المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما ذكر في هدم الكعبة - العتيق مصنف جامع لفتاوى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - جـ ١٧

[محمد بن مبارك حكيمي]

فهرس الكتاب

- ‌الاعتكاف في المساجد

- ‌العمل في الاعتكاف

- ‌هل يعتكف عن غيره

- ‌ما جاء في ليلة القدر

- ‌كتاب الحج والعمرة

- ‌فضل الحج والعمرة

- ‌حكم الحج والعمرة

- ‌ما صفة الحاج

- ‌باب طيب النفقة

- ‌أشهر الحج

- ‌من نذر حجا ولم يكن حج

- ‌حج الصبي

- ‌الرجل يحج يكفيه أخوه نفقته أو يكاري نفسه

- ‌تحريم مكة وذكر فضلها

- ‌تحريم المدينة وبيان فضلها

- ‌ما ذكر في هدم الكعبة

- ‌باب ما جاء في كراهة رفع البنيان بمكة

- ‌فضل الصلاة في المسجد الحرام

- ‌ما ذكر في كسوتها

- ‌العمرة في رمضان

- ‌ما ذكر في تكرار العمرة

- ‌ما جاء في العمرة قبل الحج

- ‌ما جاء في تعليم الحج

- ‌الرجل يحج عن غيره

- ‌ما جاء في أفضل الأنساك واختلافهم في النهي عن المتعة

- ‌جامع المتعة

- ‌ما كانت حجة النبي

- ‌سياق حجة النبي في حديث جابر

- ‌مواقيت الإهلال

- ‌الأمر في إهلال أهل مكة ومن كان بها

- ‌من تعجل بالإحرام قبل الميقات وما قيل في إتمام الحج والعمرة

- ‌عمل أهل الآفاق إذا دخل ذو الحجة

- ‌الأمر في من قلد الهدي

- ‌الاغتسال للاحرام

- ‌التطيب عند الاحرام

- ‌الأمر في التلبيةوقول الله (فمن فرض فيهن الحج) أي لبى

- ‌رفع الصوت بالتلبية

- ‌هل وُقِّت لزمان ابتداء التلبية شيء

- ‌تلبية المرأة

- ‌تسمية المنسك عند التلبية

- ‌من أدخل نسكا في آخر

- ‌جامع التلبية

- ‌جامع لباس المحرم

الفصل: ‌ما ذكر في هدم الكعبة

‌ما ذكر في هدم الكعبة

ص: 196

• ابن أبي شيبة [14297] حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة. اهـ رواه البخاري.

ص: 197

• الفاكهي [717] حدثنا أحمد بن صالح بحرض قال ثنا نعيم قال ثنا بقية وشريح بن يزيد أبو حيوة عن أرطأة عن عبد الرحمن بن جبير قال: قام عمر بن الخطاب بمكة في الحج فقال: يا أهل اليمن هاجروا قبل الظلمتين، أما أحدهما الحبشة يخرجون حتى يبلغوا مقامي هذا. اهـ مرسل لا بأس به. رواه نعيم بن حماد في الفتن مطولا.

ص: 198

• عبد الرزاق [9178] أخبرنا هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية أن علي بن أبي طالب قال: استكثروا من هذا الطواف بالبيت قبل أن يحال بينكم وبينه فإني به أصمع أصعل يعلوها يهدمها بمسحاته. ابن أبي شيبة [14298] حدثنا إسحاق الأزرق عن هشام بن حسان عن حفصة عن أبي العالية عن علي بن أبي طالب قال: كأني أنظر إلى رجل من الحبش أصلع أصمع حمش الساقين جالس عليها وهو يهدمها. الفاكهي [295] حدثنا محمد بن أبي عمر قال ثنا سفيان عن هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية عن علي قال: استكثروا من الطواف بهذا البيت ما استطعتم من قبل أن يحال بينكم وبينه، فكأني أنظر إليه أصعل أصمع يهدمها بمسحاته. وقال سفيان: الصمع في الآذان، والصعل في الرأس: صغر الرأس. اهـ صحيح.

