الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
حق لهذا الكتاب أن يكون بين أيدي ناشئتنا وطلبتنا من أبناء أمتنا الاسلامية، وحق له كذلك أن يكون بين أيدي معلمينا ومعلماتنا قبل كل أحد، ليعملوا به، ولينهجوا على منواله، فيستخرجوا من القرآن الزاخر بشتى فنون التربية والاخلاق، ويهتدوا بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة سلفنا الصالح من بعده، حتى تتربى نفوسهم تربية اسلامية روحية صحيحة؛ وتتطهر عقائدهم من الشك والتردد، فينبعثوا - وقد تحصنوا بسلاح الايمان - لمواجهة مختلف التيارات المعارضة في طريق بناء الاسلام الصحيح، والعودة الى كتاب الله الخالد {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ، اذ ليس من دواء لما نحن فيه من انحراف عن معالم الدين الصحيح؛ الا الأخذ بأسباب القرآن والسنة، منها المبدأ واليهما المرجع. فاذا وفق المعلمون اليهما، وسار على الدرب من بعدهم الهداة والمرشدون، وآمنوا برسالتهم أهدوا للمجتمع جيلا سعيدا صالحا مؤمنا، وحماة أقوياء قادرين مخلصين.
ان التقدم الانساني - بالرغم مما يبذل في سبيل النهضة الحديثة، من نبوغ وعبقرية من الناحية المادية - لا يزال بعيدا كل البعد عن الناحية الدينية والخلقية، واذا ما قارنا بين التقدم المادي والتقدم الخلفي، أدركنا الفرق شاسعا، وأخذ العلم لذات العلم ليس هو الهدف الأسمى في الحياة، فالمعرفة
التي لا يستطيع صاحبها ان يستخدمها، ويسترشد بها فى سلوكه لا قيمة لها البتة، وهي معرفة ميتة لا فائدة منها للفرد ولا للجماعة، وهي ليست فضيلة، واذا انفصلت المعرفة عن الفضيلة والخلق الروحي، كان شرها أكثر من فائدتها، والمعرفة لا تعطي الثمار المطلوبة حتى تنتقل من مجرد العرفة النظرية، ومن التلقين والحفظ الى ميدانها الحقيقي، ألا وهو التأثير في السلوك، وتوجيهه الى ما هو خير وأقوم.
فلنعد بديننا وخلقنا الكريم الى نقطة البداية، ولنبوئهما مكانهما القديم في مدارسنا، ومعاهدنا، وفي حياة الشعب الخارجية العامة. لا سيما ونحن ندرك اننا كنا نستمد الثورة الروحية التي اختزنتها لنا الاجيال الماضية، دون أن نحاول اثراءها، أو تعويضها على الأقل، وعندما تفتحت أعيننا فجأة، فاذا بنا نرقص على حافة الهاوية السحيقة، وقد أوشك زادنا الروحي أن ينضب.
ان ديننا كامل، والعيب فينا نحن، لاننا تركناه، وطرحناه جانبا، وقصرناه على العبادات والصلوات وحدها، ولا بد من عودة اليه على ضوء تعاليمه الرشيدة، وكتابه المنير، وان التبعة الملقاة على عاتق المعلمين والمربين ليست بأقل من تلك التي تلقى على عاتق العلماء والمفكرين والانبياء والمرسلين.
سدد الله خطانا، ووفقنا الى ما فيه خير البلاد والعباد.
محمد الحسن فضلاء