الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تنبيهات على أبياتٍ لامرئ القيس]
* قوله
(1)
:
أرى أم عمرو دمعُها قد تحدَّرا
…
بكاءً على عمرٍو وما كان أصبرا
جعل بعض شراح الشواهد
(2)
«أرى» بَصَرية، وهو مردود بأن البيت لامرئ القيس من قصيدة قالها بعد مجاوزته الدرب هو وصاحبه عمرو بن قميئة يقول فيها:
بكى صاحبي لمَّا رأى الدربَ دونه
…
وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينُك إنما
…
نحاول ملكًا أو نموتَ فنعذرا
وأم عمرو حينئذ في وطنها ترعى إبلها بدليل بكائها على عمرو، وإنما تبكي عليه إذا كان فارقها، فأما إذا كانت معه فلماذا تبكي؟ مع أنه لا يعقل أن امرئ القيس وصاحبه في ذهابهما إلى قيصر يحملان معهما تلك العجوز. إذا تقرر لك هذا علمت أن الرؤية البَصَرية في تلك الحال محال. وامرؤ القيس لا يدعي علم الغيب، فـ «أرى» قلبية قطعًا. أفدته بزنجبار. هـ ك
(3)
.
(1)
أي امرئ القيس في ديوانه (744).
(2)
هو بدر الدين العيني في «المقاصد النحوية» : (3/ 670 بهامش «خزانة الأدب»).
(3)
أي: انتهى للكاتب. مجموع [4657].
* قوله
(1)
:
والله لا يذهب شيخي باطلاً
…
حتى أُبير مالكًا وكاهلا
القاتلين المَلِك الحُلاحِلا
…
خير مُعِدٍّ حسبًا ونائلا
كان يجري على ألسنتنا ضبط مَعَدّ بفتحتين فتشديد على أنه معد بن عدنان، و «حسبا ونائلا» تمييز، ثم تنَّبهت لأن الشعر لامرئ القيس بن حجر الكندي، والمراد بالمَلِك الحُلاحِل أبوه، وكندة يمانية لا من معد بن عدنان، ولا أعرف مَعَدًّا من آباء اليمن، فعلمت أنه مُعِدٍّ بضمَّةٍ فكسرةٍ فتشديد، اسم فاعل من الإعداد، وأصله:(مُعْدِد) فأدغم الدال في الدال فالتقى ساكنان فكُسِرَ أولها، وهو العين فصار مُعِدٍّ بوزن مُحِبٍّ، وهو اسم فاعل، وفاعله فيه، و «حسبًا ونائلًا» مفعوله، والمراد: خير مَلِكٍ مُعِدٍّ حسبًا ونائلًا، أو نحو ذلك.
ثم ذكرت هذا لبعض الفضلاء بأن سألته عن الأبيات فأملاها «خير مَعَدّ» بفتحتين فَشَدّ، فذكرت له الاعتراض وما ظهر لي فوافقني على ذلك، ثم قال: ويمكن أن يكون (خيرَ) بالنصب نعتًا لـ (مالكًا وكاهلا) وهما من معدّ بن عدنان.
فقلت له: هذا بعيد، أولًا لأن الرواية أن هذا الشطر:(خير معد حسبًا ونائلا) بعد قوله: (القاتلين الملك الحُلاحِلا)، وهذا يدل أنه من تمام وصف الملك الحلاحل، ويبعد الرجوع به إلى ما قبله.
(1)
ديوانه (554). والبيتان بهذا السياق والترتيب من رواية الأصمعي، واللفظة التي علق عليها المؤلف «خير معد» هي في غير رواية الأصمعي:«خير شيخ» وهي تؤيد ما ذهب إليه من المعنى.