المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما بقي من الأعماق، وفتح القسطنطينية - الفتن لنعيم بن حماد - جـ ٢

[نعيم بن حماد المروزي]

فهرس الكتاب

- ‌مَا بَقِيَ مِنَ الْأَعْمَاقِ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ

- ‌مَا يُرْوَى فِي الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَأَطْرَافِ مِصْرَ، وَمَوَاحِيزِهَا فِي خُرُوجِ الرُّومِ

- ‌مَا يَقْدَمُ إِلَى النَّاسِ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ

- ‌الْعَلَامَاتُ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ

- ‌مِنْ أَيْنَ يَكُونُ مَخْرَجُ الدَّجَّالِ

- ‌خُرُوجُ الدَّجَّالِ، وَسِيرَتُهُ، وَمَا يَجْرِي عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الْفَسَادِ

- ‌قَدْرُ بَقَاءِ الدَّجَّالِ

- ‌الْمَعْقِلُ مِنَ الدَّجَّالِ

- ‌نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام وَسِيرَتُهُ

- ‌قَدْرُ بَقَاءِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام بَعْدَ نُزُولِهِ

- ‌خُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ

- ‌الْخَسْفُ وَالزَّلَازِلُ وَالرَّجْفَةُ وَالْمَسْخُ

- ‌فِي النَّارِ الَّتِي تَحْشُرُ إِلَى الشَّامِ

- ‌مَا يَكُونُ مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ

- ‌عَلَامَاتُ السَّاعَةِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

- ‌طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنَ الْمَغْرِبِ

- ‌بَابُ خُرُوجِ الدَّابَّةِ

- ‌الْحَبَشَةُ

- ‌خُرُوجُ الْحَبَشَةِ

- ‌التُّرْكُ

- ‌مَا وُقِّتَ فِي الْفِتَنِ مِنَ الْأَوْقَاتِ لِلسِّنِينِ وَالشُّهُورِ وَالْأَيَّامِ

الفصل: ‌ما بقي من الأعماق، وفتح القسطنطينية

‌مَا بَقِيَ مِنَ الْأَعْمَاقِ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ

ص: 466

1313 -

حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ، عَنْ أَرْطَاةَ، عَنْ شُرَيْحٍ، عَنْ كَعْبٍ، وَبَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبًا الْحَبْرَ، يَقُولُ:" سَمِعَتِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، بِخَرَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَتَعَزَّزَتْ وَتَجَبَّرَتْ، فَدُعِيَتِ الْمُسْتَكْبِرَةَ، وَقَالَتْ: يَكُونُ عَرْشُ رَبِّي بُنِيَ عَلَى الْمَاءِ، فَقَدْ بُنِيَتْ عَلَى الْمَاءِ، فَوَعَدَهَا اللَّهُ تَعَالَى الْعَذَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ: لَأَنْزِعَنَّ حُلِيَّكِ وَحَرِيرَكِ وَخَمِيرَكِ، وَلَأَتْرُكَنَّكِ لَا يَصِيحُ فِيكَ دِيكٌ، وَلَا أَجْعَلُ لَكِ عَامِرًا إِلَّا الثَّعَالِبَ، وَلَا نَبَاتًا إِلَّا الْخُبَّازَةَ وَالْيَنْبُوتَ، وَلَأُنْزِلَنَّ عَلَيْكِ ثَلَاثَ نِيرَانٍ: نَارٌ مِنْ زِفْتٍ، وَنَارٌ مِنْ كِبْرِيتٍ، وَنَارٌ مِنْ نِفْطٍ، وَلَأَتْرُكَنَّكِ جَلْحَاءَ قَرْعَاءَ، لَا يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ، لَيَبْلُغَنَّ صَوْتُكِ وَدُخَانُكِ، وَأَنَا فِي السَّمَاءِ، فَإِنَّهُ طَالَ مَا أُشْرِكَ بِاللَّهِ تَعَالَى فِيهَا، وَعُبِدَ غَيْرُهُ، وَلَيُفْتَرَعَنَّ فِيهَا جَوَارٍ مَا يَكَدْنَ يُرَيْنَ الشَّمْسَ مِنْ حُسْنِهِنَّ، فَلَا يَعْجَزَنَّ مَنْ بَلَغَ مِنْكُمْ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى بَيْتِ بَلِاطِ مَلِكِهِمْ، فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِيهِ كَنْزَ اثْنَيْ عَشَرَ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِهِمْ، كُلُّهُمْ يَزِيدُ فِيهِ وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُ، عَلَى تَمَاثِيلِ بَقَرٍ أَوْ خَيْلٍ مِنْ نُحَاسٍ، يَجْرِي عَلَى رُءُوسِهَا الْمَاءُ، فَلَيُقْتَسَمَنَّ كُنُوزُهَا كَيْلًا بِالْأَتْرِسَةِ، وَقَطْعًا بَالْفُئُوسِ، فَإِنَّكُمْ مِنْهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تُعْجِلَكُمُ النَّارُ الَّتِي وَعَدَهَا اللَّهُ، فَتَحْتَمِلُونَ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ كُنُوزِهَا حَتَّى تَقْتَسِمُوهُ بِالْفَرْقَدِونَةِ، فَيَأْتِيكُمْ آتٍ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ، فَتَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيكُمْ، فَإِذَا بَلَغْتُمُ الشَّامَ وَجَدْتُمُ الْأَمْرَ بَاطِلًا، وَإِنَّمَا هِيَ نَفْحَةُ كَذِبٍ "

⦗ص: 467⦘

وَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: نَفْجَةٌ، وَقَالَ: فِي الْفَرْقَدُونَةِ، وَقَالَ: لَا يَقُومُ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى جِدَارٍ مِنْ جُدُرِكِ يَبُولُ عَلَيْكِ

ص: 466

1314 -

قَالَ صَفْوَانُ: وَحَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيَّيْنِ، أَنَّ كَعْبًا، كَانَ يَقُولُ:" إِذَا كَانَتِ الْمَلْحَمَةُ الْعُظْمَى مَلْحَمَةُ الرُّومِ هَرَبَتْ مِنْكُمْ ثُلَّةٌ فَلَحِقَتْ بِالْعَدُوِّ، وَخَرَجَتْ ثُلَّةٌ أُخْرَى فَأَسْلَمُوكُمْ، خَسَفَ اللَّهُ بِبَعْضِهِمْ، وَبَعَثَ عَلَى مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ طَيْرًا يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ، ثُمَّ تَبْقَى الثُّلَّةُ الْبَاقِيَةُ، فَيَالَعِبَادِ اللَّهِ، مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَغَلَبَتْهُ نَفْسُهُ عَلَى الْجَبْرِ فَلْيَدْخُلْ تَحْتَ إِكَافِهِ أَوْ يُمْسِكْ بِعَمُودِ فُسْطَاطِهِ، وَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَاصِرٌ الثُّلَّةَ الْبَاقِيَةَ، وَذَلِكُمْ حِينَ يَسْتَضْعِفُكُمُ الرُّومُ، وَيَطْمَعُونَ فِيكُمْ، يَقُولُ صَاحِبُ الرُّومِ: إِذَا أَصْبَحْتُمْ فَارْكَبُوا ذَاتَ حَافِرٍ مِنَ الدَّوَابِّ، ثُمَّ أَوْطِئُوهُمْ وَطْئَةً وَاحِدَةً، لَا يُذْكَرُ هَذَا الدِّينُ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا، يَعْنِي الْإِسْلَامَ، قَالَ: فَيَغْضَبُ اللَّهُ عز وجل عِنْدَ ذَلِكَ، حَتَّى يَكُونَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، وَفِيهَا سِلَاحُ اللَّهِ وَعَذَابُهُ، فَيَقُولُ: لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنَا وَدِينِي الْإِسْلَامُ، وَأَهْلُ الْيَمَنِ وَقَيْسٌ، لَأَنْصُرَنَّ عِبَادِي الْيَوْمَ، وَيَدُ اللَّهِ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، إِذَا أَمَالَهَا عَلَى قَوْمٍ كَانَتِ الدَّبْرَةُ عَلَيْهِمْ، فَيَا أَهْلَ الْيَمَنِ لَا تُبْغِضُوا قَيْسًا، وَيَا قَيْسُ أَحِبُّوا أَهْلَ الْيَمَنِ، فَإِنَّ قَيْسًا مِنْ خِيَارِ النَّاسِ أَنْفُسًا وَأَخْلَاقًا وَالَّذِي نَفْسُ كَعْبٍ بِيَدِهِ، لَا يُجَالِدُ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا أَنْتُمْ، يَا أَهْلَ الْيَمَنِ وَقَيْسُ، وَقَيْسٌ يَوْمَئِذٍ يَقْتُلُونَ الْأَعْدَاءَ وَلَا يُقْتَلُونَ، وَالْأَزْدُ يَقْتُلُونَ الْأَعْدَاءَ وَيُقْتَلُونَ، أَوْ قَالَ: وَلَا يُقْتَلُونَ، وَلَخْمٌ وَجُذَامٌ يَقْتُلُونَ الْأَعْدَاءَ وَلَا يُقْتَلُونَ "

ص: 467

1315 -

قَالَ صَفْوَانُ، وَأَخْبَرَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو الْمُثَنَّى، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«تُفْتَحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ عَلَى يَدَيْ وَلَدِ سَبَأٍ، وَوَلَدِ قَاذِرٍ»

ص: 468

1316 -

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ ثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«تَكُونُ وَقْعَةٌ بِيَافَا، يُقَاتِلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَالْخَمِيسِ وَالْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ وَالْأَحَدِ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ» قَالَ صَفْوَانُ: فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ خَالِدَ بْنَ كَيْسَانَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: إِذَا هَزَمَ اللَّهُ الرُّومَ مِنْ يَافَا سَارُوا حَتَّى يَجْتَمِعُوا بِالْأَعْمَاقِ، فَتَكُونُ الْمَلْحَمَةُ مَلْحَمَةُ الْأَعْمَاقِ

ص: 468

1317 -

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:" سَتُعْمَرُ قَيْسَارِيَةُ الرُّومِ حَتَّى يَقْسِمَ الْمُسْلِمُونَ مَرْجَهَا بِالْحِبَالِ وَالْأَذْرُعِ، حَتَّى تَخْرُجَ الْمَرْأَةُ تُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ آمِنَةً عَلَى حَمِيرِهَا، يَتْبَعُهَا كَلْبُهَا، تَسْأَلُ: أَيُّ الدُّرُوبِ أَقْرَبُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ لَا تَخَافُ شَيْئًا، وَيَأْمَنُ النَّاسُ، وَتُلْقَى الْعَصَا "

ص: 468

1318 -

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ ثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ:«لَتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ كَفْرًا كَفْرًا، حَتَّى يُورِدُوكُمْ جُشَمَ وَجُذَامًا، حَتَّى يَجْعَلُوكُمْ فِي ظُنْبُوبٍ مِنَ الْأَرْضِ»

