الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واحد، ونقل إلى جانبه. كان يفتى بمسألة ابن سريج وينصرها، وله من المصنفات "المستضهرى"، و"المعتمد" كالشرح له، و"العمدة" و"الشافى في شرح الشامل" في عشرين جزء، كان بقى من إكماله نحو الخمس هذا في سنة أربع وتسعين وأربعمائة، وله أيضًا "الترغيب في المذهب"، و"شرح المختصر"، وخلّف ولدين إمامين في النظر أحمد وعبد اللَّه، مات عبد اللَّه سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ودفن على أبيه، وكان مولده سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، تفقه على أبيه وبرع وناظر وأفتى ووعظ وسمع وحدث، وله شعر حسن، وله ولد اسمه أحمد وكنيته أبو نصر، تفقه على ابن الخِل وسمع وحدث بنفسه، ومات سنة ست وسبعين وخمسمائة، ومات أحمد سنة تسع وعشرين وخمسمائة قاله ابن الصلاح في مجموع له وأنه أفتى مع والده، ومن شعره والدهما:-
"لوصل لي وهجير الضيف مقدومى .. بوادى جوى للحر مضطرم
أهم أحبه إليك اليوم تشهدهم
…
أمِنْ شربة من زلال الماء قلت هم".
ووقع بينه وبين القاضى الدامغانى فأنشأ فيه الشاشى:
"حجاب وإعجاب وفرط فصلت
…
ومريد نحو العلا يتكلف"
ولو كان هذا مِن وَراءِ كفاءَة لهان
…
ولكن مِن وراء تكلف".
قلت: وللإمام أبى بكر أخ اسمه عمر بن أحمد أبو حفص. تفقه أيضًا على أبى إسحاق الشيرازى وسمع من ابن المهتدى وغيره، ومات سنة خمسين وخمسمائة.
298 - محمد بن محمد بن أحمد أبو حامد الغزالي الطوسى زين الدين
.
حجة الإسلام أحد الأئمة، ولد بطوس سنة خمسين وأربعمائة سنة مات الماوردى وأبو الطيب الطبرى، وكان والده يغزل الصوف ويبيعه في دكانه بطوس، وكان اشتغاله أولًا لطلب القوت لما نفذ ما خلَّفه أبوه. قال الغزالي: ما لى إن يكون إلا للَّه، ويُحكى أن
298 - المنتظم (9/ 168)، واللباب (2/ 379)، والعبر (4/ 10)، والسبكى (6/ 191 - 289)، والإسنوى (2/ 242 - 245)، وابن قاضى شهبة (1/ 326 - 328)، وابن هداية اللَّه (192 - 195)، وشذرات الذهب (4/ 10 - 13)، والكامل (10/ 491)، وفيات الأعيان (4/ 216 - 219)، والنجوم الزاهرة (5/ 203)، والبداية والنهاية (12/ 173 - 174).
أباه كان يجالس المتفقه ويسأل اللَّه أن يرزقه ابنًا فقيهًا ويجالس الوعَّاظ ويسأل اللَّه أن يرزقه ابنا واعظًا فاستجيب له في محمد وأحمد، إشتغل على الإمام وغيره ورحل، وكان الإمام ينحصر من تصانيفه وأنه لما صنف "المنخول" عرضه عليه فقال: دنفس وأنا حى فهلا صبرت حتى أموت، لأن كتابك غطَّى على كتابى. ولى تدريس النظامية ثم خرج عما هو فيه إلى طريق التصوف واستوطن دمشق عشر سنين، وصنف الإحياء. اجتمع بالشيخ نصر المقدسى ثم انتقل إلى القدس ثم إلى مصر والإسكندرية ثم عاد إلى طوس، وكان جامعًا للفنون وصنف فيها إلا النحو فإنه لم يكن فيه بذاك وإلا الحديث فإنه كان يقول: أنا مزحى البضاعة منه، ثم طُلب إلى تدريس النظامية فأجاب محتسبًا فيه الخير والإفادة ونشر العلم فأقام يده على ذلك، ثم تركه وأقبل على لزوم داره وابتنى خانقاه إلى جواره ولزم تلاوة القرآن والإشتغال بالحديث فسمع البخارى وبعض سنن أبى داود ولو طالت مدته لبرز فيه لكن عجلته المنية فمات سنة خمس وخمسمائة عن خمس وخمسين سنة، ودفن بمقبرة الطائران، ومن مصنفاته المشهورة "البسيط"، و"الوسيط"، و"الوجيز"، و"الخلاصة"، و"الإحياء"، و"المستصفى"، و"المنخول"، و"اللباب"، و"بداية الهداية"، و"كيمياء السعادة"، و"الماحة" وغيرها، وقد تكلم على الإحياء جماعة منهم أبو بكر بن العربى والمازرى والطرطوسى أبو بكر محمد بن الوليد، وقد أوضحت ترجمته في كتاب "تذكرة الأحبار عما في الوسيط من الأخبار" فسارع إليه ترشد وباللَّه التوفيق، ومن شعره ما أنشده ابن السمعانى في ذيله:
"حلت عقاب صدغه في خده قمرًا فجل به عن الشبيه
…
ولقد عهدناه يحل ببرحها فمن العجائب كيف حلت فيه".
وله أيضا أنشده العماد الأصفهانى في الخريده:
"هبى صوت لما ترون بزعمكم
…
وخطيب منه يلثم خد أزهرى،
إنى اعتزلت فلا تلوموا إنه
…
أضحى نفسًا يلقى بوجه أشعرى"