ورواه الفاكهي [722] حدثني عبد الله بن أبي سلمة قال ثنا يحيى بن عبد الحميد قال ثنا حصين بن عمر الأحمسي قال ثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال سمعت عليا يقول: حجوا قبل أن لا تحجوا فكأني أنظر إلى الحبش فوق الكعبة بأيديهم معاول يهدمونها حجرا حجرا. قال قلنا أشيء تقوله برأيك؟ فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما سمعته إلا من نبيكم صلى الله عليه وسلم. البيهقي [8959] من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا حصين بن عمر الأحمسي حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: سمعت عليا يقول: حجوا قبل أن لا تحجوا. فكأني أنظر إلى حبشي أصمع أفدع بيده معول يهدمها حجرا حجرا. فقلت له: شيء برأيك تقول أو سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ولكن سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم. اهـ حصين الأحمسي تركوه.

ص: 199

• الفاكهي [289] حدثنا محمد بن صالح قال ثنا مكي بن إبراهيم عن موسى بن عبيدة الربذي عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن عتبة عن أبيه أو عبيد الله عن أبيه عن ابن مسعود قال: أكثروا زيارة هذا البيت قبل أن يرفع، وينسى الناس مكانه، وأكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع. اهـ سند ضعيف.

ص: 200

• الفاكهي [719] حدثنا إبراهيم بن يعقوب عن معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن أنس بن مالك أنه قال وهو يطوف بالبيت: لتغلبن عليك الحبشة. اهـ سند صحيح.

ص: 201

• عبد الرزاق [9179] عن ابن جريج قال سمعت سليمان الأحول يحدث عن مجاهد وغيره أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كأني أنظر إليه أصيلع أفيدع قد علاها بمسحاته قال ابن جريج وسمعت غيره من أشياخه وأهل البلد أن الحبشة مخربوها. عبد الرزاق [9180] عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال كأني أنظر إليه أصيلع أفيدع قائما عليها بمسحاته قال مجاهد فنظرت حين هدمها ابن الزبير وهي تهدم هل أرى صفته. ابن أبي شيبة [14299] حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد سمع ابن عمرو يقول: كأني به أصيلع أفيدع قائم عليها يهدمها بمسحاته فلما هدمها ابن الزبير جعلت أنظر إلى صفة ابن عمرو فلم أرها. اهـ صحيح.

ص: 202

• عبد الرزاق [9182] عن ابن عيينة عن داود بن شابور عن مجاهد قال لما أراد ابن الزبير هدمها هربنا من مكة فلبثنا ثلاثا ونحن نخاف أن ينزل علينا العذاب. ابن أبي شيبة [14300] حدثنا ابن عيينة عن داود بن شابور عن مجاهد قال: لما أجمع ابن الزبير على هدمها، خرجنا إلى منى ثلاثا ننتظر العذاب. اهـ صحيح يأتي بسياقه عند مسلم.

ص: 203

• ابن أبي شيبة [14305] حدثنا ابن علية عن ابن أبي نجيح عن سليمان بن ميناء قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: إذا رأيتم قريشا قد هدموا البيت ثم بنوه فزوقوه فإن استطعت أن تموت فمت. اهـ حسن على رسم ابن حبان.

ص: 204

• ابن أبي شيبة [14307] ثنا يزيد بن هارون عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني عن عبد الله بن عمرو قال: تمتعوا من هذا البيت قبل أن يرفع فإنه سيرفع، ويهدم مرتين ويرفع في الثالثة. الفاكهي [1727] حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد قال ثنا موسى بن إسماعيل قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن بكر بن عبد الله قال: إن عبد الله بن عمرو قال: يهدم البيت ثلاث مرات ثم يرفع الحجر في الهدمة الثالثة. اهـ صحيح.

ص: 205

• عبد الرزاق [9184] عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم الكندي قال سمعت سلمان يقول: ليخربن هذا البيت على يد رجل من ولد ابن الزبير. ابن أبي شيبة [14301] حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن حنش الكناني عن عليم الكندي عن سلمان قال: ليحرقن هذا البيت على يدي رجل من آل الزبير. الأزرقي [1/ 156] حدثنا مهدي بن أبي المهدي عن عبد الملك الذماري قال أخبرنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن عليم الكندي قال: قال سلمان الفارسي: لتحرقن هذه الكعبة على يدي رجل من أهل الزبير. اهـ ضعيف، وهذا الخبر مذكور في التاريخ.

