الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
سورة العلق
":
قوله تعالى:
{كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى} الآيات.
مسلم ج17 ص139 حدثنا عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى القيسي قال حدثنا المعتمر عن أبيه حدثني نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، ولأغفرن وجهه في التراب، قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته، قال فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، قال فقيل له: مالك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقا من نار وهو لا وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"لو دنا لاختطفته الملائكة عضوا عضوا". قال فأنزل الله عز وجل لا ندري1 في حديث أبي هريرة أو شيئ بلغه {كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى، إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى، أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى، عَبْدًا إِذَا صَلَّى، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى، أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى، أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} -يعني أبا جهل- {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى، كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ، فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ، كَلَّا لا تُطِعْهُ} زاد عبيد الله في حديثه قال وأمره بما أمره به وزاد ابن عبد الأعلى فليدع نادية يعني قومه.
الحديث قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ج4 ص529، وقد رواه أحمد
1 هذا التردد يعتبر قادحا في صحة سبب النزول لكن كتبه لكثرة شواهده.
ابن حنبل، ومسلم، والنسائي، وابن أبي حاتم من حديث معتمر بن سليمان به، ورواه ابن جرير ج30 ص256، والبيهقي ج1 ص438 من دلائل النبوة وأخرج ابن جرير بسند صحيح عن ابن عباس نحوه وفيه فأنزل الله {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى، عَبْدًا إِذَا صَلَّى} إلى قوله {كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} فقال: لقد علم أني أكثر هذا الوادي ناديا. فغضب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتكلم بشيء قال داود يعني أحد رجال السند: ولم أحفظه فأنزل الله {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} فقال ابن عباس فوالله لو فعل لأخذته الملائكة من مكانه.
وأخرج الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب صحيح ج4 ص216 وابن جرير ج3 ص256 وأحمد كما في مجمع الزوائد ج7 ص139 وقال: رجاله رجال الصحيح عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي فجاء أبو جهل فقال ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ فانصرف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فزبره1 فقال أبو جهل إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني فأنزل الله تبارك وتعالى {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} قال ابن عباس لو دعا ناديه لأخذته ربانية الله. هذا لفظ الترمذي.
1 فزبره أي نهر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنا جهل وفي رواية ابن جرير فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وانتهزه ا. هـ. تحفة الأحوذي.