِه النُّون وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ أخوف لي فأبدلت النُّون من اللَّام كَمَا أبدلت فِي لعن وَعَن بِمَعْنى لَعَلَّ وعل

واما معنى الحَدِيث فَفِيهِ أوجه أظهرها أَنه من أفعل التَّفْضِيل وَتَقْدِيره

ص: 81

غير الدَّجَّال أخوف مخوفاتي عَلَيْكُم ثمَّ حذف الْمُضَاف إِلَيّ الْيَاء وَمِنْه أخوف مَا أَخَاف على أمتِي الْأَئِمَّة المضلون مَعْنَاهُ فَإِن الْأَشْيَاء الَّتِي أخافها على أمتِي أحقها بِأَن يخَاف الْأَئِمَّة المضلون وَالثَّانِي أَن يكون أخوف من اخاف بِمَعْنى خوف وَمَعْنَاهُ غير الدَّجَّال أَشد مُوجبَات خوفي عَلَيْكُم

وَالثَّالِث أَن يكون من بَاب وصف الْمعَانِي بِمَا يُوصف بِهِ الْأَعْيَان على سَبِيل الْمُبَالغَة كَقَوْلِهِم فِي الشّعْر الفصيح شعر شَاعِر وَخَوف فلَان أخوف من خوفك وَتَقْدِيره خوف غير الدَّجَّال خوفي عَلَيْكُم ثمَّ حذف الْمُضَاف الأول ثمَّ الثَّانِي

قَوْله يَوْم كَسنة وَيَوْم كشهر وَيَوْم كجمعة (وَسَائِر أَيَّامه كأيامكم) قَالَ الشَّيْخ مُحي الدّين النَّوَوِيّ رحمه الله قَالَ الْعلمَاء هَذَا الحَدِيث على ظَاهره وَهَذِه الْأَيَّام الثَّلَاثَة طَوِيلَة على هَذَا الْقدر الْمَذْكُور فِي الحَدِيث يدل عَلَيْهِ قَوْله صلى الله عليه وسلم وَسَائِر أَيَّامه كأيامكم وَأما قَوْلهم يَا رَسُول الله فَذَلِك الْيَوْم الَّذِي كَسنة أيكفينا فِيهِ صَلَاة يَوْم قَالَ اقدروا لَهُ قدره فَقَالَ القَاضِي وَغَيره هَذَا حكم مَخْصُوص بذلك الْيَوْم شَرعه لنا صَاحب الشَّرْع قَالُوا وَلَوْلَا هَذَا الحَدِيث ووكلنا إِلَى اجتهادنا لاقتصرنا فِيهِ على الصَّلَوَات عِنْد الْأَوْقَات الْمَعْرُوفَة فِي غَيره من الْأَيَّام

وَمعنى قَوْله اقدروا لَهُ قدره أَنه إِذا مضى بعد طُلُوع الْفجْر قدر مَا يكون بَينه وَبَين الظّهْر كل يَوْم فصلوا الظّهْر ثمَّ إِذا مضى بِقَدرِهِ قدر مَا يكون بَينهَا وَبَين الْعَصْر فصلوا الْعَصْر فَإِذا مضى بعْدهَا قدر مَا يكون بَينهَا وَبَين الْمغرب فصلوا الْمغرب وَكَذَا الْعشَاء وَالصُّبْح ثمَّ الظّهْر ثمَّ الْعَصْر ثمَّ الْمغرب وَهَكَذَا حَتَّى يَنْقَضِي ذَلِك الْيَوْم وَقد وَقع فِيهِ صلوَات سنة كلهَا فَرَائض مُؤَدَّاة فِي وَقتهَا

وَأما الثَّانِي الَّذِي كشهر وَالثَّالِث الَّذِي كجمعة فَقِيَاس الْيَوْم الأول أَنه يقدر لَهما كَالْيَوْمِ الأول على مَا ذَكرْنَاهُ

