المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌المدخل زمن كالربيع حل وزالا … ليت أيامه - أصول الفقه - آيات وأحاديث الأحكام من أمالي الأستاذ الإمام

[ابن باديس، عبد الحميد]

فهرس الكتاب

- ‌المدخل

- ‌كيف نشأت فكرة الكتاب

- ‌كتاب الطهارة

- ‌الطهور

- ‌طهارة الحدث

- ‌المسح على الخفين

- ‌موجبات الوضوء

- ‌الغسل

- ‌موجبات الغسل

- ‌أسباب التيمم

- ‌الطهارة من الخبث

- ‌ما تجب منه الطهارة

- ‌كيف يكون التطهير

- ‌العفو عمن يشق غسله

- ‌آداب قضاء الحاجة

- ‌الحيض

- ‌النفساء

- ‌كتاب الصلاة

- ‌المواقيت

- ‌الأذان

- ‌المساجد

- ‌ستر العورة

- ‌استقبال القبلة

- ‌الصلاة ووجوبها

- ‌حكم تاركها

- ‌المحافظة عليها

- ‌الذكر بعدها

- ‌صلاة الجماعة

- ‌الإمامة

- ‌الجمعة

- ‌صلاة الخوف

- ‌صلاة السفر

- ‌صلاة النافلة

- ‌الصلاة على الجنازة

- ‌الزكاة

- ‌فى الرقة

- ‌الصيام

- ‌(زمانه):

- ‌(وقته):

- ‌(الرخصة فيه):

- ‌(آداب الصوم)

- ‌(نية الصوم):

- ‌الاعتكاف

- ‌الحج

- ‌(وجوبه)

- ‌(بيان المستطيع):

- ‌(زمان الاحرام به):

- ‌(كيفية الاحرام):

- ‌(أعماله): النية والاحرام:

- ‌(ومن أعماله الطواف):

- ‌(السعي):

- ‌(الوقوف بعرفة):

- ‌(الإقامة بمن

- ‌(النحر):

- ‌(الحلق):

- ‌(إتمامه والاخلاص فيه):

- ‌(الآداب فيه):

- ‌(الإحلال منه):

- ‌(الإحصار عنه):

- ‌(العمرة):

- ‌(ممنوعات الإحرام (الصيد)):

- ‌(ومن ممنوعاته) (النساء)

- ‌(الطيب وإزالة الأوساخ وتقليم الأظافر وحلق الشعر)

- ‌(وصف عام لأعمال ومناسك حج الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌(الاحرام):

- ‌(التلبية):

- ‌(الطواف):

- ‌(السعي بين الصفا والمروة):

- ‌(نية الحج والعمرة):

- ‌(التوجه الى منى):

- ‌(الوقوف بعرفة):

- ‌(من عرفة الى المزدلفة):

- ‌(في منى):

- ‌(طواف الافاضة):

- ‌الخاتمة

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌المدخل زمن كالربيع حل وزالا … ليت أيامه

بسم الله الرحمن الرحيم

‌المدخل

زمن كالربيع حل وزالا

ليت أيامه خلقن طوالا

حقا، لقد كان زمنا كالربيع في اشراقته، وفي خصوبته، وفي خيره، ودفقه وعطائه. ذلك هو زمن 1933 - 1935.

هو ثلاث سنوات في عمر تلمذتي بقسنطينة، وفي الجامع الأخضر لدى رائد الحركة الاصلاحية، وقائد النهضة العلمية، المنبعثة في الجزائر الأستاذ عبد الحميد بن باديس، طيب الله ثراه، وجازاه عن جهاده بما يجازى به عباده الصالحين، يوم لاينفع مال ولا بنون، الا من أتى الله بقلب سليم.

وقد سبقني الى هذا الزمن بسنتين أخي وصديقي المجاهد الأستاذ الفضيل الورتلاني الذي زار قسنطينة في مطلع السنة الدراسية الأخصرية 30 - 31 فاندهش لما فوجئ به من الدروس والنظام والنهضة، والحركة الدائبة، والحياة الجديدة، فشعر بالرضى وأحس بالاطمئنان، وعزم على الاسقرار والانتماء، وقرر أن يغادر حلقات الدروس التي تجمعنا واياه في البلد، على دروس العربية والبلاغة وشتى الفنون الأخرى من فقه وأحكام وقرآن.

ص: 7

وفجأة انفرط من عقدنا، وانضم عمليا الى حلقات دروس الجامع الأخضر وفروعه بكل ما يملك من قناعة وارادة واستعداد.

وحين استقر به المقام أخذ ينهل من مناهل العلم والعرفات، ويغوص لاستخراج اللآلى والمكتنهات، وعلى حين غرة، لمح الأستاذ ابن باديس منه مخايل الذكاء والنجابة وبعد النظر، فزاده عناية، وأولاه اههاما وقربه اليه، وشاركه في أعماله، لما وجد فيه من صفات الدعاة الأمناء:(الايمان، والشجاعة، والفصاحة، والقدرة عل الاقناع، والثقة بالنفس)، فاعتمده، ورشحه لحمل رسالة الدعوة الى الله، بعد ما براه كالسهم، وزوده بزاد العلم، وحصنه بقوة الفهم، ونفاذ البصيرة.

وعاد الينا معشر زملائه الطلبة بقوة جبارة تحارب السكون والانطواء، بحمل في داخله نفسا متأججة من الحماس، وقبسا وهاجا من نور الله، يفيض بهما علما وحكمة وأفكارا وبيانا، فيتناول بيننا آيات من القرآن الكريم، أمثال قوله تعالى:{فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة). ثم يفيض على الموضوع سيلا من المعاني ويفجر منه شلالا من الأسرار التي تنطوي عليها لآيات القرآنية والأحاديث النبوية، تلك الأسرار التي لم تتفتح لها أفهامنا، ونحن نتلو هذه الآيات مع كل القرآن الذي نحفظه، ونقرأ هذه الأحاديث من قبل.

فكان من أثر هذا اللقاء، وهذه الصيحة التي جهر بها بيننا، أن استجاب لها نحو عشرين طالبا، انفرطوا من العقد الذي كان يجمعنا، فانبعثوا لطلب العلم، وانضموا الى طلبة (الجامع الأخضر)، وما كانت مبادرتهم لاتخاذ هذا السبيل الا نتيجة لذلك المخاض الذي أحدثته فينا جميعا أسرار الآية القرآنية الآنفة الذكر، وجمع من الحكم البالغة التي كان يغدق بها علينا.

ص: 8