الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد انك قد بلغت وأديت ونصحت! ! !
فقال بإصبه السبابة (1) يرفعها الى السماء ينكتها الى الناس، اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات.
ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا.
ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة (2) بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه.
(من عرفة الى المزدلفة):
ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم - وقد شنق (3) للقصواء الزمام، حتى أن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى (4):
(1) يرفعها الى السماء ويردها الى الناس.
(2)
تجمهرهم وافواجهم.
(3)
ضم وضيق وشد حتى يحد من هرولتها.
(4)
مشيرا بها أن الزموا السكينة.
أيها الناس: السكينة السكينة! كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد، واقامتين، ولم يسبح بينهما شيئا. ثم اضطجع رسول الله حتى طلع الفجر، وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة.
ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا. فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما (1)، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به ضعن (2) يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى بطن محسر. (3)
(1) جميل الشكل.
(2)
جمع ضعينة وهي الجمال التي تركب عليها النساء وسميت بها النساء مجازا لكثرة ركوبهن الجمال.
(3)
خارج المزدلفة، والمزدلفة كلها موقف الا بطن محسر.