الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أوّلاً: لِما بيّنا في معنى الآية أنها لا تفيد دوام الصلاة من الله عز وجل واستمرارها، بحيث تستحيل الزيادة.
وثانيًا: لأنَّ الله عز وجل أمرنا فيها أن نصلِّي عليه صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يذكر آله.
وثالثًا: لو كان الأمر كما ذكر لكان ينبغي أن يُقال: اللهم صل على آل محمد كما صليت على آل إبراهيم. وتُترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنّها كتحصيل الحاصل على زعمه مع ما فيها من الإيهام.
ورابعًا: أنّ الآل من أول الداخلين في قوله عز وجل: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} [الأحزاب: 43]. و {يُصَلِّي} صيغة مضارع، وحينئذ فتكون الصلاة عليهم أيضًا في زعم السنْدي تحصيلَ حاصلٍ، أو "كتحصيل الحاصل" كما عبّر هو، أعني بكاف المغالطة!
والحاصل أنّ هذا القول من السنْدي ــ رحمه الله ــ غفلة محضة. والله أعلم
(1)
.
* * * *
[تعليق الشيخ على كلام الفراهي في كتابه "الرأي الصحيح في مَن هو الذبيح
"]
استدلّ العلَّامة الفراهي في كتابه "الرأي الصحيح في مَن هو الذبيح"
(2)
على أن الذبيح إسماعيلُ بما في التوراة الموجودة أن الذبح كان عند تَلِّ "مورة"، وفي موضع آخر ما يدل أن "مورة" في أرض المديانيين. وفي
(1)
مجموع [4719].
(2)
(ص 60).
"التكوين" إصحاح 37 جملة 25 وما بعدها:
"ثم جلسوا ليأكلوا طعامًا، وإذا قافلة إسماعيليين .... فقال يهوذا: تعالوا: فنبيعه إلى الإسماعيليين
…
واجتاز رجال مديانيون تجار، فسحبوا يوسف وأصعدوه من البئر، وباعوا يوسف للإسماعيليين" اهـ.
ففهم الفراهي أن ضمير "سحبوا" لإخوة يوسف، والمديانيون هم الإسماعيليون، ولكن في هذا نظر ظاهر؛ إذ لو كان المراد بالمديانيين نفس الإسماعيليين لقيل:"واجتاز المديانيون" أو نحو ذلك لتقدُّمِ ذكرهم.
وأوضح من هذا أن في هذا السياق:
"ورجع راوبين إلى البئر، وإذا يوسف ليس في البئر، فمزّق ثيابه ثم رجع إلى إخوته وقال: الولد ليس موجودًا".
وراوبين أحد الإخوة. فظهر مما ذُكر أن الإخوة عَزَموا على أن يُصعدوا يوسف ويبيعوه في الإسماعيليين، ولكن سبقهم المديانيون، فأصعدوا يوسف وباعوه في الإسماعيليين.
ثمَّ رأيت عجبًا، وهو أن بعد ذلك في السياق:
"وأما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصيّ فرعون رئيس الشُرَط".
فهذا يؤيد ما قال الفراهي. وعلى كل حال، فالكلام غير منتظم.
وفي أول الإصحاح 39:
"وأما يوسف فأُنزل إلى مصر، واشتراه فوطيفار خصيّ فرعون رئيس الشُرَط رجل مصري من يد الإسماعيليين الذين أنزلوه إلى هناك".