ص: 468

1319 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ

⦗ص: 469⦘

، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«إِنَّ» اللَّهَ تَعَالَى يَمُدُّ أَهْلَ الشَّامِ إِذَا قَاتَلَهُمُ الرُّومُ فِي الْمَلَاحِمِ بِقَطِيعَتَيْنِ، دَفْعَةٌ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَدَفَعَةٌ ثَمَانُونَ أَلْفًا، مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، حَمَائِلُ سُيُوفِهِمُ الْمَسَدُ، يَقُولُونَ: نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ حَقًّا حَقًّا، نُقَاتِلُ أَعْدَاءَ اللَّهِ، رَفَعَ اللَّهُ عَنْهُمُ الطَّاعُونَ وَالْأَوْجَاعَ وَالْأَوْصَابَ، حَتَّى لَا يَكُونَ بَلَدٌ أَبْرَأَ مِنَ الشَّامِ، وَيَكُونُ مَا كَانَ فِي الشَّامِ مِنْ تِلْكَ الْأَوْجَاعِ وَالطَّاعُونِ فِي غَيْرِهَا " قَالَ كَعْبٌ: وَإِنَّ بِالْمَغْرِبِ لِحَمْلِ الضَّأْنِ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِهِمْ، يُعِدُّ لِأَهْلِ الشَّامِ أَلْفَ قِلْعٍ، وَكُلَّمَا أَعَدَّهَا بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهَا قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ بِخُرُوجِهَا، فَتَرْسُو مَا بَيْنَ عَكَّا وَالنَّهَرِ، فَيَشْغَلُوا كُلَّ جُنْدٍ أَنْ يَمُدَّ جُنْدًا، فَسَأَلْتُهُ: أَيُّ نَهَرٍ هُوَ؟ قَالَ: مُهْرَاقُ الْأَرْنَطِ، نَهَرُ حِمْصَ، وَمِهْرَاقُهُ مَا بَيْنَ الْأَقْرَعِ إِلَى الْمِصِّيصَةِ "

ص: 468

1320 -

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ ثَنَا بَقِيَّةُ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمُزَنِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأُذُنِي فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي، لَعَلَّكَ تُدْرِكُ فَتْحَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَإِيَّاكَ إِنْ أَدْرَكْتَ فَتْحَهَا أَنْ تَتْرُكَ غَنِيمَتَكَ مِنْهَا، فَإِنَّ بَيْنَ فَتْحِهَا وَخُرُوجِ الدَّجَّالِ سَبْعَ سِنِينَ»

ص: 469

1322 -

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَكُونُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَ الرُّومِ هُدْنَةٌ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا يَكُونُ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ غَوْثًا لَهُمْ، فَيَأْتِيهِمْ عَدُوٌّ مِنْ وَرَائِهِمْ يُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ وَالرُّومُ مَعَهُمْ، فَيَنْصُرُهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَيَهْزِمُونَهُمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، فَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الرُّومِ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، وَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: بَلِ اللَّهُ غَلَبَ، فَيَتَرَاجَعُ الْقَوْمُ ذَلِكَ بَيْنَهُمْ، فَيَقُومُ الْمُسْلِمُ إِلَى الرُّومِيِّ فَيَضْرِبُ عُنُقَهُ، فَتَنْتَكِثُ الرُّومُ حَتَّى إِذَا رَجَعُوا إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَأَمِنُوا قَتَلُوهُمْ وَهُمْ آمِنُونَ، فَإِذَا قَتَلُوهُمْ عَرَفُوا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ سَيَطْلُبُونَهُمْ بِدِمَائِهِمْ، فَيَخْرُجُ الرُّومُ عَلَى ثَمَانِينَ غَيَايَةٍ، تَحْتَ كُلِّ غَيَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا " قَالَ أَبُو قَبِيلٍ: «فَإِذَا جَاءَتِ الرُّومُ لَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ بَعْدَهُمْ قِوَامٌ، وَمَعَهُمْ يَوْمَئِذٍ التُّرْكُ وَبُرْجَانُ وَالسَّقَالِبَةُ»

ص: 470

1323 -

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَلَكَ الْعَتِيقَانِ عَتِيقُ الْعَرَبِ وَعَتِيقُ الرُّومِ كَانَتْ عَلَى أَيْدِيهِمَا الْمَلَاحِمُ»

ص: 470

1324 -

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ حَبِيبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْخَامِسُ مِنْ آلِ هِرَقْلَ الَّذِي يَكُونُ عَلَى يَدَيْهِ

⦗ص: 471⦘

الْمَلَاحِمُ، وَقَدْ يَمْلُكُ هِرَقْلُ ثُمَّ ابْنُهُ مِنْ بَعْدهِ قُسْطَةُ بْنُ هِرَقْلَ، ثُمَّ ابْنُهُ قُسْطَنْطِينُ بْنُ قُسْطَةَ، ثُمَّ ابْنُهُ اصْطِفَانُ بْنُ قُسْطَنْطِينَ، ثُمَّ خَرَجَ مِلِكُ الرُّومِ مِنْ آلِ هِرَقْلَ إِلَى لَيُونٍ، وَوَلَدُهُ مِنْ بَعْدِهِ، وَسَيَعُودُ الْمَلِكُ مِنَ الْخَامِسِ مِنْ آلِ هِرَقْلَ الَّذِي تَكُونُ عَلَى يَدَيْهِ الْمَلَاحِمُ»

ص: 470

1325 -

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ ثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي مُدْلِجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ قَتْلَى قُتِلَتْ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ مُذْ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى خَلْقَهُ، أَوَّلُهُمْ هَابِيلُ الَّذِي قَتَلَهُ قَابِيلُ اللَّعِينُ ظُلْمًا، ثُمَّ قَتْلَى الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ أُمَمُهُمُ الْمَبْعُوثَةِ إِلَيْهِمْ حِينَ قَالُوا: رَبُّنَا اللَّهُ وَدَعَوْا إِلَيْهِ، ثُمَّ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ، ثُمَّ صَاحِبُ يَاسِينَ، ثُمَّ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، ثُمَّ قَتْلَى بَدْرٍ، ثُمَّ قَتْلَى أُحُدٍ، ثُمَّ قَتْلَى الْحُدَيْبِيَةِ، ثُمَّ قَتْلَى الْأَحْزَابِ، ثُمَّ قَتْلَى حُنَيْنٍ، ثُمَّ قَتْلَى تَكُونُ مِنْ بَعْدِي يَقْتُلُهُمْ خَوَارِجُ مَارِقَةٌ فَاجِرَةٌ، ثُمَّ ارْجِعْ يَدَكَ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، حَتَّى تَكُونَ مَلْحَمَةُ الرُّومِ، قَتْلَاهُمْ كَقَتْلَى بَدْرٍ، ثُمَّ تَكُونُ مَلْحَمَةُ التُّرْكِ، فقَتْلَاهُمْ كَقَتْلَى يَوْمِ الأحزاب، ثُمَّ مَلْحَمَةُ الملاحم قَتْلَاهُمْ كَقَتْلَى يَوْمِ حُنَيْنٍ، ثُمَّ لَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ مَلْحَمَةٌ فِي الْإِسْلَامِ لِأَهْلِهَا فِيهَا إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ "

ص: 471

1327 -

حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:«يَفْتَحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ رَجُلٌ اسْمُهُ اسْمِي»

ص: 472

1329 -

حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، وَيُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَا:«الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ وَمَلَاحِمُ الْأَعْمَاقِ عَلَى يَدِ طَبَارِسَ بْنِ أَسْطِبْيَانَ بْنِ الْأَخْرَمِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ بْنِ هِرَقْلَ» قَالَ: وَسَمِعْتُ أَنَّهَ بِرُومِيَةَ "

ص: 472

1330 -

حَدَّثَنَا أَبُو وَهْبٍ، وَرِشْدِينُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ حَيْوِيلِ بْنِ شَرَاحِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ:" إِنَّ أَهْلَ الْأَنْدَلُسِ يَأْتُونَ فِي الْبَحْرِ، وَإِنَّ طُولَ سُفُنِهِمْ فِي الْبَحْرِ خَمْسُونَ مِيلًا، وَعَرْضُهَا ثَلَاثَةَ عَشَرَ مِيلًا، حَتَّى يَنْزِلُوا فِي الْأَعْمَاقِ وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: الْبَرِّ وَالْبَحْرِ "

ص: 472

1331 -

حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، «أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَعْدَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِالْأَنْدَلُسِ يُقَالُ لَهُ ذُو الْعُرْفِ، يَجْمَعُ مِنْ قَبَائِلِ الشِّرْكِ جَمْعًا عَظِيمًا يَعْرِفُ مَنْ بِالْأَنْدَلُسِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِهِمْ، فَيَهْرُبُ مَنْ بِهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَسِيرُ أَهْلُ الْقُوَّةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي السُّفُنِ إِلَى طَنْجَةَ، وَيَبْقَى ضُعَفَاؤُهُمْ وَجَمَاعَتُهُمْ لَيْسَ لَهُمْ سُفُنٌ يُجِيزُونَ فِيهَا» ، قَالَ: «فَيَبْعَثُ اللَّهُ لَهُمْ وَعْلًا، فَيُيَسِّرُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ فِي الْبَحْرِ طَرِيقًا فَيُجِيزُونَهُ، فَيَفْطَنُ لَهُ النَّاسُ فَيَتَّبِعُونَ الْوَعِلَ، وَيُجِيزُونَ عَلَى أَثَرِهِ، ثُمَّ يَعُودُ الْبَحْرُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ، وَيُجِيزُ الْعَدُوُّ فِي الْمَرَاكِبِ فِي طَلَبِهِمْ، فَإِذَا عَلِمَ بِهِمْ أَهْلُ إِفْرِيقِيَّةَ خَرَجُوا، وَمَنْ كَانَ بِالْأَنْدَلُسِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَقْدَمُوا مِصْرَ، وَيَتْبَعُهُمُ الْعَدُوُّ حَتَّى يَنْزِلُوا مَا بَيْنَ مَرْيُوطَ إِلَى الْأَهْرَامِ، مَسِيرَةَ خَمْسَةِ أَبْرُدٍ، فَتَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَايَةُ الْمُسْلِمِينَ، فَيَنْصُرُهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَيَهْزِمُونَهُمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ إِلَى لُوبِيَةَ مَسِيرَةَ عَشْرِ لَيَالٍ قَتْلًا، فَيَنْقِلُ أَهْلُ مِصْرَ أَمْتعَتَهُمْ بِعَجَلِهِمْ وَأَدَاتِهِمْ سَبْعَ سِنِينَ، فَيَهْرُبُ ذُو الْعُرْفِ وَمَعَهُ كِتَابٌ كُتِبَ لَهُ، أَلَا يَنْظُرُ فِيهِ حَتَّى يَقْدَمَ مِصْرَ، فَيَنْظُرُ فِيهِ وَهُوَ مُنْهَزِمٌ فَيَجِدُ فِيهِ ذِكْرَ الْإِسْلَامِ، وَيُؤْمَرُ بِالدُّخُولِ فِيهِ، فَيَسْأَلُ الْأَمَانَ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى مَنْ أَجَابَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَيُسْلِمُ وَيَصِيرُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْعَامِ الثَّانِي أَقْبَلَ مِنَ الْحَبَشَةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ إِسِيسٌ أَوْ أُسَيْسٌ، وَقَدْ جَمَعَ جَمْعًا عَظِيمًا، فَيَهْرُبُ الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ مِنْ أُسْوانَ حَتَّى لَا يَبْقَى بِهَا وَلَا فِيمَا دُونَهَا أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا قَدَمَ الْفُسْطَاطَ، وَتَسِيرُ الْحَبَشَةُ

⦗ص: 474⦘

حَتَّى يَنْزِلُوا مَنْفَ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ بِرَايَاتِهِمْ فَيَنْصُرُهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَيَأْسِرُونَهُمْ، فَيُبَاعُ الْأَسْوَدُ يَوْمَئِذٍ بِعَبَاءَةٍ»

ص: 473

1332 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَرِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَنْبِيِّ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ:«لَيَلْحَقَنَّ مِنَ الْعَرَبِ بِالرُّومِ قَبَائِلُ بِأَسْرِهَا،» قُلْتُ: وَمَا أَسْرُهَا؟ قَالَ: «بِرُعَاتِهَا وَكِلَابِهَا،» فَقَالَ لَهُ سُلَيْمُ بْنُ عُمَيْرٍ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَقَامَ مُغْضَبًا فَقَالَ:«قَدْ شَاءَ اللَّهُ وَكَتَبَهُ»