ص: 82

قَوْله إِذْ بعث الله الْمَسِيح عِيسَى بن مَرْيَم قَالَ القَاضِي عِيَاض رحمه الله نزُول عِيسَى صلى الله عليه وسلم وَقَتله الدَّجَّال حق وصحيح عِنْد أهل السّنة للأحاديث الصَّحِيحَة فِي ذَلِك وَلَيْسَ فِي الْعقل وَلَا فِي الشَّرْع مَا يُبطلهُ فَوَجَبَ إثْبَاته وَأنكر ذَلِك بعض الْمُعْتَزلَة والجهمية وَمن وافقهم وَزَعَمُوا أَن هَذِه الْأَحَادِيث مَرْدُودَة بقوله تَعَالَى {وَخَاتم النَّبِيين} وَبِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم لَا نَبِي بعدِي // سنَن ابْن ماجة // وبإجماع الْمُسلمين أَنه لَا نَبِي بعد نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وَأَن شَرِيعَته مؤيدة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا تنسخ وَهَذَا اسْتِدْلَال فَاسد لِأَنَّهُ لَيْسَ المُرَاد بنزول عِيسَى أَنه ينزل نَبيا يشرع وينسخ شرعنا وَلَا فِي هَذِه الْأَحَادِيث وَلَا فِي غَيرهَا شَيْء من هَذَا بل صحت هَذِه الْأَحَادِيث هُنَا بِأَنَّهُ ينزل حكما مقسطا يحكم بشرعنا ويحيي من أُمُور شرعنا مَا هجره النَّاس

وَقَالَ عبد الْحق فِي التَّذْكِرَة وَذهب قوم إِلَى أَن نزُول عِيسَى يرفع التَّكْلِيف لِئَلَّا يكون رَسُولا إِلَى أهل ذَلِك الزَّمَان يَأْمُرهُم عَن الله وينهاهم قَالَ وَهَذَا مَرْدُود بالأخبار الَّتِي ذَكرنَاهَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَغَيره وَقد روى أَبُو الزبير أَنه سمع جَابر بن عبد الله يَقُول سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي يُقَاتلُون على الْحق إِلَى يَوْم الْقِيَامَة قَالَ فَينزل عِيسَى ابْن مَرْيَم فَيَقُول أَمِيرهمْ تعال صل بِنَا فَيَقُول لَا إِن بَعْضكُم على بعض أَمر تكرمة لهَذِهِ الْأمة خرجه مُسلم

جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَأَن بَين عَيْنَيْهِ مَكْتُوب كَافِر وَفِي بَعْضهَا مَكْتُوبًا وَالْأول مُشكل من ظَاهر الْعَرَبيَّة لِأَن اسْم إِن مَنْصُوب وَلكنه جعل اسْم إِن

ص: 83

محذوفا وَمَا بعد ذَلِك جملَة من مُبْتَدأ وَخبر فِي مَوضِع رفع خبر لإن وَالِاسْم الْمَحْذُوف إِمَّا ضمير الشَّأْن وَإِمَّا ضمير عَائِد على الدَّجَّال وَنَظِيره إِن كَانَ الْمَحْذُوف بضمير الشَّأْن قَوْله صلى الله عليه وسلم إِن من أَشد النَّاس عذَابا المصورون وَفِي بعض الرِّوَايَات وَإِن لنَفسك حق وَقَالَ بعض الْعَرَب إِن بك زيد مَأْخُوذ رَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل وَمِنْه قَوْله صلى الله عليه وسلم نَزعهَا عرق أَي لَعَلَّهَا ونظائره فِي الشّعْر كَثِيرَة وَإِن كَانَ الضَّمِير ضمير الدَّجَّال فنظيره رِوَايَة الْأَخْفَش إِن بك مَأْخُوذ أَخَوَاك وَالتَّقْدِير إِنَّك بك مَأْخُوذ أَخَوَاك

وَمثله من الشّعْر قَوْله

(فليت دفعت الْهم عني سَاعَة

فبتنا على مَا خيلت ناعمي بَال)

أَرَادَ فليتك

وَمثله قَول الآخر

(فَلَو كنت ضبيا عرفت قَرَابَتي

وَلَكِن زنجي غليظ المشافر)

أَرَادَ وَلَكِنَّك زنجي

ص: 84