الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1501 - عثمان بن على بن يحيى بن هبة اللَّه بن إبراهيم بن المسلم بن على الأنصارى الشيخ فخر الدين المعروف بابن بنت أبى سعد
.
ولد بداريا من قرى دمشق في رجب سنة تسع وعشرين وستمائة، وسمع من الكمال الضرير والرضا بن البرهان، وحدَّث وكان من مشايخ العلم وناب في الحكم بالقاهرة مدة، ودرَّس بالجامع الطولونى، مات سنة تسع عشرة وسبعمائة، وسبطه شرف الدين محمد بن عثمان ولى قضاء البهنسا، ومات بها كهلًا في حدود الأربعين وسبعمائة، وكان فاضلًا بحاثًا رأيته درس الحديث بجامع ابن طولون وهو ممن قرأ على والدى العربية، وحموه الشيخ فخر الدين وشيخه أيضًا العلامة (1) ابن التلمسانى شارح التنبيه، نقل ابن الرفعة عنه كثيرًا في كفايته. قال: وهو من الفضلاء بالذهب والأصلين، وله فيها مصنف ولم يره ابن الرفعة بل ولا في حياته قال بعض شيوخنا: وحكى لنا الشيخ فخر الدين هذا عنه مناقب، ومما أفاده ابن التلمسانى حكاية بناء الوجهين في مطالبة الإمام بالنذور والكفارات على أن فرض الكفاية هل يتعين على من يعينه الإمام أو لا، فيه خلاف مشهور، فإن قلنا: إنه يتعين فله الطالبة، لأنها تعيين للزمان كما أن ذاك تعيين للذات بل أولى؛ لأن للإمام تعيين وقت إمامة الجمعة بلا خلاف وإن كان موسعًا، وإن قلنا إنه لا يتعين فلا مطالبة، وما ذكره من تعيين الإمام وقت الجمعة غريب ودعواه عدم الخلاف أغرب، وقد ذكر الأصحاب الخلاف في انعقاد جمعتين في بلد، والإمام مع إحداها لكن لم يفرضوه فيما إذا عين.
1502 - على بن إبراهيم بن محمد بن الحسين البجلى العبد الصالح
.
كان يحفظ المهذب والوسبط نقلًا، وتفقه على خلائق من أهل اليمن وانتفعوا ببركته وعمله في الفقه والفرائض، وكل من اشتغل عليه أفلح أو كاد، كان يتردد إلى الحرمين وله كرامات مأثورة، مات ببلدة شجينة من بلاد تهامة في عشر ربيع الآخر من سنة خمس عشرة وسبعمائة، أفاده كله الحافظ عفيف المطرى أبقاه اللَّه.
1503 - على بن أحمد بن أسعد بن أبى بكر بن محمد بن عمر بن أبى الفتوح بن على بن صبح ضياء الدين الأصبحى اليمنى
.
(1) في الأصل بياض، والسياق نراه مستقيمًا بدونه إن شاء اللَّه.
1503 -
السبكى (10/ 128 - 129).
متأخر، صاحب كتاب "معين أهل التقوى على التدريس والفتوى"، جمع فيه وأوعى. قال في خطبته: إنه طالع عليه نيفًا وأربعين مصنفا للأصحاب وعدَّ أكثرها ومنها الأم، وتصانيف أبى إسحاق والشاشى وشرَّاح التنبيه إلى زمن الجيلى وتصانيف ابن أبى عصرون، والشامل، وتعليقة الشيخ أبى حامد، والنهاية وكتب الغزالى، والرويانى، والرافعى، والروضة للنووى، والتزم أن لا يذكر فيه إلا المسائل التى وقع فيها خلاف مذهبى لا المتفق عليه، وأن لا يذكر من مسائل الخلاف إلا ما يقع فيه تصحيح لتعين على الفتوى، ولم يحذف من هذه الكتب إلا مسائل قليلة بالنسبة إلى كثرة عددها وهى غير قليلة تركها، لأنه لم يجد فيها تصحيحًا قال: ولعل أن ينقحها ويسوف على تصحيحها ويلحقها في مواضعها، قال: وقد يوجد نص إمام المذهب والتصحيح بخلافه فتكون الفتوى على النص إذ نحن مقلدون. وهذا الكلام حق لا ينبغى أن يحاد عنه، ورتب الكتاب المذكور على مسائل التنبيه والمهذب، فإذا استوعب ذلك مع ما يضيف إليه من زيادة قيود من بقية الكتب وتصحيح وغير ذلك عقد فصلًا لما في البيان، ثم فصلًا لما في تصانيف الغزالى وشرح الرافعى وغيرهما، يفعل ذلك في كل باب، وهو مع كبر حجمه شديد الاختصار رأيته مجلدة ضخمة ورأيت نصفه في مجلده وهذا الكتاب هو الذى نقل عنه الشيخ نجم الدين القمولى رحمه الله في بحره، حيث قال: رأيته في كتاب المعين لعلى بن أحمد الأصبحى عن الشيبانى وهو من فقهاء اليمن المتأخرين، تخصيص الخلاف -أى في نظر الرجل إلى فرج زوجته بغير حالة الجماع والجزم بالحل فيها قولًا واحدًا- وقد نقلته إلى شرح المنهاج وغيره، ولأحمد بن منصور يمدح هذا الكتاب:
"أتى لنا معينٌ يستضاء به
…
أحصى الخلاف وأبدى الان مشكلَه،
للَّه للَّه ما أهدى مصنفه
…
للطالبين بيانًا حين كملَه،
خاض التصانيف تصحيحًا ليو
…
دعه في ضمنه فكفى عيَّها وسهلَه،
أعطاه مولاه يوم العرض
…
مغفرةً يرضى بها وبدار الخلد خوَّلَه".
ورأيت من تصانيفه أيضًا "غرائب الشرحين" يعنى شرح الرافعى والعجلى في مجلدة، مات في أول سنة سبعمائة، كما أفادة العفيف المطرى.