ص: 474

1333 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:«إِذَا عُبِدَتْ ذُو الْخَلَصَةِ، كَانَ ظُهُورُ الرُّومِ عَلَى الشَّامِ»

ص: 474

1334 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا وَقَعَتِ الْمَلَاحِمُ خَرَجَ بَعْثٌ مِنْ دِمَشْقَ مِنَ الْمَوَالِي، هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا، وَأَجْوَدُهُ سِلَاحًا، يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهِمُ الدِّينَ»

ص: 474

1335 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ جَنَاحٍ، عَنِ ابْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«لَوْلَا لَغَطُ أَهْلِ رُومِيَّةَ لَسَمِعْتُمْ وَجْبَةَ الشَّمْسِ إِذَا وَجَبَتْ»

ص: 475

1336 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«أَوَّلُ مَدِينَةٍ كَانَتْ لِلنَّصْرَانِيَّةِ رُومِيَّةُ، وَلَوْلَا كُفْرُ أَهْلِهَا لَسَمِعَ أَهْلُهَا صَلِيلَ الشَّمْسِ حِينَ تَخِرُّ»

ص: 475

1337 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:«فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، ثُمَّ تَغْزُونَ رُومِيَّةَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ عَلَيْكُمْ» قَالَ أَبُو قَبِيلٍ: وَيْلِي إِفْرِيقِيَّةَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يُدْعَى مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ، يَكُونُ بَعْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يُقَالُ لَهُ أَصْبَغُ بْنُ يَزِيدَ، وَهُوَ صَاحِبُ رُومِيَّةَ، وَهُوَ الَّذِي يَفْتَحُهَا "

ص: 475

1338 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ حِمْيَرَ قَالَ: «لَيَكُونَنَّ لَكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ بِهَذِهِ الرَّمْلَةِ، رَمْلَةِ إِفْرِيقِيَّةَ، يَوْمَ تُقْبِلُ الرُّومُ فِي ثَمَانِمِائَةِ أَلْفِ سَفِينَةٍ، فَيُقَاتِلُونَكُمْ عَلَى هَذِهِ الرَّمْلَةِ

⦗ص: 476⦘

، ثُمَّ يَهْزِمُهُمُ اللَّهُ، فَتَأْخُذُونَ سُفُنَهُمْ فَتَرْكَبُوا بِهَا إِلَى رُومِيَّةَ، فَإِذَا أَتَيْتُمُوهَا كَبَّرْتُمْ ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ، وَيَرْتَجُّ الْحِصْنُ مِنْ تَكْبِيرِكُمْ فَيَنْهَارَ فِي الثَّالِثَةِ قَدْرُ مِيلٍ، فَيَدْخُلُونَهَا، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ غَمَامَةً تَغْشَاهُمْ، فَلَا تُنَهْنِهْكُمْ حَتَّى تَدْخُلُوهَا، فَلَا تَنْجَلِي تِلْكَ الْغَبَرَةُ حَتَّى تَكُونُوا عَلَى فُرُشِهِمْ»

ص: 475

1339 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:«الْمَلَاحِمُ خَمْسٌ، مَضَى مِنْهَا ثِنْتَانِ، وَبَقِيَ ثَلَاثٌ، فَأَوَّلُهُنَّ مَلْحَمَةُ التُّرْكِ بِالْجَزِيرَةِ، ومَلْحَمَةُ الْأَعْمَاقِ، ومَلْحَمَةُ الدَّجَّالِ، لَيْسَ بَعْدَهَا مَلْحَمَةٌ»

ص: 476

1340 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَلَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: " يَنْشَأُ فِي الرُّومِ غُلَامٌ يَشِبُّ فِي السَّنَةِ شَبَابَ الْغُلَامِ فِي عَشْرِ سِنِينَ، فَيَكُونُ بِأَرْضِ الرُّومِ تُمَلِّكُهُ الرُّومُ فِي أَنْفُسِهَا، فَيَقُولُ: حَتَّى مَتَى وَقَدْ غَلَبَنَا هَؤُلَاءِ عَلَى مَكَانٍ مِنْ أَرْضِنَا؟ لَأَخْرُجَنَّ فَلَأُقَاتِلَنَّهُمْ حَتَّى أَغْلِبَهُمْ عَلَى مَا غَلَبُوا أَوْ يَغْلِبُونِي عَلَى مَا بَقِيَ تَحْتَ قَدَمَيَّ، فَيَخْرُجُ فِي سَبْعَةِ آلَافِ سَفِينَةٍ حَتَّى يَكُونَ بَيْنَ عَكَّا وَالْعَرِيشِ، ثُمَّ يَضْرِمُ النَّارَ فِي سُفُنِهِ، فَيَخْرُجُ أَهْلُ مِصْرَ مِنْ مِصْرَ، وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الشَّامِ، حَتَّى يَصِيرُوا إِلَى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، لَلْحَبْلُ وَالْقَتَبُ يَوْمَئِذٍ أَحَبُّ إِلَى الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ

⦗ص: 477⦘

وَمَالِهِ، فَتَسْتَعِينَ الْعَرَبُ بِأَعْرَابِهَا، ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى يَبْلُغُوا أَعْمَاقَ أَنْطَاكِيَةَ، فَتَكُونُ أَعْظَمَ الْمَلَاحِمِ حَتَّى تَخُوضَ الْخَيْلُ إِلَى ثُنَتِهَا، وَيَرْفَعُ اللَّهُ النَّصْرَ عَنْ كُلٍّ حَتَّى تَقُولَ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ، أَلَا تَنْصُرُ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَيَقُولُ: حَتَّى يُكْثِرَ شُهَدَاؤُهُمْ، فَيُقْتَلُ ثُلُثٌ، وَيَرْجِعُ ثُلُثٌ، وَيَصْبِرُ ثُلُثٌ، فَيَخْسِفُ اللَّهُ بِالثُّلُثِ الَّذِي يَرْجِعُ، وَتَقُولُ الرُّومُ: لَا نَزَالُ نُقَاتِلُكُمْ حَتَّى تُخْرِجُوا إِلَيْنَا كُلَّ بَضْعَةٍ فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ، فَتَخْرُجُ الْعَجَمُ فَتَقُولُ: مُعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَخْرُجَ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ، فَذَلِكَ حِينَ يَغْضَبُ اللَّهُ عز وجل فَيَضْرِبُ بِسَيْفِهِ، وَيَطْعَنُ بِرُمْحِهِ، فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلَّا قُتِلَ، ثُمَّ يَمْضُونَ عَلَى وجُوهِهِمْ، لَا يَمُرُّونَ عَلَى مَدِينَةٍ إِلَّا فَتَحُوهَا بِالتَّكْبِيرِ، حَتَّى يَأْتُوا مَدِينَةَ الرُّومِ فَيَجِدُونَ خَلِيجَهَا بَطْحَاءَ، فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، فَيُفْتَضُّ يَوْمَئِذٍ كَذَا وَكَذَا عَذْرَاءَ، وَتُقْسَمُ الْغَنَائِمُ مُكَايَلَةً بِالْغَرَائِرِ، ثُمَّ يَأْتِيهِمْ أَنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَرَجَ، فَيُقْبِلُونَ حَتَّى يَلْقَوْهُ بِبَيْتِ إِيلِيَاءَ، فَيَجِدُونَهُ قَدْ حُصِرَ هُنَالِكَ ثَمَانِيَةُ آلَافِ امْرَأَةٍ وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ، هُمْ خَيْرُ مَنْ بَقِيَ، كَصَالِحِ مَنْ مَضَى، فَبَيْنَمَا هُمْ تَحْتَ ضَبَابَةٍ مِنْ غَمَامٍ إِذْ تَكَشَّفَتْ عَنْهُمُ الضَّبَابَةُ مَعَ الصُّبْحِ، فَإِذَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ "

ص: 476

1341 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَيْمٍ أَوْ أَبَا تَمِيمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذَرٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «سَيَكُونُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ رَجُلٌ أَخْنَسُ بِمِصْرَ، يَلِي سُلْطَانًا، يُغْلَبُ عَلَى سُلْطَانِهِ أَوْ يُنْتَزَعُ مِنْهُ، فَيَفِرُّ إِلَى الرُّومِ، فَيَأْتِي بِالرُّومِ إِلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَذَلِكَ أَوَّلُ الْمَلَاحِمِ»

ص: 477

1343 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ حُدَيْرِ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«فِي فَتْحِ رُومِيَّةَ يَخْرُجُ جَيْشٌ مِنَ الْمَغْرِبِ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ لَا يَنْكَسِرُ لَهُمْ مِقْذَافٌ، وَلَا يَنْقَطِعُ لَهُمْ حَبْلٌ، وَلَا يَنْحَرِقُ لَهُمْ قِلْعٌ، وَلَا تَنْتَقِصُ لَهُمْ قِرْبَةٌ، حَتَّى يَرْسُوا بِرُومِيَةَ فَيَفْتَحُونَهَا» ، قَالَ كَعْبٌ:«إِنَّ فِيهَا لَشَجَرَةً هِيَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَجْلِسُ ثَلَاثَةِ آلَافٍ، فَمَنْ عَلَّقَ فِيهَا سِلَاحَهُ، أَوْ رَبَطَ فِيهَا فَرَسَهُ فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَفْضَلِ الشُّهَدَاءِ» قَالَ كَعْبٌ: تُفْتَحُ عَمُّورِيَّةُ قَبْلَ نِيقِيَةَ، وَنِيقِيَةُ قَبْلَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَالْقُسْطَنْطِينِيَّةُ قَبْلَ رُومِيَّةَ "

ص: 478

1344 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، رضي الله عنهما يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسُئِلَ: " أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلَ: رُومِيَّةُ، أَوْ قُسْطَنْطِينِيَّةُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَدِينَةُ ابْنِ هِرَقْلَ أَوَّلُ هِيَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ»

ص: 479

1345 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ قَبَاثِ بْنِ رَزِينٍ اللَّخْمِيِّ، أَنَّ عُلَيَّ بْنَ رَبَاحٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:«تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ» ، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَرَادَ أَنْ يَنْتَهِرَهُ، ثُمَّ قَالَ عَمْرٌو: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ إِنَّهُمْ لَأَجْبَرُ النَّاسِ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، وَأَسْرَعُهُ إِفَاقَةً بَعْدَ هَزِيمَةٍ، وَخَيْرُهُ لَكَبِيرٍ وَضَعِيفٍ، وَأَمْنَعُهُ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ "

ص: 479

1347 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، قَالَ:«الَّذِي يَفْتَحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ» قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَيُرْوَى فِي كُتُبِهِمْ، يَعْنِي الرُّومَ، أَنَّ اسْمَهَ صَالِحٌ

ص: 479

1349 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ الْقُرَشِيُّ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ» ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي تُذْكَرُ عَنْكَ، أَنَّكَ تَقُولُهَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ: قُلْتُ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ عَمْرٌو: لَئِنَ قُلْتَ ذَلِكَ، إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ، وَأَجْبَرُ النَّاسِ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، وَخَيْرُ النَّاسِ لِمَسَاكِينِهِمْ وَضُعَفَائِهِمْ "

ص: 480

1351 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:«إِذَا رَأَيْتَ الشَّامَ مَأْدُبَةَ، أَوْ مَائِدَةَ، رَجُلٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ» وَأَظُنُّ ابْنَ وَهْبٍ قَالَ: مَائِدَةَ