ص: 206

• أحمد [461] ثنا إسماعيل بن أبان الوراق ثنا يعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزى عن عثمان بن عفان قال قالَ له عبد الله بن الزبير حين حصر: إن عندي نجائب قد أعددتها لك فهل لك أن تحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك قال: لا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله عليه مثل نصف أوزار الناس

(1)

اهـ

(1)

- ذكره ابن كثير ثم قال: وهذا الحديث منكر جدا وفي إسناده ضعف، ويعقوب هذا هو القمي وفيه تشيع، ومثل هذا لا يقبل تفرده به، وبتقدير صحته فليس هو بعبد الله بن الزبير، فإنه كان على صفات حميدة، وقيامه في الامارة إنما كان لله عز وجل، ثم هو كان الامام بعد موت معاوية بن يزيد لا محالة، وهو أرشد من مروان بن الحكم، حيث نازعه بعد أن اجتمعت الكلمة عليه، وقامت البيعة له في الآفاق وانتظم له الأمر والله أعلم. [البداية والنهاية 8/ 374]

ص: 207

• أحمد [7043] حدثنا هاشم ثنا إسحاق يعني ابن سعيد ثنا سعيد بن عمرو قال: أتى عبد الله بن عمرو ابن الزبير وهو جالس في الحجر فقال يا ابن الزبير إياك والإلحاد في حرم الله فإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها قال فانظر أن لا تكون هو يا ابن عمرو فإنك قد قرأت الكتب وصحبت الرسول صلى الله عليه وسلم قال فإني أشهدك أن هذا وجهي إلى الشام مجاهدا. اهـ ثقات.

ص: 208

• الأزرقي [1/ 156] حدثني جدي أحمد بن محمد وإبراهيم بن محمد الشافعي عن مسلم بن خالد عن ابن خيثم عن عبيد الله بن سعد أنه دخل مع عبد الله بن عمرو بن العاص المسجد الحرام والكعبة محرقة حين أدبر جيش الحصين بن نمير والكعبة تتناثر حجارتها فوقف ومعه ناس غير قليل فبكى حتى إني لأنظر إلى دموعه تحدر كحلًا في عينيه من إثمد كأنه رءوس الذباب على وجنتيه فقال: يأيها الناس والله لو أن أبا هريرة أخبركم أنكم قاتلو ابن نبيكم بعد نبيكم ومحرقو بيت ربكم لقلتم: ما من أحد أكذب من أبي هريرة أنحن نقتل ابن نبينا ونحرق بيت ربنا؟ فقد والله فعلتم لقد قتلتم ابن نبيكم وحرقتم بيت الله فانتظروا النقمة فوالذي نفس عبد الله بن عمرو بيده ليلبسنكم الله شيعًا وليذيقن بعضكم بأس بعض يقولها ثلاثًا، ثم رفع صوته في المسجد فما في المسجد أحد إلا وهو يفهم ما يقول فإن لم يكن يفهم فإنه يسمع رجع صوته فقال: أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر؟ فوالذي نفس عبد الله بن عمرو بيده لو قد ألبسكم الله شيعًا وأذاق بعضكم بأس بعض لبطن الأرض خير لمن عليها لم يأمر بالمعروف ولم ينهَ عن المنكر. اهـ يشبه رسم أبي حاتم إن شاء الله. أظنه عبيد الله بن سعيد.

ص: 209

• الفاكهي [718] حدثني بحر بن نصر المصري قال ثنا خالد بن عبد الرحمن الخراساني قال ثنا عبد الله يعني ابن الوليد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن ابن الزبير قال حدثني كعب أنه لم يرتفع طير في جو السماء أكثر من اثني عشر ميلا، وما كان في سلطاني شيء إلا قد حدثني به، ولقد حدثني أنه يظهر على البيت قوم. اهـ مرسل حسن.

