الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النظامية بعد الشيخ أبى إسحاق فعزل بابن الصباغ بعد أقل من شهر ثم أعيد إليها سنة سبع وسبعين إلى أن توفى سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وكانت ولادته سنة ست وعشرين وأربعمائة.
256 - عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد أبو نصر بن الصباغ
.
صاحب "الشامل" و"الكامل" و"عدة العالم" و"الطريق السالم" و"كفاية السائل" وغيرها. كُفَّ بصره في آخر عمره قبل وفاته بسنتين، درس بالنظامية ببغداد أول ما فتحت سنة تسع وحمسين، وبناها نظام الملك لأجل الشيخ أبى إسحاق فتمنع ثم أجاب بعد عشرين يومًا فدرَّس بها فلما توفى أبو إسحاق وليها المتولى ثم عزل، وأعيد ابن الصباغ كما سلف في ترجمته، ثم صر سنة سبع وسبعين كما مضى أيضًا، ثم حمله أهلها على طلبها فخرج إلى أصبهان قاصدًا حضرة ملاذ الفقهاء نظام الملك فأمر أن يبنى له غيرها، وعاد من أصبهان فمات بعد ثلاث أيام، سمع ابن الصباغ من أبى الحسن بن المفضل جدّ ابن عرفة، وحدث به وروى عنه الخطيب وهو أكبر منه وغيره، قال أبو الوفا ابن عقيل: كملت له شرائط الاجتهاد المطلق. ولد سنة سته وأربعمائة، ومات سنة سبع وسبعين وأربعمائة. قلت: وسلف ذكر والده، وابن أخيه أحمد سيأتى قريبًا، وابن عمه محمد بن على بن عبد الواحد أبو غالب (1) تفقه على الإمام أبى نصر وحدث. مات سنة ست وتسعين وأربعمائة، والمبارك بن حمزة هو سبط عبد الواحد بن على بن الصباغ ذكرته في الذيل.
257 - عبد الملك بن عبد اللَّه بن يوسف العلامة إمام الحرمين ضياء الدين أبو المعالى بن الشيخ أبى محمد الجوينى
.
رئيس الشافعية بنيسابور، وصاحب "النهاية"، و"الإرشاد"، و"الساليب"، و"الشامل"، و"البرهان"، و"الأساليب"، و"مدارك الأصول"، و"الرسالة النظامية"،
256 - ابن الصلاح (2/ 778)، والسبكى (5/ 122 - 134)، والإسنوى (2/ 130)، وابن قاضى شهبة (1/ 296 - 270)، وابن هداية اللَّه (173).
(1)
ابن الصلاح مع الذيل (2/ 864)، والسبكى (4/ 192).
257 -
السبكى (5/ 165 - 222)، والإسنوى (1/ 409 - 412)، وابن الصلاح مع الذيل (2/ 799)، وابن قاضى شهبة (1/ 275 - 277)، وابن هداية اللَّه (174 - 176).
و"مختصر التقريب"، و"التحفة"، و"الخطب"، و"الأحكام الإسلامية"، و"الغياثى"، و"مغيث الخلق"، و"الغنية" في الخلاف، ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة، تفقه على والده، وتوفى أبوه وله عشرون سنة فأقعد مكانه للتدريس، وأحكم علم الأصول على أبى القاسم الإسفرائينى الإسكاف أحد تلامذة أبى إسحاق الإسفرائينى فعلق عنه أجزاء، قال: وطالعت في نفسى مائة مجلدة. ويحكى عنه أنه قال: ما تكلمت في علم الكلام كلمة حتى حفظت من كلام القاضى وحده اثنى عشر ألف ورقة، ويحكى أيضًا أنه قال للغزالى: يا فقيه فرأى في وجه الغزالى تغييرًا كأنه استثقل هذه اللفظة على نفسه فقال له: افتح هذا البيت ففتح مكانًا وجده مملوءًا بالكتب فقال: ما قيل لى فقيه حتى أتيت على هذه الكتب كلها. وكان يبكر قبل تدريسه إلى مسجد أبى عبد اللَّه الخبادي يقرأ عليه القرآن ثم اضطر إلى السفر حين ظهر التعصب للفريقين، فخرج إلى بغداد، ثم جاور بمكة أربع سنين يدرّس ويفتى ويجمع طرق المذهب، ثم عاد إلى نيسابور فاحتفل الناس به، ودرّس بالنظامية، وتفرّد ثلاث سنين من غير مزاحم ولا مدافع، مُسَلَّم له المحراب والمنبر والوعظ، والتدريس، والمناظرة، وكان يقعد بين يديه كل يوم نحوًا من ثلثمائة رجل، وكانت له وجاهة، زاهد عند السلطان والوزير، وفوضت أمور الأوقاف إليه، أنفقت له نهضة إلى أصبهان لسبب مخالفة بعض الأصحاب فلقى بها من المجلس النظامى ما كان لائقًا بمنصبه، وأجيب بما هو فوق مطلوبه، وعاد إلى نيسابور مكرهًا، وكان رحمه الله من التواضع لكل أحد بمحل يتخيل منه الاستهزاء للمبالغة فيه، وتناظر هو والشيخ أبو إسحاق الشيرازى عند دخول الشيخ إلى نيسابور فيما لو أوردناه لطال، وقد تولى ذلك ابن الصلاح في أوراق، وسمع الحديث من جماعة وأخذ نهايته بشهر ببعض ذلك فإنه أورد أحاديث في أمهات الأولاد بأسانيده قال صاحب المهذب: تمتعوا بهذا الإمام فإنه نزهة هذا الزمان. روى عنه أنه قال له: يا مفيد أهل المشرق والمغرب لقد استفاد من علمك الأولون والأخرون، أنت اليوم إمام الأئمة. وقيل إن والده كان في أول أمره ينسخ بالأجرة، وأنه جمع من ذلك ما اشترى به حارية صالحة، ولم يزل يطعمها من كسب يده حتى حملت به فلما ولدته حرص على أن لايطعمه ما فيه أدنى شبهة، ويحكى أنه تلجلج يومًا في مجلس مناظره فقيل له ما هذا قال: ما أراها إلا آثار بقاء المصة لمصّة مصَّها من جارية في صغرة لشغل أمه عنه، فقليه والده وفرغه قال: فهذه اللجلجة من بقايا تلك الآثارة، وكان