ص: 481

1352 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَلْحَمَةَ فَسَمَّى الْمَلْحَمَةَ مِنْ عَدَدِ الْقَوْمِ، وَأَنَا أُفَسِّرُهَا لَكُمْ، «إِنَّهُ» يَحْضُرُهَا اثْنَا عَشَرَ مَلِكًا، مَلِكُ الرُّومِ أَصْغَرُهُمْ وَأَقَلُّهُمْ مَقَاتِلَةً، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا هُمُ الدُّعَاةُ، وَهُمْ دَعَوْا تِلْكَ الْأُمَمَ وَاسْتَمَدُّوا بِهِمْ، وَحَرَامٌ عَلَى أَحَدٍ يَرَى عَلَيْهِ حَقًّا لِلْإِسْلَامِ أَنْ لَا يَنْصُرَ الْإِسْلَامَ يَوْمَئِذٍ، وَلَيَبْلُغَنَّ مَدَدُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ صَنْعَاءَ الْجُنْدِ، وَحَرَامٌ عَلَى أَحَدٍ يَرَى عَلَيْهِ حَقًّا لِلنَّصْرَانِيَّةِ أَنْ لَا يَنْصُرَهَا يَوْمَئِذٍ، وَلَتُمِدَّنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ الْجَزِيرَةُ بِثَلَاثِينَ أَلْفَ نَصْرَانِيٍّ، فَيَتْرُكُ الرَّجُلُ فَدَّانَهُ يَقُولُ: أَذْهَبُ أَنْصُرُ النَّصْرَانِيَّةَ، وَيُسَلَّطُ الْحَدِيدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، فَمَا يَضُرُّ رَجُلًا يَوْمَئِذٍ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ لَا يَجْدَعُ الْأَنْفَ أَلَّا يَكُونَ مَكَانَهُ الصَّمْصَامَةُ، لَا يَضَعُ سَيْفَهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى دِرْعٍ وَلَا غَيْرِهِ إِلَّا قَطَعَهُ، وَحَرَامٌ عَلَى جَيْشٍ أَنْ يَتْرُكَ النَّصْرَ، وَيُلْقَى الصَّبْرُ عَلَى هَؤُلَاءِ وَعَلَى هَؤُلَاءِ، وَيُسَلَّطُ الْحَدِيدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ لِيَشْتَدَّ الْبَلَاءُ، فَيُقْتَلُ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثُلُثٌ، وَيَفِرُّ ثُلُثٌ، فَيَقَعُونَ فِي مَهِيلٍ مِنَ الْأَرْضِ، يَعْنِي هَؤُلَاءِ لَا يَرَوْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَرَوْنَ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا، وَيَصْبِرُ ثُلُثٌ فَيَحْرُسُونَهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، لَا يَفِرُّونَ فَرَّ أَصْحَابِهِمْ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ

⦗ص: 482⦘

قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: يَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، مَا تَنْتَظِرُونَ؟ قُومُوا فَادْخُلُوا الْجَنَّةَ كَمَا دَخَلَهَا إِخْوَانُكُمْ، فَيَوْمَئِذٍ يُنَزِّلُ اللَّهُ تَعَالَى نَصْرَهُ، وَيَغْضَبُ لِدِينِهِ، وَيَضْرِبُ بِسَيْفِهِ، وَيَطْعَنُ بِرُمْحِهِ، وَيَرْمِي بِسَهْمِهِ، لَا يَحِلُّ لِنَصْرَانِيٍّ أَنْ يَحْمِلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ سِلَاحًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَيَضْرِبُ الْمُسْلِمُونَ أَقْفَاءَهُمْ مُدْبِرِينَ، لَا يَمُرُّونَ بِحِصْنٍ إِلَّا فُتِحَ، وَلَا مَدِينَةٍ إِلَّا فُتِحَتْ، حَتَّى يَرُدُّوا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَيُكَبِّرُونَ اللَّهَ وَيُقَدِّسُونَهُ وَيَحْمَدُونَهُ، فَيَهْدِمُ اللَّهُ مَا بَيْنَ اثْنَيْ عَشَرَ بُرْجًا، وَيَدْخُلُها الْمُسْلِمُونَ، فَيَوْمَئِذٍ يُقْتَلُ مُقَاتِلَتُهَا، وَتُفْتَضُّ عِذِارُهَا، وَيَأْمُرُهَا اللَّهُ فَتُظْهِرُ كُنُوزَهَا، فَآخِذٌ وَتَارِكٌ، فَيَنْدَمُ الْآخِذُ، وَيَنْدَمُ التَّارِكُ "، قَالُوا: وَكَيْفَ يَجْتَمِعُ نَدَامَتُهُمَا؟ قَالَ: «يَنْدَمُ الْآخِذُ أَلَّا يَكُونَ ازْدَادَ، وَيَنْدَمُ التَّارِكُ أَلَّا يَكُونَ أَخَذَ» ، قَالُوا: إِنَّكَ لَتُرَغِّبُنَا فِي الدُّنْيَا فِي آخِرِ الزَّمَانِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ يَكُونُ مَا أَصَابُوا مِنْهَا عَوْنًا لَهُمْ عَلَى سِنِينَ شِدَادٍ، وَسِنِينَ الدَّجَّالِ،» قَالَ: " وَيَأْتِيهِمْ آتٍ وَهُمْ فِيهَا، فَيَقُولُ: خَرَجَ الدَّجَّالُ فِي بِلَادِكُمْ، قَالَ: فَيَنْصَرِفُونَ حَيَارَى فَلَا يَجِدُونَهُ خَرَجَ، فَلَا يَلْبَثُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى يَخْرُجَ "

ص: 481

1353 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ أَبُو فِرَاسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَمُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ، وَعِيَاضُ بْنُ عُقْبَةَ، وَذَكَرُوا فَتْحَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَذَكَرُوا الْمَسْجِدَ الَّذِي يُبْنَى فِيهَا، " فَقَالَ أَبُو فِرَاسٍ: " إِنِّي لَأَعْرِفُ الْمَوْضِعَ الَّذِي يُبْنَى فِيهِ

⦗ص: 483⦘

، وَقَالَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ: إِنِّي لَأَعْرِفُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ، فَقَالَ عِيَاضُ بْنُ عُقْبَةَ: يَضَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا حَدِيثَهُ فِي أُذُنِي، فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ: أَصَبْتُمَا كِلَاكُمَا، فَقَالَ أَبُو فِرَاسٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: إِنَّكُمْ «سَتَغْزُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ ثَلَاثَ غَزَوَاتٍ، فَأَمَّا أَوَّلُ غَزْوَةٍ فَتَكُونُ بَلَاءً، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَتَكُونُ صُلْحًا، حَتَّى يَبْنِي الْمُسْلِمُونَ فِيهَا مَسْجِدًا، وَيَغْزُونَ مِنْ وَرَاءِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ عَلَيْكُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَيَخْرَبُ ثُلُثُهَا، وَيَحْرِقُ اللَّهُ ثُلُثَهَا، وَتَقْسِمُونَ الثُّلُثَ الْبَاقِي كَيْلًا»

ص: 482

1354 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَوْمًا، فَذَكَرُوا فَتْحَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَرُومِيَّةَ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: تُفْتَحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ قَبْلَ رُومِيَّةَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تُفْتَحُ رُومِيَّةُ قَبْلَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، فَدَعَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بِصُنْدُوقٍ لَهُ فِيهِ كِتَابٌ، فَقَالَ:«تُفْتَحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ قَبْلَ رُومِيَّةَ، ثُمَّ تَغْزُونَ رُومِيَّةَ بَعْدَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ فَتَفْتَحُونَهَا، وَإِلَّا فَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ مِنَ الْكَاذِبِينَ، يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»

ص: 483

1355 -

حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ الْأَسْلَمِيِّ، وَكَانَ، مِنَ الصَّحَابَةِ، «أَنَّ» ابْنَ مُوَرِّقٍ، يَعْنِي مَلِكَ الرُّومِ، يَأْتِي فِي ثَلَاثِمِائَةِ سَفِينَةٍ حَتَّى يَرْسُو بِسِرِسْنَا "

ص: 483

1357 -

حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا مَلَكَ الْعَتِيقَانِ: عَتِيقُ الْعَرَبِ وَعَتِيقُ الرُّومِ، كَانَتْ عَلَى أَيْدِيهِمَا الْمَلَاحِمُ "

ص: 484

1358 -

قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا النَّجْمِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «سَيَكُونُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ رَجُلٌ أَخْنَسُ بِمِصْرَ، يَلِي سُلْطَانًا فَيُغْلَبُ عَلَى سُلْطَانِهِ، أَوْ يُنْزَعُ مِنْهُ، فَيَفِرُّ إِلَى الرُّومِ، فَيَأْتِي بِالرُّومِ إِلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَذَلِكَ أَوَّلُ الْمَلَاحِمِ»

ص: 484

1359 -

قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ أَبِي قَيْسٍ، يَقُولُ:«إِنَّ» رَجُلًا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ لَوْ شِئْتُ نَعَتُّهُ حَتَّى إِذَا رُئِيَ بِنَعْتِهِ عُرِفَ، يَفِرُّ إِلَى الرُّومِ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا، يُغْلَبُ عَلَى سُلْطَانِهِ بِمِصْرَ، أَوْ يُنْتَزَعُ مِنْهُ، فَيَأْتِي بِالرُّومِ إِلَيْهِمْ "

ص: 484

1360 -

قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: سَمِعْتُ خُثَيْمًا الزِّيَادِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ تُبَيْعًا، يَقُولُ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ رُومِيَّةَ، فَقَالَ:" إِذَا رَأَيْتَ الْجَزِيرَةَ الَّتِي بِالْفُسْطَاطِ بُنِيَ فِيهَا سُفُنٌ، أَوْ قَالَ: سَفِينَةٌ، خَشَبُهَا مِنْ لُبْنَانَ، وَحِبَالُهَا مِنْ مِيسَانَ، وَمَسَامِيرُهَا مِنْ مَرِيسٍ، ثُمَّ أُمِرَ بِجَيْشٍ فَغَزَوْا فِيهَا، لَا يَنْقَطِعُ لَهُمْ حَبْلٌ، وَلَا يَنْكَسِرُ لَهُمْ عَمُودٌ، فَإِنَّهُمْ يَفْتَتِحُونَ رُومِيَّةَ، وَيَأْخُذُونَ تَابَوتَ السَّكِينَةِ، فَيَتَنَازَعُ التَّابُوتَ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ مِصْرَ، أَيُّهُمْ يَرُدُّهَا إِلَى إِيلِيَاءَ، ثُمَّ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهَا، فَيُصِيبُ أَهْلُ مِصْرَ بِسَهْمِهِمْ، فَيَرُدُّونَهَا إِلَى إِيلِيَاءَ "، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ فَقَالَ: «يَغْزُونَهَا رِجَالٌ يَبْكُونَ، وَيَتَضَرَّعُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَإِذَا نَزَلُوا بِهَا صَامُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَيَدْعُونَ اللَّهَ، وَيَتَضَرَّعُونَ إِلَيْهِ، فَيَهْدِمُ اللَّهُ جَانِبَهَا الشَّرْقِيَّ، فَيَدْخُلُهَا الْمُسْلِمُونَ وَيَبْنُونَ فِيهَا الْمَسَاجِدَ»

ص: 485

1362 -

حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، أَنَّ جُنْدُبًا، حَدَّثَهُ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرْمَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ:«لَتَخْفِقَنَّ جِعَابُ الرُّومِ فِي أَزِقَّةِ إِيلِيَاءَ» قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَلَيْسَ قَدْ أُخْرِبَتْ مَرَّةً؟