ص: 210

• مسلم [3309] حدثنا هناد بن السري حدثنا ابن أبي زائدة أخبرني ابن أبي سليمان عن عطاء قال لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها أهل الشام فكان من أمره ما كان تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم يريد أن يجرئهم أو يحربهم على أهل الشام فلما صدر الناس قال يا أيها الناس أشيروا علي في الكعبة أنقضها ثم أبني بناءها أو أصلح ما وهى منها قال ابن عباس فإني قد فرق لي رأي فيها أرى أن تصلح ما وهى منها وتدع بيتا أسلم الناس عليه وأحجارا أسلم الناس عليها وبعث عليها النبي صلى الله عليه وسلم. فقال ابن الزبير لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يجده فكيف بيت ربكم إني مستخير ربي ثلاثا ثم عازم على أمري فلما مضى الثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها فتحاماه الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيه أمر من السماء حتى صعده رجل فألقى منه حجارة فلما لم يره الناس أصابه شيء تتابعوا فنقضوه حتى بلغوا به الأرض فجعل ابن الزبير أعمدة فستر عليها الستور حتى ارتفع بناؤه. وقال ابن الزبير إني سمعت عائشة تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر وليس عندي من النفقة ما يقوى على بنائه لكنت أدخلت فيه من الحجر خمس أذرع ولجعلت لها بابا يدخل الناس منه وبابا يخرجون منه. قال فأنا اليوم أجد ما أنفق ولست أخاف الناس. قال فزاد فيه خمس أذرع من الحجر حتى أبدى أسا نظر الناس إليه فبنى عليه البناء وكان طول الكعبة ثماني عشرة ذراعا فلما زاد فيه استقصره فزاد في طوله عشر أذرع وجعل له بابين أحدهما يدخل منه والآخر يخرج منه. فلما قتل ابن الزبير كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك ويخبره أن ابن الزبير قد وضع البناء على أس نظر إليه العدول من أهل مكة. فكتب إليه عبد الملك إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء أما ما زاد في طوله فأقره وأما ما زاد فيه من الحجر فرده إلى بنائه وسد الباب الذى فتحه. فنقضه وأعاده إلى بنائه.

حدثني محمد بن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير والوليد بن عطاء يحدثان عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة قال عبد الله بن عبيد وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته فقال عبد الملك ما أظن أبا خبيب يعني ابن الزبير سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها. قال الحارث بلى أنا سمعته منها. قال سمعتها تقول ماذا؟ قال قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قومك استقصروا من بنيان البيت ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت ما تركوا منه فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي لأريك ما تركوا منه. فأراها قريبا من سبعة أذرع. هذا حديث عبد الله بن عبيد وزاد عليه الوليد بن عطاء قال النبي صلى الله عليه وسلم ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض شرقيا وغربيا وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها. قالت قلت لا قال: تعززا أن لا يدخلها إلا من أرادوا فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدعونه يرتقي حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط. قال عبد الملك للحارث أنت سمعتها تقول هذا قال نعم. قال فنكت ساعة بعصاه ثم قال وددت أني تركته وما تحمل.

ص: 211

• عبد الرزاق [9157] أخبرني أبي قال سمعت مرثد بن شرحبيل يحدث أنه حضر ذلك قال أدخل ابن الزبير على عائشة سبعين رجلا من خيار قريش ومكبرتهم فأخبرتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها لولا حداثة عهد قومك بالشرك لبنيت البيت على قواعد إبراهيم وإسماعيل وهل تدرين لما قصروا عن قواعد إبراهيم قالت لا قال قصرت بهم النفقة قال فكانت الكعبة قد وهت من حريق أهل الشام قال فهدمها وأنا يومئذ بمكة فكشف عن ربض في الحجر آخذ بعضه ببعض فتركه مكشوفا ثمانية أيام ليشهد عليه قال فرأيت ربضة ذلك كخلف الإبل خمس حجارات وجه حجر ووجه حجران قال ورأيت الرجل يأخذ العتلة فيهزها من ناحية الركن فيهتز الركن الآخر قال ثم بنى على ذلك الربض وصنع به بابين لاصقين بالأرض شرقيا وغربيا فلما قتل ابن الزبير هدمه الحجاج من نحو الحجر ثم أعاده على ما كان عليه فكتب إليه عبد الملك وددت أنك تركت ابن الزبير وما تحمل قال قال مرثد وسمعت ابن عباس يقول لو وليت منه ما ولي الحجر ابن الزبير أدخلت الحجر كله في البيت، فلم يطاف به إن لم يكن من البيت؟ . اهـ مرثد وثقه ابن حبان.

