الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
سورة الأحزاب
":
قوله تعالى:
{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} الآية 5.
البخاري ج10 ص136 حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا موسى بن عقبة حدثني سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى أنزل الله {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} .
الحديث قال الحافظ ابن كثير ج3 ص466 أخرجه مسلم والترمذي1 والنسائي من طرق عن موسى بن عقبة به وأخرج البخاري ج11 ص34، وأبو داود ج2 ص181والنسائي ج6 ص53، وأحمد ج6 ص271، وعبد الرزاق ج7 ص460، 461 والدارمي ج2 ص158، وابن الجارود ص231 عن عائشة رضي الله عنها قالت: أتت سهلة بنت سهيل بن عمرو "وكانت تحت أبي حذيفة بن عتبة" رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: إن سالما يدخل علينا وإنا فضل وإنا كنا نراه ولدا وكان أبو حذيفة تبناه كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زيدا فأنزل الله {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} الحديث. فلعل الآية نزلت فيهما معا والله أعلم.
قوله تعالى:
1 قال الترمذي ج4 ص165 هذا حديث حسن صحيح.
البخاري ج6 ص361 حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي حدثنا عبد الأعلى عن حميد قال سألت أنسا. قال وحدثني عمرو بن زرارة حدثنا زياد قال حدثني حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه قال غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع.
فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال: اللهم إني اعتذر مما صنع هؤلاء –يعني أصحابه- وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء –يعني المشركين- ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع. قال أنس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. قال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} إلى آخر الآية.
هذا الحديث ذكره أيضا في كتاب التفسير ج10 ص136 مختصرا بسند آخر ينتهي إلى أنس، وقال الحافظ في الفتح ج6 ص361، والحافظ ابن كثير في التفسير ج3 ص475 وقد أخرجه مسلم والترمذي1 والنسائي من رواية ثابت عن أنس. وأخرجه أحمد ج3 ص194، والطيالسي ج2 ص22، وابن جرير ج21 ص147 وأبو نعيم في الحلية ج1 ص121، وعبد الله بن المبارك في الجهاد ص68.
1 قال الترمذي ج4 ص163 هذا حسن صحيح.
قوله تعالى:
{كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} الآية 25.
النسائي ج2 ص15 – أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا ابن أبي ذئب قال حدثنا سعيد بن أبي سعيد عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه شغلنا المشركون يوم الخندق عن صلاة الظهر حتى غربت الشمس وذلك قبل أن ينزل في القتال ما نزل الله عز وجل {كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} فأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلالا فأقام لصلاة الظهر فصلاها كما كان يصليها لوقتها، ثم أقام للعصر فصلاها كما كان يصليها في وقتها ثم أذن المغرب فصلاها كما كان يصليها في وقتها، الحديث رجاله رجال الصحيح وأخرجه ابن جرير ج21 ص149.
قوله تعالى:
البخاري ج6 ص39 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: لم أزل حريصا على أن أسأل عمر رضي الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللتين قال الله لهما {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} فحججت معه فعدل وعدلت معه الإداوة فتبرز ثم جاء فسكبت على يديه من الإداوة فتوضأ، فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما:{إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} فقال واعجبًا لك يا ابن عباس، عائشة وحفصة ثم استقبل عمر الحديث يسوقه فقال إني كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم من الأمر وغيره وإذا نزل فعل مثله، وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار فصحت على امرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني، فقالت ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره النهار حتى الليل. فأفزعني فقلت: خابت من فعلت منهن بعظيم، ثم جمعت علي ثيابي فدخلت على حفصة فقلت: أي حفصة، أتغاضب إحداكن رسول الله اليوم حتى الليل؟ فقالت: نعم، فقلت: خابت وخسرت، أفتأمن أن يغضب الله لغضب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتهلكين لا تستكثري على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه واسأليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم –يريد عائشة- وكنا تحدثنا أن غسان تنعل النعال لغزونا فنزل صاحبي يوم نوبته فرجع عشاء فضرب بابي ضربا شديدا وقال: أنائم هو؟ ففزعت فخرجت إليه وقال حدث أمر عظيم قلت ما هو أجاءت غسان؟ قال: لا بل أعظم منه وأطول، طلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه، قال قد خابت حفصة وخسرت، كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون فجمعت علي ثيابي فصليت صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخل مشربة له فاعتزل فيها فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي قلت ما يبكيك أولم أكن حذرتك، أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قالت: لا أدري هو ذا في المشربة، فخرجت فجئت المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم فجلست معهم قليلا ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي هو فيها فقلت لغلام له أسود استأذن لعمر، فدخل فكلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم خرج فقال ذكرتك له فصمت، فانصرفت
حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد، فجئت الغلام فذكر مثله، فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد، فجئت الغلام فقلت استأذن لعمر فذكر مثله، فلما وليت منصرفا فإذا الغلام يدعوني قال أذن لك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخلت عليه فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من أدم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم: طلقت نساءك يا رسول الله، فرفع بصره إلي فقال:"لا" ثم قلت وأنا قائم: طلقت نساءك يا رسول الله، فرفع بصره إلي فقال:"لا" ثم قلت وأنا قائم أستأنس: يا رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم –فتبسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ثم قلت يا رسول الله لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم –يريد عائشة- فتبسم أخرى فجلست حين رأيته تبسم ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاث فقلت ادع الله فليوسع على أمتك، فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله. وكان متكئا فقال:"أوفي شك أنت يابن الخطاب! أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا". فقلت: يا رسول الله استغفر لي فاعتزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة عن عائشة وكان قد قال: "ما أنا بداخل عليهن شهرا" من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله فلما مضت تسع وعشرون دخل على عائشة فبدأ بها، فقالت له عائشة: إنك أقسمت ألا يدخل علينا شهرا وإنا أصبحنا لتسع وعشرين ليلة أعدها عدا. فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "الشهر تسع وعشرون" وكان ذلك الشهر تسع وعشرون قالت عائشة: فأنزلت آية التخيير فبدأ بي أول مرة فقال: "إني ذاكر لك أمرا ولا عليك ألا تعجلي حتى تستأمري أبويك" قالت قد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك1. ثم قال "إن الله قال {يَا أَيُّهَا
1 كذا في البخاري في هذا الموضع وفي الترمذي ج4 ص305 لم يكونا يأمراني بفراقه وهو أقرب.
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} إلى قوله {عَظِيمًا} قلت: أفي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة.
الحديث أعاده ج11 ص188 وأخرجه مسلم ص93 ج10 والترمذي ج4 ص163 و203 وصححه في الموضعين مقتصرا في الحديث الأول على آخر الحديث أعني حديث عائشة وذكره بتمامه ج4 ص203، والنسائي ج6 ص130 وص46 مقتصرا في الموضعين على حديث عائشة، وابن ماجه رقم 2053 كذلك، والإمام أحمد ج6 ص78 وص163 وص185 و 212 و248 و264 مقتصرا في الجميع على حديث عائشة، وابن الجارود ص274، وابن جرير ج21 ص158 – وذكره الإمام أحمد بتمامه ج1 ص33.
وأخرج مسلم ج1 ص81 وأحمد ج3 ص328 من حديث جابر نحوه وعند مسلم ثم نزلت عليه هذه الآية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} حتى بلغ {لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} .
قوله تعالى:
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} الآية 35.
الترمذي ج4 ص116 حدثنا عبد بن حميد حدثنا محمد بن كثير حدثنا سليمان بن كثير عن حصين عن عكرمة عن أم عمارة الأنصارية أنها أتت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشيء فنزلت هذه الآية {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الآية هذا حديث حسن غريب وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه.
وأخرج الحاكم ج2 ص416 من حديث أم سلمة نحوه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي. لكن مجاهد كثير الإرسال عن
الصحابة فلا يدري أسمعه من أم سلمة أم لا وإنما ذكرته شاهدا وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس نحوه قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج7 ص91 وفيه قابوس وهو ضعيف وقد وثق. ثم رأيت الحافظ ابن كثير رحمه الله قد ذكر لحديث أم سلمة في تفسيره ج3 ص47 طريقين آخرين فجزاه الله خير الجزاء على حرصه على جمع طرق الحديث.
قوله تعالى:
{وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} الآية 37.
البخاري ج10 ص124 حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا معلى بن منصور عن حماد بن زيد حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن هذه الآية {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} نزلت في شأن زينت بنت جحش وزيد بن حارثة.
الحديث أعاده ج17 ص184 من حديث ثابت وأخرجه الترمذي ج4 ص168 وصححه. وأحمد ج3 ص150، والحاكم ج2 ص417، وأشار له الذهبي برمز البخاري ومسلم أي أنه على شرطهما.
قوله تعالى:
{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} الآية 37.
ابن سعد ج8 ق1 ص73 – أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال نزلت في زينب بنت جحش {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} قال فكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تقول: زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سموات. رجاله رجال الصحيح.
أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا حدثنا سليمان بن
المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال: لما انقضت عدة زينت بنت جحش قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لزيد بن حارثة ما أجد أحدا آمن عندي وأوثق في نفسي منك ائت إلى زينب فاخطبها علي قال فانطلق زيد فأتاها وهي تخمر عجينها فلما رأيتها عظمت في صدري فلم أستطع أن أنظر إليها حين عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد ذكرها فوليتها ظهري ونكصت على عقبي وقلت يا زينب أبشري إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكرك قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} .
الحديث رجاله رجال الصحيح وأخرجه أحمد ج3 ص195 وأخرجه مسلم ج9 ص228.
قوله تعالى:
{تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} الآية 51.