⦗ص: 486⦘

قَالَ: «نَعَمْ، حَتَّى لَا يَكُونَ لَهُمْ مِنَ الرِّيفِ مَجْرَى سِكَّةٍ» ، قَالَ:" يَقُولُ الرُّومُ: حَتَّى مَتَى يَأْكُلُ هَؤُلَاءِ مِنْ أَطْرَافِ رِيفِكُمْ؟ " قَالَ: " فَيَقُومُ خُطَبَاؤُكُمْ، فَيَقُولُ بَعْضُكُمُ: اصْبِرُوا وَاسْتَأْخِرُوا عَنْ عَدُوِّكُمْ حَتَّى تَرَوْا رَأْيَكُمْ، وَيَقُولُ بَعْضُكُمْ: بَلْ تَقَدَّمُوا عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَيَذْهَبُ مِنْكُمْ طَائِفَةٌ، وَيُقْبِلُ إِلَيْهِمْ طَائِفَةٌ، فَيَقْتَتِلُونَ بِوَادٍ فِيهِ نَهَرُُ، فَقُلْتُ: أَنَا عَرَفْتُ الْوَادِي فَلَيْسَ فِيهِ مَاءٌ، إِلَّا أَنَّ بِهَ نَهْرًا "، قَالَ:«إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُظْهِرَهُ أَظْهَرَهُ» ، قَالَ:«فَيَهْزِمُهُمُ اللَّهُ» ، قَالَ:«فَيَسِيرُونَ لَا يَرُدُّهُمُ أَحَدٌ، وَتَغْلُو الْبِغَالُ يَوْمَئِذٍ غَلَاءً لَمْ تَغْلُ قَطُّ مِثْلَهُ، وَلَا تَغْلُو أَبَدًا، حَتَّى يَبْلُغُوا الْمَدِينَةَ وَقَدْ ذَهَبَ النَّهَارُ مِنْهَا بِطَائِفَةٍ، وَيَبْقَى طَائِفَةٌ فَيَفْتَحُونَهَا، وَيَأْخُذُ كُلُّ قَوْمٍ عَلَى جَهَتِهِمْ»

ص: 485

1363 -

حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ تُبَيْعٍ، قَالَ:«الَّذِي يَهْزِمُ الرُّومُ يَوْمَ الْأَعْمَاقِ هُوَ خَلِيفَةُ الْمَوَالِي»

ص: 486

1364 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«ثُمَّ يَبْعَثُ الرُّومُ يَسْأَلُونَكُمُ الصُّلْحَ فَتُصَالِحُونَهُمْ، فَيَوْمَئِذٍ تَقْطَعُ الْمَرْأَةُ الدَّرْبَ إِلَى الشَّامِ آمِنَةً، وَتُبْنَى مَدِينَةُ قَيْسَارِيَةَ الَّتِي بِأَرْضِ الرُّومِ»

ص: 486

1365 -

حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ تُبَيْعٍ، قَالَ:«بَيْنَ خَرَابِ رُوذِسَ وَبَيْنَ خُرُوجِ الْهَاشِمِيِّ سَبْعُونَ سَنَةً»

ص: 486

1366 -

حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا مَلَكَ الْعَتِيقَانِ: عَتِيقُ الْعَرَبِ، وَعَتِيقُ الرُّومِ، كَانَتْ عَلَى أَيْدِيهِمَا الْمَلَاحِمُ "

ص: 487

1367 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: " {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْي} [البقرة: 114] قَالَ: «مَدِينَةٌ تُفْتَحُ بِالرُّومِ»

ص: 487

1368 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْأُمْلُوكِيِّ، عَنْ كَعْبٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:" {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} [الإسراء: 104] الْآيَةَ، قَالَ: " سِبْطَانِ مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، يَقْتَتِلُونَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ الْعُظْمَى، فَيَنْصُرُونَ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ، ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} [الإسراء: 104] الْآيَةَ "

ص: 487

1369 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«فِي فِلَسْطِينَ وَقْعَتَانِ فِي الرُّومِ، تُسَمَّى إِحْدَاهُمَا الْقِطَافَ، وَالثَّانِيَةُ الْحَصَادَ»

ص: 487

1370 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:«يَفْتَتِحُونَ رُومِيَّةَ حَتَّى يُعَلِّقَ أَبْنَاءُ الْمُهَاجِرِينَ سُيُوفَهُمْ بِلَبَخَاتِ رُومِيَّةَ، فَيَقْفُلُ الْقَافِلُ مِنَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ قَفَلَ»

ص: 487

1371 -

قَالَ ابْنُ عَيَّاشٍ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْعَنْسِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ كَعْبًا، يَقُولُ:«لَوْلَا مَنْ بِرُومِيَةَ مِنَ الْخَلْقِ لَسَمِعَ لِمَمَرِّ الشَّمْسِ فِي السَّمَاءِ جَرًّا كَجَرِّ الْمِنْشَارِ»

ص: 488

1372 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَالْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، وَضَمْرَةِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَا: " تَجْلِبُ الرُّومُ عَلَيْكُمْ فِي الْبَحْرِ مِنْ رُومِيَّةَ إِلَى رَمَانِيَةَ، فَيَحِلُّونَ عَلَيْكُمْ بِسَاحِلِكُمْ بِعَشَرَةِ آلَافِ قِلْعٍ، فَيَسْكُنُونَ مَا بَيْنَ وَجْهِ الْحِجْرِ إِلَى يَافَا، وَيَنْزِلُ حَدُّهُمْ وَجَمَاعَتُهُمْ بِعَكَّا، فَيَنْفِرُ أَهْلُ الشَّامِ إِلَى مَوَاخِيرِهِمْ فَيُفَلُّوا، فَيَبْعَثُونَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ فَيَسْتَمِدُّونَهُمْ فَيُمِدُّونَهُمْ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، حَمَائِلُ سُيُوفِهِمُ الْمَسَدُ، فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَحِلُّوا بِعَكَّا، وَبِهَا حَدُّ الْقَوْمِ وَجَمَاعَتُهُمْ، فَيَفْتَحُ اللَّهُ لَهُمْ فَيَقْتُلُونَهُمْ، وَيَتْبَعُونَهُمْ حَتَّى يَلْحَقَ مَنْ لَحِقَ مِنْهُمْ بِالرُّومِ، وَيَقْتُلُونَ مَنْ سِوَاهُمْ، وَهُمُ الَّذِينَ يَحْضُرُونَ الْمَلْحَمَةَ الْكُبْرَى بِالْعَمْقِ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّصْرَانِيَّةِ جَمِيعًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا مَدَّ أَهْلَ الْعَمْقِ، وَيَسِيرُ إِلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ حَدُّهُمْ وَجَمَاعَتُهُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ الَّذِينَ قَدِمُوا إِلَى عَكَّا، فَيَقْتَتِلُونَ قِتَالًا شَدِيدًا، وَيُسَلَّطُ الْحَدِيدُ عَلَى الْحَدِيدِ، فَلَا تَجْبُنْ يَوْمَئِذٍ حَدِيدَةٌ، فَيُقْتَلُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الثُّلُثُ، وَيُلْحَقُ بِالْعَدُوِّ مِنْهُمْ كَثْرَةٌ، وَتَخْرُجُ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ، فَمَنْ خَرَجَ مِنْ عَسْكَرِ الْمُسْلِمِينَ تَاهَ، فَلَمْ يَزَلْ تَائِهًا حَتَّى يَمُوتَ، فَمَنْ جَبُنَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ أَنْ يَخْرُجَ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ لَيَأْمُرْ بِإِكَافِهِ فَلْيُوضَعْ عَلَيْهِ، جَوَالِيقُهُ مِنْ فَوْقِ الْإِكَافِ، ثُمَّ يَتَدَاعَى النَّاسُ إِلَى الصُّلْحِ

⦗ص: 489⦘

، فَيَقُولُونَ: يَلْحَقُ أَهْلُ الْيَمَنِ بِيَمَنِهِمْ، وَيَلْحَقُ قَيْسُ بِبَدْوِهِمْ، فَيَقُومُ الْمُحَرَّرُونَ فَيَقُولُونَ: فَنَحْنُ إِلَى مَنْ نَلْحَقُ؟ أَنَلْحَقُ بِالْكُفْرِ؟ فَيَقُومُ رَئِيسُ الْمُحَرَّرِينَ ثُمَّ يُحَرِّضُ قَوْمَهُ، فَيَحْمِلُ عَلَى الرُّومِ فَيَضْرِبُ هَامَةَ رَئِيسِهِمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَفْلِقَ هَامَتَهُ، وَيَشْتَعِلُ الْقِتَالُ، وَيُنَزِّلُ اللَّهُ الْفَتْحَ عَلَيْهِمْ فَيَهْزِمُهُمُ اللَّهُ، فَيُقْتَلُونَ فِي كُلِّ سَهْلٍ وَجَبَلٍ، حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيَسْتَتِرُ بِالحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ: أَيَا مُؤْمِنُ، هَذَا كَافِرٌ خَلْفِي فَاقْتُلْهُ "

ص: 488

1373 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، وَالْحَكَمُ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ مُهَاجِرٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«طُوبَى يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ الْعُظْمَى لِحِمْيَرَ وَالْحُمَيْرَاءِ، وَاللَّهِ لَيُعْطِيَنَّهُمُ اللَّهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ، وَإِنْ كَرِهَ النَّاسُ»

ص: 489

1374 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنْ أَبِي دَوْسٍ الْيَحْصِبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، يَقُولُ:«لَتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنَ الشَّامِ كَفْرًا كَفْرًا، وَلَيَجْرِيَنَّ خَاتَمُهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، يَعْنِي الْبَرِيدَ»

ص: 489

1375 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ:" تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا حَتَّى تَغْزُوا أَنْتُمْ وَهُمُ التُّرْكَ وَكَرْمَانَ، فَيَفْتَحُ اللَّهُ لَكُمْ، فَتَقُولُ الرُّومُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَغْضَبُ الْمُسْلِمُونَ فَيَنْحَازُونَ وتَنْحَازُونَ، فَتَقْتَتِلُونَ قِتَالًا شَدِيدًا عِنْدَ مَرْجِ ذِي تُلُولٍ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ تَكُونُ الْمَلَاحِمُ بَعْدَ ذَلِكَ "

ص: 489

1376 -

حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ ذِي مِخْبَرٍ ابْنِ أَخِي النَّجَاشِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تُصَالِحُونَ الرُّومَ عَشْرَ سِنِينَ صُلْحًا آمِنًا، يُوفُونَ لَكُمْ سَنَتَيْنِ، وَيَغْدِرُونَ فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ يَفُونَ أَرْبَعًا وَيَغْدِرُونَ فِي الْخَامِسَةِ، فَيَنْزِلُ جَيْشٌ مِنْكُمْ فِي مَدِينَتِهِمْ فَتَنْفِرُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ إِلَى عَدُوٍّ مِنْ وَرَائِهِمْ، فَيَفْتَحُ اللَّهُ لَكُمْ فَتُنْصَرُونَ بِمَا أَصَبْتُمْ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ، فَيَنْزِلُونَ فِي مَرْجِ ذِي تُلُولٍ فَيَقُولُ: قَائِلُكُمُ: اللَّهُ غَلَبَ، وَيَقُولُ قَائِلُهُمُ: الصَّلِيبُ غَلَبَ، فَيَتَدَاوَلُونَهَا سَاعَةً، فَيَغْضَبُ الْمُسْلِمُونَ وَصَلِيبُهُمْ مِنْهُمْ غَيْرُ بَعِيدٍ، فَيَثُورُ الْمُسْلِمُ إِلَى صَلِيبِهِمْ فَيَدُقُّهُ، فَيَثُورُونَ إِلَى كَاسِرِ صَلِيبِهِمْ، فَيَضْرِبُونَ عُنُقَهُ، فَتَثُورُ تِلْكَ الْعِصَابَةُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ، وَيَثُورُ الرُّومُ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ، فَيَقْتَتِلُونَ فَيُكْرِمُ اللَّهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيُسْتَشْهَدُونَ، فَيَأْتُونَ مَلِكَهُمْ فَيَقُولُونَ: قَدْ كَفَيْنَاكَ حَدَّ الْعَرَبِ وَبَأْسَهُمْ، فَمَاذَا تَنْتَظِرُ؟ فَيَجْمَعُ لَكُمْ حَمْلَ امْرَأَةٍ، ثُمَّ يَأْتِيكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا "

ص: 490

1377 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، عَنْ أَرْطَاةَ، عَنِ الْمُفَرَّجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَشُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:" لَوْلَا ثَلَاثٌ لَأَحْبَبْتُ أَلَّا أَحْيَا: إِحْدَاهُنَّ الْمَلْحَمَةُ الْعُظْمَى، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحَرِّمُ فِيهَا يَوْمَئِذٍ عَلَى كُلِّ حَدِيدَةٍ أَنْ تَجْبُنَ، وَلَوْ ضَرَبَ رَجُلٌ بِسَفُّودٍ لَقَطَعَ، وَالْأُخْرَى لَوْلَا أَنْ أَشْهَدَ فَتْحَ مَدِينَةِ الْكُفْرِ، وَإِنَّ دُونَ فَتَحِهَا الصَّغَارَ وَهَوَانًا كَبِيرًا "

ص: 490

1378 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: بَيْنَمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فِي مَزْرَعَتِهِ بِالْعِجْلَانِ إِلَى جَانِبِ قَيْسَارِيَةَ فِلَسْطِينَ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مُغَبَّرٌ عَلَى فَرَسِهِ، مُسْتَلِمًا فِي سِلَاحِهِ، يُخْبِرُهُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ فَزِعُوا، يَرْجُو أَنْ يَشْهَدَ مَلْحَمَةَ قَيْسَارِيَةَ، فَقَالَ:«إِنَّ» ذَلِكَ لَيْسَ فِي زَمَانِيِ، وَلَا زَمَانِكَ، حَتَّى تَرَى رَجُلًا مِنْ أَبْنَاءِ الْجَبَابِرَةِ بِمِصْرَ يُغْلَبُ عَلَى سُلْطَانِهِ، فَيَفِرُّ إِلَى الرُّومِ، فَيَجِيءُ بِالرُّومِ، فَذَلِكَ أَوَّلُ الْمَلَاحِمِ "

ص: 491

1379 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، مَيْمُونَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَنَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ» لَيَأْرِزَنَّ الْإِيمَانُ إِلَى مَا بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى حُجْرِهَا، وَلَيُجَاوِزُ الْإِيمَانُ الْمَدِينَةَ كَمَا يَجُوزُ السَّيْلُ الدِّمَنَ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ اسْتَغَاثَتِ الْعَرَبُ بِأَعْرَابِهَا فِي مَجْلَبَةٍ لَهُمْ، كَصَالِحِ مَنْ مَضَى، وَخَيْرِ مَنْ بَقِيَ، فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالرُّومُ، فَتَتَقَلَّبُ بِهِمُ الْحُرُوبُ حَتَّى يَرِدُوا عَمْقَ أَنْطَاكِيَةَ فَيَقْتَتِلُونَ بِهَا ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَيَرْفَعُ اللَّهُ النَّصْرَ عَنْ كُلِّ الْفَرِيقَيْنِ حَتَّى تَخُوضَ الْخَيْلُ فِي الدَّمِ إِلَى ثُنَتِهَا، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: أَيْ رَبِّ، أَلَا تَنْصُرْ عِبَادَكَ؟ فَيَقُولُ: حَتَّى يَكْثُرَ شُهَدَاؤُهُمْ، فَيُسْتَشْهَدُ ثُلُثٌ، وَيَصْبِرُ ثُلُثٌ، وَيَرْجِعُ ثُلُثٌ شَاكًّا فَيُخْسَفُ بِهِمْ

⦗ص: 492⦘

، قَالَ: فَتَقُولُ الرُّومُ: لَنْ نَدَعُكُمْ إِلَّا أَنْ تُخْرِجُوا إِلَيْنَا كُلَّ مَنْ كَانَ أَصْلُهُ مِنَّا، فَيَقُولُ الْعَرَبُ لِلْعَجَمِ: الْحَقُوا بِالرُّومِ، فَتَقُولُ الْعَجَمُ: أَنَكْفُرُ بَعْدَ الْإِيمَانِ؟ فَيَغْضَبُونَ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَحْمِلُونَ عَلَى الرُّومِ فَيَقْتَتِلُونَ، فَيَغْضَبُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَضْرِبُ بِسَيْفِهِ، وَيَطْعَنُ بِرُمْحِهِ " قِيلَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، مَا سَيْفُ اللَّهِ وَرُمْحُهُ؟ قَالَ: سَيْفُ الْمُؤْمِنِ وَرُمْحُهُ «، حَتَّى يُهْلِكُوا الرُّومَ جَمِيعًا، فَمَا يَفْلِتُ إِلَّا مُخْبِرٌ، ثُمَّ يَنْطَلِقُونَ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ فَيَفْتَتِحُونَ حُصُونَهَا وَمَدَائِنَهَا بِالتَّكْبِيرِ، حَتَّى يَأْتُوا مَدِينَةَ هِرَقْلَ فَيَجِدُونَ خَلِيجَهَا بَطْحَاءَ، ثُمَّ يَفْتَتِحُونَهَا بِالتَّكْبِيرِ، يُكَبِّرُونَ تَكْبِيرَةً فَيَسْقُطُ أَحَدُ جُدُرِهَا، ثُمَّ يُكَبِّرُونَ أُخْرَى فَيَسْقُطُ جِدَارٌ آخَرُ، وَيَبْقَى جِدَارُهَا الْبَحْرِيُّ لَا يَسْقُطُ، ثُمَّ يَسْتَجِيرُونَ إِلَى رُومِيَّةَ فَيَفْتَتِحُونَهَا بِالتَّكْبِيرِ، وَيَتَكَايَلُونَ يَوْمَئِذٍ غَنَائِمَهُمْ كَيْلًا بِالْغَرَائِرِ» ، إِلَّا أَنَّ الْوَلِيدَ لَمْ يَذْكُرْ جَدَّتَهُ

ص: 491

1380 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، وَابْنُ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ مُعَاوِيَةَ: أَلَا تَقْرَأُ صَحِيفَةً مِنْ صُحُفِ أَخِيكَ كَعْبٍ؟ قَالَ: فَطَرَحَ إِلَيَّ صَحِيفَةً مَكْتُوبٌ فِيهَا: «قُلْ لِصُورَ مَدِينَةِ الرُّومِ، وَهِيَ

⦗ص: 493⦘

تُسَمَّى بِأَسْمَاءٍ كَثِيرَةٍ، قُلْ لِصُورَ بِمَا عَتَتْ عَنْ أَمْرِي، وَتَجَبَّرَتْ بِجَبَرُوتِكَ، تُبَارِي بِجَبَرُوتِكَ جَبَرُوتِي، وَتُمَثِّلِينَ فَلَكَكِ بِعَرْشِي، لَأَبْعَثَنَّ عَلَيْكَ عِبَادِي الْأُمِّيِّينَ، وَوَلَدَ سَبَأٍ أَهْلَ الْيَمَنِ الَّذِينَ يَرِدُونَ الذِّكْرَ كَمَا تَرِدُ الطَّيْرُ الْجِيَاعُ اللَّحْمَ، وَكَمَا تَرِدُ الْغَنَمُ الْعِطَاشُ الْمَاءَ، وَلَأَنْزِعَنَّ قُلُوبَ أَهْلِكَ، وَلَأَشُدَّنَّ قُلُوبَهُمْ، وَلَأَجْعَلَنَّ صَوْتَ أَحَدِهِمْ عِنْدَ الْبَأْسِ كَصَوْتِ الْأَسَدِ، يَخْرُجُ مِنَ الْغَابَةِ فَيَصِيحُ بِهِ الرُّعَاةُ فَلَا تَزِدْهُ أَصْوَاتُهُمْ إِلَّا جُرْأَةً وَشِدَّةً، وَلَأَجْعَلَنَّ حَوَافِرَ خُيُولِهِمْ كَالْحَدِيدِ عَلَى الصَّفَا، لَتُدْرِكَ يَوْمَ الْبَأْسِ، وَلَأَشُدَّنَّ أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ، وَلَأَتْرُكَنَّكِ جَلْحَاءَ لِلشَّمْسِ، وَلَأَتْرُكَنَّكِ لَا سَاكِنَ لَكِ إِلَّا الطَّيْرُ وَالْوَحْشُ، وَلَأَجْعَلَنَّ حِجَارَتَكِ كِبْرِيتًا، وَلَأَجْعَلَنَّ دُخَانَكِ يَحُولُ دُونَ طَيْرِ السَّمَاءِ، وَلَأُسْمِعَنَّ جَزَائِرَ الْبَحْرِ صَوْتَكَ، فِي وَعِيدٍ كَثِيرٍ لَمْ يَحْفَظْهُ كُلَّهُ»

ص: 492

1381 -

قَالَ ابْنُ عَيَّاشٍ: وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:«أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى شُهَدَاءُ الْبَحْرِ، وَشُهَدَاءُ أَعْمَاقِ أَنْطَاكِيَةَ، وَشُهَدَاءُ الدَّجَّالِ»

ص: 493

1382 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«إِنَّ» قُبُورَ شُهَدَاءِ الْمَلْحَمَةِ الْعُظْمَى لَتُضِيءُ فِي قُبُورِ شُهَدَاءِ مَنْ قَتَلَهُمْ "

ص: 493

1384 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«إِنَّ» لِلَّهِ تَعَالَى فِي الرُّومِ ثَلَاثَ ذَبَائِحَ، أَوَّلُهُنَّ الْيَرْمُوكُ، وَالثَّانِيَةُ فينقس، يَعْنِي التَّمْرَةَ، وَهِيَ حِمْصُ، وَالثَّالِثَةُ الْأَعْمَاقُ "

ص: 494

1385 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هَزَّانَ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«لَا تُفْتَحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ حَتَّى تُفْتَحَ كُلْيَتُهَا» ، قِيلَ: وَمَا كُلْيَتُهَا؟ قَالَ: عَمُّورِيَّةُ "

ص: 494

1386 -

قَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:" لَا تُفْتَحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ حَتَّى يُفْتَحَ نَابُهَا، قِيلَ: وَمَا نَابُهَا؟ قَالَ: عَمُّورِيَّةُ " قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ عَنْ كَعْبٍ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: كَلْبُهَا

ص: 494

1387 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَمْرٍو الْأُحْمُوسِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«عَمُّورِيَّةُ كَلْبَةُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا تَهَارُّ دُونَهَا»

ص: 495

1388 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«مَا أُحِبُّ أَنْ أَبْقَى، بَعْدَ فَتْحِ مَدِينَةِ هِرَقْلَ، إِنَّ أَبْوَابَ الشَّرِّ تُفْتَحُ حِينَئِذٍ، وَرُبَّ هَوَانٍ وَصَغَارٍ مَعَ فَتْحِهَا»

ص: 495

1389 -

قَالَ شُرَيْحٌ: فَحَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ: «وَلَا تَسْتَعْجِلُونَ بِفَتْحِ مَدِينَةِ هِرَقْلَ، فَرُبَّ هَوَانٍ وَصَغَارٍ عِنْدَ فَتْحِهَا»

ص: 495

1391 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«تُفْتَحُ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ»

ص: 495

قَالَا جَمِيعًا: وَأَخْبَرَنَا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحٍ، وَأَبِي الْمُثَنَّى الْأُمْلُوكِيِّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«تُفْتَحُ عَلَى يَدَيْ وَلَدِ سَبَأٍ، وَوَلَدِ قَاذِرٍ» فَلَمْ يَذْكُرْ بَقِيَّةُ أَبَا الْمُثَنَّى

ص: 495

وَقَالَ بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنْ كَعْبٍ، «الَّذِي تَكُونُ عَلَى يَدَيْهِ الْمَلَاحِمُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِرَقْلَ، يُقَالُ لَهُ طَبْرُ، يَعْنِي طَبَارَةَ»

