الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الفاتحة:
افتتح الواحدي كتابه1 بذكر أول ما نزل من القرآن ثم بذكر آخر ما نزل2 ثم بنزول البسملة3 ثم بنزول الفاتحة4 وساق الاختلاف هل هي مكية أو مدنية5، ثم أسند6 من طريق أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال: أول ما نزل
1 "ص7".
2 "ص12".
3 "ص15".
4 "ص17".
5 قال رحمه الله: "اختلفوا فيها: فعند الأكثرين: هي مكية من أوائل ما نزل من القرآن" ثم ساق الروايات المؤيدة لذلك.
6 "ص15" وتعبير المؤلف ابن حجر رحمه الله بـ"ثم" غير دقيق لأن الرواية ساقها الواحدي قبل ذكر الاختلاف في نزول الفاتحة، إلا إذا استعملها بمعنى العطف أو غيره، فقد قال في "الفتح""3/ 517" في شرح كتاب الحج، في الكلام على قوله تعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} : "وأما الإتيان في الآية بقوله: "ثم" فقيل: هي بمعنى الواو وهذا اختيار الطحاوي، وقيل لقصد التأكيد لا لمحض الترتيب، والمعنى: فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام ثم اجعلوا الأفاضة التي تفيضونها من حيث أفاض الناس لا من حيث كنتم تفيضون
…
".
وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} الأنعام "154""2/ 191": قال ابن جرير: "ثم آتينا موسى الكتاب" تقديره: ثم قل يا محمد مخبرًا عنا إنا آتينا موسى الكتاب بدلالة قوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُم} قلت: وفي هذا نظر، وثم ههنا إنما لعطف الخبر بعد الخير لا للترتيب ههنا كما قال الشاعر:
قل لمن ساد ثم ساد أبوه
…
ثم قد ساد قبل ذلك جده
وقال ابن هشام في "المغني""1/ 117" في الكلام على "ثم": "حرف عطف يقتضي ثلاثة أمور"التشريك في الحكم، والترتيب، والمهلة وفي كل منها خلاف" ثم ذهب يناقش ذلك.
[به] جبريل1 على النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا محمد استعذ ثم قل بسم الله الرحمن الرحيم" والراوي له عن أبي روق ضعيف2 فلا ينبغي أن يحتج به.
ثم2 أسند من طريق يزيد النحوي عن عكرمة والحسن4 قالا: "أول ما نزل من القرآن: بسم الله الرحمن الرحيم" وهذا مرسل5، ولعل قائله تأول الأمر في قوله تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك} وإلى ذلك أشار السهيلي6 فقال7: "يستفاد من هذه الآية ابتداء8 القراءة بالبسملة"، وأما خصوص نزول البسملة سابقا ففي صحته نظر. وقد أسند الواحدي9 من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقال: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} وهذا إن ثبت دل على
1 استدركتها في المطبوع ومن تفسيري الطبري وابن كثير.
2 هو بشر بن عمارة الخثمعي المكتب الكوفي اتفقت كلمات النقاد على تضعيفه مثل أبي حاتم والبخاري والنسائي وابن حبان والدارقطني والعقيلي والساجي إلا ابن عدي: فقال: "لم أر في أحاديثه حديثًا منكرًا وهو عندي حديثه إلى الاستقامة أقرب"، انظر "التهذيب""1/ 455".
3 هذا التعبير غير دقيق لأن هذه الرواية أوردها الواحدي في مطلع كتابه في القول في أول ما نزل من القرآن "ص8".
4 هو البصري الإمام العلم توفي سنة 110، أخرج له الستة، انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" للمزي "6/ 95-127".
5 وفي السند علي بن الحسين بن واقد متكلم فيه، وقال الحافظ:"صدوق يهم" انظر "التهذيب""7/ 308" و"التقريب""ص400".
6 هو عالم الأندلس الحافظ أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله الخثمعي المالقي توفي سنة "581" انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي "21/ 157" و"بغية الوعاة" للسيوطي "2/ 81" و"طبقات المفسرين" للداودي "1/ 272-274".
7 في كتابه "الروض الأنف" في شرح السيرة النبوية لابن هشام في أوائل كتاب "المبعث""2/ 397".
8 في "الروض": وجوب ابتداء.
9 في "القول في سورة الفاتحة". "ص17".
أن الفاتحة مكية1.
ومن طريق أبي ميسرة2 أحد كبار التابعين3 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا برز سمع مناديا ينادي يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربا فقال له ورقة بن نوفل: إذا سمعت النداء4 فاثبت حتى تسمع ما يقول لك، فلما برز سمع النداء4 فقال:"لبيك" قال: قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم قل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} حتى فرغ من فاتحة الكتاب قلت: وهو مرسل ورجاله ثقات، فإن ثبت حمل على أن ذلك كان بعد قصة غار حراء ولعله كان بعد فترة الوحي، والعلم عند الله تعالى.
ثم5 أسند من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف ختم السورة حتى ينزل عليه: "بسم الله الرحمن الرحيم" وهذا رواته ثقات6.
وأخرجه أبو داود7 لكنه اختلف في وصله وإرساله، وأورد الواحدي له
1 وقد علمت أنه لا يثبت لوهاء سنده.
2 وقد ساقه الواحدي قبل المذكور هنا قبله.
3 هو عمرو بن شرحبيل الهمذاني ثقة عابد مخضرم مات سنة 63 أخرج الستة دون ابن ماجه، "التقريب" "ص422" وجاء في تعليق السيد صقر على كتاب الوحدي "ص17": عمر وهو خطأ.
4 في المطبوع بعدها: يا محمد.
5 هذا التعبير نظر كما سبق والصحيح: وكان أسند.
6 انظر "مجمع الزوائد""6/ 310".
7 في كتابه "السنن" كتاب الصلاة باب من جهر بالبسملة "209" برقم "778" وقد رواه عن ثلاثة من شيوخه وهم قتيبة بن سعيد وأحمد بن محمد المروزي وابن السرح وقال قتيبة فيه: عن ابن عباس. ولفظه عن ابن السرح: "لا يعرف فصل السور، حتى تنزل" وانظر "تحفة الأشرف""4/ 434".
شاهدين1 بسندين ضعيفين. قال الجعبري: يؤخذ من هذا أن لنزول البسملة سببين، أحدهما: التبرك بالابتداء بها، والثاني: الفصل بين السورتين والله أعلم2.
1 الأول عن ابن مسعود: كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى تنزل "بسم الله الرحمن الرحيم" والثاني عن ابن عمر: نزلت "بسم الله الرحمن الرحيم" وهما في "الدرر المنثور" للسيوطي "1/ 7".
2 يلاحظ أن ما أورده الحافظ هنا من كلام على "الفاتحة" لا يعد من أسباب النزول بالمعنى الاصطلاحي.