قال البخاري ج10 ص144 حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام حدثنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأقول: أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ} قلت: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك.
الحديث رواه مسلم ج1 ص49، وأخرجه أحمد ج6 ص158، وابن جرير ج22 ص26، والحاكم في المستدرك ج2 ص436 وفيه فأنزل الله هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم قال: هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة وأقره الذهبي.
وأقول: البخاري لم يرو لمحاضر بن المورع إلا تعليقا، ومسلم لم يرو له إلا
حديثا واحد متابعة كما في تهذيب التهذيب فعلى هذا ليس هو على شرطهما والله أعلم.
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} الآية 53.
البخاري ج10 ص149 حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه قال أَوْلَمَ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين بنى بزينب ابنة جحش فأشبع الناس خبزا ولحما، ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين كما كان يصنع صبيحة بنائه فيسلم عليهن ويدعو لهن، ويسلمن عليه ويدعون له فلما رجع إلى بيته رأى رجلين جرى بهما الحديث فلما رآهما رجع عن بيته فلما رأى الرجلان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجع عن بيته وثبا مسرعين فما أدري أنا أخبرته بخروجهما أم أخبر فرجع حتى دخل البيت وأرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب وقال ابن أبي مرمي أخبرنا يحيى حدثني حميد سمع أنسا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الحديث أخرجه في مواضع من صحيحه منها ص147 من هذا الجزء وفيه فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} وص148 وج11 ص134 و139 وص519 وج13 ص259 وص305، وأخرجه مسلم ج9 ص229 و230 و232 و233 من طرق عن أنس بألفاظ مختلفة والترمذي ج4 ص168 وص169 قال في الأولى حسن، وفي الثانية حسن صحيح، وأحمد ج3 ص105 و168 و169 و242 و246، والبخاري في الأدب المفرد ص632، وابن سعد في الطبقات ج1 ص75، وابن جرير ج22 ص37، 38، والحاكم ج2 ص418 وقال صحيح
الإسناد، وأقره الذهبي. وأقول هو على شرط الشيخين، لكن قد أخرجه مسلم بهذا السند وبهذا اللفظ ج9 ص233 فلا معنى لاستدراكه.
وأخرجه البخاري ج1 ص259 وج13 ص260، ومسلم ج14 ص152، وابن جرير ج22 ص39 وص40 عن عائشة رضي الله عنها قالت كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم احجب نساءك. قالت: فلم يفعل وكان أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخرجن ليلا إلى ليل قبل المناصع فخرجت سودة بنت زمعة وكانت امرأة طويلة فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس، فقال: عرفناك يا سودة. حرصا على أن ينزل الحجاب قالت: فأنزل الله عز وجل آية الحجاب.
وأخرج الطبراني في الصغير ج1 ص83، وعزاه الهيثمي ج7 ص93 إلى الأوسط وقال: رجاله رجال الصحيح غير موسى بن أبي كثير وهو ثقة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قعب، فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي، فقال حسن أوه أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عينٌ فنزلت آية الحجاب.
طريق الجمع بين هذه الروايات: قال الحافظ في الفتح ج1 ص260، وطريق الجمع بينهما أن أسباب نزول الحجاب تعددت، وكانت قصة زينب آخرها أخرجها للنص على قصتها في الآية أو المراد بآية الحجاب في بعضها قوله تعالى {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} الآية. ا. هـ.
وأقول في كون المراد بآية الحجاب قوله {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} نظر. إذ قد صرحت الروايات في شأن قصة زينب بنزول قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} الآية وفي شأن قول عمر1 عند الطبري ج12.
1 وقال الحافظ في الفتح ج1 ص260 زاد أبو عوانة في صحيحه من طريق الزبيدي عن ابن شهاب فأنزل الله الحجاب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} الآية ا. هـ.
ص40 فأنزل الله آية الحجاب قال الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا} الآية فالقول بتعدد الأسباب أولى.
تنبيه مهم: يفهم من هذا الحديث أن قول عمر: قد عرفناك يا سودة. قبل الحجاب وفي بعضها أنه بعد الحجاب، فما الجمع قال الحافظ في الفتح ج10 ص150 قال الكرماني: فإن قلت وقع هنا أنه كان بعد ما ضرب الحجاب وتقدم في الوضوء أنه كان قبل الحجاب فالجواب لعله وقع مرتين، قال الحافظ قلت: بل المراد بالحجاب الأول غير الحجاب الثاني، والحاصل أن عمر رضي الله عنه وقع في قلبه نقرة من اطلاع الأجانب على الحريم النبوي حتى صرح بقوله له عليه الصلاة والسلام: احجب نساءك. وأكد ذلك إلى أن نزلت آية الحجاب، ثم قصد ذلك أن لا يبدين أشخاصهن أصلا ولو كن مستترات، فبالغ في ذلك فمنع منه وأذن لهن في الخروج لحاجتهن دفعا للمشقة ورفعا للحرج.