ص: 495

1392 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْخَامِسُ مِنْ آلِ هِرَقْلَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ طَبْرُ، عَلَى يَدَيْهِ تَكُونُ الْمَلَاحِمُ»

ص: 496

1394 -

قَالَ وأنا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ، يَقُولُ:«إِذَا أَتَاكُمْ خَبَرُ الدَّجَّالِ وَأَنْتُمْ فِيهَا فَلَا تَدَعُوا غَنَائِمَكُمْ، فَإِنَّ الدَّجَّالَ لَمْ يَخْرُجْ»

ص: 496

1395 -

قَالُوا وَأََنَا صَفْوَانُ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ:«إِذَا كَانَ بَيْنَ الدَّرْبِ وَالْعَرِيشِ مَأْدُبَةُ أَهْلِ بَيْتٍ وَاحِدٍ فَقَدْ دَنَا فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ»

ص: 496

1396 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، وَالْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْفِتْنَةُ السَّادِسَةُ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ عَلَى ثَمَانِينَ غَايَةً» قُلْتُ: وَمَا الْغَايَةُ؟ قَالَ: «الرَّايَةُ، تَحْتَ كُلِّ رَايَةٍ اثْنَا عَشْرَ أَلْفًا»

ص: 496

1397 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، عَنْ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«الَّذِي تَكُونُ عَلَى يَدَيْهِ الْمَلَاحِمُ مِنْ آلِ هِرَقْلَ يُقَالُ لَهُ طَبْرُ، يَعْنِي طَبَارَةَ»

ص: 497

1398 -

حَدَّثَنَا أَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَيْسَرَةُ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، حَدَّثَهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ:«لَيَخْرُجُنَّ مِنْهَا كَفْرًا كَفْرًا» ، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:" أَوَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عز وجل: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105] ، وَهَلِ الصَّالِحُونَ إِلَّا نَحْنُ "

ص: 497

1399 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَسِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:«يَنْهَزِمُ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ الثُّلُثُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأُولَئِكَ شِرَارُ الْبَرِيَّةِ عِنْدَ اللَّهِ»

ص: 497

1400 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:«إِذَا عُبِدَتْ ذُو الْخَلَصَةِ، صَنَمٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كَانَ ظُهُورُ الرُّومِ عَلَى الشَّامِ»

ص: 497

1401 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«يَا مَعْشَرَ قَيْسٍ، أَحِبِّي يَمَنًا، وَيَا مَعْشَرَ الْيَمَنِ أَحِبِّي قَيْسًا، فَيُوشِكُ أَنْ لَا يُقْتَلَ عَلَى هَذَا الدِّينِ غَيْرُكُمَا» قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَيْسٌ فُرْسَانُ النَّاسِ يَوْمَ الْمَلَاحِمِ، وَالْيَمَنُ رَجَاءُ الْإِسْلَامِ»

ص: 497

1402 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِذَا وَقَعَتِ الْمَلَاحِمُ خَرَجَ بَعْثٌ مِنْ دِمَشْقَ مِنَ الْمَوَالِي هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا، وَأَجْوَدُهُ سِلَاحًا، يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهِمُ الدِّينَ»

ص: 498

1403 -

حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ الدِّمَشْقِيِّ، قَالَ:«لَا تَدَعُ الرُّومُ عَلَى السَّاحِلِ أَيَّامَ الْمَلَاحِمِ مَاءً إِلَّا عَسْكَرُوا عَلَيْهِ»

ص: 498

1404 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا وَقَعَتِ الْمَلَاحِمُ خَرَجَ مِنْ دِمَشْقَ بَعْثٌ هُمْ خِيَارُ عِبَادِ اللَّهِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ»

ص: 498

1405 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ» اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَنِي فَارِسَ، ثُمَّ الرُّومَ، ثُمَّ نِسَاءَهُمْ أَبْنَاءَهُمْ وَلَأْمَتَهُمْ وَكُنُوزَهُمْ، وَأَمَدَّنِي بِحِمْيَرَ أَعْوَانًا "

ص: 498

ص: 498

ص: 499

1408 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ الْكَلَاعِيِّ، سَمِعَ أَبَا وَهْبٍ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدٍ، سَمِعَ مَكْحُولًا، يَقُولُ:«الْمَلَاحِمُ عَشْرٌ، أَوَّلُهَا مَلْحَمَةُ قَيْسَارِيَةَ فِلَسْطِينَ، وَآخِرُهَا مَلْحَمَةُ عَمْقِ أَنْطَاكِيَةَ»

ص: 499

1409 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ:«يُوشِكُ أَنْ يَخْرُجَ حَمَلُ الضَّأْنِ ثَلَاثَ مِرَارٍ» ، قُلْتُ: مَا حَمَلُ الضَّأنِ؟ قَالَ: " رَجُلٌ أَحَدُ أَبَوَيْهِ شَيْطَانٌ، يَمْلُكُ الرُّومَ، يَجِيءُ فِي أَلْفِ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِائَةِ أَلْفِ فِي الْبَرِّ، وَخَمْسِ مِائَةِ أَلْفٍ فِي الْبَحْرِ، حَتَّى يَنْزِلَ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا الْعَمْقُ، فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: إِنَّ لِيَ فِي سُفُنِكُمْ طَلِبَةً، فَإِذَا نَزَلُوا عَنْهَا أَمَرَ بِهَا فَأُحْرِقَتْ، ثُمَّ يَقُولُ: لَا قُسْطَنْطِينِيَّةَ لَكُمْ، وَلَا رُومِيَّةَ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُقِمْ، وَيَسْتَمِدُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ حَتَّى تَسْتَفْتِحُوا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ الزَّانِيَةَ، إِنِّي لَأَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى الزَّانِيَةَ

⦗ص: 500⦘

، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: لَا غُلُولَ الْيَوْمَ "

ص: 499

1411 -

حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ:«تَغْلِبُ الرُّومُ فِي الْمَلْحَمَةِ الصُّغْرَى عَلَى سَهْلِ الْأُرْدُنِّ، وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ»

ص: 500

1412 -

حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ لوعان، قَالَ: شَهِدْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي زَيْنَبَ يَقُولُ: «إِذَا خَرِبَتْ قُبْرُسُ فَابْكِ أَيَّامَ حَيَاتِكَ عَلَى نَفْسِكَ»

ص: 500

1413 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ أَرْطَاةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُهَاجِرُ بْنُ حَبِيبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْخَامِسُ مِنْ آلِ هِرَقْلَ عَلَى يَدَيْهِ تَكُونُ الْمَلَاحِمُ» قَالَ أَرْطَاةُ: فَوَلِيَ أَرْبَعَةٌ مِنْ آلِ هِرَقْلَ، قَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فَبَقِيَ الْخَامِسُ، قَالَ أَرْطَاةُ: لَمْ يَجِئِ الْخَامِسُ إِلَى الْآنَ بَعْدُ

ص: 500

1414 -

حَدَّثَنَا رُدَيْحُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " يَلِي الرُّومَ امْرَأَةٌ فَتَقُولُ: اعْمَلُوا لِي أَلْفَ سَفِينَةٍ

⦗ص: 501⦘

أَفْضَلَ أَلْوَاحٍ عُمِلَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، ثُمَّ اخْرُجُوا إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَتَلُوا رِجَالَنَا، وَسَبُّوا نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَإِذَا فَرَغُوا مِنْهَا قَالَتِ: ارْكَبُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَإِنْ لَمْ يَشَأْ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا فَيَقْصِمَهَا بِقَوْلِهَا: وَإِنْ لَمْ يَشَأْ، ثُمَّ يُعْمَلُ لَهَا أَلْفٌ أُخْرَى مِثْلُهَا، ثُمَّ تَقُولُ مِثْلَ قَوْلِهَا، وَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهَا رِيحًا فَيَقْصِمَهَا، ثُمَّ يُعْمَلُ لَهَا أَلْفٌ أُخْرَى، فَتَقُولُ: ارْكَبُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَيَخْرُجُونَ فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى تَلِّ عَكَّا، فَيَقُولُونَ: هَذِهِ بِلَادُنَا وَبِلَادُ آبَائِنَا، ثُمَّ يُرْسِلُونَ النَّارَ فِي سُفُنِهِمْ فَيَحْرِقُونَهَا، وَالْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَيَكْتُبُ الْوَالِي إِلَى أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَأَهْلِ مِصْرَ، وَأَهْلِ الْيَمَنِ، فَيَجِيءُ رُسُلُهُ فَيَقُولُونَ: نَتَخَوَّفُ أَنْ يَنْزِلَ بِنَا مِثْلُ مَا نَزَلَ بِكُمْ، وَتَمُرُّ رُسُلُهُ عَلَى حِمْصَ وَقَدْ أَغْلَقَ أَهْلُهَا عَلَى مَنْ فِيهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَيَقْتُلُونَ فِيهَا امْرَأَةً وَيُلْقُونَهَا مِمَّا يَلِي الْحَائِطَ خَارِجًا، قَالَ: فَيَكْتُمُ الْوَالِي أَمْرَ حِمْصَ، ثُمَّ يَقُولُ لِلْمُسْلِمِينَ: اخْرُجُوا إِلَى عَدُوِّكُمْ فَمُوتُوا وَأَمِيتُوا، فَيَقْتَتِلُونَ قِتَالًا شَدِيدًا، فَيُقْتَلُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثُلُثٌ، وَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ، فَيَقَعُونَ فِي مَهِيلٍ مِنَ الْأَرْضِ، وَيُقْبِلُ الثُّلُثُ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْهَا إِلَى الْمُوجِبِ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ، وَالْمُوجِبُ أَرْضٌ فِيهَا عُيُونٌ، وَيَخْرُجُ فِيهِ حَشِيشٌ مِنْ نَبْتِ الْأَرْضِ، فَيَنْزِلُ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ، وَيُقْبِلُ أَعْدَاءُ اللَّهِ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ يَقُولُ: اذْهَبُوا فَقَاتِلُوا بَقِيَّةَ عَبِيدِي الَّذِينَ بَقَوْا، فَيَقُولُ وَالِي الْمُسْلِمِينَ لِمَنْ مَعَهُ: اخْرُجُوا إِلَى عَدُوِّكُمْ، قَالَ: فَيَبْكُونَ وَيَتَضَرَّعُونَ إِلَى اللَّهِ عز وجل، فَيَوْمَئِذٍ يَغْضَبُ اللَّهُ لِدِينِهِ

⦗ص: 502⦘

فَيَطْعَنُ بِرُمْحِهِ، وَيُضْرَبُ بِسَيْفِهِ، وَيُسَلِّطُ اللَّهُ الْحَدِيدَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، حَتَّى لَا يُبَالِي الرَّجُلُ صِمْصَامَةٌ كَانَتْ مَعَهُ أَوْ غَيْرُهَا، قَالَ: فَيَقْتُلُونَ فِي الْغَوْرِ، فَيَقْتَتِلُونَ قِتَالًا شَدِيدًا، فَيُقْتَلُ الْعَدُوُّ يَوْمَئِذٍ فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ إِلَّا شِرْذِمَةٌ يَسِيرَةٌ يَلْحَقُونَ بِجَبَلِ لُبْنَانَ، وَالْمُسْلِمُونَ خَلْفَهُمْ يَطْرُدُونَهُمْ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ آدَمُ مُعْتَقِلٌ رُمْحَهُ، حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى النَّهَرِ الَّذِي عِنْدَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ نَزَلَ الْوَالِي لِيَتَوَضَّأَ وَيُصَلِّي، فَيَتَأَخَّرُ الْمَاءُ عَنْهُ، ثُمَّ يَطْلُبُهُ فَيَتَأَخَّرُ، فَإِذَا رَأَى ذَلِكَ رَكِبَ دَابَّتَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا هَؤُلَاءِ، هَذَا أَمْرٌ يُرِيدُهُ اللَّهُ، هَلُمُّوا فَأَجِيزُوا، فَيُجِيزُونَ، حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى حَائِطِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، ثُمَّ يُكَبِّرُونَ تَكْبِيرَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَيَسْقُطُ مِنْهَا اثْنَا عَشَرَ بُرْجًا، فَيَوْمَئِذٍ تُقْتَلُ رِجَالُهَا، وَتُسْبَى نِسَاؤُهَا، وَتُؤْخَذُ أَمْوَالُهَا، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ أَتَاهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ بِالشَّامِ، فَيَخْرُجُ الْقَوْمُ، فَمَنْ كَانَ أَخَذَ نَدِمَ أَلَّا يَكُونَ اسْتَزَادَ لِسِنِينَ تَكُونُ أَمَامَ الدَّجَّالِ، فَيَجِدُونَهُ لَمْ يَخْرُجْ، فَقَلَّ مَا يَلْبَثُ حَتَّى يَخْرُجَ "