ص: 212

• عبد الرزاق [9147] عن ابن جريج قال لما كان أهل الشام في الجيش الأول جيش الحصين بن نمير حرق الرجل من نحو باب بني جمح والمسجد يومئذ ملأ خياما وأبنية فسار الحريق حتى أحرق البيت فأحرق كل شيء عليه ويحرد حتى إذ طائرا ليقع عليه فتنتثر حجارته قال ابن جريج قال لي رجل من قريش يقال له محمد بن المرتفع قال فوالله إنا لنصلي ذات ليلة العشاء وراء ابن الزبير إذا رأيت في جوف البيت ورأينا من خل الباب فلما انصرف ابن الزبير قال هل رأيتم قلنا نعم قال فأجمع ابن الزبير لهدمه وبنائه فأرسل إلى كذا وكذا بعيرا يحمل الورس من اليمن وذكر أربعة آلاف بعير وشيئا سماه يريد أن يجعله مدرا للبيت ثم قيل له إن الورس يعفن ويرفت فقسم الورس في نساء قريش وقواعدهن وبنى بالقصة فأرسل إليه ابن عباس لما أحضر حاجته إن كنت فاعلا فلا تدع الناس لا قبلة لهم إجعل على زواياها صواري واجعل عليها ستورا يصلي الناس إليها ففعل حتى إذا كان يوم الأحد صعد على المنبر ثم قال يا أيها الناس ما ترون في هدم البيت فلم يختلف عليه أحد فقالوا نرى أن لا تهدمه فسكت عنهم حتى إذا انتفد رأيهم قال يظل أحدكم يسد أسه على رأسه وأنتم ترون الطائر يقع عليه فتنتثر حجارته ألا إني هادم غدا ووافق ذلك جنازة رجل من بني بكر فاتبعها من كان يريد اتباعها ومن كان لا يريد اتباعها وكسرت له وسادة عند المقدام ثم علاه رجال من وراء الستور وفرغ الناس من جنازتهم فالذاهب في منى والذاهب في بئر ميمون لا يرون إلا أنه سيصيبهم صاخة من السماء فلما أتي الناس فقيل ادخلوا فقد والله هدم دخل الناس وحفر حتى هدمها عن ربض في الحجر فإذا هو آخذ بعضه ببعض لا يستحق فدعا مكبرة قريش فأراهم إياه وأخذ ابن مطيع العتلة من شق الربض الذي يلي دار بني حميد فأنفضه أجمع أكتع ثم بناها حتى سماها وجعل لها بابين موضوعين في الأرض شرقيا وغربيا يدخل الناس من هذا الباب ويخرجون من هذا فبناها فلما فرغ من بنائها كان

في المسجد حفرة منكرة وجراثيم وقعاد نافاب الناس إلى بطحه فجعل الرجل يبطح على مائة بعير وادي من ذلك حتى أن الرجل ليخرج في حلته وقميصه إلى ذي طوى فيأتي في طرف ردائه ببطحاء يحتسب في ذلك الخير حتى إذا مل الناس أخذ يقوته فبطح حتى استوى فقال يا أيها الناس إني أرى أن تعتمروا من التنعيم مشاة فمن كان موسرا بجزور نحرها وإلا فبقرة وإلا فشاة قال فذكرت يوم القيامة من كثرة الناس دبت الأرض سهلها وجبلها ناسا كبارا وناسا صغارا وعذارى وثيبا ونساء والحلق قال فأتينا البيت فطفنا معه وسعينا بين الصفا والمروة ثم نحرنا وذبحنا فما رأيت الروؤس والكرعان والأذرع في مكان أكثر منها يومئذ. اهـ سند صحيح.

ص: 213