ص: 500

1415 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: مَتَى فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ؟ قَالَ: " لَا تُفْتَحُ حَتَّى يَكُونَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَهُمْ صُلْحٌ فَيَغْزُونَ جَمِيعًا، فَيَنْصَرِفُونَ وَقَدْ غَنِمُوا، حَتَّى يَنْزِلُوا مَرْجَهَا، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْهُمُ الصَّلِيبَ فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَقُومُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَضْرِبُ صَلِيبَهُمْ فَيَدُقُّهُ، وَيَثُورُ الْمُسْلِمُونَ وَهُمْ فَيَقْتَتِلُونَ، فَيَفْتَحُ اللَّهُ لَهُمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ فَتْحُهَا "

ص: 502

1416 -

قَالَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي فَارِسَ وَنِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَسِلَاحَهُمْ، وَأَعْطَانِي الرُّومَ وَنِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ وَسِلَاحَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، وَأَمَدَّنِي بِحِمْيَرَ»

1417 -

قَالَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ: " لَيَدْخُلَنَّ الْعَدُوُّ أَنْطَرَسُوسَ صَلَاةَ الْغَدَاةِ مِنَ الرُّومِ، فَلَيُقْتَلَنَّ تَحْتَ دَالِيَتِهَا ثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يَبْلُغُ نُورُهُمُ الْعَرْشَ

ص: 503

1418 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْفَرَجِ بْنِ يُحْمِدٍ، عَنْ بَعْضِ، أَشْيَاخِ قَوْمِهِ قَالَ:" كُنَّا مَعَ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفٍ الْغَامِدِيِّ حَتَّى أَتَيْنَا بَابَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ بَابَ الذَّهَبِ فِي ثَلَاثَةِ آلَافِ فَارِسٍ، مِنْ نَاحِيَةِ الْبَحْرِ، حَتَّى جُزْنَا النَّهَرَ أَوِ الْخَلِيجَ، قَالَ: فَفَزِعُوا وَضَرَبُوا نَوَاقِيسَهُمْ، ثُمَّ قَالُوا: مَا شَأْنُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ؟ قُلْنَا: جِئْنَا إِلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا لِيُخْرِبَهَا اللَّهُ عَلَى أَيْدِينَا، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي أَكَذِبَ الْكِتَابُ أَمْ أَخْطَأْنَا الْحِسَابَ، أَمِ اسْتَعْجَلْتُمُ الْقَدَرَ، وَاللَّهِ إِنَّا لِنَعْلَمُ أَنَّهَا سَتُفْتَحُ يَوْمًا، وَلَكِنْ لَا نَرَى أَنَّ هَذَا زَمَانُهَا "

ص: 503

1419 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«إِذَا رَأَيْتَ هَمْدَانَ الْمَشْرِقِ وَقَدْ نَزَلَتْ بَيْنَ الرَّسْتَنِ وَحِمْصَ فَهُوَ حُضُورُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ» ، قُلْتُ: وَمَا يُنْزِلُهُمُ الرَّسْتَنَ؟

⦗ص: 504⦘

1420 -

قَالَ: «غَدْرٌ مِنْ وَرَائِهِمْ»

ص: 503

قَالَ الْوَلِيدُ، وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:«سَتَنْتَقِلُ مَذْحِجٌ وَهَمْدَانُ مِنَ الْعِرَاقِ حَتَّى يَنْزِلُوا قِنَّسْرِينَ»

ص: 504

1421 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:«يُجَيِّشُ الرُّومُ، فَيَسْتَمِدُّ أَهْلُ الشَّامِ وَيَسْتَغِيثُونَ، فَلَا يَتَخَلَّفُ عَنْهُمْ مُؤْمِنٌ،» قَالَ: " فَيَهْزِمُونَ الرُّومَ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِمْ إِلَى أُسْطُوَانَةٍ قَدْ عُرِفَ مَكَانُهَا، فَبَيْنَا هُمْ عِنْدَهَا إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي عِيَالِكُمْ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ نَحْوَهُ "

ص: 504

1422 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي مَهْدِيٍّ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ:«إِذَا رَأَيْتَ مَا بَيْنَ الْعَرِيشِ إِلَى الْفُرَاتِ مَأْدُبَةَ أَهْلِ بَيْتٍ وَاحِدٍ فَذَلِكَ عَلَامَةُ الْمَلَاحِمِ»

ص: 504

1423 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«عَلَى يَدَيِ الْيَمَانِيِّ الَّذِي يَقْتُلُ قُرَيْشًا»

ص: 504

1424 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَرْطَاةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«عَلَى يَدَيْ ذَلِكَ الْيَمَانِيِّ تَكُونُ مَلْحَمَةُ عَكَّا الصُّغْرَى، وَذَلِكَ إِذَا مَلَكَ الْخَامِسُ مِنْ آلِ هِرَقْلَ»

ص: 504

1425 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا مَلَكَ الْعَتِيقَانِ: عَتِيقُ الْعَرَبِ، وَعَتِيقُ الرُّومِ، كَانَتْ الْمَلَاحِمُ عَلَى أَيْدِيهِمَا " قَالَ أَبُو قَبِيلٍ: تَكُونُ الْمَلَاحِمُ عَلَى يَدَيْ طَبَارِسَ بْنِ أَطِيطَنيَانَ بْنِ الْأَخْرَمِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ بْنِ هِرَقْلَ

ص: 505

1426 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ الرُّومِ هُدْنَةٌ فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ فِي حَمْلِ امْرَأَةٍ، يَأْتُونَ فِي ثَمَانِينَ غَايَةٍ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، حَتَّى يَنْزِلُوا بَيْنَ يَافَا وَعَكَّا، فَيَحْرِقُ صَاحِبُ مَمْلَكَتِهِمْ سُفُنَهُمْ، يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: قَاتِلُوا عَنْ بِلَادِكُمْ، فَيَلْتَحِمُ الْقِتَالُ، وَيَمُدُّ الْأَجْنَادُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يَمُدَّكُمْ مَنْ بِحَضْرَمَوْتَ مِنَ الْيَمَنِ، فَيَوْمَئِذٍ يَطْعُنُ فِيهِمُ الرَّحْمَنُ بِرُمْحِهِ، وَيُضْرَبُ فِيهِمْ بِسَيْفِهِ، وَيَرْمِي فِيهِمْ بِنَبْلِهِ، وَيَكُونُ مِنْهُ فِيهِمُ الذَّبْحُ الْأَعْظَمُ "

ص: 505

1427 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ الْمُيَتَّمِيِّ، عَنْ كَعْبٍ، أَنَّهُ " أَتَى مَجْمَعَ النَّاسِ عِنْدَ بَابِ الْيَهُودِ لِلْفِطْرِ وَالْأَضْحَى، فَاسْتَقْبَلَ الْمَدِينَةَ فَبَكَى، ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى بَابَ الْمُغْلَقِ فَاسْتَقْبَلَهُ فَبَكَى كَأَشَدِّ الْبُكَاءِ، ثُمَّ أَتَى بَابَ الْمُغْلَقِ دُونَ بَابِ الرَّسْتَنِ فَاسْتَقْبَلَهُ فَبَكَى كَأَشَدِّ الْبُكَاءِ، ثُمَّ أَتَى بَابَ الشَّرْقِيِّ فَوَقَفَ بَيْنَ الْحَنِيَّةِ وَالْبَابِ وَضَحِكَ كَأَشَدِّ

⦗ص: 506⦘

الضَّحِكِ، وَفَرِحَ كَأَشَدِّ الْفَرَحِ، وَقَالَ:«اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، وَهَلَّلَ اللَّهَ، وَحَمِدَهُ وَسَبَّحَهُ وَكَبَّرَهُ» ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، مَاذَا أَبْكَاكَ فِي مَوَاقِفَ بَكَيْتَ فِيهَا، وَأَضْحَكَكَ هَاهُنَا، وَأَفْرَحَكَ؟ فَقَالَ:" إِنَّ أَهْلَ هَذِهِ الْمَدِينَةِ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ يُسْتَنْفَرُونَ إِلَى سَاحِلِهِمْ إِلَى عَدُوٍّ يَأْتِيِهِمْ مِنْ قِبَلِهِ، فَلَا يَبْقَى فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ يَحْمِلُ السِّلَاحَ إِلَّا نَفَرَ إِلَى السَّاحِلِ، وَأَنَّ أَهْلَهَا مِنَ الْكُفَّارِ يَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُونَ: قَدْ جَاءَكُمْ مَدَدُكُمْ وَقَهَرْتُمْ مَنْ فِي مَدِينَتِكُمْ، فَأَغْلَقُوهَا عَلَى مَنْ فِيهَا مِنْ ذَرَارِيِّ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِيهِمْ، وَيَفْتَحُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ وَيَنْصُرُهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمُ الَّذِي أَتَاهُمْ، فَيُخْبِرُونَ أَنَّهُ قَدْ أُغْلِقَ عَلَى نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، فَيُقْبِلُونَ حَتَّى يَقِفُوا مَوْقِفِي الْأَوَّلِ فَيُنَاشِدُونَهُمُ اللَّهَ فِي الْعَهْدِ وَالذِّمَّةِ فَلَا يَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا يَفْتَحُونَ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتُونَ مَوْقِفِي هَذَا الثَّانِي فَيُنَاشِدُونَهُمُ اللَّهَ وَالذِّمَّةَ وَالْعَهْدَ فَلَا يَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ بِشَيْءٍ، وَيَقْذِفُونَ إِلَيْهِمْ بِرَأْسِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ، ثُمَّ يَأْتُونَ مَوْقِفِي هَذَا الثَّالِثَ فَيُنَاشِدُونَهُمُ اللَّهَ وَالذِّمَّةَ فَلَا يَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا يَفْتَحُونَ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتُونَ مَوْقِفِي هَذَا الرَّابِعَ كَذَلِكَ، فَإِذَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ ذَلِكَ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتَغَاثُوا بِهِ، وَاسْتَنْصَرُوهُ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَا يَبْقَى فِي هَذَا الْبَابِ عُودٌ وَلَا حَدِيدٌ وَلَا مِسْمَارٌ إِلَّا تَنَصَّلَ وَتَسَاقَطَ، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ، فَلَا يَذَرُونَ فِيهَا نَفْسًا مِنَ الْكُفَّارِ مِمَّنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَوَاسِي إِلَّا ضَرَبُوا عُنُقَهُ، فَيَوْمَئِذٍ تَبْلُغُ دِمَاؤُهُمْ ثُنَنَ خُيُولِهِمْ تَحْتَ مَجْمَعِ الْأَسْوَاقِ "

ص: 505